نـــــــقــــــــاء
22-07-2016, 10:44 PM
ملحة الإعراب
أرجوزة في النحو وتقع في أربعة وسبعين بيتاً وثلاثمائة بيت التزم فيها أن يأتي في آخر كل باب بمثال يوضحه ليمكن تفهمه بعد إيراد الأحكام والشروط المستوفاة.
القاسم بن علي بن محمد بن عثمان، أبو محمد الحريري البصري: الأديب الكبير صاحب «المقامات الحريرية» سماه «مقامات أبي زيد السروجي». ومن كتبه«درة الغواص في أوهام الخواص» و «ملحة الإعراب» و «صدور زمان الفتور وفتور زمان الصدور» في التاريخ و «توشيح البيان». وله شعر حسن في«ديوان» و «ديوان رسائل». وكان دميم الصورة غزير العلم. مولده بالمشان (بليدة فوق البصرة) ووفاته بالبصرة. ونسبته إلى عمل الحرير أو بيعه. وكان ينتسب إلىَ ربيعة الفرس. قال مرجليوث: ترجم شولتنز وريسكه نماذج من مقامات الحريري إلى اللاتينية في القرن الثامن عشر، وظهرت لها تراجم في كثير من اللغات الأوربية الحديثة، مثل ترجمة روكرت Ruckert الألمانية وترجمةChemery and Steingass الإنجليزية.
المقدمة
أقولُ مِن بَعدِ افتِتَاحِ القولِ ** بِحمدِ ذي الطَّوْلِ شديدِ الحَولِ
وبَعدَهُ فأفضَلُ السّلامِ ** على النّبيّ سَيّدِ الأنَامِ
وآلِهِ الأطهَارِ خيرِ آلِ ** فافهَم كَلامي واستَمِعْ مَقَالي
يَا سَائِلي عن الكَلامِ المُنتَظِمْ ** حَدًّا ونَوعًا وإلى كَمْ يَنقَسِمْ
اسمَع هُدِيتَ الرُّشدَ مَا أقولُ ** وافهَمْهُ فَهمَ مَن لهُ مَعقُولُ
باب الكلام
حدُّ الكَلامِ ما أفادَ المُستَمِعْ ** نحوُ سَعَى زَيدٌ وعَمروٌ مُتَّبِعْ
ونَوعُهُ الذي عليهِ يُبنَى ** اسمٌ وفِعلٌ ثم حرفُ مَعنَى
باب الاسم
فالاسمُ مَا يَدخُلُهُ مِنْ وإلى ** أو كانَ مَجرورًا بِحتّى وعَلَى
مثَالُهُ زيدٌ وخَيلٌ وغَنَمْ ** وذَا وتلكَ والذي ومَنْ وكَمْ
باب الفعل
والفِعلُ مَا يَدخُلُ قَدْ والسّينُ ** عليهِ مِثلُ بَانَ أو يَبِينُ
أو لَحِقَتْهُ تاءُ مَن يُحدّثُ ** كقولِهم في لَيسَ لستُ أَنفُثُ
أو كانَ أمرًا ذَا اشتِقَاقٍ نحوُ قُلْ ** ومثلُهُ ادخُلْ وانبَسِطْ واشرَبْ وكُلْ
باب الحرف
والحرفُ ما ليستْ لهُ عَلامَهْ ** فَقِسْ على قَولي تَكُنْ عَلامَهْ
مثالُهُ حتّى ولا وَثُمَّا ** وهل وبَل ولَو ولَم ولَمَّا
باب النكرة والمعرفة
والاسم ضربَانِ فضَربٌ نَكِرَهْ ** والآخَرُ المعرِفَةُ المُشتَهِرَهْ
فَكلُّ ما رُبَّ عليهِ تَدخُلُ ** فإنهُ مُنَكَّرٌ يَا رَجُلُ
نحوُ غُلامٍ وكتابٍ وطَبَقْ ** كقولِهِم رُبَّ غُلامٍ لي أَبَقْ
ومَا عَدا ذلكَ فَهْوَ مَعرِفَهْ ** لا يَمتَري فيهِ الصّحيحُ المَعرِفَهْ
مِثَالُهُ الدَّارُ وزَيدٌ وأنَا ** وذَا وتلكَ والذي وذُو الغِنَى
وآلةُ التَّعريفِ أَلْ فمَن يُرِدْ ** تَعريفَ كَبْدٍ مُبهَمٍ قالَ الكَبِدْ
وقالَ قومٌ إنّها اللامُ فقطْ ** إذْ ألِفُ الوَصلِ مَتى تُدرَجْ سَقَطْ
باب قسمة الأفعال
وإن أردتَ قِسمَةَ الأفعالِ ** لِينجَلي عنكَ صَدَا الإشكَالِ
فَهْيَ ثَلاثٌ مَا لهُنَّ رابعُ ** ماضٍ وفِعلُ الأمرِ والمُضارِعُ
باب الماضي
فكلُّ ما يَصلُحُ فيهِ أَمسِ ** فإنهُ ماضٍ بغيرِ لَبْسِ
وحُكمُهُ فَتحُ الأخيرِ منهُ ** كَقولِهِم سَارَ وبَانَ عنهُ
باب الأمر
والأمرُ مبنيٌّ على السُّكُونِ ** مِثَالُهُ احذَرْ صَفْقَةَ المَغبُونِ
وإنْ تَلاهُ أَلِفٌ وَلامُ ** فَاكسِرْ وقُلْ لِيَقُمِ الغُلامُ
