مشاهدة النسخة كاملة : تفضل،،،سورة الكهف كامله
اقول الحق
16-09-2014, 12:31 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآَبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَاْ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا (16) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20) وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31) وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43) هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44) وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45) الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52) وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58) وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82) وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)
اقول الحق
19-09-2014, 10:32 AM
يستحب للمسلم أن يقرأ سورة الكهف يوم الجمعة لما روى الحاكم من حديث أبي سعيد قال قال رسول الله صلى عليه وسلم: (من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين).
رندويلا
19-09-2014, 10:47 AM
جزاك الله الجناآن
بارك المولى،،،،
اقول الحق
19-09-2014, 02:31 PM
سورة الكهف لمن يقرأها بعد. تفضل
اقول الحق
26-09-2014, 02:37 PM
عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال وفي رواية ـ من آخر سورة الكهف ـ ) [ رواه مسلم ] ..
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من " فتنة " الدَّجال ) [ صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة
فما رأيكم اليوم نحفظ أول عشر آيات أو أخر عشر آيات لمن لم يحفظها لينال هذا الثواب العظيم ؟
اقول الحق
03-10-2014, 07:21 AM
يستحب للمسلم أن يقرأ سورة الكهف يوم الجمعة لما روى الحاكم من حديث أبي سعيد قال قال رسول الله صلى عليه وسلم: (من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين).
اقول الحق
10-10-2014, 10:41 AM
عظمت الفتنة على أهل الإِيمان، فلما رأى الفتية ذلك حزنوا حزناً شديداً وبلغ خبرهم الملك الجبار فبعث في طلبهم فلما مثلوا عند الملك توعدهم بالقتل إن لم يعبدوا الأوثان ويذبحوا للطواغيت، فوقفوا في وجهه وأظهروا إيمانهم وقالوا {ربُّنَا رَبُّ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا} فقال لهم: إنكم فتيان حديثة أسنانكم وقد أخّرتكم إلى الغد لتروا رأيكم، فهربوا ليلا ومرّوا براع معه كلب فتبعهم فلما كان الصباح آووا إلى الكهف وتبعهم الملك وجنده فلما وصلوا إلى الكهف هاب الرجال وفزعوا من الدخول عليهم، فقال الملك: سدّوا عليهم باب الغار حتى يموتوا فيه جوعاً وعطشاً، وألقى الله على أهل الكهف النوم فبقوا نائمين وهم لا يدرون ثلاث مئة وتسع سنين ثم أيقظهم الله وظنوا أنهم أقاموا يوماً أو بعض يوم، وشعروا بالجوع فبعثوا أحدهم ليشتري لهم طعاماً وطلبوا منه التخفي والحذر فسار حتى وصل البلدة فوجد معالمها قد تغيرت ولم يعرف أحداً من أهلها فقال في نفسه: لعلي أخطأت الطريق إلى البلدة ثم اشترى طعاماً ولما دفع النقود للبائع جعل يقلبها في يده، ويقول: من أين حصلت على هذه النقود؟ واجتمع الناس وأخذوا ينظرون لتلك النقود ويعجبون، ثم قالوا من أنت يا فتى لعلك وجدت كنزاً؟ فقال لا والله ما وجدت كنزاً إنها دراهم قومي، قالوا له إنها من عهد بعيد ومن زمن الملك دقيانوس (http://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%8A%D9%83%D9%8A%D9%88%D8%B3)، قال: وما فعل دقيانوس (http://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%8A%D9%83%D9%8A%D9%88%D8%B3)؟ قالوا مات من قرون عديدة، قال والله ما يصدقني أحد بما أقوله: لقد كنا فتيةً وأكرهنا الملك على عبادة الأوثان فهربنا منه عشية أمس فأوينا إلى الكهف فأرسلني أصحابي اليوم لأشتري لهم طعاماً، فانطلقوا معي إلى الكهف أريكم أصحابي، فتعجبوا من كلامه ورفعوا أمره إلى الملك - وكان مؤمناً صالحاً - فلما سمع خبره خرج الملك والجند وأهل البلدة وحين وصلوا إلى الغار سمعوا الأصوات وجلبَة الخيل فظنوا أنهم رسل دقيانوس فقاموا إلى الصلاة فدخل الملك عليهم فرآهم يصلون فلما انتهوا من صلاتهم عانقهم الملك وأخبرهم أنه رجل مؤمن وأن دقيانوس قد هلك من زمن بعيد وسمع كلامهم وقصتهم وعرف أن الله بعثهم ليكون أمرهم آية للناس ثم ألقى الله عليهم النوم وقبض أرواحهم فقال الناس: لنتخذن عليهم مسجداً.[1] (http://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%87% D9%81#cite_note-1)
ضياء القرآن
10-10-2014, 11:28 AM
عن قيس بن عباد عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
" من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين الجمعتين "
أخوتي في الله فلنقرأ اليوم سورة الكهف..
