بدر الحراصي
29-02-2016, 09:05 AM
http://omaniaa.co/attachment.php?attachmentid=8817&stc=1
تنهد الدكتور "حازم" وهو يجلس في كرسيه على تلك الطائره التي بدأت عجلاتها في الإسراع إستعدادا للإقلاع ،ألقى نظره أخيره على حقيبته وما فيها من أوراق .
كان يتأكد فقط هل نسي شيئا ما من أوراق بحثه الذي سيلقيه في ذلك الإجتماع الدولي الذي يضم الكثير من العلماء والأساتذه المعروفين حول العالم كله.
شرد ببصره لحظات وهو يرى الأرض تبتعد في بطئ مع إقلاع الطائره
كان يعلم أن أوراق بحثه ذلك سيكون سبب في كثير من الهجوم عليه
ولكنه مقتنع تماما بما أعده فيه وسيواجه كل من يحاول أن يناقشه بالدليل
القاطع على أنه صادق في كلامه.
مرحبا دكتور " حازم"
أيقظته تلك العباره من شروده
ونظر لصاحبها بدهشه وكأنه يقول له كيف وصلت الى هنا؟؟
"دكتور حازم... يبدو أنك تخاف من الطيران.. هيا فك ذلك الحزام "
إنتبه الدكتور "حازم على أن حزام الأمان لا يزال مربوطا في وسطه والطائره قد إستقرت
في الجو وللركاب الحريه في التحرك ولكن بسبب شروده لم ينتبه لذلك كله.
أجاب في سرعه وببعض الإحراج
كلا دكتور "سعيد" ..ولكن المنظر من الأعلى جدا جميل لا أحب أن أضيعه "
كان يعرفه جيدا ف هو ذاهب الى ذلك الاجتماع أيضا معه
وهو من أشد خصومه منذ أيام الدراسه وفترة الإعداد لرسالة الدكتوراه.
كان الدكتور "سعيد" يبادله نفس المشاعر فالكل يعرف
الدكتور "حازم" ... هو ملحد...لا يؤمن بوجود الله إطلاقا
ودائما ما يحاول أن يثبت ذلك في كل إجتماع يناقش
فيه عظمة الخالق وقدرته ودلائل وجوده.
وفي هذه المره سمع أنه أعد أوراق بحث كبير جدا به من الأدله
على عدم وجود الخالق شي كثير.
وسيعرضه بكل وقاحه في إجتماعهم الذي سيصلون إليه بعد ساعات فقط.
كم تمنى الدكتور " سعيد" ان يلقي بالدكتور "حازم" من على تلك الطائره.
هو دائما ما ينظر له نظره تحقير كونه ملحد لا يؤمن بوجود خالقه وما يحز
في النفس أنه دكتور معروف وقد بلغ من مراتب العلم شي كبير ف كيف يكون
هكذا تفكيره؟؟
جال ذلك التفكير في خاطره بسرعه وهو ينظر للدكتور "حازم"
فأبتسم في وجه إبتسامه باهته وعاد للجلوس في كرسيه خلفه تماما.
http://news.travelerpedia.net/wp-content/uploads/2011/12/flight-passengers.jpg
ظل الهدوء مخيما على جميع الركاب
لا يقطعه سوى تحركات المضيفات وهن
يقدمن بعض المأكولات والمشروبات للركاب.
"الرجاء من جميع الركاب ربط أحزمة الأمان..يبدو أننا نواجه عاصفه مفاجئه و مطبات هوائيه "
تردد ذلك الصوت على مسامع الركاب
إنه صوت الطيار على ما يبدو
وبدأ الجميع في ربط أحزمة الأمان
ونظرات القلق تبدو على وجوههم
شد الدكتور "حازم" الحزام على وسطه جيدا
وأمسك بحقيبته وكانه يخاف أن تهرب منه
ألقى نظره سريعه من على تلك النافذه الزجاجيه
الجالس بقربها وبدأ منظر السحب السوداء المتراكمه
مخيفا جدا يبدو أن الطائره تواجه جوا عاصفا .
http://www.snyar.net/wp-content/uploads/2014/05/planelightning.jpg
وبالفعل بدأت الطائره في الإهتزاز في قوه ووتبعتها
رجات للأعلى والأسفل بسبب المطبات الهوائيه.
تسمر جميع الركاب في مقاعدهم وأعينهم معلقه بتلك
الإشاره الضوئيه الحمراء التي تدل على خطورة الوضع.
