اليقظان بن عمان
03-02-2015, 04:03 PM
لميس ضيف
لا أذكر أننا حصلنا على المرتبة الأولى عالميا في شيء.. لا في الصناعات والاختراعات ولا حتى في الفنون والرياضة ..!
لكن حظنا يبدو أنه تغير فقد تفوقنا على العالم كله في شيء.
فقد كشفت المؤشرات أن الدول العربية - وما في مصافها من دول الشرق الأدنى كإيران وباكستان - تفوقت على دول العالم قاطبةً في اهتمامها بالسياسة.. في حين حلت السويد، صاحبة أقوى نظام تعليمي وأعلى الدول في المداخيل الفردية في المرتبة الدنيا "16 " في المئة فقط من الشعب يتابعون الشأن السياسي وفق استطلاعاتهم) وشملت قائمة الدول التي «تفوقنا» عليها بحمد الله ورعايته:
اليابان وسويسرا بل والولايات المتحدة ذاتها...!
ففي فرنسا مثلاً، أظهر استطلاع اجري تزامنا مع الانتخابات الرئاسية أن 55٪ من الفرنسيين لا تهمهم الشؤون السياسة، في حين أبدى45٪ منهم اهتماما متوسطاً مقابل 10% ممن يقيمون للسياسة وزناً في حياتهم ..
فأين هؤلاء منا ومن عظمتنا وسعة أفقنا؟! إذ لا يقع خبر ولا تحل مصيبة في أي بقعه من العالم، ولا ينفجر لغم في اديس أبابا ولا يقع زلزال في توروبورا إلا وكان لنا قصب السبق في معرفة تفاصيله.. ولا تلم لامةٌ بدولة ولا يتفجر صراع إلا واكتشفنا «المؤامرة» من ورائه. لا فرق في ذلك بين الكهل والغلام... ولا المتعلم والجاهل... فكلنا يفهم في السياسة وخباياها، حتى الخبابيز والعتالة !!
حق لنا أن نفخر بذلك الإنجاز... وأن نهزأ بالأمم التي تستصغرنا أسوةً بــ«تشاو تشي تشنغ» مدير المكتب الإعلامي الصيني الذي هزأ بممثلي الدول الكبرى لما وجهوا انتقادات حادة للصين تتعلق بإخفاقها الديموقراطي وتأخر شعبها في مجال الحريات والحقوق السياسية، بقوله:
«في عام 1979 كان هناك 250 مليون صيني يعيشون تحت خط الفقر وبحلول العام 2000 انخفض العدد لـ30 مليوناً، وقد نجحنا في تحسين حياة 1.3 مليار صيني هم خمس سكان العالم، ربما لا نكون متقدمين «سياسيا وحقوقيا» ولكن هذه الحقيقة وحدها تجعلنا أصحاب أكبر انجاز في تاريخ حقوق الإنسان».
بالطبع في الصين يتباهون بأنهم قمعوا بحزم النزاعات القائمة على أساس العرقيات والقيم والأديان لأنها - كما يرون - تؤثر سلباً على السلام والتنمية... أما نحن فقد قمعنا كل الحقوق - عدا- الحق في الجدل والتنازع والتناحر و«اللت» في السياسة. ذلك لأننا أمة «شديدة» لن يهنأ لها بال ولن تتفرغ للتنمية والصناعة والنهضة -إلا - بعد أن تحسم مسألة ارثها التاريخي المشوش، ونزاعات الخلافة الإسلامية , وتجد إجابات على الأسئلة التي تدور في فلكها منذ قرون.. وتكتشف من هي الفرقة الناجية التي ستدخل الجنة، وتحلل المخططات المتعلقة بالأطماع الخارجية، وتتوصل لدرجة الولاية العامة المباحة للمرأة !!
تلك مهام معقدة بالطبع، ولكن لا داعي للعجلة؟!
نحن لها، دعوا العالم يصنع لنا أحذيتنا ومكيفاتنا وأسلحتنا وأدويتنا، ويربي أجياله على حب الأدب والعلم والثقافة والمسرح «وكل التوافه التي نتعفف عنها» فيما نكتشف نحن «على رواق» خبايا سياسات الحاضر وما دُفن في الماضي ونستنبط ما سيأتي به المستقبل.
حمدا لله - نقول- ان العالم بات يعرف اليوم أننا شعوب يقظةٌ فطنة. ربما يكونون -هم- من يصنع الحدث ويعيشه... ولكننا - ولا فخر- من يحلله ويتجادل فيه
http://shabiba.com/News/Article-72343.aspx#ixzz3QgOWhFGA
لا أذكر أننا حصلنا على المرتبة الأولى عالميا في شيء.. لا في الصناعات والاختراعات ولا حتى في الفنون والرياضة ..!
