لـن أبكي عليك !!



ثق إنني لن أعيش بعد اليوم تلك المرأة الضعيفة المتجاهلة والمطنشة لكل أذى تؤذي به بلا اكتراث قلبها وروحها وكرامتها .. ثق لن أعيش بعد اليوم في جلباب الصبر والصمت المتواصل على هذه المهازل والحماقات التي ترتكبها في حقي . أنا التي حفظت شرفك وقت كنت تخونني . أنا التي كان بإمكاني أن أخونك في هذا الشرف الرفيع الذي تتبجح به شعرا أمام أقرانك .أنا الماسكة بجمر الوفاء كل هذه السنين . أنا هذه العصية والمتأبية على السقوط والبعيدة المنال عن يد كل خسيس وطامع . أنا التي كان بمقدوري مع أي ذئب أجرب مثلك أراه بالشارع أن ألوث قسم العهد الذي عاهدت به رباطنا المقدس ونحن بليل عرسنا . هل تذكر هذا القسم ؟! هل تذكر المصحف الذي وضعت عليه يدك وحلفت أنك لن تخون ؟! وخنتني . أنا التي كان بمستطاعي أن أؤلف لي جيشا من العشاق تماما مثلما أنت لديك الآن جيشا لا يحصى من العاشقات . فماذا ينقصني ؟! وكلي أضج أنوثة وشبابا وأناقة وجمالا !! الجمال الذي أنت دائما تحجبه وتخفيه تحت عباءة ما تسميه بالستر والعفة والدين وبقية مفردات قاموس موانعك ومحظوراتك ولاءات قمعك اليومية وأنانيتك المقيتة . ومع ذلك لم أخنك رغم الفرص التي كانت تواتيني . وفضلت أن أعيش حتى آخر عمري بنفس طهر التربية القديمة التي تربيت عليها ولأجلها جريت أنت راكضا ورائي مثل كلب ذليل ، وحاشا الكلب عنك ، واخترتني بكل اعتزاز وأنت مصمم إلا أن أكون زوجتك . أهذا جزائي يا أقبح من عرفت ؟!
أيها الحقير الخائن . لا تحسبن عيني كانت غافلة عنك وأنت تخونني في أعز ما أملك . كنت أراقب أفعالك الشائنة . كنت أعرف وقت خروجك من البيت ومع من تذهب ومتى ترجع آخر الليل على أخمص أصابع الهدوء التام وأنت ثمل دائخ بموعدك الهني . كنت أرى على ثيابك بقايا إثم تلك الليلة الحمراء .. وكانت ربطة عنقك الأنيقة كلما رجعت من سهراتك آخر الليل تصرخ مذعورة بمن كانت معك ومن كانت لديك . كان قميصك يريني بشكل فاضح ودون أن تدري قبلتها المطبوعة على صدرك بنفس الروج الأحمر الذي سهرت به شفاهها معك على جمر ذاك السرير القذر كقذارتكما . ويا كثر ما رأيت من شعرات أنثى من شتى الألوان والأطوال والأنواع تتمدد نائمة ببرهانها الساطع على قميصك. كنت أرى عشيقتك هذه عبر تلك الشعرات الغافية بكل وضاعتها ورخصها فوقك . أراها معك وهي في فستانها الأحمر الشفاف . ذاك اللون المحبب لديك على الدوام في كل مغامرة ليلية جديدة تقوم بها . كنت أسمعها . أشم عطرها الماجن الذي تنتظرك به بكل لهفة وتوق .
كل لقطة من جرائمك هذه كانت تمر علي فتزيدني إصرارا يوما بعد يوم على شحذ سكين الانتقام التي قررت أن أقتلك بها . سأنتقم لنفسي ولكل السنين العشر التي راحت هباء من عمري والتي عشتها معك محتملة فيها حماقاتك ونذالتك . أنا التي وقفت دمي عليك . وذللتني وأهنتني وعلى جسر الدموع تركتني . سأقتلك . سأقتل كل عشيقاتك اللائي لدي قوائم أسمائهن وعناوينهن وهواتفهن وصورهن ، سأقتلهن جميعا واحدة واحدة . بلا ندم وبلا أسف ولا رحمة . ثم أجعلك أنت ختام كل هذا الإنتقام . سأقتلك بقلب ميت ودم بارد كبرودة هذه السكين . ولـن ... لـن أبكي عليك .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري ______________________