نص رقم ( 89 )
للكاتبه المبدعه /وداد روحي
رابط النص

بـقــلـمـي: فــــي مــــكــــــــانٍ مـا... مـــــن الـــــــحـــــــنـــــــيـــــــن!!


بـقــلـمـي: فــــي مــــكــــــــانٍ مـا... مـــــن الـــــــحـــــــنـــــــيـــــــن!!
عودة بعد غياب
هي هلوسات وهذيان لأنثى تعشق الخيال
لعل تنال على إعجابكم بعد الغياب


في الجانب الأخر يتمرجح خلف الكواليس رجل شرقي يترقب نزف حرفي، أحيانا يثور شوقا ، وأحيانا أخرى يثور غيرة من نسمات البرد التي تغازل خصلات شعري،وأحيانا يجن غيرة ممن حولي، وأحيانا ينزف وجعا لفراقي ..
أما الآن ينزف نبضه الخامل شوقا وهو يقرأ هذياني بعد غياب وأقصى ما يتمناه في هذه السويعات أن يحتضن أطيافي ، وأن يحين لقائنا المرتقب على ذلك الشاطئ بمديتنا الخالدة فيختال طيفي خياله قائلا: ( اشتقت لك أيتها المجنونة)..

أليس كذلك أيها الرجل الجنوبي الشرقي ، على يقين أنك في أشد حالات الاشتياق لتلك الأنثى المغرورة هياما بك ، وفي لحظة غرور وكبرياء منك تركتها وهاهي تهديك خاطرتها اليتيمة بدونك..في سراديب ذاكرة النسيان رواية لأنثى المطر تهطل قطرات من الندى على جبينها فتزداد خجلا.. وهنا تبتدي اليوم الحكاية ، حكاية تختلف عن مثليها من حكايات الغرام وهاهو هذياني ينسكب على الورق وسوف يظل ينسكب إلى أخر رمق لي ليكتبك حلما يعانق النبض والمحابر..

في حكايتي مجردة أنا من أنوثتي ، غيرتي، كبريائي، خرساء في حضرة الغياب، متوهجة بذكرى حب يؤنس ذاكرتي التي استوطن فيها غبار حب كاد أن يفتك بي وهناك السنة من النيران تحيطني وكل ما مر في مخيلتي مهشم وموجع وعقيم ..وعلى أرض الحنين ارتديت جلباب من الصبر يقويني على برودة الجفاء الذي أهداني إياه ، وهاأنا مهشمة أمشي باستحياء وكأني جثة تلتفت إلى الجمع وفي عيناي الحائرة ألف سؤال وسؤال وفي داخلي بركان من حميم يصهر كل جزيئاتي فتخترق رويدا رويدا جسدي الصغير فيزداد أنيني..

ويأتي عامي الجديد الذي يخلو منك لغيابك الذي لم اعتده في أعوامي السابقة
و يقبل يوم جديد أتمنى أن يأتي زائر غريب ينتشلني من جنوني ، يمد يداه ويساعدني على إحراق ذلك الحب الخالد في ذاكرتي،ويطول انتظاري لذلك الغريب. وهاهي تتعالى شهقات جدار الصمت المخيم عليّ ويتردد صداها في كل حواسي بدءً من عقلي إلى أخمص قدامي ، مشهدا عشقيا أعيشه أنا لوحدي فينفطر قلبي ويدمي ، وكأن ما مر بي دراما سينمائية مختصرة لفيلم ليس له بداية أو نهاية فقط بين تفاصيله حكاية أنثى كاتبة صادف قدرها هذا العام الجديد أن تنسج قصتها للملأ وتصافح الألم بأدب كأنها تقول له ( أنا خلقت لك يا وجعي الجميل .. فأهلا بك)



