أحمد990
02-01-2015, 02:47 AM
لاأدري من الذي كان ينتظر عام 2015 وقد بدا أن انتظار الاعوام لايأتي بالجديد .. وحدهم من لاينتظرون الأعوام هم الذين يصنعونها ويعرفون أسرارها ومفاتيح أسرارها ..
ونحن منذ أن قررنا أن نصنع الاعوام والأزمنة عرفنا أن الزمن لايأتينا على قدميه عندما نجلس على الكراسي المتحركة كما لو كانت عظامنا منخورة ومسوسة وعضلاتنا ضامرة من كثرة القعود في محطات الانتظار ..
نحن لن نستجدي الزمن ليمر بنا ويحمل لنا في حقائبه بعض أمنياتنا وآمالنا ويشفق علينا ويحمل بعض الصدقات أو الهبات أو الزكاة .. بل سنسير اليه ونملي عليه ماذا عليه أن يفعل وماذا عليه أن يحمل للقاعدين في محطات الزمن وهم ينتظرون ..
في عام 2014 أدرك الذين ينتظرون هزيمتنا منذ ثلاث سنوات على محطات الربيع والثورات أنهم كانوا مثل الدراويش في انتظار يوم القيامة .. ولكننا تعلمنا في هذه السنوات الثلاث أن أعنّة يوم القيامة هي بأيدي الشعوب .. وأن أبواق اسرافيل لاتنفخها الولايات المتحدة ولا قرارات مجلس الامن ولافصله السابع .. ولاينفخ اسرافيل الأبواق الا فوق جثامين الأمم التي تنتظر أقدارها ولاتصنعها ..
اليوم مر الرئيس الأسد على خطوط النار حيث تتم صناعة ساعة زمن القرن الواحد والعشرين التي سيضعها في معصمه لمئة سنة قادمة وقد تمت صياغة تكات ثوانيها بالرصاص ..
ليس مرور الأسد على خطوط النار في جوبر حدثا غريبا .. بل الغريب ألا يمر الأسد في ليلة رأس السنة في جوبر بالذات التي أريد بها أن تكون رمزا لتحدي دمشق .. ولكننا أردنا أن تكون فيها مفاتيح العام الجديد ..
وصول الأسد الى خطوط النار ليتناول العشاء في صحون العسكر وأطباقهم وليقتسم معهم الخبز اليابس وقطع البطاطا والطعام البسيط والمرق والفول المسخن على الجمر .. وليحتسي الشاي معهم من ابريق عتيق تسخنه مدفأة الحطب ليس فيه رسائل لأحد ولاتقليد لأحد ولابرامج انتخابية .. بل هو القرار الحاسم أننا لاننتظر الأعوام بل نحن من تنتظرنا الأعوام والسنوات لتعرف مصيرها وطالعها .. ونحن من تسترق الأيام النظر الى موائدنا لتعرف سر من لاينتظر الزمن لأنه يسعى خلف الزمن ويطارده للقبض عليه ..
لن نطلب من ثوار الفنادق الباريسية وفلاسفة الحرية في استانبول ولا من أمراء المؤمنين أن يقلدوا الرئيس الأسد وينزلوا الى "شوارعهم المحررة" كما يدعون في ليلة رأس السنة الهجرية ولا الميلادية ولا في ليلة القدر ولا في ليلة المولد النبوي الشريف .. ولن نطلب منهم المرور على معسكرات اللجوء الباردة والخيام التي تلتحف بالثلج وتفترش الطين وتتسلى بعواء الرياح وتحكي حكايات الوعود لساكنيها وتطبخ عظام الوهم لهم ولحم الانتظار في القدور .. فلايوجد لدى هؤلاء وقت يمضونه خارج الفنادق .. وليس لدى العالم وقت في رأس السنة لتصوير هؤلاء القادة ولا لرصد حفلات التسول والحملات الانتخابية التركية .. كما أن وقت أنجلينا جولي المخصص للحزن على الضحايا قد انتهى لأن كاميرات العالم وحدقات الفضاء مثبتة الآن على الألعاب النارية للعواصم السكرى والتي لاتبالي ببرامج التسول وتمثيليات قادة الثوار المرفهين مع أبنائهم في دفء مواقد النار في باريس ولندن واستانبول ودبي والدوحة .. وهذه الكاميرات ذهبت بسفراء هوليوود الوقحين الى الملاهي والمراقص وهم الذين كانوا يمرون على اللاجئين كما يمرون على محميات الحيوانات الطبيعية في كينيا وتنزانيا ويتصورون معهم كما يتصورون مع الدببة القطبية في ثلوج القطب الشمالي وهم في طريقهم لذرف الدموع على اللاجئين السوريين ..