اهلي ملاذي
10-10-2014, 01:23 PM
شكرآ لكك
ف ميزآان حسنآتكك ان شاء الله $
اقول الحق
10-10-2014, 01:56 PM
شكرآ لكك
ف ميزآان حسنآتكك ان شاء الله $
وايااكم.،،،،،،،
اقول الحق
17-10-2014, 09:39 AM
قد تقدم في أول التفسير أنه تعالى يحمد نفسه المقدسة عند فواتح الأمور وخواتيمها ، فإنه المحمود على كل حال ، وله الحمد في الأولى والآخرة ؛ ولهذا حمد نفسه على إنزاله كتابه العزيز على رسوله الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه ، فإنه أعظم نعمة أنعمها الله على أهل الأرض ؛ إذ أخرجهم به من الظلمات إلى النور ، حيث جعله كتابا مستقيما لا اعوجاج فيه ولا زيغ ، بل يهدي إلى صراط مستقيم ، بينا واضحا جليا نذيرا للكافرين وبشيرا للمؤمنين ؛ ولهذا قال : ( ولم يجعل له عوجا ) أي : لم يجعل فيه اعوجاجا ولا زيغا ولا ميلا بل جعله معتدلا مستقيما ؛
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة إضاء له من النور ما بين الجمعتين.رواه النسائي، وصححه الألباني.و قوله: يوم الجمعة.يشمل ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس، لأن هذا هو اليوم المعروف في اصطلاح الشرع، ففي أيام الصيام يجب الصوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، كما قال الله تعالى: وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ {البقرة:187}.وقال العيني في شرح صحيح البخاري: اليوم الكامل في اللغة: عبارة عن طلوع الشمس إلى غروبها.وفي الشرع: من طلوع الفجر الصادق..
http://img21.dreamies.de/img/949/b/swrds0xsqvw.png
جزاك الله خير و بارك الله فيك...
وشكرا لَطـــرحك الْمثمر ..
رِزقك الْمولَى الْجِنــة ونعيمها
وجعل ما كتب في موازِين حســــنَاك...~
اقول الحق
24-10-2014, 12:13 PM
قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ( 2 )
نُصِبَ عَلَى الْحَال . وَقَالَ قَتَادَة : الْكَلَام عَلَى سِيَاقه مِنْ غَيْر تَقْدِيم وَلَا تَأْخِير , وَمَعْنَاهُ : وَلَمْ يَجْعَل لَهُ عِوَجًا وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ قَيِّمًا . وَقَوْل الضَّحَّاك فِيهِ حَسَن , وَأَنَّ الْمَعْنَى : مُسْتَقِيم , أَيْ مُسْتَقِيم الْحِكْمَة لَا خَطَأ فِيهِ وَلَا فَسَاد وَلَا تَنَاقُض . وَقِيلَ : " قَيِّمًا " عَلَى الْكُتُب السَّابِقَة يُصَدِّقهَا . وَقِيلَ : " قَيِّمًا " بِالْحُجَجِ أَبَدًا .
أَيْ لِيُنْذِر مُحَمَّد أَوْ الْقُرْآن . وَفِيهِ إِضْمَار , أَيْ لِيُنْذِر الْكَافِرِينَ عِقَاب اللَّه . وَهَذَا الْعَذَاب الشَّدِيد قَدْ يَكُون فِي الدُّنْيَا وَقَدْ يَكُون فِي الْآخِرَة .
أَيْ مِنْ عِنْده وَقَرَأَ أَبُو بَكْر عَنْ عَاصِم " مِنْ لَدْنه " بِإِسْكَانِ الدَّال وَإِشْمَامهَا الضَّمّ وَكَسْر النُّون , وَالْهَاء مَوْصُولَة بِيَاءٍ . وَالْبَاقُونَ " لَدُنْه " بِضَمِّ الدَّال وَإِسْكَان النُّون وَضَمّ الْهَاء . قَالَ الْجَوْهَرِيّ : وَفِي " لَدُنْ " ثَلَاث لُغَات : لَدُنْ , وَلَدَى , وَلَدُ . وَقَالَ : مِنْ لَدُ لِحْيَيْهِ إِلَى مُنْحُوره الْمَنْحُور لُغَة فِي الْمَنْحَر .
