متى تنتهي شهقة الانتظار وجعا


وتحطمت الحروف عضتها محنة الغياب
فنزلقت ريقا على صدر الربيع ..
كان العبور خبط عشواء في قبضة المباح
وحين دارت رحى الفصول
ضيع الضوء البوصلة
كشراع ضاع قاربه في لجة سديم ..
أرمي بعيني إلى خارج جسدي
وأحـْضرُ العتابَ: متى تنتهي شهقة الانتظار ..؟!
قلت: هذا الوجع يا سيدتي
انتظار مذ ولدتنا اشتعالات الصد بقاء
ومذ انغرسنا إلحاحا
كأجاج الملح للبحر وفاء..
أستدير نحو تحطم المعاني
أناجي أيتها الحروف
أفرغي جُعـْبتك من رشوة الصمت وتكلمي..
في تلابيبك جذوع الارتعاش تترهل
وشهب الرماد شرفات
تفتل من الانزلاق عصبيتها
تجر الموج إلى أسفل جمجمة النهايات وينتحر المد..
أعريني من كل الخجل الآثم
أحتسي صمتك
تعرج بي المدن إلى الزوايا المنسية
أنمو ظلا يندلق في جسدي أجسادا
أعريني من الضفتين
تفرخ النوارس بعيدا
حيث قبعة النهار البليد
وثم لا تعود بالمزيون الى هنا ..
وعلى باب الليل تزدحم سماسرة الهذيان حتى يأمر ينشق الاماني والانتظار ..
وتحت ركوته المغبرة ببقايا الفتات
قصت الأحزانُ أجنحتها
وقـَرفصتْ بالحلم
كان قاب قوسين من تفاحة الضوء
أكل قلبه
ونهض آخرُ الليل منتشيا
حان موعد الارتزاق الأكبر..
وفي حقيبة الريح
سخاء نزق مستورد من حقول الغبار
يركب صهوتها عقما
تضيق في حلمه أضواء المواسم
ولعاب الشمس قيد على ربوة الضحى
ينتحل الأشياء ...الأرصفة... المدن والشواطئ المنسية
يفتح لفواكه الفجر فوهة الجمر
فـتتناسل غيمة رماد مؤلمة..
يا حارات الفجر البعيدة
حطي أصابعك على جبين المرايا
وافترشي تشققاتها استراحة عشق
فالأشجار في رحم الأمنيات انتظار في انتظار ..
والصراخ اهتراءات تسكن الكتمان
والأحلام معلبة على الرفوف المنهارة...
يا حارات البعيدة اقتربي
تصوغ سبلَ البراءةِ كدرا مقيتا
هاديسية الترحال
تحارب القصائد البكر
محمومة تتجمل بأقراط الاغتراب ..
تتوسد جمجمة المساءات العاهرة مكتظة بالاحتراق...
جزء مني
والقصيدة كـُلً على الهامش يتسكع في الصمت انتكاسة
تضيق رقعة الأرض تفرغ الكلمات من البطولة
وفي قلوب الحمائم الوديعة ترسم القيودَ حدادا لي ..




شهقة /
أنسج الغياب مـَزارا للروح ،ينهار ما تبقى من طهر الحلم ..
وما بين توغل الموت وأحزاب الأنهار
يفطن الليل مذعورا كغمامية انسلت في الغروب انتحارا
فأقول : سأصفي دروبنا من وجع التطاحن ..
تغمز القصائد شاحبة لبسها رماد مارد ..
وحيد أبكي شظية البياض
ظللت إشراقة
وكنت للبياس اخضرارا
فتبجحت أذرعهم في عظامي وابلا..
تسائلني أحداقي عن مطر مغرم بها
ألملم رفات الخطوات ،وأغفوا في القصيدة..
عل ريحا تأتي لا تخون صراخ الحقول
كي تعود حمامات النهر إلى غزل الحكاية
وتكسو الشمس وطنا يحتويها..