عندما رأيت صورة الرئيس في مائدة عشاء جوبر انتابني شعور بالحيرة .. فمن سأشكر هنا؟؟ هل أشكر الأسد لأنه كان مع الأسود في هذه الليلة الباردة ؟؟ أم أشكر الأسود الذين كانوا مع الأسد والذين أوقفوا ساعات العالم وضبطوها على ايقاع أحذيتهم وبنادقهم؟؟ .. صورة هزت مشاعري بصدقها وحميميتها .. وتمنيت من الاقدار لو أنها كانت أخذتني دقيقة واحدة الى مائدة العشاء في جوبر لأنضم الى عشاء الأسود .. لأشاركهم تقطيع الأرغفة المقمرة ولأغمس الخبز في المرق أو الفول ولأشرب الشاي من ذلك الابريق العتيق الذي سيكون فيه الشاي المعطر بالبارود ألذ من أي نبيذ هذا العام .. فكيف أصافح العام من دون أن أعاتبه بقوة لأنه بدأ دون أن يدعوني الى مائدة الأسود؟؟ .. وكيف لي أن اغفر له أنه يحيرني فلاأعرف من يستحق الشكر أولا أو يستحقه أكثر .. فهل أشكر الرئيس الأسد أم أسود الرئيس؟؟ ..
لم يعد الجواب يعنيني بل مايعنيني هو أنني لم أعد منشغلا بما سيحمله عام 2015 لأن المكتوب مقروء من عنوانه في جوبر .. فهذا العام سيسلم مفاتيحه في جوبر ودوما .. وفي حلب .. وفي الرقة .. وادلب .. ودرعا .. هذه مدن تنتظر مائدة الأسود مع الأسد .. أو مائدة الأسد مع الأسود ..
وللعلم فهذه الدعوة ليست عامة بل للأسود فقط .. والمائدة على بساطتها عامرة .. عامرة بالبطولة والرجولة .. وأحاديث الأسود ..
كل عام وأسودنا بخير ..
وكل عام وسورية حبيبتي ..
ونحن منذ أن قررنا أن نصنع الاعوام والأزمنة عرفنا أن الزمن لايأتينا على قدميه عندما نجلس على الكراسي المتحركة كما لو كانت عظامنا منخورة ومسوسة وعضلاتنا ضامرة من كثرة القعود في محطات الانتظار ..
نحن لن نستجدي الزمن ليمر بنا ويحمل لنا في حقائبه بعض أمنياتنا وآمالنا ويشفق علينا ويحمل بعض الصدقات أو الهبات أو الزكاة .. بل سنسير اليه ونملي عليه ماذا عليه أن يفعل وماذا عليه أن يحمل للقاعدين في محطات الزمن وهم ينتظرون ..
في عام 2014 أدرك الذين ينتظرون هزيمتنا منذ ثلاث سنوات على محطات الربيع والثورات أنهم كانوا مثل الدراويش في انتظار يوم القيامة .. ولكننا تعلمنا في هذه السنوات الثلاث أن أعنّة يوم القيامة هي بأيدي الشعوب .. وأن أبواق اسرافيل لاتنفخها الولايات المتحدة ولا قرارات مجلس الامن ولافصله السابع .. ولاينفخ اسرافيل الأبواق الا فوق جثامين الأمم التي تنتظر أقدارها ولاتصنعها ..
اليوم مر الرئيس الأسد على خطوط النار حيث تتم صناعة ساعة زمن القرن الواحد والعشرين التي سيضعها في معصمه لمئة سنة قادمة وقد تمت صياغة تكات ثوانيها بالرصاص ..
ليس مرور الأسد على خطوط النار في جوبر حدثا غريبا .. بل الغريب ألا يمر الأسد في ليلة رأس السنة في جوبر بالذات التي أريد بها أن تكون رمزا لتحدي دمشق .. ولكننا أردنا أن تكون فيها مفاتيح العام الجديد ..
