ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
16-04-2016, 01:05 PM
المـمكـن فـي لـغـة الهـدوء .. قـــراءة إنـطـبـاعـيـة لـكـتـاب
(كــبـرت عــقــلا) للكاتبة العمانية بـلـقـيـس الـمـزروعــي
http://www.azamn.com/wp-content/uploads/2015/11/Screen-Shot-2015-11-09-at-12.57.26-PM.png
على نغم حالم وصوت هادىء دافىء الحروف واللغة وأجواء طقسية مزجت بين الرومانسية والحلم والتصوف الوجداني الجميل ـــ مشت نصوص ( كبرت عقلا ) للكاتبة العمانية بلقيس المزروعي ، ويعد هذا العمل الأدبي باكورة إصدارات الكاتبة بلقيس وقد صدر في طبعته الأولى هنا بسلطنة عمان وذلك عام 2015م عن دار بيت الغشام للنشر والترجمة بمسقط .. وجميل جدا أن يولد للكاتب/ الكاتبة أول عمل أدبي له/ها في وطنه وبين أهله حيث للإحتفاء والاحتفالية بالمولود يكون لهما طعم خاص وجو بهيج من الطقوس المفعمة بالفرح والنشوة والتقدير والشعور بروعة رؤية الحلم متجسدا بحقيقته كتابا ورقيا جميلا يضم بين دفتيه بعض نبض القلب وبعض صوت الروح وخلجات النفس الانسانية التواقة إلى رفد عالمنا بألوان زاهية من صور الجمال والحب والخير والنبل والسمو الانساني الجميل الذي كم هذا العالم المتشنج أعصابا وروحا بات بمسيس الحاجة إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى ..
نصوص بلقيس المزروعي وإن كانت لمحات خاطفة لخواطر قصيرة لكني رأيتها من خلال قراءتي لها أقرب إلى الشعر منه إلى النثر سيما وأن فيها وبينها الكثير من النصوص التي حملت أجواء شعرية وإنْ بطريقة مكثفة تصور اللحظة الشعورية أدق تصوير ومن زواياها الأعمق والأصدق وبشكل عفوي خالٍ من التصنع التعبيري والتكلف اللفظي في سياق العرض ذاته عبر اللغة ذاتها وعبر ما يمكن أن أسميه بـ ( إستنطاق الداخل ) .. تغوص بك الكاتبة بلقيس المزروعي عبر نصوصها في أعمق أعمق دواخلك وصراعاتك كإنسان تعتريه شتى ضروب العواطف الانسانية : الحب . اليأس . الغضب . الهدوء . الغفران . الإيمان . النقاء .. إلخ مفردات البوح والنبض .. لكنها ـــ أي الكاتبة ـــ لا تفتأ وبحس أدبي يقظ في كثير من نصوص ( كبرت عقلا ) أن تضع القارىء وتستوقفه دائما عند الممكن صنعه من الايجابي في الحياة حيث صور التفاؤل والجمال والخير بارزة في مقاطع هذه النصوص إلى درجة ( النصح ) كما في آخر نص ختمت به هذه المجموعة والمعنون بـ ( كلمة أخيرة ) .
وأعود إلى ما لمحت وأشرت إليه قبل قليل في هذا المقال فأقول : أن هذه النصوص وعن إنطباع شخصي ( غير ملزم طبعا لأحد ) هي أقرب إلى الشعر منها إلى النثر ، أو هي بالمعنى الأصح والأشمل تميل أكثر إلى ( اللغة الشعرية النثرية ) خالقة بذلك فـرادة بصمة ولونا كتابيا خاصا بالكاتبة بلقيس المزروعي وبها فقط وبشكل يكسر المألوف أو السائد من أساليب الكتابات الأدبية التي تطفح بها الساحة الأدبية وما أكثرها ..
وأنا يعجبني حقيقة أن يكون الكاتب مختلفا جدا بكتاباته عن الجميع .. إن التمرد على اللغة وعلى الأشكال والقوالب الأدبية المستهلكة جانب مهم من شخصية ( المبدع ) وعلامة أساسية فارقة تؤكد حقيقة أصالته وإبداعه ككاتب متميز وأيضا هي كذلك مهمة مقدسة يقوم بها الكاتب نفسه بحكم أهليته كمبدع خلاق قادر على خلق المختلف من اللا ممكن .