وتمضي الأيام تليها أشهر من الغياب وليل العريمية موحش كئيب بدونك وها أنا كعادتي أبعثر محابري وأوراقيوفي مخبئي السري الذي اعتدت أن أخبئ فيه أسرار عشقي بك من قصاصات وهدايا وأشعار وزجاجات عطور فارغة .. وجدت قصاصة لحكاية حب عابر يوما كان يعيش في ذاكرة الحنين ولكن أحاول أن أدفنه بلا عودة في ذاكرة النسيان ، والآن أطالعه وهو يشتعل من رماده بعد غياب مع يقيني أنني يوما أحرقته في تلك المدفأة التي أحرقت فيها رسائلك وهداياك أمام مرأى عيناي ..مازلت بين حلم وواقع منسي أخاله..وبعد غياب وأنا في لذة وجعي واشتياقي ، يفاجئني عديل الروح برسائل لم أفهم مغزاها ولا أعلم فحواها خالية من الحنين والوله
سؤالي لك أيها المعتوه: هل بعثنها لتطمئن كيف أنا في غيابك ؟؟ أم لتتأكد من شك استوطن خيالك!!!

أم أردت أن تصفي حساب قديم بيننا لتعلمني حقا أنني حمقاء فقد هجرتك جسدا ولكنك على يقين أنك مازلت تحتل كل المساحات الفارغة في داخلي، وها أنا كلما ارتجلت من صهوة تعب الحياة وضغوطاتها أجدني مرغمة بكل حالاتي مسافرة بكل حواسي إليه دون جواز سفر، فقط يسكنني فكرا ....ونبضا ... وقلما..فأسأل نفسي .. هل يا ترى كل عاشق حاول النسيان أصبح حلمه ضرب من الجنون، ما تعلمته أن غياب توأمك يجعلك تعيش حالة من الفقدان الروحي لا تستهويك ملذات الحياة رغم جمالها فنعلم أننا خلقنا لهم وبهم روحا ونبضا..




عندما أخلو بنفسي يوشوش ذلك الرجل الجنوبي الشرقي على عقلي ونبضي فأشعر بالارتواء وإن كان خيالا..
رسالة أبثها لذلك الغيور الذي أعمته وسوسته وشيطانه وغيرته إلى هجراني .. ما يؤلمني أنك عاديتني دون أن تقدم لي شرحا وافيا فكنت السياف والقاضي في آن واحد ، مؤلم أن تجد من اتخذته وطنا لك يوما قد طردك من مدينته دون سبب ويغادر عالمك دون إعلامك أنه في رحلة غياب وكأن هناك حبا جديدا استوطن دنياه لذا اكتفى به ِ..هناك أسئلة هل تسمح لي أن أقولها أمام الملأ..لا عذرا منك لن أقولها ففي روايتي الكثير من المواجع تروي قصتي معك..ومهما رويتها لن يفهم مغزاها سواك..

فألوذ بالصمت ومع الأيام اكتشفت أنني أكذوبة وأنك اختلقت تلك الأكذوبة الوهمية في خيالك لتهجرني إلى مدينة جديدة فهنيئا لك تلك المقبرة التي اخترتها..ولكن أعلم أنك تجردت من رجولتك ولبست قناع الجبن ورحلت..يوما ما أعدك في مكان ما سوف أوصل لك حدادي عليك، وسوف تجر أذيال الندم ويخترق فؤادك خنجر سام سوف يتغلغل في جزيئات جسدك فأقف مشاهدة ذلك الموقف .. وأنت في حالة ذهول تبحث عني بين المارة وأشاهدك وأنت تلفظ أنفاسك الأخيرة ، ولكن حينها أنا ملك لسواك ، نعم لسواك ، لرجل رآنى العالم بعينيه، برأيك ألا يستحق أن يكون أيضا عالمي ورجلي الأوحد؟؟!!!
طرقات مدينتي موحشة ، وشواطئ موجها يئن ،ووداد في حالة خذلان وتوهان

بالله قل لي:من أنا بدنياك؟؟؟


همسة..

أنا أنثى استثنائية خلقت لرجلا واحدا فقط من تلك المدينة الجنوبية الشرقية، وكل من ينتمي لمدينة سواها لا يمتلكني.. ولا يستهويني أبدا ..رجل صوري هو الذي يستهويني عشقه وهيامه وجنونه ، فهنيئا لنبضي به وهنيئا له عشق وتراتيل وهذيان وداد...
انتهى
بقلمي / وداد روحي
اليوم /الأحد
التاريخ/1/1/2017م
الساعة/الواحدة صباحا