عبدالرحمن الهطالي
13-01-2015, 11:08 AM
جنرالات المقاهي وخبراء الميزانية.. مهلا !!
د. عبدالحميد الموافي –جريدة عمان
من المؤكد أن الحماسة للوطن، والخوف عليه والحرص على كل ما يفيده، دوما وتحت كل الظروف، هي من المشاعر الطيبة والمحمودة؛ لأنها ببساطة ضرورة لا غنى عنها لكي يبذل كل مواطن كل ما يمكنه من جهد وعطاء من اجل النهوض بالوطن وتحقيق أهدافه،
وإذا كانت صدقية مشاعر هؤلاء تساعد على دفعهم إلى الاستجابة والتفاعل مع الحقائق عندما تتضح، فان المشكة الأكبر تظل قائمة ومستمرة مع شريحة أخرى ممن اصطلح على تسميتهم بجنرالات المقاهي،
وهؤلاء لا تتوفر لهم أية معرفة علمية ، وكل ما يتوفر لهم هو سماع بعض التعليقات والآراء من وسائل الإعلام، بما في ذلك وسائل إعلام معادية، وجسارة المناقشة واقتراح الحلول لقضايا بالغة التعقيد !!. وهؤلاء الذين يملأون فراغ لقاءاتهم على المقاهي وفي أماكن لقاءاتهم، بحوارات الكرة والمباريات وما كان يجب أن يقوم به هذا اللاعب أو ذلك الفريق ليكسب أو ليغير النتيجة.ومع تطور وسائل الإعلام وتعددها وانتشارها، وانضمام وسائل التواصل الاجتماعي إليها، اتسع نطاق ما يمكن تسميته بالثرثرة الاجتماعية – وليست الثقافية – حول كل شيء، ومال كثيرون إلى التحول إلى خبراء في أي موضوع،
بل أن البعض تجاسر على التحول إلى كاتب أو صاحب رأي، وهو لا يملك أسس الدخول إلى موضوع المناقشة في احيان كثيرة، وهذه آفة بالغة الخطورة، خاصة عندما يتحول البعض إلى مروج لإشاعة أو ناشر لأفكار غير صحيحة، يمكن ان تنتشر سريعا، ولكن تصحيحها يحتاج إلى جهد ووقت كبيرين. ومن المؤسف أن عدد هؤلاء يتزايد في مجتمعاتنا التي تمر بظروف صعبة، بكل المعاني، وأصبح هناك من يستسيغون تسمية أنفسهم بالنشطاء، نشطاء في طرح أفكار ورؤى وتصورات حول قضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية تمس حاضر ومستقبل مجتمعاتهم
وفي الآونة الأخيرة، وفي ظل الانخفاض الشديد في أسعار النفط في الأسواق العالمية، وهو تطور له أسبابه ودوافعه، المعلنة وغير المعلنة، جرت الكثير من المناقشات، وطرحت الكثير من وجهات النظر، بحماسة وإخلاص حينا، وبمكر وأهداف محددة حينا آخر، سواء بعلم وإدراك، أو بتصورات وتهويمات تساير ما يتردد في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي. وتحدث الجميع تقريبا، ومن منطلقات مختلفة بالتأكيد، عن تنويع مصادر الدخل في السلطنة، كما تحدث البعض أيضا عن مقترحات وأفكار مختلفة لمواجهة هذا التطور.
انه في الوقت الذي توجد فيه خيارات وبدائل اقتصادية وتمويلية متنوعة لسد فجوة الانخفاض في أسعار النفط في الأسواق العالمية، خاصة إذا تحسنت الأسعار مع أواخر هذا العام، فانه من غير الصحيح ولا الملائم إثارة خوف أو قلق المواطنين أو الوافدين بالحديث عن خيارات جنرالات المقاهي الذين تحولوا إلى خبراء في الميزانية والتمويل والاستراتيجيات الاقتصادية.
على أية حال فانه يمكن القول إن الميزانية العامة للدولة لهذا العام عبرت على نحو واضح وعميق الدلالة عن انحياز القيادة الحكيمة وحكومة جلالة السلطان المعظم كعادتها، إلى المواطن العماني ، والى كل ما يسهم في تحقيق الحفاظ على مستوى معيشته وتحسينه قدر الإمكان والحفاظ على الدخل الحقيقي له. ولكن النجاح في تحقيق ذلك يتطلب تفهم وتعاون المواطنين مع الحكومة للسير في الخيارات التي تحقق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية على أفضل نحو ممكن اليوم وغداً.