وإنْ أَمَرتَ مَنْ سَعى ومَن غَدَا ** فأَسقِطِ الحَرفَ الأخيرَ أبَدَا
تقولُ يا زيدُ اغدُ في يومِ الأحَدْ ** واسعَ إلى الخَيراتِ لُقِّيتَ الرَّشَدْ
وهكذا قَولُكَ في ارمِ مِنْ رَمَى ** فَاحذُ على ذلكَ فيما اسْتُبهِما
والأمرُ مِنْ خَافَ خَفِ العِقَابَا ** ومِنْ أجَادَ أجِدِ الجَوَابَا
وإن يكُن أمرُكَ للمُؤنَّثِ ** فقُلْ لهَا خَافي رِجَالَ العَبَثِ
باب الفعل المضارع
وإن وَجدتَ همزَةً أو تَاءَ ** أو نُونَ جَمعٍ مُخْبِرٍ أو يَاءَ
قد أُلحِقَتْ أوَّلَ كلِّ فِعلِ ** فإنهُ المُضارِعُ المُستَعلي
وليسَ في الأفعالِ فِعلٌ يُعرَبُ ** سِواهُ والتّمثيلُ فيهِ يَضرِبُ
والأحرُفُ الأربَعةُ المُتَابَعَهْ ** مُسَمَّياتٌ أحرُفَ المُضَارَعَهْ
وسِمطُهَا الحَاوي لهَا نَأَيْتُ ** فاسمَعْ وَعِ القَولَ كما وَعَيتُ
وضَمُّها مِن أصلِهَا الرُّباعي ** مثلُ يُجيبُ مِن أجابَ الدَّاعِي
ومَا سِواهُ فَهْيَ منهُ تُفْتَتَحْ ** ولا تُبَلْ أخَفَّ وَزنًا أم رَجَحْ
مثَالُهُ يذهَبُ زيدٌ ويَجِي ** ويَستَجِيشُ تَارَةً ويَلتَجِي
باب الإعراب
وإنْ تُرِدْ أن تعرِفَ الإعرَابَا ** لتَقتفي في نُطقِكَ الصَّوَابا
فإنهُ بالرفعِ ثمّ الجَرِّ ** والنَّصبِ والجَزمِ جَميعًا يَجري
فالرفعُ والنّصبُ بلا مُمَانعِ ** قد دَخَلا في الاسمِ والمُضَارِعِ
والجرُّ يَستَأثِرُ بالأسمَاءِ ** والجَزمُ في الفعلِ بِلا امتِرَاءِ
فالرفعُ ضَمُّ آخرِ الحُروفِ ** والنّصبُ بالفتحِ بلا وُقوفِ
والجَرُّ بالكسرةِ للتَّبيينِ ** والجَزمُ في السَّالِمِ بالتَّسكينِ
تنوين الاسم المفرد المنصرف
ونَوِّنِ الاسمَ الفَريدَ المُنصَرِفْ ** إذا دَرَجتَ قَائلاً ولم تَقِفْ
وقِفْ على المنصوبِ منهُ بالألفْ ** كمِثلِ ما تَكتُبُهُ لا يَختَلفْ
تَقولُ عَمرٌو قد أضَافَ زيدًا ** وخَالدٌ صَادَ الغَدَاةَ صَيدًا
وتُسقِطُ التَّنوينَ إنْ أضَفتَهْ ** أو إنْ يَكنْ باللامِ قَدْ عَرَّفتَهْ
مِثَالُهُ جاءَ غُلامُ الوَالي ** وأقبَلَ الغُلامُ كَالغَزَالِ
فصل في الأسماء الستة المعتلة المضافة
وسِتّةٌ تَرفَعُهَا بالواوِ ** في قولِ كُلّ عَالمٍ ورَاوِي
والنَّصبُ فيها يا أُخَيَّ بالألفْ ** وجَرُّهَا بالياءِ فاعرِفْ واعتَرِفْ
وَهْيَ أخُوكَ وأبو عِمرَانَا ** وذُو وَفُوكَ وَحَمُو عُثمَانَا
ثمّ هَنُوكَ سادسُ الأسماءِ ** فاحفَظْ مَقالي حِفْظَ ذي الذَّكاءِ
باب حروف العلة
والواوُ والياءُ جميعًا والألفْ ** هُنَّ حروفُ الاعتِلالِ المُكتَنِفْ
إعراب الاسم المنقوص
والياءُ في القاضي وفي المُستَشرِي ** ساكنَةٌ في رَفعِهَا والجَرِّ
وتُفتَحُ الياءُ إذا ما نُصِبَا ** نحوُ لَقِيتُ القَاضِيَ المُهَذَّبَا
ونَوِّنِ المُنَكَّرَ المَنقُوصَا ** في رفعهِ وجرّهِ خُصُوصَا
تقولُ هذا مُشتَرٍ مُخَادِعُ ** وافزَعْ إلى حَامٍ حِمَاهُ مَانِعُ
وهكذا تفعلُ في يَاءِ الشَّجِي ** وكلُّ ياءٍ بعدَ مكسُورٍ تَجِي
هذا إذا ما وَرَدَتْ مُخَفَّفَهْ ** فافهَمْهُ عنّي فَهمَ صَافي المَعرفهْ
إعراب الاسم المقصور
وليسَ للإعرابِ فيما قد قُصِرْ ** مِن الأسامي أَثَرٌ إذا ذُكِرْ
مثالُهُ يَحيَى ومُوسى والعَصَا ** أو كَحَيًا أو كَرَحًا أو كَحَصَى
فهذهِ آخرُهَا لا يَختلِفْ ** على تصاريفِ الكَلامِ المُؤتَلِفْ