بدأت الحقائب تسقط على رؤوس الركاب من تلك الأدراج
أعلى مقاعدهم مع إشتداد إهتزاز الطائره وتمايلها كأنها ورقه في مهب الريح .
وبدأ الركاب يفقدون رباطة جأشهم فتعالت الصرخات مع كل إهتزازه
ورجه لجسم الطائره.
والدكتور " حازم" ينظر في قلق بالغ من تلك النافذه الزجاجيه يبدو
إنهم فعلا في قلب عاصفه لا ترحم إطلاقا .
بدأ يحدث نفسه بأنه لا داعي للقلق هذه الأمور تحدث دائما ولكنها تمر بسلام
حوادث الطيران جدا قليله .
سيصل إلى وجهته وسيعرض بحثه الذي أعده جيدا لمدة ثلاث سنوات حتى
يقنع العالم بأنه لا وجود للخالق وأن الكون قد تكون بصدفه فقط.
"على جميع الركاب إتخاذ وضعية الطوارئ..الطائره سوف تهبط هبوط إضطراري في البحر"
بدت تلك العباره التي سمعها الركاب وكأنها رصاصه إخترقت مسامعهم وهوت على قلوبهم
فجعلتها تنبض في قوه بالغه وبدأ التوتر واضحا على تلك المضيفات ألاتي يحاولن تهدأت
الركاب وإخبارهم بكيفية الجلوس ووضع رأسهم بين ركبهم مع وضع سترة النجاه التي الكل يعلم
أنها لا تنقذ أحدا في حوادث الطيران.
ضم الدكتور "حازم" رأسه في قوه بين ركبتيه وأنفاسه تتلاحق وضم على حقيبته في قوه وكأنه يطلبها
الحمايه أيضا .
دكتور " حازم " ..لا تخاف...إن الله معنا"
هتف بتلك العباره الدكتور "سعيد" متعمدا أن يسمعها على ما يبدو
ولقد سمعها بالفعل وبدون أن يلتفت أو يغير من وضعية جلوسه
أجابه " لا تقلق دكتور سعيد... أنا لا أعرف الله..ولكني أعرف أننا سنصل بأمان"
" لقد تعطلت المحركات ..على الركاب الإستعداد للسقوط "
بدأت الطائره فعلا تسقط لجميع الركاب وهي تميل من الأمام في قوه بناحية الأرض
وبدأ الجميع ينتظر لحظة الأصطدام والموت المحقق.
لم يعلم الدكتور" حازم" لما رفع رأسه في تلك اللحظه وكأنه يحاول أن يلقي بنظره أخيره
على وجوه الركاب قبل موتهم وهو معهم بالتاكيد.
وجد الجميع شاحب...
والكل ممسك بيد بعضه البعض...
وهناك رجل قد إحتضن طفله في قوه وكأنه يحاول حمايته من الذي سيحصل...
وشاب أخر يقرأ ما تيسر من القرأن الكريم بصوت عالي..
وإمراه أخرى تحاول أن تهرب وهي تطرق زجاج نافذة الطائره بقوه بيديها .
لأول مره شعر الدكتور "حازم" بأن الموت قد إقترب فعلا.
يبدو أنه لن يعرض بحثه هذا أبدا.
وسيموت معه أيضا لانه لم يخبر أحد عنه.
وإحتفظ بالنسخ الأصليه معه في تلك الحقيبه .
http://resources.inboundlogistics.com/userfiles/oceanfreight_main_0312.jpg
بدأت الثواني كأنها ساعات والطائره لا تزال في وضعية السقوط المخيفه تلك
وبدأ منظر البحر واضحا مع إقترابها منه بالرغم من الجو الغائم.
وبدأ البحر يقترب ويقترب
إنها النهايه
لقد إقتربت
لن يجدهم أحد
سوف يدفنون في البحر
سيكون موتا شنيعا
هل سيبحث عنهم ؟؟
هل سيعثر على جثثهم؟؟
أم سيظل سبب سقوطهم سرا؟؟
جالت تلك الأسئله في تلك اللحظه في رأس كل راكب تقريبا...
ومن ضمنهم الدكتور " حازم" الذي أغمض عينيه في
قوه حتى لا يشعر بالألم عند لحظة السقوط التي ستبعثر
أجزاء الطائره وجثثهم لمسافه كبيره في ذلك البحر الواسع.
