الكنـــــــــــــــــــــز ....
تخيل كثيرا وسرح بفكره المحدود وهو يمشي على الشاطيء الهادي .. الا من اصوات بعض النوارس المتناثرة.. وطار بعيدا لعالم من الأحلام .. متى سيخرج من دائرة الفقر المظلمة ؟ .. أعتاد أن يسال نفسه ويأمل يوما ما أن يصبح غنيا ..ويترفه ابناءه بماله وحلاله .. اصطدمت قدمه بإناء فخاري مزخرف كبير على الشاطيء ..تأمله وحمله بين يديه ..حدث نفسه كثيرا .. لا يوجد لديه أدنى شك أن ذلك الاناء يحتوي على كنز..وربما مال وفير ..قد يعود لسفينة تجارية غرقت في عرض هذا البحر ... أسرع الى منزله حاملا الاناء خشية ان يعترض طريقه اي من اللصوص .. دخل المنزل وسرد لاسرته الفقيرة قصة هذا الاناء .. تسرب الخبر الى اهل القرية .. دخل عليه تاجر القرية..مبتسما على غير عادته .. مؤمنا هو الاخر ان ما بداخل الاناء كنز عظيم ... اتفق التاجر مع الفقير لشراء ما بداخل الاناء بثمن مجز..فوافق الفقير على الفور .. في صباح اليوم التالي جاء تجار آخرون وعرضوا على الفقير بيع الاناء مقابل بناء منزل فاخر له ..الا ان الفقير رفض العرض ..كما رفض عرض آخر من تاجر آخر لشراء الاناء مقابل شراء قارب صيد له .. وتوافد العديد من اهل القرية الى منزل الفقير للرغبة في مشاهدة إناء الكنز .. من باب الفضول .. وفي مساء اليوم التالي اتفق التاجر مع الفقير على كسر الاناء ونبش الكنز .. وبالتالي تسليم الفقير قيمة الكنز دون علم احد حتى اسرته وابناءه ...وفي غرفة منعزلة بمنزل التاجر .. جلس الفقير وبقربه التاجر ويتوسط الغرفة ذلك الاناء المزخرف .. فأغلق التاجر باب الغرفة بشكل محكم حتى لا يدخل عليهما أحد .. فبادر التاجر بكسر الاناء لكشف ما بداخله من كنوز ..فخرج من الاناء المكسور شيئا غريبا ملتويا على نفسه ...انتزق الفقير وكذلك التاجر .. انه ثعبان ضخم ... يبدو انه كان في سبات عميق بداخل هذا الاناء ...هرب التاجر ومعه الفقير باتجاه الباب ..الا ان التاجر احكم الباب بقفل لا يذكر اين مفتاحه ..بينما الثعبان يتمدد في تلك الغرفة الصغيرة ...فهاجم التاجر فعضه عضة سقط على اثرها مغشيا عليه .. وكذلك نال الفقير نصيبه من عضة الثعبان الضخم ..حينها أدركا الاثنين ثمن جشعهما وطمعهما ..وضياع رأس المال.. وتذكر الفقير عروض التجار الاخريين لشراء منزلا او قارب صيد له مقابل بيع الاناء المزخرف .. ضاعت احلامهما وتبددت في لحظة مؤلمة .. لا ينفع ندم فيها ولا عتاب ..بينما زحف الثعبان خارجا عبر فتحة النافذة ....

بقلمي/ ناصر الضامري