لحظات أليمة صعبة هي لحظات الوداع ، لما مافيها من انقطاع عن دواعي المحبة والألفة

ومن الصعب جداً أن تفارق محبوباً وأنت لاتدري أتجتمع به مرة أخرى أم لا، لذلك لهج المحبون بأعذب القوافي ، حتى لتشعر بنبض قلوبهم يخفق بين أبياتهم ، وتتحول أحرفهم وهجاً يلهبنا تارة ويطربنا أخرى ، ويبقى الفراق أليم أليم !!
نحاول أن نتذكر الأبيات التي نظمها المفارقون ساعة فراقهم .

ونبدأ بهذه الأبيات الرقيقة لحسين بن أحمد السنجاري حيث يقول :

ولما بسطْنا للوداع أكفَّنا=وكلّ لِما يَلقاه قد ودَّع الصَّبرا
وقفتُ على الأطلال ساعةَ ودّعوا=أسائلها طوراً وأندبُها أخرى
وقلتُ ولم أملكْ سوابقَ عبرةٍ = على الخدِّ تَحْكي بعد سيرهُمُ القَطْرا
كفى حَزناً للهائمِ الصَّبِّ أنْ يرى = منازل من يهوى معطَّلةً قَفْرا

يتبع