إعراب المثنى
ورَفْعُ ما ثَنَّيتَهُ بالألفِ ** كقولِكَ الزّيدَانِ كانَا مَألَفِي
ونصبُهُ وجرُّهُ بالياءِ ** بغيرِ إشكالٍ ولا مِرَاءِ
تقولُ زيدٌ لابِسٌ بُردَيْنِ ** وخالدٌ مُنطَلِقُ اليَدينِ
وتَلحَقُ النُّونُ بما قد ثُنِّي ** مِنَ المَفَاريدِ لِجَبرِ الوَهْنِ
إعراب جمع المذكر السالم
وكلُّ جَمعٍ صحَّ فيهِ وَاحدُهْ ** ثم أتَى بعدَ التَّنَاهي زَائِدُهْ
فَرَفعُهُ بالواوِ والنونُ تَبَعْ ** نحوُ شَجَاني الخَاطِبُونَ في الجُمَعْ
ونصبُهُ وجرُّهُ بالياءِ ** عندَ جميعِ العَرَبِ العَرْبَاءِ
تقولُ حَيِّ النَّازِلينَ في مِنَى ** وسَلْ عنِ الزَّيدِينَ هل كانوا هُنَا
ونُونُهُ مَفتوحةٌ إذ تُذكَرُ ** والنُّونُ في كلِّ مُثنًّى تُكسَرُ
وتَسقُطُ النُّونانِ في الإضَافَهْ ** نحوُ رأيتُ ساكِني الرَّصَافَهْ
وقد لَقِيتُ صاحبَيْ أَخِينَا ** فاعلَمْهُ في حذفِهِمَا يَقينَا
إعراب جمع المؤنث السالم
وكلُّ جمعٍ فيهِ تاءٌ زَائِدهْ ** فَارفَعْهُ بالضّمّ كرَفعِ حَامِدَهْ
ونصبُهُ وجَرُّهُ بالكسرِ ** نحوُ كَفَيتُ المُسلماتِ شَرّي
إعراب جمع التكسير
وكلُّ ما كُسِّرَ في الجُموعِ ** كالأُسدِ والأبياتِ والرُّبوعِ
فَهْوَ نظيرُ الفردِ في الإعرابِ ** فاسمَعْ مقَالي واتَّبِعْ صَوَابي
باب حروف الجر
والجرُّ في الاسم الصحيحِ المنصَرِفْ ** بأحرفٍ هُنّ إذا ما قيلَ صِفْ
مِن وإلى وفي وحتى وعَلى ** وعَن ومنذُ كَمْ وحَاشَا وخَلا
والباءُ والكافُ إذا ما زِيدَا ** واللامُ فاحفَظْهَا تكنْ رَشيدَا
ورُبَّ أيضًا ثمّ مُذْ فيما حَضَرْ ** مِن الزّمانِ دونَ ما منهُ غَبَرْ
تقولُ ما رأيتُهُ مُذْ يَومِنَا ** ورُبَّ عبدٍ كيّسٍ مرَّ بنَا
ورُبَّ تأتي أبدًا مُصَدَّرهْ ** ولا يَليها الاسمُ إلا نَكِرَهْ
وتارةً تُضمَرُ بعدَ الواوِ ** كقولِهِم ورَاكبٍ بَجَاوي
حروف القسم
ثمّ تَجُرُّ الاسمَ بَاءُ القَسَمِ ** وَوَاوُهُ والتّاءُ أيضًا فاعلَمِ
لكنْ تَخُصُّ التّاءَ باسمِ اللهِ ** إذا تَعجَّبتَ بلا اشتِبَاهِ
باب الإضافة
وقد يُجَرُّ الاسمُ بالإضَافَهْ ** كقولِهِم دارُ أبي قُحَافَهْ
فتارةً تأتي بمَعنى اللامِ ** نحوُ أتَى عَبدُ أبي تَمَّامِ
وتارةً تأتي بمعنَى مِنْ إذا ** قلتَ مَنَا زيتٍ فَقِسْ ذاكَ وذَا
باب الأسماء التي تجر بمعنى الإضافة
وفي المُضَافِ ما يَجُرُّ أبدَا ** مثلُ لَدُنْ زيدٍ وإن شئتَ لَدَى
ومنهُ سُبحانَ وذُو ومِثلُ ** ومَعْ وعندَ وأُولُو وكلُّ
ثمَّ الجِهَاتُ السّتُّ فوقُ وَوَرَا ** ويَمنَةٌ وعَكسُهَا بِلا مِرَا
وهكذا غيرُ وبعضُ وسِوَى ** في كَلِمٍ شَتَّى رَوَاهَا مَن رَوَى
باب كم الخبرية
واجرُرْ بكمْ ما كنتَ عنهُ مُخبِرَا ** مُعَظّمًا لِقَدرِهِ مُكَثِّرَا
تقولُ كَمْ مالٍ أفَادَتْهُ يَدِي ** وكم إمَاءٍ مَلَكَتْ وأَعبُدِ
باب المبتدأ والخبر
وإنْ فَتَحتَ النّطقَ باسمٍ مُبتَدَا ** فارْفَعْهُ والأخبارَ عنهُ أبَدَا
تقولُ مِن ذلكَ زيدٌ عَاقِلُ ** والصّلحُ خيرٌ والأميرُ عَادِلُ
ولا يَحُولُ حُكمُهُ مَتَى دَخَلْ ** لكنْ على جُملَتِهِ وهَلْ وبَلْ
فصل تقديم الخبر
وقَدِّمِ الأخبارَ إذ تَستَفهِمُ ** كقولِهِم أينَ الكَريمُ المُنعِمُ
ومثلُهُ كيفَ المريضُ المُدْنَفُ ** وأيّها الغَادي متَى المُنصَرَفُ