أَيْ بِأَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا وَهِيَ الْجَنَّة . وَإِنْ حَمَلَتْ التَّبْشِير عَلَى الْبَيَان لَمْ يَحْتَجْ إِلَى الْبَاء فِي " بِأَنَّ " . وَالْأَجْر الْحَسَن : الثَّوَاب الْعَظِيم الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْجَنَّة .
um eram
24-10-2014, 12:29 PM
تشكر في ميزان حسناتك
اقول الحق
24-10-2014, 02:47 PM
تشكر في ميزان حسناتك
اميييين. وايااكم
اقول الحق
30-10-2014, 10:30 PM
{ {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَناً} } الذين آمنوا بما يجب الإيمان به، وقد بيَّن النبي صلّى الله عليه وسلّم ما يجب الإيمان به لجبريل حين سأله عن الإيمان فقال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه»[(1)].
{ {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَناً} } يعني يعملون الأعمال الصالحات، ومتى يكون العمل صالحاً؟
الجواب: لا يمكن أن يكون صالحاً إلاَّ إذا تضمن شيئين:
1 ـ الإخلاص لله تعالى: بألاَّ يقصد الإنسان في عمله سوى وجه الله والدار الآخرة.
2 ـ المتابعة لشريعة الله: ألاّ يخرج عن شريعة الله عزّ وجل سواء شريعة محمد صلّى الله عليه وسلّم أو غيره.
ومن المعلوم أن الشرائع بعد بِعثة الرسول صلّى الله عليه وسلّم كلها منسوخة بشريعته صلّى الله عليه وسلّم.
وضد الإخلاص: الشرك، والاتباع ضد الابتداع، إذاً البدعة لا تقبل مهما ازدانت في قلب صاحبها ومهما كان فيها من الخشوع ومهما كان فيها من ترقيق القلب لأنها ليست موافقة للشريعة؛ ولهذا نقول: كُل بدعة مهما استحسنها مبتدعها فإنها غير مقبولة، بل هي ضلالة كما قاله النبي صلّى الله عليه وسلّم، فمن عمل عملاً على وفق الشريعة ظاهراً لكن القلب فيه رياء فإنه لا يقبل لفقد الإخلاص، ومن عمل عملاً خالصاً على غير وفق الشريعة فإنه لا يقبل، إذاً لا بد من أمرين: إخلاصٍ لله عزّ وجل، واتباعٍ لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم وإلاَّ لم يكن صالحاً، ثم بيَّن تعالى ما يُبَشَّر به المؤمنون فقال:
{ { أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا } { {أجراً} } أي ثواباً، وسمى الله عزّ وجل ثواب الأعمال أجراً لأنها في مقابلة العمل، وهذا من عدله جلَّ وعلا أن يسمي الثواب الذي يثيب به الطائعَ أجراً حتى يطمئن الإنسان لضمان هذا الثواب؛ لأنه معروف أن الأجير إذا قام بعمله فإنه يستحق الأجر.
وقوله: { {حسناً} } جاء في آية أخرى ما هو أعلى من هذا الوصف وهو قوله تعالى: {{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}} [يونس: 26] وجاء في آية أخرى: {{هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ *}} [الرحمن: 60] فهل نأخذ بما يقتضي التساوي أو بما يقتضي الأكمل؟
الجواب: بما يقتضي الأكمل، فنقول: { { حَسَناً } } أي هو أحسن شيء ولا شك في هذا، فإن ثواب الجنة لا يعادله ثواب.
وقوله: { {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا *} } أي باقين فيه أبداً، إلى ما لا نهاية، فلا مرض ولا موت ولا جوع ولا عطش ولا حر ولا برد، كل شيء كامل من جميع الوجوه.
واعلم أن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الجنَّة موجودة الآن وأنها مؤبدة، وأن النار موجودة الآن وأنها مؤبدة، وقد جاء هذا في القرآن، فآيات التأبيد بالنسبة لأصحاب اليمين كثيرة، أما بالنسبة لأصحاب الشمال فقد ذُكر التأبيد في آيات ثلاث:
1 ـ في سورة النساء، قال تعالى: {{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا }} [النساء: 168 ـ 169] .
