قد اتناول هنا بأذن الله محاولا تحديد الفروق الفرضية بين الذاتية
والشعبية وذلك في الابداع الفني الجمالي من خلال المحاور التي
حددت للموضوع
واذ ان الفن اعتباره فن وحسب سواء ان هو خضع لمعاير المدارس
الفنية والتي تنوعة من الكلاسيكية مرورا الى ما بعد السريالية أم انه
كان قد فنا خضع لقواعد التعبير الفني الشعبي المتعدد وذلك بتعدد مجالاته
المكانية والزمنية كذلك قطاعاته الأجتماعية وفئات أعمار اصحابه سواء كان
مبدعا فردا او اكثر او اشترك في أدائه فرد أو أكثر من فرد مثلما يكون
ذلك في بعض الفنون وذلك مثل الدراما والموسيقى الى غير ذلك من اشكال التعبير الفني ولا نتجاهل الفن الذي يقدمه فردا واحدا مثل الفنون التشكيلية
الا اننا نادرا ما نشاهد عملا متكاملا بين جماعات في انتاج عملا فني واحد
مهما كان لون هذا الفن شعبيا كان حيث يشترك فيه ادائه أبناء المجتمع
او الشعب حيث ان لمثل هذه الفنون والتي تتوارثها الجماعات الأنسانية
تلقائيا مع الا لتزام لهذه الجماعات التزاما كاملا بقواعد وتقاليد هذا الأبداع
الفني
-----------------------
- -الفن بين الذاتيه والشعبية
-------------------------------
ان اردنا بان نتحدث عن الفن فلابد من ان نمر بتاريخة وسجله
حيث ان الفن هو السجل الجمالي الذي ابتدعه الانسان وذلك من
ان يسجل به ومن خلاله حياة الأنسان وذلك في مختلف الأزمنة
وكذلك على تعدد الأمكنة وان تباعددت الشعارات وتنوعت الحضارات
والتي تفصل بين الإنسان والإنسان الأخر على اختلاف الألوان وتعدد
الألسنة أو تباين المجموعات اللغوية أو تناثر اللهجات .
حيث لعب الفن الشعبي كتراث إبداعي للأنسانية وكمأثورات شعبية داخل
المجتمع الواحد دورا اساسيا .
فقد لعب هذا الفن دورا اساسيا في كل مجتمع حتى في عصرنا الحاضر على
الرغم من سرعة التغييرات والتعديلات في الأشكال والاساليب .14
فقد نلاحظ التغير السريع في سائر المجتمعات البشرية وذلك نظرا لقوة عوامل الاتصال وكذلك التداخل الثقافي بين الشعوب سوا كان ذلك من خلال
الاتصال المياشر بين الجماعات الإنسانية أو عن التأثير القوى لوسائل
الأعلام المختلفة والتي اخترقت كل حواجز الطبيعة أو الحدود بين الشعوب
فقد لعب الفن الشعبي دورا اساسيا من خلال من خلال الاتصال الإعلامية
في التعريف بحياة وتاريخ المجتمعات
-النفعية والجمال
-------------------
ان الفنان الشعبي يضفي ويضيف الى ما يصنعه من ادوات نفعية لمسات جمالية وفنية تعبر عن الذوق الجمالي للأنسان وعن قدراته في ادراك الجمال والتعبير عنه .
حيث يظهر ذلك بشكلا مباشر فيما أبدعه الإنسان من وحدات زخرفية وأشكال فنية يزين بها جدران البيوت سوى من الداخل او الخارج او تزيين
ادوات العمل والأدوات المنزلية من ادوات متعدده او قطع الأثاث والأزياء الشعبية والزخارف الهندسية والوحدات المستلهمة من الطبيعة من نباتات وحيوانات وغيرها
- خبرة متوارثة
----------------
-هنا وعند الحديث عن الخبرات فقد نقدم مثالا وهوا الصناعات الشعبية وهى التي
ليست عملا يدويا تلقائي بل هي خبرة فنية موروثة او متوارثة كما انها مهاره
يدويه توارثتها الإنسان ليجعل من كل شيئ حوله شيئا نافعا له قيمة إنسانية
وقد وجهت العقيدة الأسلامية نظر الإنسان غلى ناحيتي الجمال والزينة حتى في
المخلوقات كما انها عرفته ان معظم ما يحيط به هذا الكون إنما ينطوي على جانبين
جانب النفعة وجانب الزينة والجمال (20)
- التقليد الشعبي
تتداخل أشكال من الفنون التقليدية مع أشكال من الفنون الشعبية حتى لاتستطيع
ان نحدد أحيانا ماهوا تقليدي أى قديم وثابت -وما هوا شعبي ومتغير حيث ان الكثير
من الفنون التقليدية كانت كانت في الأصل شعبية ثم توارثتها المجتمعات محافظتا على
شكلها العام احيانا او ان محتفظا احيانا على عناصرها الاساسية دون تعديل او تبديل
وقد يحدث تعديل على عناصرها الأساسية وكذلك على وظيفتها
-التداخل الثقافي والأعلامي
-------------------------------
- التداخل نعنى به حركة التوسع الكبير والتقدم التكنولوجي السريع خصوصا
في وسائل الأعلام المتنوعه اضافه للدراسات والبحوث المنشورة والنصوص
والتى توضح التى تشرح وتفسر ظاهرة الفولكلور وكذلك الترجمات والدراسات العلمية
وهذه جميعها حقق كشفا مباشرا عن جوانب من الأبداع الشعبي في العديد من الشعوب
حيث تناقلت المعارف دون حدود من مكان او حواجز من الغات كذلك حدث تناقل او تناقل
بين ثقافات الشعوب المختلفة كما افتبس شعب عن بعض من ثقافته او تأثر مجتمع بثقلفة مجتمع
اخر وحدث تبادل بين مكونات الثقافات الإنسانية .
- الفن الشعبي المعاصر
---------------------------
- لاشك أن توظيف عناصر من الفن الشعبي الأصيل والأصلي سواء اكان هذا
التوظيف استحياء من مضمون العمل الشعبي أو استخداما لبعض أشكال هذه العناصر
في عمليات إبداع فني جديد سوف يحقق التواصل الثقافي بين ما كان وبين ماهوا كائن
من اجل كشف جديد ورؤية حديثة واستشراف واعي للمستقبل
-الإبداع بين الفردية والجماعية
---------------------------------
-هذا الأبداع فردي كان أم جماعي - تقليدي كان ام شعبي .هوا في واقعه تعبير
عن ثقافة المجتمع وعن نموه الحضاري
كما ان الأبداع سوا كان فرديا متميزا أو جماعيا شعبيا وموروثا ثقافيا حيا
هوا شكل من اشكال السلوك الاجتماعي لأبناء المجتمع حيث انه يخضع في ممارساته
لمجموعة من القيم الأنسانية المتوحدة في فكر الأنسان وتكوينه الثقافي .
- الخاتمة
ان عالم الأبداع ما هوا الا لقاء بين عالم الفن والأبداعي الفردي
وعالم الفن الشعبي هوا القدرة على التعبير عن الأنسان والوجود
حينما يكون موضوع الإبداع الفردي هوا جماعة الإنسانية بمعطياتها
الفنية .
وأن يكون الأستخدام في الإبداع الشعبي هوا استخدام جماعي ونفعي
وجمالي في آن واحد .
الهوامش
-14 قاسم عبده بين الفن والتاريخ
-20 عبدالله كامل - من روائع الفن الأسلامي
-صفوت كمال -الفولكلور والفنون المعاصر
رد مع اقتباس