وإنْ يكُنْ بعضُ الظّرُوفِ الخَبَرَا ** فَأوْلِهِ النَّصبَ ودَعْ عنكَ المِرَا
تقولُ زيدٌ خَلْفَ عمرٍو قَعَدَا ** والصومُ يومَ السبتِ والسَّيرُ غَدَا
وإنْ تَقُلْ أينَ الأميرُ جالِسُ ** وفي فَنَاءِ الدّارِ بِشْرٌ مَائِسُ
فجَالسٌ ومَائِسُ قدْ رُفِعَا ** وقد أُجِيزَ الرّفعُ والنّصبُ مَعَا
اشتغال الفعل عن المفعول بضمير
وهكذا إنْ قُلتَ زيدٌ لُمْتُهُ ** وخالدٌ ضرَبتُهُ وضِمتُهُ
فالرّفعُ فيهِ جَائزٌ والنّصبُ ** كلاهُمَا دَلَّتْ عليهِ الكُتْبُ
باب الفاعل
وكلُّ ما جاءَ مِنَ الأسماءِ ** عَقِيبَ فعلٍ سَالِمِ البِنَاءِ
فارفَعْهُ إذْ تُعرِبُ فَهْوَ الفاعلُ ** نحوُ جَرَى الماءُ وجَارَ العَاذِلُ
فصل توحيد الفعل
وَوَحِّدِ الفعلَ مَعَ الجَمَاعَهْ ** كقولِهِم سَارَ الرّجالُ السّاعَهْ
وإنْ تَشَأْ فَزِدْ عليهِ التّاءَ ** نحوُ اشتَكَتْ عُرَاتُنَا الشّتاءَ
وتُلحَقُ التاءُ على التّحقيقِ ** بكلّ ما تَأنِيثُهُ حَقيقي
كقولِهِم جاءَتْ سُعادُ ضَاحِكهْ ** وانطلَقتْ نَاقَةُ هندٍ رَائِكَهْ
وتُكسَرُ التّاءُ بلا مَحَالَهْ ** في مثلِ قَدْ أَقبَلَتِ الغَزَالهْ
باب ما لم يسم فاعله
واقضِ قضاءً لا يُرَدُّ قائِلُهْ ** بالرّفعِ فيما لم يُسَمَّ فاعِلُهْ
مِن بعدِ ضَمِّ أوَّلِ الأفعالِ ** كقولِهم يُكتَبُ عهدُ الوَالي
وإن يكن ثانِي الثُّلاثيِّ ألِفْ ** فاكسِرْهُ حينَ تَبتَدي ولا تَقِفْ
تقولُ بِيعَ الثّوبُ والغُلامُ ** وكِيلَ زَيتُ الشّامِ والطّعامُ
باب المفعول به
والنّصبُ للمفعولِ حُكمٌ وَجَبَا ** كقولِهم صَادَ الأميرُ أرنَبَا
وربما أُخِّرَ عنهُ الفَاعلُ ** نحوُ قدِ استَوفَى الخَرَاجَ العَامِلُ
وإنْ تقُلْ كلَّمَ موسى يَعلَى ** فقدِّمِ الفاعلَ فَهْوَ أولَى
باب ظن وأخواتها
وكُلُّ فعلٍ مُتَعَدٍّ يَنصِبُ ** مفعولَهُ مثلُ سَقَى ويَشرَبُ
لكنَّ فعلَ الشكِّ واليَقينِ ** يَنصِبُ مفعولينِ في التَّلقينِ
تقولُ قدْ خِلتُ الهِلالَ لائحَا ** وقدْ وجَدتُ المُستَشَارَ ناصحَا
وما أظنُّ عامِرًا رفيقَا ** ولا أرَى لي خالدًا صَديقَا
وهكذا تَصنَعُ في عَلِمْتُ ** وفي حَسِبْتُ ثم في زَعَمْتُ
باب عمل اسم الفاعل المنون
وإنْ ذَكَرْتَ فاعلا مُنوَّنَا ** فَهْوَ كما لو كانَ فِعلا بَيِّنَا
فارفَعْ بهِ في لازمِ الأفعالِ ** وانصِبْ إذا عُدّي بكلّ حَالِ
تقولُ زيدٌ مُستوٍ أبوهُ ** بالرّفعِ مثلُ يستَوي أخوهُ
وقُلْ سعيدٌ مُكرِمٌ عثمانَا ** بالنصبِ مثلُ يُكرِمُ الضِّيفَانَا
باب المصدر
والمَصدرُ الأصلُ وأيُّ أصلِ ** ومنهُ يا صَاحِ اشتقاقُ الفعلِ
وأوجَبَتْ لهُ النّحاةُ النَّصبَا ** كقولِهم ضربْتُ زيدًا ضربَا
وقدْ أُقيمَ الوصفُ والآلاتُ ** مَقَامَهُ والعددُ الإثبَاتُ
نحوُ ضربْتُ العبدَ سوطًا فَهَرَبْ ** واضرِبْ أشدَّ الضّربِ مَنْ يَغْشَى الرِّيَبْ
واجلِدْهُ في الخمرِ اربعينَ جَلدَهْ ** واحبِسهُ مثلَ حبسِ زيدٍ عبدَهْ
وربَّما أُضمِرَ فعلُ المصدرِ ** كقولِهم سَمعًا وطَوعًا فاخبُرِ
ومثلُهُ سَقيًا لهُ ورَعيَا ** وإن تَشأْ جَدْعًا لهُ وَكيَّا
ومنهُ قد جاءَ الأميرُ رَكْضَا ** واشتَمَلَ الصَّمَّاءَ إذْ تَوَضَّا
يتبع
أرجوزة في النحو وتقع في أربعة وسبعين بيتاً وثلاثمائة بيت التزم فيها أن يأتي في آخر كل باب بمثال يوضحه ليمكن تفهمه بعد إيراد الأحكام والشروط المستوفاة.