2 ـ في سورة الأحزاب، قال تعالى: {{إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا }} [الأحزاب: 64 ـ 65] .
3 ـ في سورة الجن في قوله تعالى: {{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}} [الجن: 23] .
وإذا كانت ثلاثُ آيات من كتاب الله عزّ وجل صريحة في التأبيد فلا ينبغي أن يكون هناك خلاف، كما قيل:
وليس كل خلاف جاء معتبراً***إلاَّ خلافاً له حظٌّ من النَّظرِ
وما ذكر من الخلاف في أبدية النار لا حظَّ له، كيف يقول الخالق العليم: {{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}} [النساء: 57] ثم يقال: لا أبدية؟ هذا غريب، من أغرب ما يكون، فانتبهوا للقاعدة في مذهب أهل السنّة والجماعة: أن الجنَّة والنار مخلوقتان الآن لأن الله ذكر في الجنة {{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ *}} [آل عمران: 133] وفي النار {{أُعِدَّتْ}} [البقرة: 24] . وثانياً: أنهما مؤبدتان لا تفنَيان لا هما ولا من فيهما كما سمعتم.
امووونه
31-10-2014, 09:34 AM
جازاك الله خيرا في ميزان حسناتك
إنشاء الله
اقول الحق
31-10-2014, 04:15 PM
مرحبا اختي امونه. ،،بارك الله فيك.
أحب ان ألفت نظرك،،الصحيح ان نكتب ان شاء الله
اقول الحق
07-11-2014, 01:16 PM
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/67/Seven-sleepers_efesus_turkey.jpg/220px-Seven-sleepers_efesus_turkey.jpg (http://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Seven-sleepers_efesus_turkey.jpg)كهف افسوس في تركيا.
غير معروفين لنا الآن، كانت توجد قرية مشركة. ضل ملكها وأهلها عن الطريق المستقيم، وعبدوا مع الله مالا يضرهم ولا ينفعهم. عبدوهم من غير أي دليل على ألوهيتهم. ومع ذلك كانوا يدافعون عن هذه الآلهة المزعومة، ولا يرضون أن يمسها أحد بسوء. ويؤذون كل من يكفر بها، ولا يعبدها. في هذا المجتمع الفاسد، ظهرت مجموعة من الشباب العقلاء. ثلة قليلة حكّمت عقلها، ورفضت السجود لغير خالقها، الله الذي بيده كل شيء. فتية، آمنوا بالله، فثبتهم وزاد في هداهم. وألهمهم طريق الرشاد. لم يكن هؤلاء الفتية أنبياء ولا رسلا، ولم يتوجب عليهم تحمل ما يتحمله الرسل في دعوة أقواهم. إنما كانوا أصحاب إيمان راسخ، فأنكروا على قومهم شركهم بالله، وطلبوا منهم إقامة الحجة على وجود آلهة غير الله. ثم قرروا النجاة بدينهم وبأنفسهم بالهجرة من القرية لمكان آمن يعبدون الله فيه. فالقرية فاسدة، وأهلها ضالون. عزم الفتية على الخروج من القرية، والتوجه لكهف مهجور ليكون ملاذا لهم. خرجوا ومعهم كلبهم من المدينة الواسعة، للكهف الضيق. تركوا وراءهم منازلهم المريحة، ليسكنوا كهفا موحشا.
زهدوا في الأسرّية الوثيرة، والحجر الفسيحة، واختاروا كهفا ضيقا مظلما. إن هذا ليس بغريب على من ملأ الإيمان قلبه. فالمؤمن يرى الصحراء روضة إن أحس أن الله معه. ويرى الكهف قصرا، إن اختار الله له الكهف. وهؤلاء ما خرجوا من قريتهم لطلب دنيا أو مال، وإنما خرجوا طمعا في رضى الله. وأي مكان يمكنهم فيه عبادة الله ونيل رضاه سيكون خيرا من قريتهم التي خرجوا منها. استلقى الفتية في الكهف، وجلس كلبهم على باب الكهف يحرسه. وهنا حدثت معجزة إلاهية. لقد نام الفتية ثلاثمئة وتسع سنوات. وخلال هذه المدة، كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله، فلا تصيبهم أشعتها في أول ولا آخر النهار.