إرتجت الطائره في قوه فجأه وصدر منها هدير قوي جدا
صم أذان جميع الركاب...وبدأت مقدمتها ترتفع شيئا ف شيئا
وذلك الهدير يتزايد وتعلقت أعين الركاب ببعضهم البعض وأنفاسهم
تكاد تخرج من صدورهم من التوتر في تلك اللحظه التي بدت وكأنها
لحظة المواجهه الحقيقيه مع الموت.
إنسابت الطائره على مستوى مياه البحر ولامسته قليلا قبل أن تبدأ
في الإرتفاع في بطئ وكأنها تقاوم جاذبية السقوط بكل ما تملك من قوه
وكأن قدرة الخالق رفعتها لتتزن في الجوو فجأه وتطير كما حلقت لاول مره.
" الحمدلله...لقد عادت محركات الطائره للعمل في الوقت المناسب "
"نعتذر لجميع الركاب على الخلل الذي حدث بسبب تلك العاصفه الشديده"
"سنواصل الطيران لوجهتنا وسنصل خلال ساعتين باذن الله"
ثلاث عبارات أعلنها قائد الطائره على مسامع الركاب عبر مكبرات الصوت
بداخل الطائره ولقد كانت أجمل ما يسمعونه في حياتهم.
وهتف الجميع وصرخ من الفرحه وأنهمرت الدموع في قوه لهول ما رأوه في
تلك اللحظات الصعبه .
لم يتوقعوا النجاة إطلاقا بعد توقف المحركات كلها عن العمل .
رفع الدكتور "حازم" رأسه من بيع ركبتيه وهو لا يصدق أنهم قد نجو من ذلك الموت المحقق
لقد إقتربوا كثيرا من لحظة السقوط والتحطم فعلا.
" الحمدلله...لم نسقط"
وصلت تلك العباره لمسامع الدكتور "سعيد" ف هب واقفا ولقد نسي فرحة النجاه تماما وأمسك بكتفي
الدكتور "حازم " وهو يقول له بصوت غاضب : كرر ما قلته الأن..كرره أيها الملحد.
أشاح الدكتور "حازم" بنظره بعيدا عن عيني الدكتور "سعيد".
وأبعد يديه عن كتفيه وعاد للجلوس في هدوء على كرسيه وأمسك بحقيبته مره أخرى كما كان يفعل .
نظر إليه الدكتور "سعيد" في حزن بالغ وهز رأسه وهو يقول له " هداك الله"
"على جميع الركاب التوجه لأبواب الخروج في الطائره..شكرا لكم على تعاونكم معنا"
تعالت مره أخرى صيحات الفرح والتصفيق من الركاب مع وصول الطائره لوجهتها
وبدأ الجميع بالنزول من الطائره وهو يتنفس الصعداء .
http://fanack.com/typo3temp/pics/antalya-airport_800px_shutterstock_17224435_e6a0b630cf.jpg
هبط الدكتور "سعيد" ومشى في ردهات المطار من المفترض وجود أحدهم لاستقباله هو والدكتور "حازم"
لنقله لذلك الفندق الكبير الذي سيعقد في الاجتماع.
تقدم منه شاب وهو يسأله في إحترام بالغ.."هل أنته الدكتور سعيد"
أجابه بنفس الإحترام " نعم أنا هو"
"تفضل معي ..الحمدلله أني أحمل صورتك لهذا عرفتك..انا الذي ساوصلك للفندق"
اجابه ذلك الشاب وهو يحمل حقيبة الدكتور " سعيد" و يمشي معه ويتابع حديثه
" كيف كانت الرحله" ؟؟
إبتسم الدكتور "سعيد" وهو يقول " جميله وهادئه جدا... والحمدلله "
"سننتظر الدكتور "حازم" أيضا ..يبدو أنه تأخر قليلا "
قالها ذلك الشاب وهو يجول بنظره في الركاب ممسكا بنفس الوقت بصورة
الدكتور "حازم " في يده ويحاول أن يجده بينهم.
http://green-bina.ucoz.com/age_difference.jpg
وضع الدكتور "سعيد" في تلك الحظه يده على كتف ذلك الشاب وهو يقول له
" لا تنتظره.. لن يأتي معنا"
وتابع وهو ينظر عبر زجاج واجهة المطار لتلك الطائرات العملاقه
" كلمة الحمدلله التي نطقها يبدو انها أعادت إليه رشده"
" وأعادته الى أرض الوطن"
تنهد الدكتور "حازم" وهو يجلس في كرسيه على تلك الطائره التي بدأت عجلاتها في الإسراع إستعدادا للإقلاع ،ألقى نظره أخيره على حقيبته وما فيها من أوراق .
