محامي السبلة
07-08-2016, 11:50 AM
السلام عليكم
لقد ارتأيت اليوم أن انتقل وأنقل لكم إلى فرع آخر من فروع القانون , وهو القانون الدبلوماسي , وبالتحديد قواعد السلوك الدبلوماسي , والتي تقوم على ثلاثة محاور هي :
(1) قواعد المراسم "البرتوكول" الواجب اتباعها في المناسبات الرسمية , محلياً و دولياً , بل وحتى على مستوى الأشخاص العاديين , عندما يتعاملون مع شخصيات سياسية أو دبلوماسية رفيعة , مثل دعوتهم إلى ولائم العشاء أو الغداء أو إلى حفلات الاستقبال , أو إجراءات الاستقبال والتوديع.
(2) آداب اللياقة "الأتيكيت" وهي آداب الذوق والحس السليم , مثل : آداب التقديم والتعارف , آداب المصافحة , آداب الحديث , آداب الزيارة , آداب الطعام , إذ لا تقتصر أهمية وضرورة الإلمام بتلك المبادىء على أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي , بل على أعضاء المجتمع كافة.
(3) أصول المجاملة , وهي المحور الثالث لقواعد السلوك الدبلوماسي والتي تعني فن إرضاء الغير , مثل التهاني في المناسبات السارة , والمشاطرة في المناسبات غير المواتية.
( آداب المصافحة )
كانت المصافحة أولى ملامح آداب التحية للرجل البدائي , حينما ألقى بسلاحه أرضاً , مقبلاً على أخيه الإنسان ناشراً يده للمصافحة دليل خلوها من آلات الحرب والتدمير , فأصبحت عادة المصافحة دليل الأمان , وعلامة التهذب وحسن النية , بل أنها تعتبر أولى خطوات الترحيب , لأنها تكون _في أغلب الأحيان_ المناسبة المتاحة لتقديم الشخص لنفسه إلى الآخرين , فلا يأتي شخص إلى الآخر مباشرة دون مصافحة لتقديم نفسه بلا مقدمات.
ولقد تعارف الناس على بعض الآداب الخاصة بالمصافحة , والتي انتقلت إلى السلوك الدبلوماسي فأصبحت أساس تصرفات الدبلوماسي في جميع الأوساط , وفي كل الأوقات , لأن هذه الآداب ليست قناعاً يختفي به عند اللزوم , ثم يخلعه ليتحرر من قيوده , بل هي جزء من كيانه الدبلوماسي.
...وفيما يلي بعض الآداب الخاصة بالمصافحة :
(1) تمد الشخصية الكبيرة أولاً اليد لمصافحة الآخرين , كما يحدث في اللقاءات مع الملوك أو رؤساء الدول , أو كبار المسؤولين فيها.
(2) تبدأ السيدة بمد يدها _عند مصافحة الرجال_ , إلا في لقاءات الشخصيات البارزة كالملوك والرؤساء , الذين تنشر السيدات أياديهن لمصافحتهم . وعند مصادفة السيدات اللائي لا يصافحن الرجال لأسباب دينية , يمكن تحيتهن بإيماءة أو بعبارة مجاملة رقيقة مقترنةً بشراحة الملامح , الدالة على الاحترام .
(3) ينهض الرجال من مقاعدهم لمصافحة النساء , ولا تفعل السيدات نفس الشيء إلا إذا كان لرجل مسن أو عالي المكانة .
(4) تكون المصافحة باليد اليمنى دائماً _ما أمكن ذلك_ وتكون بكف ممدودة بطريقة طبيعية في غير ليونة أو خشونة .
(5) لا يجوز اعتصار اليد عند المصافحة , إذ قد يؤذي ذلك كلاً من الرجال والنساء , كما لا يصح الضغط على يد من تصافح بصورة تؤلمه , حتى لا يُساء فهمه , وخاصة في النساء , وخير الأمور الوسط دائماً ..
(6) لا يستحب سحب اليد بسرعة من مُصافحك , إذ يعني ذلك عدم الاكتراث , أو قلة في التهذب , وهو ما ينطبق أيضاً على المصافحة بأطراف الأصابع , التي تُستهجن من الآخرين , وتعتبر تصرفاً غير ودّي وغير دبلوماسي , لما يحمله من معنى للتعالي المستقبح , أو التكبر الذي ينم عن فجاجة الشخصية , وعن خلل كبير في تصرفات فاعله . كما أن إطالة إبقاء اليد في يد من تصافحه أمر غير دبلوماسي , وخاصة مع السيدات .
(7) يتحاشى المصافح التصافح المتشابك الذي يتأتّى بتعامل أربعة أشخاص ينشر كل منهم يده لمصافحة من يقف أمامه , ويفعل ذلك الآخران في شكل متقاطع .
