كان لدينا زوجين من "الحمام؛ يشتركان في رعاية بيضتيهما حتى فقستا .. فرخين صغيرين سرعان ما كبرا فأصبح في القفص أربع حمامات جميلات .. الملفت في هذه الحمائم أنك لن تعود قادراً على التمييز بين الزوجين وبين صغيريهما أيهما أكبر .. ففي عمر معين وحين تكبر الأفراخ تصبح متماثلة حد التطابق مع أبويها، فالطيور لا تشيخ - في الظاهر - بنفس الحدة التي نظهر عليها نحن بنو البشر .. أما الحيوانات فقد يتساقط شعرها ويبدو ضعفها و هزالها واضحاً مع تقدم العمر-كما يحدث للأسد- أو قد يتغير صوتها ويقل جمالها مع تقدم أعمارها كما يحدث ومواء صديقتنا القطة،، ولن يمر زمن طويل على حدوث ذلك التغير إلا وستجد قطتك الأليفة وقد "رحلت" من الدنيا وفارقتك إلى الأبد.
الملفت .. أن الإنسان يتشابه في جزئية معينة مع هذه الحمائم .. فحين يكون لديك طفل في عمر السبع سنوات وطفلاً آخر في عمر السنة الواحدة، سيبدو الفرق كبيراً بين العمرين، بعد عامين آخرين ستجد أن لكل طفل من هذين صديقاً يماثله في العمر، وستجد أن أحدهما سيلعب في المكان المخصص للأطفال الكبار بينما الآخر يقبع في تلك المساحة الصغيرة التي خصصت للأطفال الصغار.. لكن نفس هذين الطفلين، في عمر العشرين والسابعة والعشرين لن يكون بمقدروك أن تعتقد أن هناك عمراً زمنياً كبيراً يفصل بينهما، ها قد أصبحا من الجيل نفسه وربما أصبح لديهما أصدقاء في ذات الفئة العمرية الممتدة بين فارق العمرين.. سيصبح لهما إهتمامات متقاربة وأفكار متشابهة ومستوى فكري متناغم .. لكن مع تقدمنا في العمر ودخولنا في مرحلة الشيخوخة قد "ينمحي" ذلك الفارق العمري الذي كان جلي وواضح في وقت من الأوقات، بين كبار السن، فأنت لا تستطيع أن تحزر عمر شخص إن كان قد وصل إلى الستين أو السبعين أو المئة من العمر - طباً إن كانوا جميعاً يتمتعون بالصحة والعافية- .. ففي عمر معين، تكتفي منا التجاعيد ولن يكون بمقدروها إضافة خطوط أخرى - هذا قد يحدث في عمر أبكر مما قد نعتقد في أغلب الأحيان، ويمكنك أن تسأل شخصاً" كم تعتقد عمر فلان، وسيجيبك مخمناً: ربما هو في الستين أو السبعين!
إن لآحظت فالفرق بين الستين والسبعين طويلاً نسبياً ولكن في عمر معين وبعد الدخول إلى مرحلة الشيخوخة تبدو كل أعمار الشيوخ متقاربة، هم يحملون ذات الأمراض وذات العجز وذات التجاعيد حتى ولو كان فارق العمر بينهم عشرين عاماً، أتذكر الآن خبراً قرأته عن رجل وامرأة تقابلا في بيت العجزة وكان فارق العمر بينهما سبعة عشر عاماً لصالح الرجل، وأتذكر أن صديقتي قالت: يبدو أنها أصغر منه!!
بالرجوع إليكم، سيسرني كثيراً أن تدلوا بدلوكم في هذا الموضوع .. هل فعلاً تستشعرون أن هناك فوارق عمرية تذوب مع تقدمنا في العمر؟ هل سيضعنا ذلك في وقتٍ ماء ننظم إلى من لا يتقاطعون معنا في خانة أو دائرة معينة الآن؟
شرفوني بإبداء أوجه نظركم الكريمة ..