قصة كافور الأخشيدي






دخل كافور مصر عبداً ليباع في سوق النخاسين، و بينما هو كذلك سأل رفيقاً له عن أمنيته، و هما في ذات الظرف و ذل الرق

فقال رفيقه:

أتمنى أن أباع إلى طباخ لآكل ما شئت متى شئت ، و هي بلا شك أمنية وضيعة و لكنها قد تكون موضوعية في نظر البعض قياساً بظرفه ..



أما كافور فقال:

أما أنا فأتمنى أن أملك هذه البلاد..

تخيلوا!!

عبد في سوق النخاسين يتنافس الناس لشراء حريته

وهو يتطلع لحكمهم !!!



و مرت السنون و بيع كافور لقائد في الجيش علمه أصول الجندية حتى صار فارساً مغواراً ثم قائداً عظيماً ثم أصبح ملكاً وأحد حكام الدولة الإخشيدية لينال ما تمنى بينما صاحبه في مطبخ !



فالإخشيد اشترى كافورا ورباه وأحسن تربيته ثم اعتقه ثم جعله من كبار قواده لما يمتلكه من حسن التدبير والحزم، بل أن بعض المؤرخين يعيد له الفضل في بقاء الدولة الإخشيدية، ويكفي ان نعرف أن الفاطميين كلما عزموا على غزو مصر تذكروا كافورا فقالوا:

«لن نستطيع فتح مصر قبل زوال الحجر الأسود» يعنون كافورا.

أما من ناحية الحكم بالعدل ففي أيامه لم يجد أصحاب الأموال من يقبل الزكاة منهم.



في وقت حكم كافور الإخشيدي حدث زلزال في مصر أجارنا الله وإياكم

ودخل المتنبي على كافور الإخشيدي وقال قصيدة يعنينا منها بيت واحد: ما زلزلت مصر من كيد ألم بها *** لكنها رقصت من عدلكم طرباَ

يقصد يوم حكمت يا كافور (الأرض رقصت فرحا من عدلك)

والكيد اللي يقصده هنا المتنبي هو الحروب والأهوال اللي عاصرها أهل مصر على أيدي الحكام الذين سبقوا كافور وأفعالهم بالعباد والناس والكيد والقهر والقتل والتشرد، وفرحت الأرض يوم حكمتها.



لنتمنى ونأمل وندعو ... ولن يخذلنا ملك الملوك