شموس الحق
05-01-2015, 08:16 AM
لغة الضاد تشتكي .. (مقال)
طلبت ابنتي مني – وهي طالبة بالصف السابع – شرح نصا أدبيا في مادة اللغة العربية , وحينما قرأت ذلك النص وهي قصيدة "رجعت لنفسي" لشاعر النيل حافظ ابراهيم, أسرني مدى الابداع في هذه القصيدة , ولم أكتف بقراءتها فقط , حيث بحثت في الشبكة الالكترونية شرحها بالتفصيل وبالتحديد في موقع " منتديات التعليم " , فهي قصيدة تستحق التأمل لأنها تناولت جانب مهم وحساس , وهو موضوع اللغة العربية التي نفخر بها ونعتز بها نحن العرب , كونها لغة القرآن الكريم , وقد لعبت دورا كبيرا في حفظ العلوم والآداب والمعارف .
وفي العصر الحديث, برزت في الاوساط الادبية أصوات تنادي بأن اللغة العربية غير مؤهلة لاستيعاب العلوم الحديثة , ورأى الشاعر حافظ ابراهيم ان يرد على هؤلاء وصور اللغة العربية كأنها امرأة تخاطب ابناءها الذين اتهموها بالعقم وتطالبهم بالعودة الى رشدهم واكتشاف مكامن الابداع والكنوز في هذه اللغة ومفرداتها وتركيباتها اللغوية ومحاسنها , متعجبة من اتهامها بالعجز وهي لغة القرآن الكريم التي وسعت كتاب الله (لفظا وغاية), فكيف لها ان تضيق عما هو دونه كوصف آلات ومخترعات حديثة, متهمة ابناءها بالجحود والنكران وانها لم تجد فيهم الرجال الاكفاء الجديرين بإبراز مكنوناتها , وبالتالي قررت وأد هذا الجمال وهو حي .
عموما , قد تلاحظون مدى الترابط في هذا النص الشعري الجميل ومدى الترابط في الافكار ووحدة الموضوع في هذه القصيدة لاستخدام الشاعر الاسلوب السهل الواضح بدون غموض , متمكنا من استخدام الخيال الذي جسد اللغة العربية وكأنها امرأة او انسان يتحدث عن نفسه , مستخدما استعارة مكنية في قوله "ولدت فلما.." مشبها بالمرأة التي تولد , وايضا استخدم الاستعارة التصريحية بقوله "لعرائسي .." , واستخدم التشبيه البليغ في قوله " ولدت , وأدت .. " .
على اية حال, هذه بمثابة دعوة الى الزملاء شعرائنا في الساحة الادبية للمزيد من الاهتمام بلغة الضاد وعدم اهمالها وابراز مكنوناتها الفريدة واستخدام تركيباتها الجميلة في قصائدنا الشعرية, وعدم الميل الى السطحية العقيمة والركون الى تقليد الاخر . وانا على يقين, ان مجتمعنا وبيئتنا بتنوعها الفريد بين بدو وحضر وساحل وريف ...الخ , غنية بكنوز من المعارف والمفردات , وعلينا ان ننهل من هذا المعين, ونبرز ابداع لغة الضاد.
قصيدة "رجعت لنفسي"
رجعت لنفسي فأتهمت حصاتي
وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني
عقمت فلم أجزع لقول عداتي
ولدت ولم أجد لعرائسي
رجالا وأكفاء وأدت بناتي
وسعت كتاب الله لفظا وغاية
وماضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة
وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
شاعر النيل حافظ ابراهيم
طلبت ابنتي مني – وهي طالبة بالصف السابع – شرح نصا أدبيا في مادة اللغة العربية , وحينما قرأت ذلك النص وهي قصيدة "رجعت لنفسي" لشاعر النيل حافظ ابراهيم, أسرني مدى الابداع في هذه القصيدة , ولم أكتف بقراءتها فقط , حيث بحثت في الشبكة الالكترونية شرحها بالتفصيل وبالتحديد في موقع " منتديات التعليم " , فهي قصيدة تستحق التأمل لأنها تناولت جانب مهم وحساس , وهو موضوع اللغة العربية التي نفخر بها ونعتز بها نحن العرب , كونها لغة القرآن الكريم , وقد لعبت دورا كبيرا في حفظ العلوم والآداب والمعارف .
وفي العصر الحديث, برزت في الاوساط الادبية أصوات تنادي بأن اللغة العربية غير مؤهلة لاستيعاب العلوم الحديثة , ورأى الشاعر حافظ ابراهيم ان يرد على هؤلاء وصور اللغة العربية كأنها امرأة تخاطب ابناءها الذين اتهموها بالعقم وتطالبهم بالعودة الى رشدهم واكتشاف مكامن الابداع والكنوز في هذه اللغة ومفرداتها وتركيباتها اللغوية ومحاسنها , متعجبة من اتهامها بالعجز وهي لغة القرآن الكريم التي وسعت كتاب الله (لفظا وغاية), فكيف لها ان تضيق عما هو دونه كوصف آلات ومخترعات حديثة, متهمة ابناءها بالجحود والنكران وانها لم تجد فيهم الرجال الاكفاء الجديرين بإبراز مكنوناتها , وبالتالي قررت وأد هذا الجمال وهو حي .
عموما , قد تلاحظون مدى الترابط في هذا النص الشعري الجميل ومدى الترابط في الافكار ووحدة الموضوع في هذه القصيدة لاستخدام الشاعر الاسلوب السهل الواضح بدون غموض , متمكنا من استخدام الخيال الذي جسد اللغة العربية وكأنها امرأة او انسان يتحدث عن نفسه , مستخدما استعارة مكنية في قوله "ولدت فلما.." مشبها بالمرأة التي تولد , وايضا استخدم الاستعارة التصريحية بقوله "لعرائسي .." , واستخدم التشبيه البليغ في قوله " ولدت , وأدت .. " .
على اية حال, هذه بمثابة دعوة الى الزملاء شعرائنا في الساحة الادبية للمزيد من الاهتمام بلغة الضاد وعدم اهمالها وابراز مكنوناتها الفريدة واستخدام تركيباتها الجميلة في قصائدنا الشعرية, وعدم الميل الى السطحية العقيمة والركون الى تقليد الاخر . وانا على يقين, ان مجتمعنا وبيئتنا بتنوعها الفريد بين بدو وحضر وساحل وريف ...الخ , غنية بكنوز من المعارف والمفردات , وعلينا ان ننهل من هذا المعين, ونبرز ابداع لغة الضاد.
قصيدة "رجعت لنفسي"
رجعت لنفسي فأتهمت حصاتي
وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني
عقمت فلم أجزع لقول عداتي
ولدت ولم أجد لعرائسي
رجالا وأكفاء وأدت بناتي
وسعت كتاب الله لفظا وغاية
وماضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة
وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
شاعر النيل حافظ ابراهيم