رثاء جرير لزوجته خالده..

لولاَ الحَيَـاءْ ..




لولا الحياء لهاجني استعبار ، … ولزرت قبرك ، والحبيب يزار
ولقد نظرت ، وما تمتع نظرةٍ … في اللحد ، حيث تمكن المحفار ؟
فجزاك ربك في عشيرك نظرةً … وسقى صداك مجلجلٌ مدرار
ولهت قلبي إذ علتني كبرةٌ ، … وذوو التمائم من بنيك صغار
أرعى النجوم وقد مضت غوريةً … عصب النجوم كأنهن صوار
نعم القرين وكنت علق مضنةٍ … وارى ، بنعف بلية ، الأحجار
عمرت مكرمة المساك وفارقت … ما مسها صلفٌ ولا إقتار
فسقى صدى جدثٍ ببرقة ضاحكٍ … هزمٌ أجش ، وديمةٌ مدرار
هزمٌ أجش إذا استحار ببلدةٍ … فكأنما بجوائها الأنهار
متراكبٌ زجلٌ يضيء وميضه … كالبلق تحت بطونها الأمهار
كانت مكرمة العشير ولم يكن … يخشى غوائل أم حزرة جار
ولقد أراك كسيت أجمل منظرٍ … ومع الجمال سكينةٌ ووقار
والريح طيبةٌ إذا استقبلتها … والعرض لا دنسٌ ولا خوار
وإذا سريت رأيت نارك نورت … وجهاً أغر يزينه الإسفار
صلى الملائكة الذين تخيروا … والصالحون عليك والأبرار
وعليك من صلوات ربك كلما … نصب الحجيج ملبدين وغاروا
يا نظرةً لك يوم هاجت عبرةً … من أم حزرةً ، بالنميرة دار
تحيي الروامس ربعها ، فتجده … بعد البلى ، وتميته الأمطار
وكأن منزلةً لها بجلاجلٍ … وحي الزبور ، تجده الأحبار
لا تكثرن إذا جعلت تلومني … لا يذهبن بحلمك الإكثار
كان الخليط هم الخليط فأصبحوا … متبدلين ، وبالديار ديار
لا يلبث القرناء أن يتفرقوا … ليلٌ يكر عليهم ونهار
أفأم حزرة ، يا فرزدق ، عبتم ؟ … غضب المليك عليكم القهار
كانت إذا هجر الحليل فراشها … خزن الحديث وعفت الأسرار
ليست كأمك إذ يعص بقرطها … قينٌ وليس على القرون خمار
سنثير قينكم ولا يوفى بها … قينٌ بقارعة المقر مثار
وجد الكتيف ذخيرةً في قبره … والكلبتان جمعن والميشار
يبكي صداه ، إذا تهزم مرجلٌ … أو إن تثلم برمةٌ أعشار
رجف المقر وصاح في شرقيه … قينٌ عليه دواخنٌ وشرار
قتلت أباك بنو فقيمٍ عنوةً ، … إذ جر ، ليس على أبيك إزار
عقروا رواحله ، فليس بقتله … قتلٌ ، وليس بعقرهن عقار



مما راق لي