في ساعة مساء .. بين نور قمر وضوء شمعة ..
طل على يومي ظل الحبيب .. وتنافس الشوق بداخلي ..
ليطلق كالريح .. ويستقبلها أمام عتبة باب البيت..
لم يكن ظل خيال .. بل نور أنشق من تحت قدمي ..
ليشعل كل الزوايا بعد الظلام القديم ..
تقدمت مني وهمست بإذني ثمان همسات .. أرجعتني بهم إلى ماضي دفين ..

الهمسة الأولى كيف قضيت أيامك بعد الفراق الكبير ..
لقد عاصرني الحزن حتى صار قطعة مني ..

الهمسة الثانية وماذا فعلت بعد الفراق ..
أخرج بالليل والناس سبات ..
ووسط الظلام الحالك.. أبحث عن ظلك ..
لعلي أجد النور بين عيني .. بعد الدمع الأسود ..

الهمسة الثالثة وكيف نفذت الوصية ..
أخذتها فوق عاتقي .. وسافرت بها حيث أن تكون ..
وجعلتها تمثال شامخ .. سيتذكر به القريب والبعيد ..

الهمسة الرابعة وماذا فعلت بالحبر وقلمي ..
كتبت بها سطور وسطور .. وعشت بين تلك السطور ..
ونسجت المعاني والجمل .. ورسمت به أسطورتك ..

الهمسة الخامسة أين فستاني الأسود ..
هناك يا حبيبتي في وسط الخزانة معلق ..

الهمسة السادسة ما هذا السواد تحت العيون ..
أنه حزن الفراق آلمني حتى أوجع رمشي ..

الهمسة السابعة كيف هم الجيران معك ..
لقد ظلو عاكفين على بيتي .. حتى يأتي الليل ويهرعوا عني ..

الهمسة الثامنة أبقى متماسك كالجدار ولا تهزمك الريح في يوم ..
وانصرفت عني .. تاركة شوق كالبركان ينتظر حرارة الجوف ..
ليقذف الحمم .. ويحرق الناس.

تلك الجمل كانت لمعنى الصبر .. ترجمتها بشكل أخر لكل ما ذاق لوعة نيران هذا الزمان
al safina