أذكر بأنني كنت طفلة ما بين الزهور ..
عندما كنتُ في السنة الأولى من عمري
كانت تداعبني نسمات الحياة المعتدلة !
لا اشعر بالبرد في حضن أمي الدافئ
و لا أشعر بالحرارة إلا و ألقى أمي
لي طبيبة ..
تمسح بيديها على رأسي و تحتضنني
بقلبها الواسع .. ثم تُقبلني فأشفى بحنانها !

أذكر بأنني كنتُ طفلة تهواني الفراشات
لتلعب معي .. لتُبهرني بجمال أجنحتها الملونة
و تلك الزهور حين تلامس جلدي برقتها ..
ألعب ما بينها فأكون أميرة توجتُ بطوق
من وريقاتها الساحرة ..
و عصفور عندما زقزق بصوته أُثيرت
ابتسامتي العمياء ..
أذكر ذلك الزمان عندما كنتُ لا أدري عن
حزن و لا عن ضرر يصيبني بوجع
في نفسي ..
و ابتسامتي عمياء حتما عمياء
لا تستجيب لفرح و لا لحزن .. تثيرُ
بنفسها و إن كادتني بدمعة على
فقدان لعبتي ..

و ماذا عن أرجوحة العصر !
حينما يلتم الأصدقاء حولي فنلعب في حقول
الحرية .. نغامر حالمين و يتراء الخيال بأننا
كبار نمثل دور الشغول المعتمد عليه ..
نضحك سالمين و أكبر كذبة كانت
تُغري فكرنا !
أننا لم نفعل هذا و نكسر كأس الزجاج ..

أيضا أذكر تلك الأوقات حين يسامرنا
حديث الكبار .. من حكايات و حكايات !
قد تكون واقع متعاطف أو من وحي
خيال واسع ..
فتُصغي مسامعنا و يستجيب العقل
ليُكون مخيلة بريئة ..
أذكر دميتي عندما بلغتُ الخمس سنوات
و اذكر قماشها المزركش بالزينة ..
و كأنني أمٌ و هي طفلتي يعانقها حضني !
و إن غابت عني أبكي و أشتاق لأوقاتي معها ..

أذكر عندما كان البحر كحديقة ..
تزيد لهفتي له و اسأل متى سنزور محياه
و ألعب بين رماله الناعمة ..
أصنع قلعة و أرسم أشكالا و أدون الحروف
بابتسامة ..
قد كان الشاطئ شيء أنيق في نظري !
بين البحر و السماء و القمر أوسطهم !
أحبُ هذه الصورة فأحتفظ بها في ألبوم
ذاكرتي ..



مجرد ذكريات ..

قد مرت الأيام و الليالي .. قد مرت
و أنا كبرت !
لكن الزمان تحول فهو لم يعد كما اعتدتُ
أن أراه ..
لم تعد زهور تحيا و تبتسم
لم تعد هناك فراشات تداعب ابتسامتي
و صوت ضحكتي ..
لم يعد صوت العصفور يثير فرحي !
قد تغير الزمان و اغتربت الأيام ..
أصبحتُ اسأل ماذا حل بالزمان ؟!
فهل من جواب يا بشر ! هل من جواب !!
آه على ذكرى الطفولة قد مضت و أنا حائرة ..
لا زالت تعيش بي ذاكرة الماضي ..
تمرني و هي مجرد ذكريات !

هل أنا حلمتُ بهذا ؟!
يغادرني فرح الطفولة و تسجنني
تحولات قاسية !!
هل أنا حلمتُ بهذا ؟!
.
.
.


نبض قلمي / زهرة الأحلام
6/10/2014