وهاهي بلقيس المزروعي في ( كبرت عقلا ) تضع اللبنة الأساسية والإختمار الأهم لتميزها القلمي هذا في رحلة الكتابة التي أتمنى أن تأخذ كل عمرها فيها وبوهج لا يخفت وعطاء لا ينضب إن شاء الله .
وكقارىء بسيط إعتدت دائما أن لا يكفيني ولا يقنع ذائقتي كقارىء متعطش للقراءة أن يتحفني الكاتب/الكاتبة بعمل ( أدبي ) يسوق له من الدعاية التسويقية والترويجية ما يفوق ما بداخله من حروف وكلمات وأوراق ثم يقول/تقول لي وبإغراء مبتسم : هـاؤم . إقرأوا كتابيه .. لا تصدمني بكتاب يحمل بين دفتيه كومة أوراق منمقة مطرزة بلغة باهتة وتعابير مسطحة ثم تحاول أن تقنعني بأنه ( عمل أدبي ) .. أنا أريد كتابا يفتح شهيتي على آخرها لقراءته .. كتاب لكاتب حقيقي يثير فيَّ وعن عمد تلك الدهشة والنشوة والانفعال والفرح الطفولي الذي أرجوه وأظمأ إليه من خلال ما أقرأ .. إن الكاتب الحقيقي يعي هذه المسألة وعيا تاما وينتبه إليها جيدا سواء عند نثر كتاباته في اليومي من المنشورات النتية أو عند قيامه بخوض مغامرة إصدار كتاب .. وهذه باعتقادي أهم وأخطر من النشر السهل في يوميات النت والمواقع الإلكترونية الكثيرة التي تعم الدنيا والتي يمكن أن تنسى وتطوى في رزنامة الأيام ولا يتذكرها أحد إلا صاحبها مادام حيا .. أما هنا مع الكتاب ومع تجربة إصدار كتاب فالوضع مختلف جدا .. أنت هنا تقدم للعالم بعضا من عصارة فكرك وجانبا من تجربتك الأدبية في شكل كتاب ورقي يصدر ويقتنيه الناس في مكتباتهم وسيكون لهم فيه ومعه وعنه آراء وردود أفعال وإضاءات شتى تتباين تبعا لأذواقهم ومدى ثقافتهم واطلاعهم والمدارس التي ينتمون إليها ..
بلقيس المزروعي غامرت وخاضت عن ثقة تجربة إصدار أول كتاب أدبي لها .. مشت في طريق هذه المغامرة اللذيذة هادئة الخطا وبدون جلبة أو ضجيج أو انفعال أو صخب وكانت صورة حية منعكسة على مرآة كتابها الجميل نفسه الذي أصدرته والذي أنا شخصيا دهشت به وبروعته وبجمال نسيجه الداخلي لغة وأسلوبا وعرضا ونبضا أيضا ، فقرأته بمتعة شديدة وعشت في أجوائه بكل تقلباتها وألوانها وصورها البديعة التي وفقت الكاتبة بلقيس في التقاطها عبر عدسة اللغة .. لغتها الخاصة التي مزجت نثريتها بالشعر فكان جمال صورة النص أخاذا وأكثر من رائع ..
أشد على يديك الكاتبة بلقيس المزروعي مشجعا ومحمسا بأن تواصلي طريق إبداعك ونهر عطائك الأدبي الجميل هذا بنفس روح تميزك القلمي والذي أكدته وبثقة منذ أول إصدار لك ( كبرت عقلا ) والذي كما أنا سعدت حقا بقراءته سعدت أكثر برصده ـــ وإن كان على عجالة ـــ بقلمي المتواضع وأن أنشر عنه هذا المقال المتواضع كقراءة إنطباعية أدرك ـــ عــذرا ـــ أنها مقتضبة ولن تفيه كل حقه من التقدير والتعمق وأتت مقتضبة سريعة وفيها حاولت أن أسطر بعض جوانب دهشة روحي القارئة وفرحة قلبي إذ أقرأ كتابا أدبيا محترما فكرا ونصوصا وجديرا بالقراءة والدهشة والفرح في آن .
بلقيس المزروعي .. أنت كاتبة جميلة النبض والحروف وقادمة بقوة إلى الساحة .. أبارك لك أولى خطوات الحبو الأدبي الواثق على درب ألف باء الكتابة ، متمنيا لك مستقبلا مشرقا في سماء العطاء وأن تكوني إضافة أدبية جميلة لأدبنا العماني تزيد من جماله وروعته وخصب عطائه وتدعم من مكانته بين الأمم .