د. عبدالحميد الموافي –جريدة عمان
من المؤكد أن الحماسة للوطن، والخوف عليه والحرص على كل ما يفيده، دوما وتحت كل الظروف، هي من المشاعر الطيبة والمحمودة؛ لأنها ببساطة ضرورة لا غنى عنها لكي يبذل كل مواطن كل ما يمكنه من جهد وعطاء من اجل النهوض بالوطن وتحقيق أهدافه،
وإذا كانت صدقية مشاعر هؤلاء تساعد على دفعهم إلى الاستجابة والتفاعل مع الحقائق عندما تتضح، فان المشكة الأكبر تظل قائمة ومستمرة مع شريحة أخرى ممن اصطلح على تسميتهم بجنرالات المقاهي،
وهؤلاء لا تتوفر لهم أية معرفة علمية ، وكل ما يتوفر لهم هو سماع بعض التعليقات والآراء من وسائل الإعلام، بما في ذلك وسائل إعلام معادية، وجسارة المناقشة واقتراح الحلول لقضايا بالغة التعقيد !!. وهؤلاء الذين يملأون فراغ لقاءاتهم على المقاهي وفي أماكن لقاءاتهم، بحوارات الكرة والمباريات وما كان يجب أن يقوم به هذا اللاعب أو ذلك الفريق ليكسب أو ليغير النتيجة.ومع تطور وسائل الإعلام وتعددها وانتشارها، وانضمام وسائل التواصل الاجتماعي إليها، اتسع نطاق ما يمكن تسميته بالثرثرة الاجتماعية – وليست الثقافية – حول كل شيء، ومال كثيرون إلى التحول إلى خبراء في أي موضوع،
بل أن البعض تجاسر على التحول إلى كاتب أو صاحب رأي، وهو لا يملك أسس الدخول إلى موضوع المناقشة في احيان كثيرة، وهذه آفة بالغة الخطورة، خاصة عندما يتحول البعض إلى مروج لإشاعة أو ناشر لأفكار غير صحيحة، يمكن ان تنتشر سريعا، ولكن تصحيحها يحتاج إلى جهد ووقت كبيرين. ومن المؤسف أن عدد هؤلاء يتزايد في مجتمعاتنا التي تمر بظروف صعبة، بكل المعاني، وأصبح هناك من يستسيغون تسمية أنفسهم بالنشطاء، نشطاء في طرح أفكار ورؤى وتصورات حول قضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية تمس حاضر ومستقبل مجتمعاتهم
وفي الآونة الأخيرة، وفي ظل الانخفاض الشديد في أسعار النفط في الأسواق العالمية، وهو تطور له أسبابه ودوافعه، المعلنة وغير المعلنة، جرت الكثير من المناقشات، وطرحت الكثير من وجهات النظر، بحماسة وإخلاص حينا، وبمكر وأهداف محددة حينا آخر، سواء بعلم وإدراك، أو بتصورات وتهويمات تساير ما يتردد في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي. وتحدث الجميع تقريبا، ومن منطلقات مختلفة بالتأكيد، عن تنويع مصادر الدخل في السلطنة، كما تحدث البعض أيضا عن مقترحات وأفكار مختلفة لمواجهة هذا التطور.
انه في الوقت الذي توجد فيه خيارات وبدائل اقتصادية وتمويلية متنوعة لسد فجوة الانخفاض في أسعار النفط في الأسواق العالمية، خاصة إذا تحسنت الأسعار مع أواخر هذا العام، فانه من غير الصحيح ولا الملائم إثارة خوف أو قلق المواطنين أو الوافدين بالحديث عن خيارات جنرالات المقاهي الذين تحولوا إلى خبراء في الميزانية والتمويل والاستراتيجيات الاقتصادية.
على أية حال فانه يمكن القول إن الميزانية العامة للدولة لهذا العام عبرت على نحو واضح وعميق الدلالة عن انحياز القيادة الحكيمة وحكومة جلالة السلطان المعظم كعادتها، إلى المواطن العماني ، والى كل ما يسهم في تحقيق الحفاظ على مستوى معيشته وتحسينه قدر الإمكان والحفاظ على الدخل الحقيقي له. ولكن النجاح في تحقيق ذلك يتطلب تفهم وتعاون المواطنين مع الحكومة للسير في الخيارات التي تحقق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية على أفضل نحو ممكن اليوم وغداً.