BLUEBIRD1978
07-06-2016, 09:53 PM
الاستعمار الغربي البريطاني والفرنسي والايطالي تقاسم السيطرة على العالم العربي بعد الحرب العالمية الأولى وحكمها حتى حصولها على إستقلالها في الخمسينات والستينات من القرن الماضي . إتفاقية سايكس بيكو جزأت خريطة الوطن العربي إلى دويلات حكمتها الدول المستعمرة بالتعاون مع مشايخ القبائل وأبناء العوائل المتنفذة ألتي تعاملت وتآمرت معها ضد أوطانها ومصالح شعوبها .
كان إستقلال هذه الدول إستقلالا إسميا ، لأن الدول المستعمرة بقيت مهيمنة عليها من خلال التحكم بقادتها الجدد من أبناء نفس االقبائل والعوائل التي كانت تتعامل معها وتخدم مصالحها . أي أن هذه الدول كانت وما زالت دول مستقلة بالاسم ، وأن كل القرارات الهامة منذ إستقلالها كانت وما زالت ، تتخذ في لندن وواشنطن وباريس وتل ابيب ! وليس في عواصمنا ، وإن الدول المستعمرة خرجت من الباب وعادت من الشباك .
لقد مضى علينا مئة عام منذ انطلاق المهزلة العربية الكبرى في عام 1916 ، والتي سموها زورا وبهتانا " بالثورة العربية الكبرى " ونحن نرثي لأنفسنا ، ونخدع أنفسنا ، ونكذب على أنفسنا ونقول إن الاستعار كان السبب في تمزيقنا وتشتيتنا وتقسيمنا إلى دويلات ، وكان أيضا المسؤول عن كل هزائمنا في معاركنا ، وعن فشلنا في السياسة والاقتصاد وفي كل شيء . لقد جعلنا من الاستعمار شماعة ، ومبررا لكل إخفاقاتنا وأخطائنا وتخلف شعوبنا .
لكن الحقيقة ليست كذلك . صحيح أن الاستعمار لعب دورا مهما في تجزئة وطننا وتقسيمه إلى أقطار، وجزأ دولا أخرى مثل فيتنام إلى شمالية وجنوبية ، وجزأ ألمانيا إلى شرقية وغربية ، وسلب هونج كونج من الصين ، لكن الشعب الفيتنامي وحد بلده بهزيمتة لأمريكا ، والشعب الألماني الحي وحد بلده في ساعات بعد أن دمر حائط برلين ، والصين إستعادت هونج كونج من بريطانيا وضمتها إليها رغم معارضة العالم الغربي ، والاتحاد السوفيتي سيطر على عدة دول في أوروبا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية ، لكن هذه الدول رفضت الهيمنة السوفيتية ، وقامت بحركات شعبية أدت إلى استقلالها وإقامت ديموقراطيات حديثة فيها ، ودفعت الامبراطورية السوفيتية إلى الانهيار والاختفاء من خارطة العالم .
نعم هذه الشعوب وقياداتها انتصرت وحصلت على ما تريد لأنها واعية وموحدة وقوية ومنظمة . ماذا فعنا نحن العرب منذ مغادرة الاستعمار لديارنا ؟ هل ألغينا حواجزالتواصل الجغرافي والثقافي بين شعوبنا ؟ هل أقفلنا الحدود في وجه أعدائنا وحمينا أوطاننا من شرورهم وأطماعهم ؟ هل شجعنا التجارة الحرة وحرية حركة الشعوب بين أوطاننا ؟ هل أقمنا مؤسسات سياسية واقتصادية وتربوية وثقافية لتجمعنا وتوحدنا وتخدم شعوبنا ؟ هل وحدنا جيوشنا لندافع عن أنفسنا ونحمي أوطاننا ؟ هل حررنا القدس ؟ هل استثمرنا ثروة النفط الهاثلة لمصلحة شعوبنا وتطوير أوطاننا ؟ هل أقمنا دول مؤسسات قانونية وديموقراطية ؟ لم نفعل شيئا من هذا !! ما فعلناه هو العكس تماما ونوادي قمار وعاهرات العالم شاهد على ذكاء وأخلاق حكامنا .
عندما غادر الاستعمار المنطقة لم تكن هناك حدود ثابتة بين الدول العربية ، ولكن الحكام العرب ثبتتوها بين الاقاليم العربية ، وأصبحت حدودا دولية معترف بها ، ولا يجوز المساس بها حسب القانون الدولي . الحكام العرب هم الذين هزمونا في فلسطين بتآمرهم مع الصهاينة ، وبجيوشهم ألغير مدربة على القتال ، وألغير مسلحة تسليحا ملائما لمواجهة المنظمات الصهيونية المسلحة في ذلك الوقت .
