ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
12-11-2016, 12:29 AM
لا مـــاءَ بهـذا الـبحــر !!
♡ من بعدك .. بعيدا حيث الدمع بلا أي نهاية وعميقا حيث النزف بلا أي قرار عرفت بأي نهورٍ من حزنٍ سيسافر قلبي وبأي بحارٍ حمراءٍ سـتغـرق فيها جميع جراحي ..
@@@
شـكَّـت ( بشدة مفتوحة على الكاف ) صديقة لي في حكاية أشعاري وأقسمت جهد أيمانها أن وراء هذا الشعر إمرأة ملهمة جميلة جدا ، وبدأتْ بفضول عجيب تبحث في شعري عن خيط ولو خيط بسيط في نصوصي عن هذه التي تلهمني بأجمل الكلمات .. بحثتْ في نصوصي المتواضعة ودار رأسها واحتارت .. نص كتب للشام فصرخت : هي شامية إذن .. ربما من الأردن لبنان سوريا فلسطين ومعظم الشعراء قد شغفتهم الشاميات حبا وشعرا .. وابتسمتُ .. وآبتْ تبحث من جديد وبنفس الصبر الواسع والعجيب ذاكه .. وجدتْ نصا للعراق فهتفتْ : هي عـراقية وما من شاعر إلا وجـن بالعراقيات و بجمال العراقيات .. وابتسمتُ صامتا .. وكـررتْ البحث .. عثرتْ على نص في مصر ولمصر فصاحت كمن اكتشف قانون الجاذبية العاطفي : مصرية !! مية مية مصرية والمصريات حوريات الدنيا ومحطمات للقلوب .. وعدتُ راسما بسمة غامضة موغلة في الغموض على شفتي من جديد .. زفرتْ هي في حنقٍ مني ومن ابتسامتي وغموضي وعادت بعناد تبحث .. عثرتْ على نص مكتوب لليمن فقالت : يمانية وما أدراك ما اليمانيات هؤلاء العربيات السمراوات والشعراء يموتون في السمراء وشعرهم فيها كثير منذ غابر الأزمنة والعصور .. وسكت مبتسما مرة أخرى .. بيد أنها لم تيأس .. فتشتْ من جديد .. وجدتْ نصا قلته في المغرب فصاحت بقوة : مغربية !! مؤكد مغربية ومحتمل من الجزائر تونس ليبيا المغرب .. لـزمتُ الصمت مجددا .. وتركتها تبحث .. وتبحث .. وتبحث وهي تشاكس اليأس بقوة وصبر .. أخيرا بعد عثورها على نص للخليج صرختْ : خـلاص وجدتها .. خليجية ومن جزيرة العرب واحتمال من مسقط رأسك .. ساكتا لم أرد إلا باتسامة مستفزة .. تنهدتْ من التعب وقد قـابـت قـوسـين او أدنى من اليأس والاستسلام .. نظرتني بعينين مرتابتين فاحصتين تبحثان عن هذه (المـرأة السـر) التي تعيش في حـروفي ومشاعري وسطوري ولها أكتب كل هذا الشعر .. واندهشتْ من شيء .. حين أبصرت في عيني رسماً حيا لخارطة ممتدة من الخليج إلى المحيط .. سـألتْ بذهول : هنا خارطة الوطن العربي فأين هي هذه المرأة العربية التي أبحث عنها في شعرك ولا أجدها هنا في هذا الوطن الكبير ؟؟! هل من تحديد لها ولمكانها على هذه الخارطة الشاسعة ؟؟! قلت ولم أزد حـرفـا : هي في كل هذا الوطن الذي أحبه وأعشقه رغم متاعبه وجراحه وشقائه وخيباته وانكساراته .
###
الساعة منتصف الليل ..
تستدعيني إليك رياح الشوق .. تطرق أطيافك أبوابي والأبواب مشرعة للفرح الغامر حين حضور رؤاك ..
تشدوك النايات معزوفة عطش ؛ كل النوتات بها أنت ..
وحدي والضوء الشاحب في صمت فراغ مفتوح على كل جهات الحزن وعلى كل الوقت المتصحر وأمكنة العدم حيث الأشياء خرائط صماء من دون ملامح .. وحدي هناك .. مجنون يبحث في تيه مداه المقفر عن عشتار هواه .. وأنت على مبعدة سنين وأصدائي عند صراخي لا تصل إليك .. أراك فتبتهل حروف الروح تسابيحا ظمأى في ملكوت الشوق الأبدي ..
في الغفوة المسترقة للحلم الوردي المأمول مجـيـئـه أمد يدي فتصير غصنا من زيتون أخضر وأنت تصيرين حمامة نقية البياض شرقية الهديل ، تجمع أعواد ضياء الشمس المتساقطة عودا عودا و تبني بها عشا من ضوءٍ على ذاك الغصن .. وفجأة .. تتغير أجواء الحلم .. يتحول ما كان هدوءا فيه الى صرخة .. صرخة طفل يوشك أن يقتله الرعب وظلام الأشياء :
- ماما .. ماما !!
وثمة بيت مسحوق يبحث عن وجهه في غيم دخان صامت ممزوج بغموض مقلق !!
في نصف طريق النشوة يخذلني الحلم فأقفز مرعـوبا من نومي المثقل بالكابوس في اللحظة التي تكوني أنت هناك تـوقـتـيـن منبه صحوك وتنامين ملء جفونك تحت شراشف نسيانك لي أو ما كنته يوما جزءا منك وفيك ..
الساعة منتصف الليل .. أتحسس كدمات الدمع على وجهي .. أزدرد بحلقي مرارة حزن طافح .. وأعود .. أعود إلى نفس الصفحة والتذكار !!