القاسم بن علي بن محمد بن عثمان، أبو محمد الحريري البصري: الأديب الكبير صاحب «المقامات الحريرية» سماه «مقامات أبي زيد السروجي». ومن كتبه«درة الغواص في أوهام الخواص» و «ملحة الإعراب» و «صدور زمان الفتور وفتور زمان الصدور» في التاريخ و «توشيح البيان». وله شعر حسن في«ديوان» و «ديوان رسائل». وكان دميم الصورة غزير العلم. مولده بالمشان (بليدة فوق البصرة) ووفاته بالبصرة. ونسبته إلى عمل الحرير أو بيعه. وكان ينتسب إلىَ ربيعة الفرس. قال مرجليوث: ترجم شولتنز وريسكه نماذج من مقامات الحريري إلى اللاتينية في القرن الثامن عشر، وظهرت لها تراجم في كثير من اللغات الأوربية الحديثة، مثل ترجمة روكرت Ruckert الألمانية وترجمةChemery and Steingass الإنجليزية.
المقدمة
أقولُ مِن بَعدِ افتِتَاحِ القولِ ** بِحمدِ ذي الطَّوْلِ شديدِ الحَولِ
وبَعدَهُ فأفضَلُ السّلامِ ** على النّبيّ سَيّدِ الأنَامِ
وآلِهِ الأطهَارِ خيرِ آلِ ** فافهَم كَلامي واستَمِعْ مَقَالي
يَا سَائِلي عن الكَلامِ المُنتَظِمْ ** حَدًّا ونَوعًا وإلى كَمْ يَنقَسِمْ
اسمَع هُدِيتَ الرُّشدَ مَا أقولُ ** وافهَمْهُ فَهمَ مَن لهُ مَعقُولُ
باب الكلام
حدُّ الكَلامِ ما أفادَ المُستَمِعْ ** نحوُ سَعَى زَيدٌ وعَمروٌ مُتَّبِعْ
ونَوعُهُ الذي عليهِ يُبنَى ** اسمٌ وفِعلٌ ثم حرفُ مَعنَى
باب الاسم
فالاسمُ مَا يَدخُلُهُ مِنْ وإلى ** أو كانَ مَجرورًا بِحتّى وعَلَى
مثَالُهُ زيدٌ وخَيلٌ وغَنَمْ ** وذَا وتلكَ والذي ومَنْ وكَمْ
باب الفعل
والفِعلُ مَا يَدخُلُ قَدْ والسّينُ ** عليهِ مِثلُ بَانَ أو يَبِينُ
أو لَحِقَتْهُ تاءُ مَن يُحدّثُ ** كقولِهم في لَيسَ لستُ أَنفُثُ
أو كانَ أمرًا ذَا اشتِقَاقٍ نحوُ قُلْ ** ومثلُهُ ادخُلْ وانبَسِطْ واشرَبْ وكُلْ
باب الحرف
والحرفُ ما ليستْ لهُ عَلامَهْ ** فَقِسْ على قَولي تَكُنْ عَلامَهْ
مثالُهُ حتّى ولا وَثُمَّا ** وهل وبَل ولَو ولَم ولَمَّا
باب النكرة والمعرفة
والاسم ضربَانِ فضَربٌ نَكِرَهْ ** والآخَرُ المعرِفَةُ المُشتَهِرَهْ
فَكلُّ ما رُبَّ عليهِ تَدخُلُ ** فإنهُ مُنَكَّرٌ يَا رَجُلُ
نحوُ غُلامٍ وكتابٍ وطَبَقْ ** كقولِهِم رُبَّ غُلامٍ لي أَبَقْ
ومَا عَدا ذلكَ فَهْوَ مَعرِفَهْ ** لا يَمتَري فيهِ الصّحيحُ المَعرِفَهْ
مِثَالُهُ الدَّارُ وزَيدٌ وأنَا ** وذَا وتلكَ والذي وذُو الغِنَى
وآلةُ التَّعريفِ أَلْ فمَن يُرِدْ ** تَعريفَ كَبْدٍ مُبهَمٍ قالَ الكَبِدْ
وقالَ قومٌ إنّها اللامُ فقطْ ** إذْ ألِفُ الوَصلِ مَتى تُدرَجْ سَقَطْ
باب قسمة الأفعال
وإن أردتَ قِسمَةَ الأفعالِ ** لِينجَلي عنكَ صَدَا الإشكَالِ
فَهْيَ ثَلاثٌ مَا لهُنَّ رابعُ ** ماضٍ وفِعلُ الأمرِ والمُضارِعُ
باب الماضي
فكلُّ ما يَصلُحُ فيهِ أَمسِ ** فإنهُ ماضٍ بغيرِ لَبْسِ
وحُكمُهُ فَتحُ الأخيرِ منهُ ** كَقولِهِم سَارَ وبَانَ عنهُ
باب الأمر
والأمرُ مبنيٌّ على السُّكُونِ ** مِثَالُهُ احذَرْ صَفْقَةَ المَغبُونِ
وإنْ تَلاهُ أَلِفٌ وَلامُ ** فَاكسِرْ وقُلْ لِيَقُمِ الغُلامُ
وإنْ أَمَرتَ مَنْ سَعى ومَن غَدَا ** فأَسقِطِ الحَرفَ الأخيرَ أبَدَا