وهم الذين تآمروا على الوحدة السورية المصرية وأفشلوا أول وحدة إندماجية عربية كان من الممكن أن تكون نواة وحدة عربية شامله . وهم الذين تصدوا للحركة القومية العربية بالمال والمؤامرات ، وسجنوا وعذبوا الناشطين السياسيين القوميين واليساريين ، وشجعوا النشاطات الدينية ليس حبا في الدين الحنيف وخدمة له ولرب العالمين ، ولكن لاستخدامه في خدمة مصالحهم . ولهذا أقاموا المؤسسات الدينية كمنظمة المؤتمر الاسلامي ، وتغاضوا عن المنظمات والنشاطات الدينية لقناعتهم بأنها سوف تساعدهم في إيقاف التيار القومي الوحدوي واليساري ألذي كان يهدد القطرية والتبعية للغرب ، ويشكل تهديدا خطيرا لوجودهم ووجود إسرائيل .
الحكام العرب هم الذين حافظوا على القبلية والنظام العشائري ، وسخروه لخدمة مصالحهم ولاثارة النعرات المناطقية بين أبناء الوطن الواحد ، ولابقاء أوطانهم ضعيفة ومقسمة وفقا لسياسة فرق تسد ، وذلك لضمان خضوع الأوطان والمواطنين لسيطرتهم والتحكم بها وبمكوناتها الاجتماعيه . وهم الذين أشعلوا حروب اليمن ، وسورية ، والعراق ، وليبيا ، والحرب الأهلية اللبنانية ، وقسموا السودان إلى دولتين ، والعراق وسوريا في الطريق إلى التقسيم ، ودعموا الانقسام الفلسطيني .
وهم الذين أشعلوا حربا لا لزوم لها مع إيران ما زلنا ندفع ثمن تداعياتها وخسائرها البشرية والسياسية والاقتصادية حتى الآن . وهم الذين إنقسموا إلى حزبين متصارعين في تعاملهم مع إحتلال الكويت ، وأدى انقسامهم إلى نتائج إقتصادية وسياسية مدمرة فتحت الباب على مصراعيه للتدخل الأجنبي في أوطاننا ، ومزقتنا شر ممزق ، وسنظل نعاني من نتائجها لعشرات السنين القادمة . الحكام العرب هم الذين تعاونوا مع أمريكا ، وأوروبا ، وإسرائيل على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية ، ومكنوها من التدخل المكشوف والسافر في كل شؤوننا واستغلال مواردنا الاقتصادية لمصالحها .
وهم الذين أضاعوا ثروات شعوبهم بغباء منقطع النظير ، وسرقات لم يعرف التاريخ الانساني مثيلا لها . وهم الذين اشتروا الصحافة ورجال الفكر ، وعلموا الأمة الكذب والنفاق والخداع والاستسلام . وهم الذين خلقوا الخلافات والانشقاقات المذهبية والطائفية التي لم نكن نعرفها سابقا ، وهم الذين بطشوا بشعوبهم ، وأذلوها ، وعذبوها ، وحرموها من الحرية ، وكتموا أنفاسها ، ودمروا حاضرها ومستقبلها . ونتيجة لتصرفات وموآمرات هذه القيادات العميلة الفاشلة ، أصبحت الشعوب أرقاما لا قيمة لها . لو كنا شعوبا واعية وحية ومثقفة ، تقدس أوطانها وكرامتها ، لكان من المستحيل علينا أن نقبل بما حدث ويحدث لنا .
ولما قبلنا أبدا أن يحكمنا طغاة فاسدون كهؤلاء . وكما قال مظفر النواب في إكرام الحكام العرب جميعا " أبناء..... إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم . " إنهم هم الذين مزقوا نسيجنا الاجتماعي الوحدوي بتركيزهم على تثبيت الحدود القطرية ، وعمقوا النعرة الاقليمية وغذوها عمدا . ونتيجة لذلك ، وبعد أن كنا أمة واحدة ، وكان هناك أمل أن نتوحد قبل سبعين عاما ، أصبحنا أمما تكره بعضها بعضا ، وتتآمر على بعضها بعضا ، وتحارب وتقتل وتدمر بعضها بعضا . الصدق مع النفس يلزمنا القول أننا نحن الذين أجرمنا بحق انفسنا .