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
♡ من بعدك .. بعيدا حيث الدمع بلا أي نهاية وعميقا حيث النزف بلا أي قرار عرفت بأي نهورٍ من حزنٍ سيسافر قلبي وبأي بحارٍ حمراءٍ سـتغـرق فيها جميع جراحي ..
@@@
شـكَّـت ( بشدة مفتوحة على الكاف ) صديقة لي في حكاية أشعاري وأقسمت جهد أيمانها أن وراء هذا الشعر إمرأة ملهمة جميلة جدا ، وبدأتْ بفضول عجيب تبحث في شعري عن خيط ولو خيط بسيط في نصوصي عن هذه التي تلهمني بأجمل الكلمات .. بحثتْ في نصوصي المتواضعة ودار رأسها واحتارت .. نص كتب للشام فصرخت : هي شامية إذن .. ربما من الأردن لبنان سوريا فلسطين ومعظم الشعراء قد شغفتهم الشاميات حبا وشعرا .. وابتسمتُ .. وآبتْ تبحث من جديد وبنفس الصبر الواسع والعجيب ذاكه .. وجدتْ نصا للعراق فهتفتْ : هي عـراقية وما من شاعر إلا وجـن بالعراقيات و بجمال العراقيات .. وابتسمتُ صامتا .. وكـررتْ البحث .. عثرتْ على نص في مصر ولمصر فصاحت كمن اكتشف قانون الجاذبية العاطفي : مصرية !! مية مية مصرية والمصريات حوريات الدنيا ومحطمات للقلوب .. وعدتُ راسما بسمة غامضة موغلة في الغموض على شفتي من جديد .. زفرتْ هي في حنقٍ مني ومن ابتسامتي وغموضي وعادت بعناد تبحث .. عثرتْ على نص مكتوب لليمن فقالت : يمانية وما أدراك ما اليمانيات هؤلاء العربيات السمراوات والشعراء يموتون في السمراء وشعرهم فيها كثير منذ غابر الأزمنة والعصور .. وسكت مبتسما مرة أخرى .. بيد أنها لم تيأس .. فتشتْ من جديد .. وجدتْ نصا قلته في المغرب فصاحت بقوة : مغربية !! مؤكد مغربية ومحتمل من الجزائر تونس ليبيا المغرب .. لـزمتُ الصمت مجددا .. وتركتها تبحث .. وتبحث .. وتبحث وهي تشاكس اليأس بقوة وصبر .. أخيرا بعد عثورها على نص للخليج صرختْ : خـلاص وجدتها .. خليجية ومن جزيرة العرب واحتمال من مسقط رأسك .. ساكتا لم أرد إلا باتسامة مستفزة .. تنهدتْ من التعب وقد قـابـت قـوسـين او أدنى من اليأس والاستسلام .. نظرتني بعينين مرتابتين فاحصتين تبحثان عن هذه (المـرأة السـر) التي تعيش في حـروفي ومشاعري وسطوري ولها أكتب كل هذا الشعر .. واندهشتْ من شيء .. حين أبصرت في عيني رسماً حيا لخارطة ممتدة من الخليج إلى المحيط .. سـألتْ بذهول : هنا خارطة الوطن العربي فأين هي هذه المرأة العربية التي أبحث عنها في شعرك ولا أجدها هنا في هذا الوطن الكبير ؟؟! هل من تحديد لها ولمكانها على هذه الخارطة الشاسعة ؟؟! قلت ولم أزد حـرفـا : هي في كل هذا الوطن الذي أحبه وأعشقه رغم متاعبه وجراحه وشقائه وخيباته وانكساراته .
###
الساعة منتصف الليل ..
تستدعيني إليك رياح الشوق .. تطرق أطيافك أبوابي والأبواب مشرعة للفرح الغامر حين حضور رؤاك ..
تشدوك النايات معزوفة عطش ؛ كل النوتات بها أنت ..
وحدي والضوء الشاحب في صمت فراغ مفتوح على كل جهات الحزن وعلى كل الوقت المتصحر وأمكنة العدم حيث الأشياء خرائط صماء من دون ملامح .. وحدي هناك .. مجنون يبحث في تيه مداه المقفر عن عشتار هواه .. وأنت على مبعدة سنين وأصدائي عند صراخي لا تصل إليك .. أراك فتبتهل حروف الروح تسابيحا ظمأى في ملكوت الشوق الأبدي ..
في الغفوة المسترقة للحلم الوردي المأمول مجـيـئـه أمد يدي فتصير غصنا من زيتون أخضر وأنت تصيرين حمامة نقية البياض شرقية الهديل ، تجمع أعواد ضياء الشمس المتساقطة عودا عودا و تبني بها عشا من ضوءٍ على ذاك الغصن .. وفجأة .. تتغير أجواء الحلم .. يتحول ما كان هدوءا فيه الى صرخة .. صرخة طفل يوشك أن يقتله الرعب وظلام الأشياء :
- ماما .. ماما !!
وثمة بيت مسحوق يبحث عن وجهه في غيم دخان صامت ممزوج بغموض مقلق !!
في نصف طريق النشوة يخذلني الحلم فأقفز مرعـوبا من نومي المثقل بالكابوس في اللحظة التي تكوني أنت هناك تـوقـتـيـن منبه صحوك وتنامين ملء جفونك تحت شراشف نسيانك لي أو ما كنته يوما جزءا منك وفيك ..
الساعة منتصف الليل .. أتحسس كدمات الدمع على وجهي .. أزدرد بحلقي مرارة حزن طافح .. وأعود .. أعود إلى نفس الصفحة والتذكار !!
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