الشيخه الفلانيه
02-10-2014, 12:21 AM
قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ
جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} *
قال الرازي رحمه الله في مفاتيح الغيب عن هذه الآية :
اعلم أن هذه الآية تدل على الرحمة من وجوه:
الأول: أنه سمى المذنب بالعبد والعبودية مفسرة بالحاجة
والذلة والمسكنة، واللائق بالرحيم الكريم إفاضة الخير والرحمة على المسكين المحتاج.
الثاني: أنه تعالى أضافهم إلى نفسه بياء الإضافة فقال:
{ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ } وشرف الإضافة إليه يفيد الأمن من العذاب.
الثالث: أنه تعالى قال: { أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } ومعناه أن
ضرر تلك الذنوب ما عاد إليه بل هو عائد إليهم، فيكفيهم من تلك الذنوب عود مضارها
إليهم، ولا حاجة إلى إلحاق ضرر آخر بهم.
الرابع: أنه قال: { لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ } نهاهم عن القنوط فيكون هذا أمراً بالرجاء والكريم إذا أمر
بالرجاء فلا يليق به إلا الكرم.
الخامس: أنه تعالى قال أولاً: { يا عِبَادِى } وكان (الأليق)
(من الممكن) أن يقول لا تقنطوا من رحمتي لكنه ترك هذا اللفظ وقال:
{ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ } لأن قولنا الله أعظم أسماء الله وأجلها، فالرحمة المضافة
إليه يجب أن تكون أعظم أنواع الرحمة والفضل.
السادس: أنه لما قال: { لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ } كان
(الواجب أن يقول) إنه يغفر الذنوب جميعاً ولكنه لم يقل ذلك، بل أعاد اسم الله وقرن
به لفظة إن المفيدة لأعظم وجوه التأكيد، وكل ذلك يدل على المبالغة في الوعد بالرحمن.
السابع: أنه لو قال: { يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ } لكان المقصود حاصلاً لكنه
أردفه باللفظ الدال على التأكيد فقال جميعاً وهذا أيضاً من المؤكدات.
الثامن: أنه وصف نفسه بكونه غفوراً، ولفظ الغفور يفيد المبالغة.
التاسع: أنه وصف نفسه بكونه رحيماً والرحمة تفيد فائدة
على المغفرة فكان قوله { إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ } إشارة إلى إزالة موجبات العقاب، وقوله
{ ٱلرَّحِيمِ } إشارة إلى تحصيل موجبات الرحمة والثواب.
العاشر: أن قوله { إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } يفيد الحصر، ومعناه
أنه لا غفور ولا رحيم إلا هو، وذلك يفيد الكمال في وصفه سبحانه بالغفران والرحمة،
فهذه الوجوه العشرة مجموعة في هذه الآية، وهي بأسرها دالة على كمال الرحمة
والغفران، ونسأل الله تعالى الفوز بها والنجاة من العقاب بفضله ورحمته.
يضاف إلى ما ذكره الرازي رحمه الله حول قوله تعالى قل ياعبادي أن الله
عز وجل ماخاطب الناس بهذه الصفة إلا وهو راض عنهم ، كما هو مبين في
آيات آخرى فقد وصف رسوله في ليلة الإسراء بهذه الصفة ، فقال : سبحان الذي
أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ولم يقل سبحان الذي
أسرى بنبيه أو برسوله أو بمحمد ... وهناك آيات عدة وردت فيها هذه الصفة
وكلها تفيد الرضى والرحمة والمغفرة )
جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} *
قال الرازي رحمه الله في مفاتيح الغيب عن هذه الآية :
اعلم أن هذه الآية تدل على الرحمة من وجوه:
الأول: أنه سمى المذنب بالعبد والعبودية مفسرة بالحاجة
والذلة والمسكنة، واللائق بالرحيم الكريم إفاضة الخير والرحمة على المسكين المحتاج.
الثاني: أنه تعالى أضافهم إلى نفسه بياء الإضافة فقال:
{ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ } وشرف الإضافة إليه يفيد الأمن من العذاب.
الثالث: أنه تعالى قال: { أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } ومعناه أن
ضرر تلك الذنوب ما عاد إليه بل هو عائد إليهم، فيكفيهم من تلك الذنوب عود مضارها
إليهم، ولا حاجة إلى إلحاق ضرر آخر بهم.
الرابع: أنه قال: { لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ } نهاهم عن القنوط فيكون هذا أمراً بالرجاء والكريم إذا أمر
بالرجاء فلا يليق به إلا الكرم.
الخامس: أنه تعالى قال أولاً: { يا عِبَادِى } وكان (الأليق)
(من الممكن) أن يقول لا تقنطوا من رحمتي لكنه ترك هذا اللفظ وقال:
{ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ } لأن قولنا الله أعظم أسماء الله وأجلها، فالرحمة المضافة
إليه يجب أن تكون أعظم أنواع الرحمة والفضل.
السادس: أنه لما قال: { لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ } كان
(الواجب أن يقول) إنه يغفر الذنوب جميعاً ولكنه لم يقل ذلك، بل أعاد اسم الله وقرن
به لفظة إن المفيدة لأعظم وجوه التأكيد، وكل ذلك يدل على المبالغة في الوعد بالرحمن.
السابع: أنه لو قال: { يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ } لكان المقصود حاصلاً لكنه
أردفه باللفظ الدال على التأكيد فقال جميعاً وهذا أيضاً من المؤكدات.
الثامن: أنه وصف نفسه بكونه غفوراً، ولفظ الغفور يفيد المبالغة.
التاسع: أنه وصف نفسه بكونه رحيماً والرحمة تفيد فائدة
على المغفرة فكان قوله { إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ } إشارة إلى إزالة موجبات العقاب، وقوله
{ ٱلرَّحِيمِ } إشارة إلى تحصيل موجبات الرحمة والثواب.
العاشر: أن قوله { إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } يفيد الحصر، ومعناه
أنه لا غفور ولا رحيم إلا هو، وذلك يفيد الكمال في وصفه سبحانه بالغفران والرحمة،
فهذه الوجوه العشرة مجموعة في هذه الآية، وهي بأسرها دالة على كمال الرحمة
والغفران، ونسأل الله تعالى الفوز بها والنجاة من العقاب بفضله ورحمته.
يضاف إلى ما ذكره الرازي رحمه الله حول قوله تعالى قل ياعبادي أن الله
عز وجل ماخاطب الناس بهذه الصفة إلا وهو راض عنهم ، كما هو مبين في
آيات آخرى فقد وصف رسوله في ليلة الإسراء بهذه الصفة ، فقال : سبحان الذي
أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ولم يقل سبحان الذي
أسرى بنبيه أو برسوله أو بمحمد ... وهناك آيات عدة وردت فيها هذه الصفة
وكلها تفيد الرضى والرحمة والمغفرة )