تقولُ يا زيدُ اغدُ في يومِ الأحَدْ ** واسعَ إلى الخَيراتِ لُقِّيتَ الرَّشَدْ
وهكذا قَولُكَ في ارمِ مِنْ رَمَى ** فَاحذُ على ذلكَ فيما اسْتُبهِما
والأمرُ مِنْ خَافَ خَفِ العِقَابَا ** ومِنْ أجَادَ أجِدِ الجَوَابَا
وإن يكُن أمرُكَ للمُؤنَّثِ ** فقُلْ لهَا خَافي رِجَالَ العَبَثِ
باب الفعل المضارع
وإن وَجدتَ همزَةً أو تَاءَ ** أو نُونَ جَمعٍ مُخْبِرٍ أو يَاءَ
قد أُلحِقَتْ أوَّلَ كلِّ فِعلِ ** فإنهُ المُضارِعُ المُستَعلي
وليسَ في الأفعالِ فِعلٌ يُعرَبُ ** سِواهُ والتّمثيلُ فيهِ يَضرِبُ
والأحرُفُ الأربَعةُ المُتَابَعَهْ ** مُسَمَّياتٌ أحرُفَ المُضَارَعَهْ
وسِمطُهَا الحَاوي لهَا نَأَيْتُ ** فاسمَعْ وَعِ القَولَ كما وَعَيتُ
وضَمُّها مِن أصلِهَا الرُّباعي ** مثلُ يُجيبُ مِن أجابَ الدَّاعِي
ومَا سِواهُ فَهْيَ منهُ تُفْتَتَحْ ** ولا تُبَلْ أخَفَّ وَزنًا أم رَجَحْ
مثَالُهُ يذهَبُ زيدٌ ويَجِي ** ويَستَجِيشُ تَارَةً ويَلتَجِي
باب الإعراب
وإنْ تُرِدْ أن تعرِفَ الإعرَابَا ** لتَقتفي في نُطقِكَ الصَّوَابا
فإنهُ بالرفعِ ثمّ الجَرِّ ** والنَّصبِ والجَزمِ جَميعًا يَجري
فالرفعُ والنّصبُ بلا مُمَانعِ ** قد دَخَلا في الاسمِ والمُضَارِعِ
والجرُّ يَستَأثِرُ بالأسمَاءِ ** والجَزمُ في الفعلِ بِلا امتِرَاءِ
فالرفعُ ضَمُّ آخرِ الحُروفِ ** والنّصبُ بالفتحِ بلا وُقوفِ
والجَرُّ بالكسرةِ للتَّبيينِ ** والجَزمُ في السَّالِمِ بالتَّسكينِ
تنوين الاسم المفرد المنصرف
ونَوِّنِ الاسمَ الفَريدَ المُنصَرِفْ ** إذا دَرَجتَ قَائلاً ولم تَقِفْ
وقِفْ على المنصوبِ منهُ بالألفْ ** كمِثلِ ما تَكتُبُهُ لا يَختَلفْ
تَقولُ عَمرٌو قد أضَافَ زيدًا ** وخَالدٌ صَادَ الغَدَاةَ صَيدًا
وتُسقِطُ التَّنوينَ إنْ أضَفتَهْ ** أو إنْ يَكنْ باللامِ قَدْ عَرَّفتَهْ
مِثَالُهُ جاءَ غُلامُ الوَالي ** وأقبَلَ الغُلامُ كَالغَزَالِ
فصل في الأسماء الستة المعتلة المضافة
وسِتّةٌ تَرفَعُهَا بالواوِ ** في قولِ كُلّ عَالمٍ ورَاوِي
والنَّصبُ فيها يا أُخَيَّ بالألفْ ** وجَرُّهَا بالياءِ فاعرِفْ واعتَرِفْ
وَهْيَ أخُوكَ وأبو عِمرَانَا ** وذُو وَفُوكَ وَحَمُو عُثمَانَا
ثمّ هَنُوكَ سادسُ الأسماءِ ** فاحفَظْ مَقالي حِفْظَ ذي الذَّكاءِ
باب حروف العلة
والواوُ والياءُ جميعًا والألفْ ** هُنَّ حروفُ الاعتِلالِ المُكتَنِفْ
إعراب الاسم المنقوص
والياءُ في القاضي وفي المُستَشرِي ** ساكنَةٌ في رَفعِهَا والجَرِّ
وتُفتَحُ الياءُ إذا ما نُصِبَا ** نحوُ لَقِيتُ القَاضِيَ المُهَذَّبَا
ونَوِّنِ المُنَكَّرَ المَنقُوصَا ** في رفعهِ وجرّهِ خُصُوصَا
تقولُ هذا مُشتَرٍ مُخَادِعُ ** وافزَعْ إلى حَامٍ حِمَاهُ مَانِعُ
وهكذا تفعلُ في يَاءِ الشَّجِي ** وكلُّ ياءٍ بعدَ مكسُورٍ تَجِي
هذا إذا ما وَرَدَتْ مُخَفَّفَهْ ** فافهَمْهُ عنّي فَهمَ صَافي المَعرفهْ
إعراب الاسم المقصور
وليسَ للإعرابِ فيما قد قُصِرْ ** مِن الأسامي أَثَرٌ إذا ذُكِرْ
مثالُهُ يَحيَى ومُوسى والعَصَا ** أو كَحَيًا أو كَرَحًا أو كَحَصَى
فهذهِ آخرُهَا لا يَختلِفْ ** على تصاريفِ الكَلامِ المُؤتَلِفْ
إعراب المثنى