وكانوا يتقلبون أثناء نومهم، حتى لا تهترئ أجاسدهم. فكان الناظر إليهم يحس بالرعب. يحس بالرعب لأنهم نائمون ولكنهم كالمستيقظين من كثرة تقلّبهم. بعد هذه المئين الثلاث، بعثهم الله مرة أخرى. استيقضوا من سباتهم الطويل، لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم. وكانت آثار النوم الطويل بادية عليهم. فتساءلوا: كم لبثنا؟! فأجاب بعضهم: لبثنا يوما أو بعض يوم. لكنهم تجاوزوا بسرعة مرحلة الدهشة، فمدة النوم غير مهمة. المهم أنهم استيقظوا وعليهم أن يتدبروا أمورهم. فأخرجوا النقود التي كانت معهم، ثم طلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة، وأن يشتري طعاما طيبا بهذه النقود، ثم يعود إليهم برفق حتى لا يشعر به أحد. فربما يعاقبهم جنود الملك أو الظلمة من أهل القرية إن علموا بأمرهم. قد يخيرونهم بين العودة للشرك، أو الرجم حتى الموت. خرج الرجل المؤمن متوجها للقرية، إلا أنها لم تكن كعهده بها. لقد تغيرت الأماكن والوجوه. تغيّرت البضائع والنقود. استغرب كيف يحدث كل هذا في يوم وليلة. وبالطبع، لم يكن عسيرا على أهل القرية أن يميزوا دهشة هذا الرجل. ولم يكن صعبا عليهم معرفة أنه غريب، من ثيابه التي يلبسها ونقوده التي يحملها. لقد آمن المدينة التي خرج منها الفتية، وهلك الملك الظالم، وجاء مكانه رجل صالح. لقد فرح الناس بهؤلاء الفتية المؤمنين. لقد كانوا أول من يؤمن من هذه القرية. لقد هاجروا من قريتهم لكيلا يفتنوا في دينهم. وها هم قد عادوا. فمن حق أهل القرية الفرح. وذهبوا لرؤيتهم. وبعد أن ثبتت المعجزة، معجزة إحياء الأموات. وبعدما استيقنت قلوب أهل القرية قدرة الله سبحانه وتعالى على بعث من يموت، برؤية مثال واقي ملموس أمامهم. أخذ الله أرواح الفتية. فلكل نفس أجل، ولا بد لها أن تموت. فاختلف أهل القرية. فمن من دعى لإقامة بنيان على كهفهم، ومنهم من طالب ببناء مسجد، وغلبت الفئة الثانية. لا نزال نجهل كثيرا من الأمور المتعلقة بهم. فهل كانوا قبل زمن عيسى، أم كانوا بعده. هل آمنوا بربهم من من تلقاء نفسهم، أم أن أحد الحواريين دعاهم للإيمان. هل كانوا في بلدة من بلاد الروم، أم في فلسطين. هل كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم، أم خمسة سادسهم كلبهم، أم سبعة وثامنهم كلبهم. كل هذه أمور مجهولة. إلا أن الله عز وجل ينهانا عن الجدال في هذه الأمور، ويأمرنا بإرجاع علمهم إلى الله. فالعبرة ليست في العدد، وإنما فيما آل إليه الأمر. فلا يهم إن كانوا أربعة أو ثمانية، إنما المهم أن الله أقامهم بعد أكثر من ثلاثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة على بعث من في القبور، ولتتناقل الأجيال خبر هذه المعجزة جيلا بعد جيل.
قال محمد بن إسحاق بن يسار عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد قال : لقد حدثت أنه كان على بعضهم من حداثة سنه وضح الورق. قال ابن عباس : فكانوا كذلك ليلهم ونهارهم في عبادة الله، يبكون ويستغيثون بالله، وكانوا ثمانية نفر : مكسلمينا وكان أكبرهم وهو الذي كلم الملك عنهم، ومجسيميلنينا وتمليخا ومرطونس، وكشطونس، وبيرونس، وديموس، ويطونس وقالوش.
