لَم تكُ قَد عرفتَ مَن أكُون .. كطفلةٍ بكاءةٍ ظننتنِي .. كلَا لستُ ذاتَ قوَّةٍ وجبرُوت .. لكِن فِي قلبِي كرامةٌ أنعمَ ربِ بهَا علَي ! إبانَ صرتَ فِي حاجتِي .. وقعتُ فِي دوامةٍ مِن الحيرةِ إلهِي أعلمُ بمتسعِها .. غرقتُ فيهَا مَع الأيَّام أتذوَّق أصنافَ العذَاب .. وأنتَ تجلسُ كلَّ يومٍ قُبالتِي متبسمًا ؛ واثقًا بأنَّ تلگ الصغِيرة لَن ترفُض لك طلبًا ! ولَكن ويالَ سُوءِ حظَّك .. الأطفالُ يكبُرون ! والسُفهاءُ يعُون ! وذوِي القلوبِ الضعِيفة يقوَوْن ! لَو كنتُ صباحًا تلگ الَّتِي تمشِي كالأرعنِ ورَاء عواطِفها المُعاقَة .. فلقَد أمسيتُ أدهسُ علىٰ مشاعرِي وأفكِّر بلُّبِي ألفَ كرةٌ وكرَّة .. فأَن تدهسَ علىٰ مشاعرك مرَّة ، خيرٌ مِن أَن يجعلُها غيرُك سديمًا حقيرًا أبخسَ مِن بعُوضة ! لَن أنكِص لمشاعرِي !! عنگ سأتخلَّى وأهجُر .. وجزمتُ لأذيقنَّك معنَى العذابِ والكمَد ! ستتجرعُ المرارةَ مِن كفِّ الالَم .. وتتُوهَ فِي رحابِ الضغِينة والحسَد ! كلَّا ... إنِّي إليگ لَن أعُود ! لَن أعوُدَ .. لن أعُود !!