ورَفْعُ ما ثَنَّيتَهُ بالألفِ ** كقولِكَ الزّيدَانِ كانَا مَألَفِي
ونصبُهُ وجرُّهُ بالياءِ ** بغيرِ إشكالٍ ولا مِرَاءِ
تقولُ زيدٌ لابِسٌ بُردَيْنِ ** وخالدٌ مُنطَلِقُ اليَدينِ
وتَلحَقُ النُّونُ بما قد ثُنِّي ** مِنَ المَفَاريدِ لِجَبرِ الوَهْنِ
إعراب جمع المذكر السالم
وكلُّ جَمعٍ صحَّ فيهِ وَاحدُهْ ** ثم أتَى بعدَ التَّنَاهي زَائِدُهْ
فَرَفعُهُ بالواوِ والنونُ تَبَعْ ** نحوُ شَجَاني الخَاطِبُونَ في الجُمَعْ
ونصبُهُ وجرُّهُ بالياءِ ** عندَ جميعِ العَرَبِ العَرْبَاءِ
تقولُ حَيِّ النَّازِلينَ في مِنَى ** وسَلْ عنِ الزَّيدِينَ هل كانوا هُنَا
ونُونُهُ مَفتوحةٌ إذ تُذكَرُ ** والنُّونُ في كلِّ مُثنًّى تُكسَرُ
وتَسقُطُ النُّونانِ في الإضَافَهْ ** نحوُ رأيتُ ساكِني الرَّصَافَهْ
وقد لَقِيتُ صاحبَيْ أَخِينَا ** فاعلَمْهُ في حذفِهِمَا يَقينَا
إعراب جمع المؤنث السالم
وكلُّ جمعٍ فيهِ تاءٌ زَائِدهْ ** فَارفَعْهُ بالضّمّ كرَفعِ حَامِدَهْ
ونصبُهُ وجَرُّهُ بالكسرِ ** نحوُ كَفَيتُ المُسلماتِ شَرّي
إعراب جمع التكسير
وكلُّ ما كُسِّرَ في الجُموعِ ** كالأُسدِ والأبياتِ والرُّبوعِ
فَهْوَ نظيرُ الفردِ في الإعرابِ ** فاسمَعْ مقَالي واتَّبِعْ صَوَابي
باب حروف الجر
والجرُّ في الاسم الصحيحِ المنصَرِفْ ** بأحرفٍ هُنّ إذا ما قيلَ صِفْ
مِن وإلى وفي وحتى وعَلى ** وعَن ومنذُ كَمْ وحَاشَا وخَلا
والباءُ والكافُ إذا ما زِيدَا ** واللامُ فاحفَظْهَا تكنْ رَشيدَا
ورُبَّ أيضًا ثمّ مُذْ فيما حَضَرْ ** مِن الزّمانِ دونَ ما منهُ غَبَرْ
تقولُ ما رأيتُهُ مُذْ يَومِنَا ** ورُبَّ عبدٍ كيّسٍ مرَّ بنَا
ورُبَّ تأتي أبدًا مُصَدَّرهْ ** ولا يَليها الاسمُ إلا نَكِرَهْ
وتارةً تُضمَرُ بعدَ الواوِ ** كقولِهِم ورَاكبٍ بَجَاوي
حروف القسم
ثمّ تَجُرُّ الاسمَ بَاءُ القَسَمِ ** وَوَاوُهُ والتّاءُ أيضًا فاعلَمِ
لكنْ تَخُصُّ التّاءَ باسمِ اللهِ ** إذا تَعجَّبتَ بلا اشتِبَاهِ
باب الإضافة
وقد يُجَرُّ الاسمُ بالإضَافَهْ ** كقولِهِم دارُ أبي قُحَافَهْ
فتارةً تأتي بمَعنى اللامِ ** نحوُ أتَى عَبدُ أبي تَمَّامِ
وتارةً تأتي بمعنَى مِنْ إذا ** قلتَ مَنَا زيتٍ فَقِسْ ذاكَ وذَا
باب الأسماء التي تجر بمعنى الإضافة
وفي المُضَافِ ما يَجُرُّ أبدَا ** مثلُ لَدُنْ زيدٍ وإن شئتَ لَدَى
ومنهُ سُبحانَ وذُو ومِثلُ ** ومَعْ وعندَ وأُولُو وكلُّ
ثمَّ الجِهَاتُ السّتُّ فوقُ وَوَرَا ** ويَمنَةٌ وعَكسُهَا بِلا مِرَا
وهكذا غيرُ وبعضُ وسِوَى ** في كَلِمٍ شَتَّى رَوَاهَا مَن رَوَى
باب كم الخبرية
واجرُرْ بكمْ ما كنتَ عنهُ مُخبِرَا ** مُعَظّمًا لِقَدرِهِ مُكَثِّرَا
تقولُ كَمْ مالٍ أفَادَتْهُ يَدِي ** وكم إمَاءٍ مَلَكَتْ وأَعبُدِ
باب المبتدأ والخبر
وإنْ فَتَحتَ النّطقَ باسمٍ مُبتَدَا ** فارْفَعْهُ والأخبارَ عنهُ أبَدَا
تقولُ مِن ذلكَ زيدٌ عَاقِلُ ** والصّلحُ خيرٌ والأميرُ عَادِلُ
ولا يَحُولُ حُكمُهُ مَتَى دَخَلْ ** لكنْ على جُملَتِهِ وهَلْ وبَلْ
فصل تقديم الخبر
وقَدِّمِ الأخبارَ إذ تَستَفهِمُ ** كقولِهِم أينَ الكَريمُ المُنعِمُ
ومثلُهُ كيفَ المريضُ المُدْنَفُ ** وأيّها الغَادي متَى المُنصَرَفُ