كان يتأكد فقط هل نسي شيئا ما من أوراق بحثه الذي سيلقيه في ذلك الإجتماع الدولي الذي يضم الكثير من العلماء والأساتذه المعروفين حول العالم كله.
شرد ببصره لحظات وهو يرى الأرض تبتعد في بطئ مع إقلاع الطائره
كان يعلم أن أوراق بحثه ذلك سيكون سبب في كثير من الهجوم عليه
ولكنه مقتنع تماما بما أعده فيه وسيواجه كل من يحاول أن يناقشه بالدليل
القاطع على أنه صادق في كلامه.
مرحبا دكتور " حازم"
أيقظته تلك العباره من شروده
ونظر لصاحبها بدهشه وكأنه يقول له كيف وصلت الى هنا؟؟
"دكتور حازم... يبدو أنك تخاف من الطيران.. هيا فك ذلك الحزام "
إنتبه الدكتور "حازم على أن حزام الأمان لا يزال مربوطا في وسطه والطائره قد إستقرت
في الجو وللركاب الحريه في التحرك ولكن بسبب شروده لم ينتبه لذلك كله.
أجاب في سرعه وببعض الإحراج
كلا دكتور "سعيد" ..ولكن المنظر من الأعلى جدا جميل لا أحب أن أضيعه "
كان يعرفه جيدا ف هو ذاهب الى ذلك الاجتماع أيضا معه
وهو من أشد خصومه منذ أيام الدراسه وفترة الإعداد لرسالة الدكتوراه.
كان الدكتور "سعيد" يبادله نفس المشاعر فالكل يعرف
الدكتور "حازم" ... هو ملحد...لا يؤمن بوجود الله إطلاقا
ودائما ما يحاول أن يثبت ذلك في كل إجتماع يناقش
فيه عظمة الخالق وقدرته ودلائل وجوده.
وفي هذه المره سمع أنه أعد أوراق بحث كبير جدا به من الأدله
على عدم وجود الخالق شي كثير.
وسيعرضه بكل وقاحه في إجتماعهم الذي سيصلون إليه بعد ساعات فقط.
كم تمنى الدكتور " سعيد" ان يلقي بالدكتور "حازم" من على تلك الطائره.
هو دائما ما ينظر له نظره تحقير كونه ملحد لا يؤمن بوجود خالقه وما يحز
في النفس أنه دكتور معروف وقد بلغ من مراتب العلم شي كبير ف كيف يكون
هكذا تفكيره؟؟
جال ذلك التفكير في خاطره بسرعه وهو ينظر للدكتور "حازم"
فأبتسم في وجه إبتسامه باهته وعاد للجلوس في كرسيه خلفه تماما.
http://news.travelerpedia.net/wp-content/uploads/2011/12/flight-passengers.jpg
ظل الهدوء مخيما على جميع الركاب
لا يقطعه سوى تحركات المضيفات وهن
يقدمن بعض المأكولات والمشروبات للركاب.
"الرجاء من جميع الركاب ربط أحزمة الأمان..يبدو أننا نواجه عاصفه مفاجئه و مطبات هوائيه "
تردد ذلك الصوت على مسامع الركاب
إنه صوت الطيار على ما يبدو
وبدأ الجميع في ربط أحزمة الأمان
ونظرات القلق تبدو على وجوههم
شد الدكتور "حازم" الحزام على وسطه جيدا
وأمسك بحقيبته وكانه يخاف أن تهرب منه
ألقى نظره سريعه من على تلك النافذه الزجاجيه
الجالس بقربها وبدأ منظر السحب السوداء المتراكمه
مخيفا جدا يبدو أن الطائره تواجه جوا عاصفا .
http://www.snyar.net/wp-content/uploads/2014/05/planelightning.jpg
وبالفعل بدأت الطائره في الإهتزاز في قوه ووتبعتها
رجات للأعلى والأسفل بسبب المطبات الهوائيه.
تسمر جميع الركاب في مقاعدهم وأعينهم معلقه بتلك
الإشاره الضوئيه الحمراء التي تدل على خطورة الوضع.
