رسالة الى ابي
رغم نواميس الظلام .. اثقال الزمن .. الحرمان .. سنوات الصبر .. مرارة الانتظار .. يعرفني منذ الصغر ..أقلده في كل صغيرة وكبيرة.. رافع الرأس .. بكل شموخ.. منذ أن غرس في روحي بذور الحب .. امل مشرق .. لغد مشرق .. مضى الليل والظلام.. مضى مهزوما مدحورا .. انه العزم يا ابي .. انها ميلاد حرية بيضاء .. انه صباح العيد .. أقبل رأسك .. اناملك الطاهرة .. وقار لحيتك .. كبريائك .. اتذكر لحظة الميلاد .. كنت بعيدا هناك .. روحك معنا .. تعلمني ابجديات العيش .. ابجد هوز الحياة.. ميثاق الشرف .. تاسرني سماك الصافية .. نفحات ايمانك .. افاق بلا حدود .. نجوم تملا السماء .. باب الصبر والايمان .. ربيع الالوان.. تسكن حنايا روحي .. تسمو بانسانيتك .. كلمات لم تنصفك بعد.. لسمو مقامك وقدرك .. لانك قدوة أبدية .. وطريق عمري .. وملاذ صبري .. ستبقى رمزا خالدا.. تشبه اسمك .. مباركة خطواتك .. لم يعرفوك بعد .. لم يقراوا تاريخك .. وجذورك .. اخترت طريقا آخر .. نهايته ذلك البريق.. كم انا محتاج لك هاهنا .. دعواتك .. سجدتك .. ترنيماتك ..اسمك محفور في روحي .. وكرامتك .. امسك عصاك .. تحرث الارض حبا .. تنزع نصل خنجرك .. طال الانتظار ..ذبلت هدايا العيد. .. نظرات محدودة .. بصيرة عمياء .. تتربع على عرش الكرامة .. طار حجاب الظلام .. اهترئت ستائر الليل.. يخترقها بريق جبينك .. و وهج نورك.. يملأ المكان والزمان .. تتعاظم ذاتك .. تسمو.. اتلذذ بمذاق الصبر .. ومفرداته .. ورحيق الايمان .. ترفرف راية حمراء .. على صدور ثملى .. وجرح ينزف.. يسقى التراب .. يطفيء النار .. دموع المآساة .. تناثرت بقايا كؤوس الصبر .. تمطي جوادا اشهب.. يسابق الزمن .. يغمرني بردا وسلاما .. تتراقص طيور الليل امام عيني .. تبحث عن ملجأ.. كانها مذبوحة بخنجر اثري صدء.. تتخبط في عتمة الظلام.. تتوارى بعيدا ... قبل شروق الشمس.. قبل بزوغ فجر ابلج .. لم أتمناه ابدا .. لقد طويت السماء والق الحرية .. تناثرت ورود.. سقط مطر الشتاء .. الطريق وحلا .. لن تتراجع قيد انملة .. كما عهدناك .. حينما اعود .. أعانقك ..أرافقك ..الى الأبد .. ساعود لا ريب .. سوف تزف البشرى عما قريب .. أعلم ان الانتظار صعب .. والزمان صعب ..والامل صعب .. لينبت الزهر من جديد .. لتشرق الشمس .. ويهدأ البحر .. وتتلألأ النجوم .. سنقهر المكان والزمان ..سنختصر الطريق .. لن أتأخر.. أعلم ان الانتظار منهك.. والصبر مسرف .. والدموع قاهرة .. الا ان لقاءك يختزل الدنيا .. يختصر الحروف .. يبعث الامل من جديد ..
بقلمي ناصر الضامري