عميق ودي وتقديري لك
بقلمي / ســــعـيد مصــبـح الـغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
(كــبـرت عــقــلا) للكاتبة العمانية بـلـقـيـس الـمـزروعــي
http://www.azamn.com/wp-content/uploads/2015/11/Screen-Shot-2015-11-09-at-12.57.26-PM.png
على نغم حالم وصوت هادىء دافىء الحروف واللغة وأجواء طقسية مزجت بين الرومانسية والحلم والتصوف الوجداني الجميل ـــ مشت نصوص ( كبرت عقلا ) للكاتبة العمانية بلقيس المزروعي ، ويعد هذا العمل الأدبي باكورة إصدارات الكاتبة بلقيس وقد صدر في طبعته الأولى هنا بسلطنة عمان وذلك عام 2015م عن دار بيت الغشام للنشر والترجمة بمسقط .. وجميل جدا أن يولد للكاتب/ الكاتبة أول عمل أدبي له/ها في وطنه وبين أهله حيث للإحتفاء والاحتفالية بالمولود يكون لهما طعم خاص وجو بهيج من الطقوس المفعمة بالفرح والنشوة والتقدير والشعور بروعة رؤية الحلم متجسدا بحقيقته كتابا ورقيا جميلا يضم بين دفتيه بعض نبض القلب وبعض صوت الروح وخلجات النفس الانسانية التواقة إلى رفد عالمنا بألوان زاهية من صور الجمال والحب والخير والنبل والسمو الانساني الجميل الذي كم هذا العالم المتشنج أعصابا وروحا بات بمسيس الحاجة إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى ..
نصوص بلقيس المزروعي وإن كانت لمحات خاطفة لخواطر قصيرة لكني رأيتها من خلال قراءتي لها أقرب إلى الشعر منه إلى النثر سيما وأن فيها وبينها الكثير من النصوص التي حملت أجواء شعرية وإنْ بطريقة مكثفة تصور اللحظة الشعورية أدق تصوير ومن زواياها الأعمق والأصدق وبشكل عفوي خالٍ من التصنع التعبيري والتكلف اللفظي في سياق العرض ذاته عبر اللغة ذاتها وعبر ما يمكن أن أسميه بـ ( إستنطاق الداخل ) .. تغوص بك الكاتبة بلقيس المزروعي عبر نصوصها في أعمق أعمق دواخلك وصراعاتك كإنسان تعتريه شتى ضروب العواطف الانسانية : الحب . اليأس . الغضب . الهدوء . الغفران . الإيمان . النقاء .. إلخ مفردات البوح والنبض .. لكنها ـــ أي الكاتبة ـــ لا تفتأ وبحس أدبي يقظ في كثير من نصوص ( كبرت عقلا ) أن تضع القارىء وتستوقفه دائما عند الممكن صنعه من الايجابي في الحياة حيث صور التفاؤل والجمال والخير بارزة في مقاطع هذه النصوص إلى درجة ( النصح ) كما في آخر نص ختمت به هذه المجموعة والمعنون بـ ( كلمة أخيرة ) .
وأعود إلى ما لمحت وأشرت إليه قبل قليل في هذا المقال فأقول : أن هذه النصوص وعن إنطباع شخصي ( غير ملزم طبعا لأحد ) هي أقرب إلى الشعر منها إلى النثر ، أو هي بالمعنى الأصح والأشمل تميل أكثر إلى ( اللغة الشعرية النثرية ) خالقة بذلك فـرادة بصمة ولونا كتابيا خاصا بالكاتبة بلقيس المزروعي وبها فقط وبشكل يكسر المألوف أو السائد من أساليب الكتابات الأدبية التي تطفح بها الساحة الأدبية وما أكثرها ..
وأنا يعجبني حقيقة أن يكون الكاتب مختلفا جدا بكتاباته عن الجميع .. إن التمرد على اللغة وعلى الأشكال والقوالب الأدبية المستهلكة جانب مهم من شخصية ( المبدع ) وعلامة أساسية فارقة تؤكد حقيقة أصالته وإبداعه ككاتب متميز وأيضا هي كذلك مهمة مقدسة يقوم بها الكاتب نفسه بحكم أهليته كمبدع خلاق قادر على خلق المختلف من اللا ممكن .
وهاهي بلقيس المزروعي في ( كبرت عقلا ) تضع اللبنة الأساسية والإختمار الأهم لتميزها القلمي هذا في رحلة الكتابة التي أتمنى أن تأخذ كل عمرها فيها وبوهج لا يخفت وعطاء لا ينضب إن شاء الله .
