غربة تستكين لها نفسي رغم كثرة الناس والصحب من حولي !!
يا صاحب السمو وسمو الصحب بنسبة لي
يا أيها القلم هل تستطيع أرجاعي من غربتي!!
في حضرتك يا أيها القلم تصبح الكلمات كأنها جمهرة من الحسنوات
ومعك أنت فقط هي
تستشعر أنوثتها
و تشعر بأنك رجل مختلف عن كل الرجال!!
من خلف شاشة الحاسوب ها أنا قد أتيت لأبتسم لصفحات المنتديات رغم ما أحمله في داخلي من تراكمات ورواسب التعب!
دائما هي الحروف تداخل مع واقعي الغريب على لوحة المفاتيح!!
ثم لا ألبث إلا أن
أمضي في طريق الكتابه وأنا بكامل إرادتي
أستجير بالكتابة من رمضاء الدنيا التي احرقت قدماي ومرض صغيرتي نار ستحرقني!
مع طول فترة مرضها قد
تيقنت بأنه لن تبقي من جسدي وروحي
إلا أصابعي
*لأمارس جنون طقوس كتابتي
سأفل شريط ذاكرتي
وعلى صهوة الحرف سأقذف بنفسي وأعود لسنين خلت
حيث كنت فيها كالغريب أحمل أمتعتي على متني
وأجوب أرصفة مدينة الفرح المهجورة
في زمن الحضارة و أعمدة شوارعها دون إنارة
ظلمة حالكة اسير و أتعثر في دربي
أوقدت شمعة لألتمس بها الطريق
ضياؤها قد أثار عتمة المكان
ضجيج يصدر من هنا و هناك!
أعمدة النور تلتف بشكل حلزوني و عملت زوابع من الأتربه و أطفأت الشمعة!!
ويد تمتد إلي في الخفاء!
تمس أطراف أناملي
فأنتعشت روحي
من جراء لمستها
أنها هي من كتبني القدر على راحة كفيها!
أصبحت تقرأني حزنا و وتكتبني فرحا
وانا أصبحت
أسكب نفسي على صدرها و
أهذي على مسامعها بحكايتي مع الموت
تحتضنني بين ذراعيها
وأستنفرت دموعها من أجلي وصرخت بملئ شفتيها
أنا التي جئت أستنفر نبضك وأستقر في قلبك!!
أنا التي أعتنق قلبها دياتتك ولن تشرك بقلبك أحد!!
وأصبحنا أنا و هي ننفث من غدر الزمان خواطرنا
و نمضي على السطور قوافل من الأبل*
محملة بطهر العاطفه وأصدقها
أعترف بأنها هي التي أنبتت الياسمين على عناقيدي
واليوم جئت لأكرر أعترافي
هي وحدها فقط من
جعلت من صحراء خواطري
واحة خضراء!!
من غيرها هي تنسال في أوردتي حياة !!
من غيرها هي تتمرجح على نبضاتي كتمرجح بندول الساعة على عزف تزاحم أنفاسها على أنفي!
هي من نبتت لأجلها عند أطراف خواطري في كل ليلة مملكة من الأميرات!!
أميرات يستجدن الحروف ويراودن الكلمات لكي يتجمهرن
ألم وحزن يسيل من فضاعتها صخر الجبال أنهر دموع!
سوف أتبرئ من أسناني الضواحك!!
وأقف عند سرير مرضها و أمتزج بغيبوبتها
وأقتسم مع هدوء ليل الوحشة حتى مطلع الشمس وأي شمس سوف تشرق علي وهي مريضة!
سأرتشف بصحبة شرشف سريرها الذي خالطه ريحة الدواء
القهوة المرة
وأعترف أمام الملأ في هذه اللحظه بأنني أضعف رجل في العالم عندما أتت الريح لي بنشيجها
و ريحة الأدوية التي أمتزجت بعبيرها
في الشتات الذي أعيشه هذه الأيام سوف أجري بيدين مملوئتين من اللاشيء
وسوف أصرخ
بشفاة خرساء لا يتعدى مداها أحبالي الصوتيه
وسوف أصلب نفسي على خمارها وانا أتذكر مرضها
يا أنبغ أطباء الكرة الأرضية هل باستطاعتكم إحداث ثقب في رأسي!!
بل في ذاكرتي!!
كي تتسرب منه كل الذكريات الأليمة
ويرتاح قلبي من ألم استرجاع مرضها الذي لا طب ناجع له
لأجلها قد أبتليت نفسي بداء الغيبة
وسوف أكون مغتاب لها هي فقط!!
فهي الوحيدة الأحق بحسناتي
سأغتابها بكل تفاصيلها
بعفويتها بجنونها
بظلمها بعدلها
بشموخها بتواضعها
بكبرياؤها بانكسارها
ببهاؤها بذبولها
بوضوحها بغموضها
بجهلها بمعرفتها
بطفولتها بشبابها
بصدقها بكذبها
بقوتها بضعفها
بقلقها بهدوئها
ببرائتها بخبثها
بلباقتها بضجرها
بلطافتها بوحشيتها
بصخبها بعمقها
ببلاغتها بعاميتها
بجديتها بهزلها
برومانسيتها بتفاهتها
بيقينها بشكها
بهمسها بصراخها
هنا عند هذا الحد سوف أكف عن الكتابه
فقد بدأت أشعر بأن الجليد قد تراكم على نوافذ تنفسي
و أختنقت معالمي
أصبحت بأمس الحاجه لتنفس الأصطناعي....
وجهازي المناعي مستوطنة لبكترياء الحزن ....
ترتجف أناملي لعله العناق الأخير لثرثرة القلم ..... وموت الحلم ....


[