لكن حظنا يبدو أنه تغير فقد تفوقنا على العالم كله في شيء.
فقد كشفت المؤشرات أن الدول العربية - وما في مصافها من دول الشرق الأدنى كإيران وباكستان - تفوقت على دول العالم قاطبةً في اهتمامها بالسياسة.. في حين حلت السويد، صاحبة أقوى نظام تعليمي وأعلى الدول في المداخيل الفردية في المرتبة الدنيا "16 " في المئة فقط من الشعب يتابعون الشأن السياسي وفق استطلاعاتهم) وشملت قائمة الدول التي «تفوقنا» عليها بحمد الله ورعايته:
اليابان وسويسرا بل والولايات المتحدة ذاتها...!
ففي فرنسا مثلاً، أظهر استطلاع اجري تزامنا مع الانتخابات الرئاسية أن 55٪ من الفرنسيين لا تهمهم الشؤون السياسة، في حين أبدى45٪ منهم اهتماما متوسطاً مقابل 10% ممن يقيمون للسياسة وزناً في حياتهم ..
فأين هؤلاء منا ومن عظمتنا وسعة أفقنا؟! إذ لا يقع خبر ولا تحل مصيبة في أي بقعه من العالم، ولا ينفجر لغم في اديس أبابا ولا يقع زلزال في توروبورا إلا وكان لنا قصب السبق في معرفة تفاصيله.. ولا تلم لامةٌ بدولة ولا يتفجر صراع إلا واكتشفنا «المؤامرة» من ورائه. لا فرق في ذلك بين الكهل والغلام... ولا المتعلم والجاهل... فكلنا يفهم في السياسة وخباياها، حتى الخبابيز والعتالة !!
حق لنا أن نفخر بذلك الإنجاز... وأن نهزأ بالأمم التي تستصغرنا أسوةً بــ«تشاو تشي تشنغ» مدير المكتب الإعلامي الصيني الذي هزأ بممثلي الدول الكبرى لما وجهوا انتقادات حادة للصين تتعلق بإخفاقها الديموقراطي وتأخر شعبها في مجال الحريات والحقوق السياسية، بقوله:
«في عام 1979 كان هناك 250 مليون صيني يعيشون تحت خط الفقر وبحلول العام 2000 انخفض العدد لـ30 مليوناً، وقد نجحنا في تحسين حياة 1.3 مليار صيني هم خمس سكان العالم، ربما لا نكون متقدمين «سياسيا وحقوقيا» ولكن هذه الحقيقة وحدها تجعلنا أصحاب أكبر انجاز في تاريخ حقوق الإنسان».
بالطبع في الصين يتباهون بأنهم قمعوا بحزم النزاعات القائمة على أساس العرقيات والقيم والأديان لأنها - كما يرون - تؤثر سلباً على السلام والتنمية... أما نحن فقد قمعنا كل الحقوق - عدا- الحق في الجدل والتنازع والتناحر و«اللت» في السياسة. ذلك لأننا أمة «شديدة» لن يهنأ لها بال ولن تتفرغ للتنمية والصناعة والنهضة -إلا - بعد أن تحسم مسألة ارثها التاريخي المشوش، ونزاعات الخلافة الإسلامية , وتجد إجابات على الأسئلة التي تدور في فلكها منذ قرون.. وتكتشف من هي الفرقة الناجية التي ستدخل الجنة، وتحلل المخططات المتعلقة بالأطماع الخارجية، وتتوصل لدرجة الولاية العامة المباحة للمرأة !!
تلك مهام معقدة بالطبع، ولكن لا داعي للعجلة؟!
نحن لها، دعوا العالم يصنع لنا أحذيتنا ومكيفاتنا وأسلحتنا وأدويتنا، ويربي أجياله على حب الأدب والعلم والثقافة والمسرح «وكل التوافه التي نتعفف عنها» فيما نكتشف نحن «على رواق» خبايا سياسات الحاضر وما دُفن في الماضي ونستنبط ما سيأتي به المستقبل.
حمدا لله - نقول- ان العالم بات يعرف اليوم أننا شعوب يقظةٌ فطنة. ربما يكونون -هم- من يصنع الحدث ويعيشه... ولكننا - ولا فخر- من يحلله ويتجادل فيه
http://shabiba.com/News/Article-72343.aspx#ixzz3QgOWhFGA