انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تقديم الاستشارات الطبية والمستحضرات التجميلية، ووصف الأدوية عبر المواقع الإلكترونية، وتجاوز الأمر ذلك إلى تبادل الخبرات عبر مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي عملاً بمبدأ «اسأل المجرب قبل أن تسأل الطبيب»، وبذلك اقتحم الإنترنت عالم الطب وجعله «عيادة صغيرة»، لكن ليس أي عيادة بل هي عيادة يغلب عليها طابع العشوائية وعدم الدقة لا في التشخيص ولا في وصف الأدوية، ما قد يؤدي لكوارث لا تحمد عقباها على الشخص طالب العلاج.

وفي هذا الإطار حذر أطباء في هيئة الصحة في دبي من الاستناد إلى المعلومات الطبية المقدمة من أي موقع إلكتروني، بغرض تشخيص أو علاج أية حالة مرضية من دون إشراف الطبيب، مشددين على ضرورة أن يتم التشخيص مباشرة من قبل الطبيب، ذلك أن تشخيص المرض يعتمد على استجواب مفصل لمعرفة تاريخ المرض وفحص سريري دقيق للمريض ووصف تحاليل مخبرية أو إشعاعية أو منظارية إن تطلب الأمر.

وأكدوا أن طبيعة العلاج تختلف باختلاف شدة المرض وتاريخ الإصابة به والعوامل المسببة له وسن المريض، فتتغير الوصفات والمقادير بتغير الحالة الصحية للمريض فظهور حساسية أو عارض جانبي خطر قد يؤدي إلى ضرورة تغيير دواء بآخر وحسن المريض قد يستدعي خفض الجرعة أو إيقاف تناول دواء ما، كل هذا لا يتوفر عبر الشبكة العنكبوتية، حيث يستحيل على المريض تقديم شكوى على الطبيب في حال حدوث مضاعفات أو تطور غير إيجابي للحالة المرضية.