الشعوب العربية الميتة المستسلمة لارادة الطغيان ، والحكام العرب الذين تعاونوا وتآمروا مع الأعداء ، وانصاعوا لمطالبهم ، وقبول شروطهم ، وقواعدهم العسكرية المتواجدة الآن في كل دول الخليج وفي دول عربية أخرى لحماية انظمتهم من شعوبهم ، هم الذين أوصلونا إلى ما نحن فية من محن لا حل لها .
من قلم : د. كاظم ناصر
كان إستقلال هذه الدول إستقلالا إسميا ، لأن الدول المستعمرة بقيت مهيمنة عليها من خلال التحكم بقادتها الجدد من أبناء نفس االقبائل والعوائل التي كانت تتعامل معها وتخدم مصالحها . أي أن هذه الدول كانت وما زالت دول مستقلة بالاسم ، وأن كل القرارات الهامة منذ إستقلالها كانت وما زالت ، تتخذ في لندن وواشنطن وباريس وتل ابيب ! وليس في عواصمنا ، وإن الدول المستعمرة خرجت من الباب وعادت من الشباك .
لقد مضى علينا مئة عام منذ انطلاق المهزلة العربية الكبرى في عام 1916 ، والتي سموها زورا وبهتانا " بالثورة العربية الكبرى " ونحن نرثي لأنفسنا ، ونخدع أنفسنا ، ونكذب على أنفسنا ونقول إن الاستعار كان السبب في تمزيقنا وتشتيتنا وتقسيمنا إلى دويلات ، وكان أيضا المسؤول عن كل هزائمنا في معاركنا ، وعن فشلنا في السياسة والاقتصاد وفي كل شيء . لقد جعلنا من الاستعمار شماعة ، ومبررا لكل إخفاقاتنا وأخطائنا وتخلف شعوبنا .
لكن الحقيقة ليست كذلك . صحيح أن الاستعمار لعب دورا مهما في تجزئة وطننا وتقسيمه إلى أقطار، وجزأ دولا أخرى مثل فيتنام إلى شمالية وجنوبية ، وجزأ ألمانيا إلى شرقية وغربية ، وسلب هونج كونج من الصين ، لكن الشعب الفيتنامي وحد بلده بهزيمتة لأمريكا ، والشعب الألماني الحي وحد بلده في ساعات بعد أن دمر حائط برلين ، والصين إستعادت هونج كونج من بريطانيا وضمتها إليها رغم معارضة العالم الغربي ، والاتحاد السوفيتي سيطر على عدة دول في أوروبا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية ، لكن هذه الدول رفضت الهيمنة السوفيتية ، وقامت بحركات شعبية أدت إلى استقلالها وإقامت ديموقراطيات حديثة فيها ، ودفعت الامبراطورية السوفيتية إلى الانهيار والاختفاء من خارطة العالم .
نعم هذه الشعوب وقياداتها انتصرت وحصلت على ما تريد لأنها واعية وموحدة وقوية ومنظمة . ماذا فعنا نحن العرب منذ مغادرة الاستعمار لديارنا ؟ هل ألغينا حواجزالتواصل الجغرافي والثقافي بين شعوبنا ؟ هل أقفلنا الحدود في وجه أعدائنا وحمينا أوطاننا من شرورهم وأطماعهم ؟ هل شجعنا التجارة الحرة وحرية حركة الشعوب بين أوطاننا ؟ هل أقمنا مؤسسات سياسية واقتصادية وتربوية وثقافية لتجمعنا وتوحدنا وتخدم شعوبنا ؟ هل وحدنا جيوشنا لندافع عن أنفسنا ونحمي أوطاننا ؟ هل حررنا القدس ؟ هل استثمرنا ثروة النفط الهاثلة لمصلحة شعوبنا وتطوير أوطاننا ؟ هل أقمنا دول مؤسسات قانونية وديموقراطية ؟ لم نفعل شيئا من هذا !! ما فعلناه هو العكس تماما ونوادي قمار وعاهرات العالم شاهد على ذكاء وأخلاق حكامنا .
عندما غادر الاستعمار المنطقة لم تكن هناك حدود ثابتة بين الدول العربية ، ولكن الحكام العرب ثبتتوها بين الاقاليم العربية ، وأصبحت حدودا دولية معترف بها ، ولا يجوز المساس بها حسب القانون الدولي . الحكام العرب هم الذين هزمونا في فلسطين بتآمرهم مع الصهاينة ، وبجيوشهم ألغير مدربة على القتال ، وألغير مسلحة تسليحا ملائما لمواجهة المنظمات الصهيونية المسلحة في ذلك الوقت .
