مسقط ــ العمانية ــ الزمن

أكد الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية، ان الوزارة تتابع حالات الإصابة بمرض حمى القرم – الكونغو النزفية ، وقامت بالتنسيق المسبق مع الجهات المختصة بالسلطنة وأهمها وزارة الصحة ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه وبلدية مسقط وبلدية ظفار وبلدية صحار بشأن توعية مختلف شرائح المجتمع. وأضاف في تصريح له أن هناك تعاونا مشتركا متمثلا بلجنة الأمراض المشتركة ، وقد صدر تنويه قبل عيد الأضحى المبارك في الصحف المحلية ووسائل الإعلام الأخرى من قبل وزارة الصحة بشأن الإجراءات الواجب اتباعها للحد من خطر انتقال العدوى من الحيوان إلى الانسان.

وقال إن مرض حمى القرم – الكونغو النزفية هو مرض فيروسي خطير يصيب الانسان مسببا حمى وأعراضا مرضية شديدة قد تنتهي بالوفاة ، وتصاب الحيوانات المختلفة كالأغنام والماعز والأبقار والإبل بالعدوى عن طريق لدغة حشرة القراد الحاملة للمرض، ويبقى الفيروس في مجرى دم الحيوان لمدة اسبوع تقريبا دون ظهور أي أعراض مرضية، وتساعد الحيوانات المصابة باستمرار دورة انتقال العدوى من القراد إلى الحيوان ثم إلى القراد ثانية، وينتقل المرض من الحيوان الى الانسان عن طريق القراد او الاتصال المباشر بدم او أنسجة الحيوانات المصابة اثناء الذبح او بعده مباشرة ، وتشير الإحصائيات الى ان معدل الوفيات الناجمة عن الاصابة بالمرض في البشر بين 10%ــ 40% .

وأوضح ان المرض يستوطن في دول عدة من أفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط وحسب البيانات المتوفرة من وزارة الصحة فقد سجل بالبشر في السلطنة في عام 1995م حيث تم تشخيص ثلاث حالات ايجابية، كما شخصت حالة واحدة ايجابية عام 1996م، ولم تسجل أي حالة ايجابية حتى عام 2011م، في حين سجلت ثلاث حالات ايجابية عام 2012م، و ارتفعت عدد الحالات الايجابية في البشر عام 2013م لتصل إلى عشر حالات ايجابية في حين تم تسجيل 14 حالة خلال العام الجاري منها ست حالات إصابة خلال أيام عيد الأضحى المبارك بينها حالة وفاة واحدة. وأضاف ان الوزارة تقوم منذ اكثر من خمس سنوات بتنفيذ مشروع لرصد ورسم الخارطة الوبائية للأمراض الحيوانية والمشتركة، وقد أوضحت النتائج أن مرض حمى القرم – الكونغو النزفية مستوطن في قطاع الثروة الحيوانية بمحافظات السلطنة وينتج عنه التعرض للإصابة خاصة بعد عمليات الذبح.

وأوضح الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية ان الدراسة تضمنت مسح مصل للكشف عن الأجسام المناعية المضادة للفيروس لـ (1289) عينة مصل (سيرم) جمعت من محافظات السلطنة لمختلف انواع الحيوانات الحقلية، ودلت نتائج المسح بإيجابية (92) عينة شكلت نسبة (1ر7%) حيث سجلت أعلى نسبة ايجابية في الأبقار (5ر17%) تلتها الجمال (7 ر15%) ثم الماعز (8ر4 %) بينما كانت نسبة الإصابة في الأغنام (8ر2%).

وأشار إلى ان هذه الدراسة تضمنت الكشف عن (الفيروس) في عينات حشرة القراد بلغت (174) عينة تم جمعها من حيوانات مختلفة من محافظات السلطنة ، وكانت (9) عينات منها ايجابية والتي شكلت ما نسبته (8ر1%)، وكانت أعلى نسبة ايجابية في القراد الذي تم جمعه من الأبقار بنسبة (5 ر12%) تليها الجمال بنسبة (4ر5%) ثم الأغنام بنسبة (5%). وتدعو وزارة الزراعة والثروة السمكية مربي الثروة الحيوانية إلى ضرورة الحفاظ على نظافة الحظائر من الطفيليات الخارجية وأهمها القراد، وإدخال تقنيات التشخيص السريع والدقيق لمتابعة الحيوانات المستوردة وأخذ عينات المصل (السيرم) من المحاجر البيطرية ومواقع حظائر بيع الحيوانات والمسالخ.