ان لا لقاء يا
صديقتي يعني أننا لانعي مانفعل...
أصبحتي كتلة غياب ترمقني في صباحاتي
وكأنني أرتشف إستكانات جروح عميقة
خلدها أكُف الزمن على قرب مني...
لأمسح غبار شوقي عنها... فلا دواء لها.. سواء ان تهدأ...
قلتي هامسة ذات مرة أننا وأن
تفرقت الأجساد تبقى القلوب على ود..
لم تكاد تلك النقطة أن تستقر على أخر ذلك السطر.....
أعلنتِ رحيلكِ..
فرحلت معك أحلامنا السرمدية...
مزق الشوق تلك
الرسائل المثقوبة التي أتلفها الزمن...
فقدكِ جعلني كدمى أطفال الحي تحتاج لترتمي بأحضان أولئك
الاطفال..
فقدكِ أنساني أوطاني فقد كنتِ
موطني وملاذي...
كيف لي أن أحكي غياب..
بهُتت ألوان أحلامي أصبحت رمادية ..تغدو وتمسي على حروف من ألم
وكأنه ملئت من ذرات
الاشتياق فلم تعد تقوى الحركة..
عجوز كهلة مسنه تكاد أن تكمل عامها
المئة بعد الموت..موتك لم يستوعبة البكاء..
سرقتي مني نص حياة..بل جعلتي مني اللاحياة....
صديقتي
فقدك جعل من حياتي اللاحياة...
ملء عالمي بالوحدة وأختفت أهازيج ذلك
الفرح السرمدي الذي اعتدت أتقاسمه معك
..وكأنك كنتِ من تصنعي لي ذلك الفرح...
لم أعلم أنكِ كنتِ تخبئين حزنك حتى لا أحزن...
لم أنسى عهودك..أتذكرين عندما همست لك أن لا تتركيني وحيدة عندما يزوني ذلك الرحيل المفاجئ .
.و وعدتني أن لا تنسيني ليتك لم تعديني ..لانك رحلتي ولن تفي بذلك الوعد..
أبقى أتذكر ذلك الوعد ..لعلك تفيء بها في أحد الايام ..
لربما كنت أحلم ولم أفقدك ولكنني أرى
الايام تتغير
مرت السنون سريعا وقد أكمل غيابك الحولين..ليت لغيابك فطأم
كالطفل الرضيع
فقد بات يثقل قلبي..
يصارع خيوط الوتين...
مجوفه أنا خالية من تلك
المواثيق والعهود جعلتها تتوسد الأرض
معك لتخبرك أني لا أستطيع تحقيقها دونك ودون وجودك..
فكيف لي وأنا أملك نصف حياة ونص قلب بأن
أحقق أحلام يغزوها الفرح...
فرحي السرمدي كان بقربك..
كان صوتك يغزل ذلك الفرح لنا..
أما الان فأنا لا أبكي الا على رسائل مبللة ممتلئة بوجع دفين
يكادُ يجزم البعض أن
الذكريات من تصنع الوجع ..
ولكن وجعي مختلف..لاني أنا الذكريات نفسها
فكيف أصنع الوجع لنفسي...



اتاء
(ليلة ذات وجع)