وإنْ يكُنْ بعضُ الظّرُوفِ الخَبَرَا ** فَأوْلِهِ النَّصبَ ودَعْ عنكَ المِرَا
تقولُ زيدٌ خَلْفَ عمرٍو قَعَدَا ** والصومُ يومَ السبتِ والسَّيرُ غَدَا
وإنْ تَقُلْ أينَ الأميرُ جالِسُ ** وفي فَنَاءِ الدّارِ بِشْرٌ مَائِسُ
فجَالسٌ ومَائِسُ قدْ رُفِعَا ** وقد أُجِيزَ الرّفعُ والنّصبُ مَعَا
اشتغال الفعل عن المفعول بضمير
وهكذا إنْ قُلتَ زيدٌ لُمْتُهُ ** وخالدٌ ضرَبتُهُ وضِمتُهُ
فالرّفعُ فيهِ جَائزٌ والنّصبُ ** كلاهُمَا دَلَّتْ عليهِ الكُتْبُ
باب الفاعل
وكلُّ ما جاءَ مِنَ الأسماءِ ** عَقِيبَ فعلٍ سَالِمِ البِنَاءِ
فارفَعْهُ إذْ تُعرِبُ فَهْوَ الفاعلُ ** نحوُ جَرَى الماءُ وجَارَ العَاذِلُ
فصل توحيد الفعل
وَوَحِّدِ الفعلَ مَعَ الجَمَاعَهْ ** كقولِهِم سَارَ الرّجالُ السّاعَهْ
وإنْ تَشَأْ فَزِدْ عليهِ التّاءَ ** نحوُ اشتَكَتْ عُرَاتُنَا الشّتاءَ
وتُلحَقُ التاءُ على التّحقيقِ ** بكلّ ما تَأنِيثُهُ حَقيقي
كقولِهِم جاءَتْ سُعادُ ضَاحِكهْ ** وانطلَقتْ نَاقَةُ هندٍ رَائِكَهْ
وتُكسَرُ التّاءُ بلا مَحَالَهْ ** في مثلِ قَدْ أَقبَلَتِ الغَزَالهْ
باب ما لم يسم فاعله
واقضِ قضاءً لا يُرَدُّ قائِلُهْ ** بالرّفعِ فيما لم يُسَمَّ فاعِلُهْ
مِن بعدِ ضَمِّ أوَّلِ الأفعالِ ** كقولِهم يُكتَبُ عهدُ الوَالي
وإن يكن ثانِي الثُّلاثيِّ ألِفْ ** فاكسِرْهُ حينَ تَبتَدي ولا تَقِفْ
تقولُ بِيعَ الثّوبُ والغُلامُ ** وكِيلَ زَيتُ الشّامِ والطّعامُ
باب المفعول به
والنّصبُ للمفعولِ حُكمٌ وَجَبَا ** كقولِهم صَادَ الأميرُ أرنَبَا
وربما أُخِّرَ عنهُ الفَاعلُ ** نحوُ قدِ استَوفَى الخَرَاجَ العَامِلُ
وإنْ تقُلْ كلَّمَ موسى يَعلَى ** فقدِّمِ الفاعلَ فَهْوَ أولَى
باب ظن وأخواتها
وكُلُّ فعلٍ مُتَعَدٍّ يَنصِبُ ** مفعولَهُ مثلُ سَقَى ويَشرَبُ
لكنَّ فعلَ الشكِّ واليَقينِ ** يَنصِبُ مفعولينِ في التَّلقينِ
تقولُ قدْ خِلتُ الهِلالَ لائحَا ** وقدْ وجَدتُ المُستَشَارَ ناصحَا
وما أظنُّ عامِرًا رفيقَا ** ولا أرَى لي خالدًا صَديقَا
وهكذا تَصنَعُ في عَلِمْتُ ** وفي حَسِبْتُ ثم في زَعَمْتُ
باب عمل اسم الفاعل المنون
وإنْ ذَكَرْتَ فاعلا مُنوَّنَا ** فَهْوَ كما لو كانَ فِعلا بَيِّنَا
فارفَعْ بهِ في لازمِ الأفعالِ ** وانصِبْ إذا عُدّي بكلّ حَالِ
تقولُ زيدٌ مُستوٍ أبوهُ ** بالرّفعِ مثلُ يستَوي أخوهُ
وقُلْ سعيدٌ مُكرِمٌ عثمانَا ** بالنصبِ مثلُ يُكرِمُ الضِّيفَانَا
باب المصدر
والمَصدرُ الأصلُ وأيُّ أصلِ ** ومنهُ يا صَاحِ اشتقاقُ الفعلِ
وأوجَبَتْ لهُ النّحاةُ النَّصبَا ** كقولِهم ضربْتُ زيدًا ضربَا
وقدْ أُقيمَ الوصفُ والآلاتُ ** مَقَامَهُ والعددُ الإثبَاتُ
نحوُ ضربْتُ العبدَ سوطًا فَهَرَبْ ** واضرِبْ أشدَّ الضّربِ مَنْ يَغْشَى الرِّيَبْ
واجلِدْهُ في الخمرِ اربعينَ جَلدَهْ ** واحبِسهُ مثلَ حبسِ زيدٍ عبدَهْ
وربَّما أُضمِرَ فعلُ المصدرِ ** كقولِهم سَمعًا وطَوعًا فاخبُرِ
ومثلُهُ سَقيًا لهُ ورَعيَا ** وإن تَشأْ جَدْعًا لهُ وَكيَّا
ومنهُ قد جاءَ الأميرُ رَكْضَا ** واشتَمَلَ الصَّمَّاءَ إذْ تَوَضَّا
يتبع