(8) يجب على المصافح أن يركّز عينيه في وجه من يصافحه , لا أن يصرفهما عنه , بما يفيد الاستخفاف وعدم الاهتمام.
(9) لا يجوز للنساء والرجال التصافح بقفّاز تلبسنه النساء أو يرتديه الرجال.
(10) يراعى أن تكون المصافحة الدبلوماسية قاصرة على وضع اليد باليد , دون الأحضان والقبلات , أو الإكثار من عبارات التحية.
(11) تتم المصافحة بين الرجال _وقوفاً_ إلا إذا كان بينهم كبير سن , فيتصافح وهو جالس .
(12) يجب أن تعلو الابتسامة عند المصافحة وجهي المتصافحين , باشين ومستخدمين بعض عبارات المجاملة , للسؤال عن الصحة أو بتقديم الأصغر نفسه للأكبر
(13) يمكن عند المصافحة لصديق هزّ اليدين بخفة , وليس برفعهما أعلى وأسفل بشكل انفعالي .
(14) لا تعتبر عادة تقبيل أيدي السيدات , من الآداب المقررة في العمل الدبلوماسي , وإن كان البعض يرى إمكانية مصافحتهن مع التظاهر بالتقبيل بخفض الرأس قليلاً نحو اليد عند المصافحة . وعلى كل حال هي عادة غربيّة لا يلتزم الدبلوماسي العربي باتباعها .
(15) لا تجوز المصافحة بيد , واليد الأخرى في جيب السروال (البنطلون) أو السترة (الجاكيت) أو الدشداشة , إشعاراً للمصافح باحترام المصافح له .
(16) كما لا تصح المصافحة من أحد لآخر , وفي فمه سيجارة , وإنما عليه أن يمسكها بيده اليسرى , ريثما يفرغ من المصافحة .
(17) تكفي مصافحة أول من تقابلهم عند دخول حفل , ولا يشترط مصافحة الآخرين , وتكفي التحية بتحريك الرأس المقرون بابتسامة رقيقة .
(18) توجّه التحية للزوجات أولاً , ثم إلى الأزواج .
...كانت تلك من آداب الذوق والحس السليم عند المصافحة في قواعد السلوك الدبلوماسي , وعلى الدبلوماسي أن يعد نفسه لمراعاة آداب اللياقة , وأصول التعامل ويجعلها منهج حياته اليومي , الذي يلتصق بشخصه حيثما حل , وأينما سار ،،منقول للفائدة.
تحياتي.
لقد ارتأيت اليوم أن انتقل وأنقل لكم إلى فرع آخر من فروع القانون , وهو القانون الدبلوماسي , وبالتحديد قواعد السلوك الدبلوماسي , والتي تقوم على ثلاثة محاور هي :
(1) قواعد المراسم "البرتوكول" الواجب اتباعها في المناسبات الرسمية , محلياً و دولياً , بل وحتى على مستوى الأشخاص العاديين , عندما يتعاملون مع شخصيات سياسية أو دبلوماسية رفيعة , مثل دعوتهم إلى ولائم العشاء أو الغداء أو إلى حفلات الاستقبال , أو إجراءات الاستقبال والتوديع.
(2) آداب اللياقة "الأتيكيت" وهي آداب الذوق والحس السليم , مثل : آداب التقديم والتعارف , آداب المصافحة , آداب الحديث , آداب الزيارة , آداب الطعام , إذ لا تقتصر أهمية وضرورة الإلمام بتلك المبادىء على أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي , بل على أعضاء المجتمع كافة.
(3) أصول المجاملة , وهي المحور الثالث لقواعد السلوك الدبلوماسي والتي تعني فن إرضاء الغير , مثل التهاني في المناسبات السارة , والمشاطرة في المناسبات غير المواتية.
( آداب المصافحة )
كانت المصافحة أولى ملامح آداب التحية للرجل البدائي , حينما ألقى بسلاحه أرضاً , مقبلاً على أخيه الإنسان ناشراً يده للمصافحة دليل خلوها من آلات الحرب والتدمير , فأصبحت عادة المصافحة دليل الأمان , وعلامة التهذب وحسن النية , بل أنها تعتبر أولى خطوات الترحيب , لأنها تكون _في أغلب الأحيان_ المناسبة المتاحة لتقديم الشخص لنفسه إلى الآخرين , فلا يأتي شخص إلى الآخر مباشرة دون مصافحة لتقديم نفسه بلا مقدمات.
ولقد تعارف الناس على بعض الآداب الخاصة بالمصافحة , والتي انتقلت إلى السلوك الدبلوماسي فأصبحت أساس تصرفات الدبلوماسي في جميع الأوساط , وفي كل الأوقات , لأن هذه الآداب ليست قناعاً يختفي به عند اللزوم , ثم يخلعه ليتحرر من قيوده , بل هي جزء من كيانه الدبلوماسي.