بدأت الحقائب تسقط على رؤوس الركاب من تلك الأدراج
أعلى مقاعدهم مع إشتداد إهتزاز الطائره وتمايلها كأنها ورقه في مهب الريح .
وبدأ الركاب يفقدون رباطة جأشهم فتعالت الصرخات مع كل إهتزازه
ورجه لجسم الطائره.
والدكتور " حازم" ينظر في قلق بالغ من تلك النافذه الزجاجيه يبدو
إنهم فعلا في قلب عاصفه لا ترحم إطلاقا .
بدأ يحدث نفسه بأنه لا داعي للقلق هذه الأمور تحدث دائما ولكنها تمر بسلام
حوادث الطيران جدا قليله .
سيصل إلى وجهته وسيعرض بحثه الذي أعده جيدا لمدة ثلاث سنوات حتى
يقنع العالم بأنه لا وجود للخالق وأن الكون قد تكون بصدفه فقط.
"على جميع الركاب إتخاذ وضعية الطوارئ..الطائره سوف تهبط هبوط إضطراري في البحر"
بدت تلك العباره التي سمعها الركاب وكأنها رصاصه إخترقت مسامعهم وهوت على قلوبهم
فجعلتها تنبض في قوه بالغه وبدأ التوتر واضحا على تلك المضيفات ألاتي يحاولن تهدأت
الركاب وإخبارهم بكيفية الجلوس ووضع رأسهم بين ركبهم مع وضع سترة النجاه التي الكل يعلم
أنها لا تنقذ أحدا في حوادث الطيران.
ضم الدكتور "حازم" رأسه في قوه بين ركبتيه وأنفاسه تتلاحق وضم على حقيبته في قوه وكأنه يطلبها
الحمايه أيضا .
دكتور " حازم " ..لا تخاف...إن الله معنا"
هتف بتلك العباره الدكتور "سعيد" متعمدا أن يسمعها على ما يبدو
ولقد سمعها بالفعل وبدون أن يلتفت أو يغير من وضعية جلوسه
أجابه " لا تقلق دكتور سعيد... أنا لا أعرف الله..ولكني أعرف أننا سنصل بأمان"
" لقد تعطلت المحركات ..على الركاب الإستعداد للسقوط "
بدأت الطائره فعلا تسقط لجميع الركاب وهي تميل من الأمام في قوه بناحية الأرض
وبدأ الجميع ينتظر لحظة الأصطدام والموت المحقق.
لم يعلم الدكتور" حازم" لما رفع رأسه في تلك اللحظه وكأنه يحاول أن يلقي بنظره أخيره
على وجوه الركاب قبل موتهم وهو معهم بالتاكيد.
وجد الجميع شاحب...
والكل ممسك بيد بعضه البعض...
وهناك رجل قد إحتضن طفله في قوه وكأنه يحاول حمايته من الذي سيحصل...
وشاب أخر يقرأ ما تيسر من القرأن الكريم بصوت عالي..
وإمراه أخرى تحاول أن تهرب وهي تطرق زجاج نافذة الطائره بقوه بيديها .
لأول مره شعر الدكتور "حازم" بأن الموت قد إقترب فعلا.
يبدو أنه لن يعرض بحثه هذا أبدا.
وسيموت معه أيضا لانه لم يخبر أحد عنه.
وإحتفظ بالنسخ الأصليه معه في تلك الحقيبه .
http://resources.inboundlogistics.com/userfiles/oceanfreight_main_0312.jpg
بدأت الثواني كأنها ساعات والطائره لا تزال في وضعية السقوط المخيفه تلك
وبدأ منظر البحر واضحا مع إقترابها منه بالرغم من الجو الغائم.
وبدأ البحر يقترب ويقترب
إنها النهايه
لقد إقتربت
لن يجدهم أحد
سوف يدفنون في البحر
سيكون موتا شنيعا
هل سيبحث عنهم ؟؟
هل سيعثر على جثثهم؟؟
أم سيظل سبب سقوطهم سرا؟؟
جالت تلك الأسئله في تلك اللحظه في رأس كل راكب تقريبا...
ومن ضمنهم الدكتور " حازم" الذي أغمض عينيه في
قوه حتى لا يشعر بالألم عند لحظة السقوط التي ستبعثر
أجزاء الطائره وجثثهم لمسافه كبيره في ذلك البحر الواسع.
