جئت اليه مغاضبا وتحدثت معه بقسوة وانا ادرك بأنه الرجل الرشيد الهاديء الوقور ولكن ما حكته لي والدته عنه أمر لا يحتمل السكوت عليه..
إهدأ يا رجل إهدأ واخبرني ما كل هذا الغضب.
قلت له : وكيف لا اغضب منك وانت (تعق) والدتك!!!
أبعد هذا العمر تتركها يا قيس ؟
تنفس الصعداء ثم نظر إلى جهة أخرى وكأنه لا يريد ان أرى ملامح وجهه في تلك اللحظه..
بادرته بهجوم كلامي عنيف : ماذا جرى لك ؟ والدتك تقول ان لك ما يقارب الستة أشهر وانت متغير عليها.. تزورها زيارات متباعدة وفوق هذا لا تأخذ اولادك عند زيارتك لها في تلك الزيارات المتباعده!! ماالذي حدث يا قيس ؟ هل مشاغل الدنيا اخذتك بعيدا عن أمك ؟ هل جمع المال أهم لديك من رضا أمك ؟
ما توقعت ابدا ان تصير الى هذا الوضع وانت البار دائما بها!!!
- هون عليك يا صاحبي هون عليك فالمسألة ليست كما تتصورها ولا كما صورتها أمي لك.
- وضح اذن كيف هي المسألة.. مع اني لا أجد لك عذرا ابدا.
- يا صاحبي انت تعرف جيدا مقدار حبي لوالدتي وتعرف ايضا اني لا اقبل ان اقارن حبها بحب شيء آخر في الدنيا..
أحاول برها بكل ما أوتيت من مقدرة رغم مشاغلي الحياتيه المتعددة والتي تعرفها انت جيدا.
- إذن ؟
- أمي رعاها الله لا تراعي عند حديثها معي فتناديني بأقبح الاسماء الى قلبي أمام ابنائي وأمهم فوق هذا لا تفتأ تذكر كل الاخطاء التي صدرت مني في صغري وشبابي أمامهم وهي تضحك.. في كل مناسبة اشعر بأني محرج امامهم وهم كما تعلم اصبحوا رجالا كبارا.. تنهرني واتقبل وكأني ما زلت صغيرا أمامها.. أسرتي اصبحت تعرف كل شيء عني من صحيح ومن خطأ وهذا يقلل من شأني كثيرا ويحرجني جدا.. حاولت ان اوضح لها مرارا ان تهدأ ولا تتعامل معي بهذا الاسلوب فإنه لم يعد مناسبا في سني هذا ولكنها في كل مرة تغضب مني وتبكي فأراضيها ولا اتركها الا وهي راضيه ولكن للأسف فهي لا تستوعب ما احاول ايصاله لها لدرجة اني اصبحت أزورها بمفردي حتى اتجنب الاحراج امام ابنائي وزوجتي..
- هل هذا حل يا قيس ؟
- ماذا تريدني ان افعل ؟ يا صاحبي الا تدري بأني قدوة لأولادي ولا يجب ان يعرفوا عني الا كل طيب والا أسقط مع التكرار من نظرهم ؟
- نعم فهمت عليك.
- يحزنني ان لا تعطيني أمي فرصة في أن أبرها.. يحزنني أن تستمر في تعاملها معي بطريقة لاتراعي فيها سني ووضعي وابنائي.
- هل تحب أن أكلمها أنا ؟
- لا داعي لأن تحرج نفسك يا صديقي.. والدتي وأعرف ردة فعلها جيدا.
- سيأتي يوم وتفهم خطأها وأرجو ان يكون قريبا.
- لا تهجرها ارجوك فهي أمك.
- بالتأكيد لن اهجرها ولن ابتعد عنها فهي أمي ولكن هي فترة مؤقته علها تعرف خطأها.
- صدق من قال : ( بروا ابناءكم ليبروكم)