...وفيما يلي بعض الآداب الخاصة بالمصافحة :
(1) تمد الشخصية الكبيرة أولاً اليد لمصافحة الآخرين , كما يحدث في اللقاءات مع الملوك أو رؤساء الدول , أو كبار المسؤولين فيها.
(2) تبدأ السيدة بمد يدها _عند مصافحة الرجال_ , إلا في لقاءات الشخصيات البارزة كالملوك والرؤساء , الذين تنشر السيدات أياديهن لمصافحتهم . وعند مصادفة السيدات اللائي لا يصافحن الرجال لأسباب دينية , يمكن تحيتهن بإيماءة أو بعبارة مجاملة رقيقة مقترنةً بشراحة الملامح , الدالة على الاحترام .
(3) ينهض الرجال من مقاعدهم لمصافحة النساء , ولا تفعل السيدات نفس الشيء إلا إذا كان لرجل مسن أو عالي المكانة .
(4) تكون المصافحة باليد اليمنى دائماً _ما أمكن ذلك_ وتكون بكف ممدودة بطريقة طبيعية في غير ليونة أو خشونة .
(5) لا يجوز اعتصار اليد عند المصافحة , إذ قد يؤذي ذلك كلاً من الرجال والنساء , كما لا يصح الضغط على يد من تصافح بصورة تؤلمه , حتى لا يُساء فهمه , وخاصة في النساء , وخير الأمور الوسط دائماً ..
(6) لا يستحب سحب اليد بسرعة من مُصافحك , إذ يعني ذلك عدم الاكتراث , أو قلة في التهذب , وهو ما ينطبق أيضاً على المصافحة بأطراف الأصابع , التي تُستهجن من الآخرين , وتعتبر تصرفاً غير ودّي وغير دبلوماسي , لما يحمله من معنى للتعالي المستقبح , أو التكبر الذي ينم عن فجاجة الشخصية , وعن خلل كبير في تصرفات فاعله . كما أن إطالة إبقاء اليد في يد من تصافحه أمر غير دبلوماسي , وخاصة مع السيدات .
(7) يتحاشى المصافح التصافح المتشابك الذي يتأتّى بتعامل أربعة أشخاص ينشر كل منهم يده لمصافحة من يقف أمامه , ويفعل ذلك الآخران في شكل متقاطع .
(8) يجب على المصافح أن يركّز عينيه في وجه من يصافحه , لا أن يصرفهما عنه , بما يفيد الاستخفاف وعدم الاهتمام.
(9) لا يجوز للنساء والرجال التصافح بقفّاز تلبسنه النساء أو يرتديه الرجال.
(10) يراعى أن تكون المصافحة الدبلوماسية قاصرة على وضع اليد باليد , دون الأحضان والقبلات , أو الإكثار من عبارات التحية.
(11) تتم المصافحة بين الرجال _وقوفاً_ إلا إذا كان بينهم كبير سن , فيتصافح وهو جالس .
(12) يجب أن تعلو الابتسامة عند المصافحة وجهي المتصافحين , باشين ومستخدمين بعض عبارات المجاملة , للسؤال عن الصحة أو بتقديم الأصغر نفسه للأكبر
(13) يمكن عند المصافحة لصديق هزّ اليدين بخفة , وليس برفعهما أعلى وأسفل بشكل انفعالي .
(14) لا تعتبر عادة تقبيل أيدي السيدات , من الآداب المقررة في العمل الدبلوماسي , وإن كان البعض يرى إمكانية مصافحتهن مع التظاهر بالتقبيل بخفض الرأس قليلاً نحو اليد عند المصافحة . وعلى كل حال هي عادة غربيّة لا يلتزم الدبلوماسي العربي باتباعها .
(15) لا تجوز المصافحة بيد , واليد الأخرى في جيب السروال (البنطلون) أو السترة (الجاكيت) أو الدشداشة , إشعاراً للمصافح باحترام المصافح له .
(16) كما لا تصح المصافحة من أحد لآخر , وفي فمه سيجارة , وإنما عليه أن يمسكها بيده اليسرى , ريثما يفرغ من المصافحة .
(17) تكفي مصافحة أول من تقابلهم عند دخول حفل , ولا يشترط مصافحة الآخرين , وتكفي التحية بتحريك الرأس المقرون بابتسامة رقيقة .
(18) توجّه التحية للزوجات أولاً , ثم إلى الأزواج .
...كانت تلك من آداب الذوق والحس السليم عند المصافحة في قواعد السلوك الدبلوماسي , وعلى الدبلوماسي أن يعد نفسه لمراعاة آداب اللياقة , وأصول التعامل ويجعلها منهج حياته اليومي , الذي يلتصق بشخصه حيثما حل , وأينما سار ،،منقول للفائدة.
تحياتي.