إرتجت الطائره في قوه فجأه وصدر منها هدير قوي جدا
صم أذان جميع الركاب...وبدأت مقدمتها ترتفع شيئا ف شيئا
وذلك الهدير يتزايد وتعلقت أعين الركاب ببعضهم البعض وأنفاسهم
تكاد تخرج من صدورهم من التوتر في تلك اللحظه التي بدت وكأنها
لحظة المواجهه الحقيقيه مع الموت.
إنسابت الطائره على مستوى مياه البحر ولامسته قليلا قبل أن تبدأ
في الإرتفاع في بطئ وكأنها تقاوم جاذبية السقوط بكل ما تملك من قوه
وكأن قدرة الخالق رفعتها لتتزن في الجوو فجأه وتطير كما حلقت لاول مره.
" الحمدلله...لقد عادت محركات الطائره للعمل في الوقت المناسب "
"نعتذر لجميع الركاب على الخلل الذي حدث بسبب تلك العاصفه الشديده"
"سنواصل الطيران لوجهتنا وسنصل خلال ساعتين باذن الله"
ثلاث عبارات أعلنها قائد الطائره على مسامع الركاب عبر مكبرات الصوت
بداخل الطائره ولقد كانت أجمل ما يسمعونه في حياتهم.
وهتف الجميع وصرخ من الفرحه وأنهمرت الدموع في قوه لهول ما رأوه في
تلك اللحظات الصعبه .
لم يتوقعوا النجاة إطلاقا بعد توقف المحركات كلها عن العمل .
رفع الدكتور "حازم" رأسه من بيع ركبتيه وهو لا يصدق أنهم قد نجو من ذلك الموت المحقق
لقد إقتربوا كثيرا من لحظة السقوط والتحطم فعلا.
" الحمدلله...لم نسقط"
وصلت تلك العباره لمسامع الدكتور "سعيد" ف هب واقفا ولقد نسي فرحة النجاه تماما وأمسك بكتفي
الدكتور "حازم " وهو يقول له بصوت غاضب : كرر ما قلته الأن..كرره أيها الملحد.
أشاح الدكتور "حازم" بنظره بعيدا عن عيني الدكتور "سعيد".
وأبعد يديه عن كتفيه وعاد للجلوس في هدوء على كرسيه وأمسك بحقيبته مره أخرى كما كان يفعل .
نظر إليه الدكتور "سعيد" في حزن بالغ وهز رأسه وهو يقول له " هداك الله"
"على جميع الركاب التوجه لأبواب الخروج في الطائره..شكرا لكم على تعاونكم معنا"
تعالت مره أخرى صيحات الفرح والتصفيق من الركاب مع وصول الطائره لوجهتها
وبدأ الجميع بالنزول من الطائره وهو يتنفس الصعداء .
http://fanack.com/typo3temp/pics/antalya-airport_800px_shutterstock_17224435_e6a0b630cf.jpg
هبط الدكتور "سعيد" ومشى في ردهات المطار من المفترض وجود أحدهم لاستقباله هو والدكتور "حازم"
لنقله لذلك الفندق الكبير الذي سيعقد في الاجتماع.
تقدم منه شاب وهو يسأله في إحترام بالغ.."هل أنته الدكتور سعيد"
أجابه بنفس الإحترام " نعم أنا هو"
"تفضل معي ..الحمدلله أني أحمل صورتك لهذا عرفتك..انا الذي ساوصلك للفندق"
اجابه ذلك الشاب وهو يحمل حقيبة الدكتور " سعيد" و يمشي معه ويتابع حديثه
" كيف كانت الرحله" ؟؟
إبتسم الدكتور "سعيد" وهو يقول " جميله وهادئه جدا... والحمدلله "
"سننتظر الدكتور "حازم" أيضا ..يبدو أنه تأخر قليلا "
قالها ذلك الشاب وهو يجول بنظره في الركاب ممسكا بنفس الوقت بصورة
الدكتور "حازم " في يده ويحاول أن يجده بينهم.
http://green-bina.ucoz.com/age_difference.jpg
وضع الدكتور "سعيد" في تلك الحظه يده على كتف ذلك الشاب وهو يقول له
" لا تنتظره.. لن يأتي معنا"
وتابع وهو ينظر عبر زجاج واجهة المطار لتلك الطائرات العملاقه
" كلمة الحمدلله التي نطقها يبدو انها أعادت إليه رشده"
" وأعادته الى أرض الوطن"