وهم الذين تآمروا على الوحدة السورية المصرية وأفشلوا أول وحدة إندماجية عربية كان من الممكن أن تكون نواة وحدة عربية شامله . وهم الذين تصدوا للحركة القومية العربية بالمال والمؤامرات ، وسجنوا وعذبوا الناشطين السياسيين القوميين واليساريين ، وشجعوا النشاطات الدينية ليس حبا في الدين الحنيف وخدمة له ولرب العالمين ، ولكن لاستخدامه في خدمة مصالحهم . ولهذا أقاموا المؤسسات الدينية كمنظمة المؤتمر الاسلامي ، وتغاضوا عن المنظمات والنشاطات الدينية لقناعتهم بأنها سوف تساعدهم في إيقاف التيار القومي الوحدوي واليساري ألذي كان يهدد القطرية والتبعية للغرب ، ويشكل تهديدا خطيرا لوجودهم ووجود إسرائيل .
الحكام العرب هم الذين حافظوا على القبلية والنظام العشائري ، وسخروه لخدمة مصالحهم ولاثارة النعرات المناطقية بين أبناء الوطن الواحد ، ولابقاء أوطانهم ضعيفة ومقسمة وفقا لسياسة فرق تسد ، وذلك لضمان خضوع الأوطان والمواطنين لسيطرتهم والتحكم بها وبمكوناتها الاجتماعيه . وهم الذين أشعلوا حروب اليمن ، وسورية ، والعراق ، وليبيا ، والحرب الأهلية اللبنانية ، وقسموا السودان إلى دولتين ، والعراق وسوريا في الطريق إلى التقسيم ، ودعموا الانقسام الفلسطيني .
وهم الذين أشعلوا حربا لا لزوم لها مع إيران ما زلنا ندفع ثمن تداعياتها وخسائرها البشرية والسياسية والاقتصادية حتى الآن . وهم الذين إنقسموا إلى حزبين متصارعين في تعاملهم مع إحتلال الكويت ، وأدى انقسامهم إلى نتائج إقتصادية وسياسية مدمرة فتحت الباب على مصراعيه للتدخل الأجنبي في أوطاننا ، ومزقتنا شر ممزق ، وسنظل نعاني من نتائجها لعشرات السنين القادمة . الحكام العرب هم الذين تعاونوا مع أمريكا ، وأوروبا ، وإسرائيل على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية ، ومكنوها من التدخل المكشوف والسافر في كل شؤوننا واستغلال مواردنا الاقتصادية لمصالحها .
وهم الذين أضاعوا ثروات شعوبهم بغباء منقطع النظير ، وسرقات لم يعرف التاريخ الانساني مثيلا لها . وهم الذين اشتروا الصحافة ورجال الفكر ، وعلموا الأمة الكذب والنفاق والخداع والاستسلام . وهم الذين خلقوا الخلافات والانشقاقات المذهبية والطائفية التي لم نكن نعرفها سابقا ، وهم الذين بطشوا بشعوبهم ، وأذلوها ، وعذبوها ، وحرموها من الحرية ، وكتموا أنفاسها ، ودمروا حاضرها ومستقبلها . ونتيجة لتصرفات وموآمرات هذه القيادات العميلة الفاشلة ، أصبحت الشعوب أرقاما لا قيمة لها . لو كنا شعوبا واعية وحية ومثقفة ، تقدس أوطانها وكرامتها ، لكان من المستحيل علينا أن نقبل بما حدث ويحدث لنا .
ولما قبلنا أبدا أن يحكمنا طغاة فاسدون كهؤلاء . وكما قال مظفر النواب في إكرام الحكام العرب جميعا " أبناء..... إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم . " إنهم هم الذين مزقوا نسيجنا الاجتماعي الوحدوي بتركيزهم على تثبيت الحدود القطرية ، وعمقوا النعرة الاقليمية وغذوها عمدا . ونتيجة لذلك ، وبعد أن كنا أمة واحدة ، وكان هناك أمل أن نتوحد قبل سبعين عاما ، أصبحنا أمما تكره بعضها بعضا ، وتتآمر على بعضها بعضا ، وتحارب وتقتل وتدمر بعضها بعضا . الصدق مع النفس يلزمنا القول أننا نحن الذين أجرمنا بحق انفسنا .
الشعوب العربية الميتة المستسلمة لارادة الطغيان ، والحكام العرب الذين تعاونوا وتآمروا مع الأعداء ، وانصاعوا لمطالبهم ، وقبول شروطهم ، وقواعدهم العسكرية المتواجدة الآن في كل دول الخليج وفي دول عربية أخرى لحماية انظمتهم من شعوبهم ، هم الذين أوصلونا إلى ما نحن فية من محن لا حل لها .
من قلم : د. كاظم ناصر