وصول الأسد الى خطوط النار ليتناول العشاء في صحون العسكر وأطباقهم وليقتسم معهم الخبز اليابس وقطع البطاطا والطعام البسيط والمرق والفول المسخن على الجمر .. وليحتسي الشاي معهم من ابريق عتيق تسخنه مدفأة الحطب ليس فيه رسائل لأحد ولاتقليد لأحد ولابرامج انتخابية .. بل هو القرار الحاسم أننا لاننتظر الأعوام بل نحن من تنتظرنا الأعوام والسنوات لتعرف مصيرها وطالعها .. ونحن من تسترق الأيام النظر الى موائدنا لتعرف سر من لاينتظر الزمن لأنه يسعى خلف الزمن ويطارده للقبض عليه ..
لن نطلب من ثوار الفنادق الباريسية وفلاسفة الحرية في استانبول ولا من أمراء المؤمنين أن يقلدوا الرئيس الأسد وينزلوا الى "شوارعهم المحررة" كما يدعون في ليلة رأس السنة الهجرية ولا الميلادية ولا في ليلة القدر ولا في ليلة المولد النبوي الشريف .. ولن نطلب منهم المرور على معسكرات اللجوء الباردة والخيام التي تلتحف بالثلج وتفترش الطين وتتسلى بعواء الرياح وتحكي حكايات الوعود لساكنيها وتطبخ عظام الوهم لهم ولحم الانتظار في القدور .. فلايوجد لدى هؤلاء وقت يمضونه خارج الفنادق .. وليس لدى العالم وقت في رأس السنة لتصوير هؤلاء القادة ولا لرصد حفلات التسول والحملات الانتخابية التركية .. كما أن وقت أنجلينا جولي المخصص للحزن على الضحايا قد انتهى لأن كاميرات العالم وحدقات الفضاء مثبتة الآن على الألعاب النارية للعواصم السكرى والتي لاتبالي ببرامج التسول وتمثيليات قادة الثوار المرفهين مع أبنائهم في دفء مواقد النار في باريس ولندن واستانبول ودبي والدوحة .. وهذه الكاميرات ذهبت بسفراء هوليوود الوقحين الى الملاهي والمراقص وهم الذين كانوا يمرون على اللاجئين كما يمرون على محميات الحيوانات الطبيعية في كينيا وتنزانيا ويتصورون معهم كما يتصورون مع الدببة القطبية في ثلوج القطب الشمالي وهم في طريقهم لذرف الدموع على اللاجئين السوريين ..
عندما رأيت صورة الرئيس في مائدة عشاء جوبر انتابني شعور بالحيرة .. فمن سأشكر هنا؟؟ هل أشكر الأسد لأنه كان مع الأسود في هذه الليلة الباردة ؟؟ أم أشكر الأسود الذين كانوا مع الأسد والذين أوقفوا ساعات العالم وضبطوها على ايقاع أحذيتهم وبنادقهم؟؟ .. صورة هزت مشاعري بصدقها وحميميتها .. وتمنيت من الاقدار لو أنها كانت أخذتني دقيقة واحدة الى مائدة العشاء في جوبر لأنضم الى عشاء الأسود .. لأشاركهم تقطيع الأرغفة المقمرة ولأغمس الخبز في المرق أو الفول ولأشرب الشاي من ذلك الابريق العتيق الذي سيكون فيه الشاي المعطر بالبارود ألذ من أي نبيذ هذا العام .. فكيف أصافح العام من دون أن أعاتبه بقوة لأنه بدأ دون أن يدعوني الى مائدة الأسود؟؟ .. وكيف لي أن اغفر له أنه يحيرني فلاأعرف من يستحق الشكر أولا أو يستحقه أكثر .. فهل أشكر الرئيس الأسد أم أسود الرئيس؟؟ ..
لم يعد الجواب يعنيني بل مايعنيني هو أنني لم أعد منشغلا بما سيحمله عام 2015 لأن المكتوب مقروء من عنوانه في جوبر .. فهذا العام سيسلم مفاتيحه في جوبر ودوما .. وفي حلب .. وفي الرقة .. وادلب .. ودرعا .. هذه مدن تنتظر مائدة الأسود مع الأسد .. أو مائدة الأسد مع الأسود ..
وللعلم فهذه الدعوة ليست عامة بل للأسود فقط .. والمائدة على بساطتها عامرة .. عامرة بالبطولة والرجولة .. وأحاديث الأسود ..
كل عام وأسودنا بخير ..
وكل عام وسورية حبيبتي ..