وكقارىء بسيط إعتدت دائما أن لا يكفيني ولا يقنع ذائقتي كقارىء متعطش للقراءة أن يتحفني الكاتب/الكاتبة بعمل ( أدبي ) يسوق له من الدعاية التسويقية والترويجية ما يفوق ما بداخله من حروف وكلمات وأوراق ثم يقول/تقول لي وبإغراء مبتسم : هـاؤم . إقرأوا كتابيه .. لا تصدمني بكتاب يحمل بين دفتيه كومة أوراق منمقة مطرزة بلغة باهتة وتعابير مسطحة ثم تحاول أن تقنعني بأنه ( عمل أدبي ) .. أنا أريد كتابا يفتح شهيتي على آخرها لقراءته .. كتاب لكاتب حقيقي يثير فيَّ وعن عمد تلك الدهشة والنشوة والانفعال والفرح الطفولي الذي أرجوه وأظمأ إليه من خلال ما أقرأ .. إن الكاتب الحقيقي يعي هذه المسألة وعيا تاما وينتبه إليها جيدا سواء عند نثر كتاباته في اليومي من المنشورات النتية أو عند قيامه بخوض مغامرة إصدار كتاب .. وهذه باعتقادي أهم وأخطر من النشر السهل في يوميات النت والمواقع الإلكترونية الكثيرة التي تعم الدنيا والتي يمكن أن تنسى وتطوى في رزنامة الأيام ولا يتذكرها أحد إلا صاحبها مادام حيا .. أما هنا مع الكتاب ومع تجربة إصدار كتاب فالوضع مختلف جدا .. أنت هنا تقدم للعالم بعضا من عصارة فكرك وجانبا من تجربتك الأدبية في شكل كتاب ورقي يصدر ويقتنيه الناس في مكتباتهم وسيكون لهم فيه ومعه وعنه آراء وردود أفعال وإضاءات شتى تتباين تبعا لأذواقهم ومدى ثقافتهم واطلاعهم والمدارس التي ينتمون إليها ..
بلقيس المزروعي غامرت وخاضت عن ثقة تجربة إصدار أول كتاب أدبي لها .. مشت في طريق هذه المغامرة اللذيذة هادئة الخطا وبدون جلبة أو ضجيج أو انفعال أو صخب وكانت صورة حية منعكسة على مرآة كتابها الجميل نفسه الذي أصدرته والذي أنا شخصيا دهشت به وبروعته وبجمال نسيجه الداخلي لغة وأسلوبا وعرضا ونبضا أيضا ، فقرأته بمتعة شديدة وعشت في أجوائه بكل تقلباتها وألوانها وصورها البديعة التي وفقت الكاتبة بلقيس في التقاطها عبر عدسة اللغة .. لغتها الخاصة التي مزجت نثريتها بالشعر فكان جمال صورة النص أخاذا وأكثر من رائع ..
أشد على يديك الكاتبة بلقيس المزروعي مشجعا ومحمسا بأن تواصلي طريق إبداعك ونهر عطائك الأدبي الجميل هذا بنفس روح تميزك القلمي والذي أكدته وبثقة منذ أول إصدار لك ( كبرت عقلا ) والذي كما أنا سعدت حقا بقراءته سعدت أكثر برصده ـــ وإن كان على عجالة ـــ بقلمي المتواضع وأن أنشر عنه هذا المقال المتواضع كقراءة إنطباعية أدرك ـــ عــذرا ـــ أنها مقتضبة ولن تفيه كل حقه من التقدير والتعمق وأتت مقتضبة سريعة وفيها حاولت أن أسطر بعض جوانب دهشة روحي القارئة وفرحة قلبي إذ أقرأ كتابا أدبيا محترما فكرا ونصوصا وجديرا بالقراءة والدهشة والفرح في آن .
بلقيس المزروعي .. أنت كاتبة جميلة النبض والحروف وقادمة بقوة إلى الساحة .. أبارك لك أولى خطوات الحبو الأدبي الواثق على درب ألف باء الكتابة ، متمنيا لك مستقبلا مشرقا في سماء العطاء وأن تكوني إضافة أدبية جميلة لأدبنا العماني تزيد من جماله وروعته وخصب عطائه وتدعم من مكانته بين الأمم .
عميق ودي وتقديري لك
بقلمي / ســــعـيد مصــبـح الـغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