شموس الحق
21-01-2016, 12:56 PM
لمحة عن الرمزية في الشعر الحديث
في مستهل عصر النهضة ظهر شعراء جاؤا بمواضيع دون أي ابداع في القالب الشعري وسموا بالمجددين في التقليد، ثم ظهر جيل جعلوا للخيال والعواطف المكانه الاولى في انتاجهم الادبي فسموا بالرومانسيين وجاء آخرون لونوا اشعارهم بالواقعيه وسموا بالواقعيين ثم تابعهم آخرون عرفوا بالرمزيين. فالرمزية هي اتجاه فني يغلب عليه سيطرة الخيال على كل ما عداه ، وتجعل الرمزية لها دلالة على الوان المعاني العقلية والمشاعر العاطفية وطغيان عنصر الخيال، فمثلا الليل ليس بالضرورة ان يرمز الى الظلم والقهر . من جانب اخر ،هناك رمزية لا تخلوا من مضامين فكرية واجتماعية تدعوا الى التحلل من القيم الدينية والخلقية في بعض الاحيان بل تتمرد عليها مستترة بالرمز والاشارة.
الرمزية هي الايحاء ، أي التعبير غير المباشر عن النواحي النفسية التي لا تقوى اللغة على ادائها، وهو ما يتيج لنا ان نتامل شيئا اخر ، والرمزية تعني ايضا الخفاء ويجب علينا عدم الخلط بين الرمز والغموض، و هي الابتعاد عن عالم الواقع وما فيه من مشكلات اجتماعية ، وكذلك البحث عن عالم مثالي مجهول يسد الفراغ الروحي ويعوض عن غياب العقيده الدينية ، بحيث وجد الرمزيون ضالتهم في عالم اللاشعور والاشباح والارواح، كمثل المصطلحات التي تعبر عن اجواء روحانية مثل الغروب الذي يوحي بزوال امر ما .
اعتبر الرمز نوع من التجديد في الشعر مخالف للطريقة التقليدية ، ويمثل الرمز موقفا ابداعيا ، يرى ما لا يراه الاخرون في مدارس الشعر المختلفة ومذاهبه المستحدثة منها الرمزية، لذا فأن اللغة تحيد عن مسارها العادي لتصبح لغة هي بمثابة الاشارة بمعنى الدلالة، والغرض من الرمز في المقام الاول هو تكريس فلسفة الفن الشعري وتفرد لغته بعيدا عن الوضوح والمباشرة لخلق عالم مغاير وهذا يعود للشاعر ورغبته في غير المألوف. ومن الامثلة في الشعر الحديث بدر شاكر السياب وامل دنقل وادونيس وغيرهم، ولا شك ان السياب يعد ملهم القصيدة العربية الحديثة شكلا وبنية ومعنى، بما أنه عاصر فترات سياسية عاصفة الى جانب معاناته من تجارب شخصية عميقة اثرت في شعره اضافة الى المرض ، كل هذه العناصر كانت مدعاة لاستخدام الرمز في الشعر وبشكل اساسي.
أعاد الصياغة/ ناصر الضامري
من مقالات مختلفة من الشبكة
في مستهل عصر النهضة ظهر شعراء جاؤا بمواضيع دون أي ابداع في القالب الشعري وسموا بالمجددين في التقليد، ثم ظهر جيل جعلوا للخيال والعواطف المكانه الاولى في انتاجهم الادبي فسموا بالرومانسيين وجاء آخرون لونوا اشعارهم بالواقعيه وسموا بالواقعيين ثم تابعهم آخرون عرفوا بالرمزيين. فالرمزية هي اتجاه فني يغلب عليه سيطرة الخيال على كل ما عداه ، وتجعل الرمزية لها دلالة على الوان المعاني العقلية والمشاعر العاطفية وطغيان عنصر الخيال، فمثلا الليل ليس بالضرورة ان يرمز الى الظلم والقهر . من جانب اخر ،هناك رمزية لا تخلوا من مضامين فكرية واجتماعية تدعوا الى التحلل من القيم الدينية والخلقية في بعض الاحيان بل تتمرد عليها مستترة بالرمز والاشارة.
الرمزية هي الايحاء ، أي التعبير غير المباشر عن النواحي النفسية التي لا تقوى اللغة على ادائها، وهو ما يتيج لنا ان نتامل شيئا اخر ، والرمزية تعني ايضا الخفاء ويجب علينا عدم الخلط بين الرمز والغموض، و هي الابتعاد عن عالم الواقع وما فيه من مشكلات اجتماعية ، وكذلك البحث عن عالم مثالي مجهول يسد الفراغ الروحي ويعوض عن غياب العقيده الدينية ، بحيث وجد الرمزيون ضالتهم في عالم اللاشعور والاشباح والارواح، كمثل المصطلحات التي تعبر عن اجواء روحانية مثل الغروب الذي يوحي بزوال امر ما .
اعتبر الرمز نوع من التجديد في الشعر مخالف للطريقة التقليدية ، ويمثل الرمز موقفا ابداعيا ، يرى ما لا يراه الاخرون في مدارس الشعر المختلفة ومذاهبه المستحدثة منها الرمزية، لذا فأن اللغة تحيد عن مسارها العادي لتصبح لغة هي بمثابة الاشارة بمعنى الدلالة، والغرض من الرمز في المقام الاول هو تكريس فلسفة الفن الشعري وتفرد لغته بعيدا عن الوضوح والمباشرة لخلق عالم مغاير وهذا يعود للشاعر ورغبته في غير المألوف. ومن الامثلة في الشعر الحديث بدر شاكر السياب وامل دنقل وادونيس وغيرهم، ولا شك ان السياب يعد ملهم القصيدة العربية الحديثة شكلا وبنية ومعنى، بما أنه عاصر فترات سياسية عاصفة الى جانب معاناته من تجارب شخصية عميقة اثرت في شعره اضافة الى المرض ، كل هذه العناصر كانت مدعاة لاستخدام الرمز في الشعر وبشكل اساسي.
أعاد الصياغة/ ناصر الضامري
من مقالات مختلفة من الشبكة