http://www12.0zz0.com/2012/02/02/22/101345291.jpg
اقول الحق
14-11-2014, 12:36 PM
جزاك الله خيرا اختي كاتمه،،على ما تقدمينه من خير
اقول الحق
27-11-2014, 09:14 PM
وقوله: ( وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ ) أي:كما أرقدناهم وأيقظناهم بهيآتهم، أطلعنا عليهم أهل ذلك الزمان ( لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ) أي:في أمر القيامة، فمن مثبت لها ومن منكر، فجعل الله ظهورهم على أصحاب الكهف حجة لهم وعليهم ( فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ) أي:سدوا عليهم باب كهفهم، وذروهم على حالهم ( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا )
حكى ابن جرير في القائلين ذلك قولين:أحدهما:إنهم المسلمون منهم. والثاني:أهل الشرك منهم، فالله أعلم
والظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنفوذ. ولكن هل هم محمودون أم لا؟ فيه نظر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد » يحذر ما فعلوا. وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنه لما وجد قبر دانيال في زمانه بالعراق، أمر أن يخفى عن الناس، وأن تدفن تلك الرقعة التي وجدوها عنده، فيها شيء من الملاحم وغيرها.
سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ( 22 )
يقول تعالى مخبرًا عن اختلاف الناس في عدة أصحاب الكهف، فحكى ثلاثة أقوال، فدل على أنه لا قائل برابع، ولما ضَعَّف القولين الأولين بقوله: ( رَجْمًا بِالْغَيْبِ ) أي:قولا بلا علم، كمن يرمي إلى مكان لا يعرفه، فإنه لا يكاد يصيب، وإن أصاب فبلا قصد، ثم حكى الثالث وسكت عليه أو قرره بقوله: ( وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ) فدل على صحته، وأنه هو الواقع في نفس الأمر.
وقوله: ( قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ) إرشاد إلى أن الأحسن في مثل هذا المقام رد العلم إلى الله تعالى، إذ لا احتياج إلى الخوض في مثل ذلك بلا علم، لكن إذا أطلعنا على أمر قلنا به، وإلا وَقَفْنَا حيث وقفنا.
وقوله: ( مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ ) أي:من الناس. قال قتادة:قال ابن عباس:أنا من القليل الذي استثنى الله، عز وجل، كانوا سبعة. وكذا روى ابن جريج، عن عطاء الخراساني عنه أنه كان يقول:أنا ممن استثنى الله، ويقول:عدتهم سبعة.
وقال ابن جرير:حدثنا ابن بشار حدثنا عبد الرحمن، حدثنا إسرائيل، عن سِمَاك، عن عكرمة، عن ابن عباس: ( مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ ) قال:أنا من القليل، كانوا سبعة.
فهذه أسانيد صحيحة إلى ابن عباس:أنهم كانوا سبعة، وهو موافق لما قدمناه.
وقال محمد بن إسحاق بن يَسَار عن عبد الله بن أبي نَجِيح، عن مجاهد قال:لقد حُدّثتُ أنه كان على بعضهم من حداثة سنه وَضَح الوَرِق. قال ابن عباس:فكانوا كذلك ليلهم ونهارهم في عبادة الله، يبكون ويستغيثون بالله، وكانوا ثمانية نفر:مكسلمينا وكان أكبرهم وهو الذي كلم الملك عنهم، و مجسيميلنينا وتمليخا ومرطونس، وكشطونس، وبيرونس، وديموس، ويطونس وقالوش.
هكذا وقع في هذه الرواية، ويحتمل هذا من كلام ابن إسحاق، ومن بينه وبينه، فإن الصحيح عن ابن
اقول الحق
05-12-2014, 09:36 AM
عن قيس بن عباد عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
" من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين الجمعتين "
أخوتي في الله فلنقرأ اليوم سورة الكهف..
اقول الحق
05-12-2014, 01:07 PM
وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا * إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا }
يقول تعالى: { وكذلك بعثناهم } أي: من نومهم الطويل { ليتساءلوا بينهم } أي: ليتباحثوا للوقوف على الحقيقة من مدة لبثهم.
{ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } وهذا مبني على ظن القائل، وكأنهم وقع عندهم اشتباه. في طول مدتهم، فلهذا { قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ } فردوا العلم إلى المحيط علمه بكل شيء، جملة وتفصيلا، ولعل الله تعالى -بعد ذلك- أطلعهم على مدة لبثهم، لأنه بعثهم ليتساءلوا بينهم، وأخبر أنهم تساءلوا، وتكلموا بمبلغ ما عندهم، وصار آخر أمرهم، الاشتباه، فلا بد أن يكون قد أخبرهم يقينا، علمنا ذلك من حكمته في بعثهم، وأنه لا يفعل ذلك عبثا. ومن رحمته بمن طلب علم الحقيقة في الأمور المطلوب علمها، وسعى لذلك ما أمكنه، فإن الله يوضح له ذلك، وبما ذكر فيما بعده من قوله. { وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا } فلولا أنه حصل العلم بحالهم، لم يكونوا دليلا على ما ذكر، ثم إنهم لما تساءلوا بينهم، وجرى منهم ما أخبر الله به، أرسلوا أحدهم بورقهم، أي: بالدراهم، التي كانت معهم، ليشتري لهم طعاما يأكلونه، من المدينة التي خرجوا منها، وأمروه أن يتخير من الطعام أزكاه، أي: أطيبه وألذه، وأن يتلطف في ذهابه وشرائه وإيابه، وأن يختفي في ذلك، ويخفي حال إخوانه، ولا يشعرن بهم أحدا. وذكروا المحذور من اطلاع غيرهم عليهم، وظهورهم عليهم، أنهم بين أمرين، إما الرجم بالحجارة، فيقتلونهم أشنع قتلة، لحنقهم عليهم وعلى دينهم، وإما أن يفتنوهم عن دينهم، ويردوهم في ملتم، وفي هذه الحال، لا يفلحون أبدا، بل يحشرون في دينهم ودنياهم وأخراهم، وقد دلت هاتان الآيتان، على عدة فوائد.
منها: الحث على العلم، وعلى المباحثة فيه، لكون الله بعثهم لأجل ذلك.
ومنها: الأدب فيمن اشتبه عليه العلم، أن يرده إلى عالمه، وأن يقف عند حده.
ومنها: صحة الوكالة في البيع والشراء، وصحة الشركة في ذلك.
ومنها: جواز أكل الطيبات، والمطاعم اللذيذة، إذا لم تخرج إلى حد الإسراف المنهي عنه لقوله { فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ } وخصوصا إذا كان الإنسان لا يلائمه إلا ذلك ولعل هذا عمدة كثير من المفسرين، القائلين بأن هؤلاء أولاد ملوك لكونهم أمروه بأزكى الأطعمة، التي جرت عادة الأغنياء الكبار بتناولها.
ومنها: الحث على التحرز، والاستخفاء، والبعد عن مواقع الفتن في الدين، واستعمال الكتمان في ذلك على الإنسان وعلى إخوانه في الدين.
ومنها: شدة رغبة هؤلاء الفتية في الدين، وفرارهم من كل فتنة، في دينهم وتركهم أوطانهم في الله.
ومنها: ذكر ما اشتمل عليه الشر من المضار والمفاسد، الداعية لبغضه، وتركه، وأن هذه الطريقة، هي طريقة المؤمنين المتقدمين، والمتأخرين لقولهم: { وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا }
اقول الحق
12-12-2014, 10:47 AM
وكذلك» كما بعثناهم «أعثرنا» أطلعنا «عليهم» قومهم والمؤمنين «ليعلموا» أي قومهم «أن وعد الله» بالبعث «حق» بطريق أن القادر على إنامتهم المدة الطويلة وإبقائهم على حالهم بلا غذاء قادر على إحياء الموتى «وأن الساعة لا ريب» لا شك «فيها إذ» معمول لأعثرنا «يتنازعون» أي المؤمنون والكفار «بينهم أمرهم» أمر الفتية في البناء حولهم «فقالوا» أي الكفار «ابنوا عليهم» أي حولهم «بنيانا» يسترهم. «ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم» أمر الفتية وهم المؤمنون «لنتخذن عليهم» حولهم «مسجدا» يصلى فيه، وفعل ذلك على باب الكهف.تفسير الميسروكما أنمناهم سنين كثيرة، وأيقظناهم بعدها، أطْلَعنا عليهم أهل ذلك الزمان، بعد أن كشف البائع نوع الدراهم التي جاء بها مبعوثهم؛ ليعلم الناس أنَّ وَعْدَ الله بالبعث حق، وأن القيامة آتية لا شك فيها، إذ يتنازع المطَّلِعون على أصحاب الكهف في أمر القيامة: فمِن مُثْبِتٍ لها ومِن مُنْكِر، فجعل الله إطْلاعهم على أصحاب الكهف حجة للمؤمنين على الكافرين. وبعد أن انكشف أمرهم، وماتوا قال فريق من المطَّلِعين عليهم: ابنوا على باب الكهف بناءً يحجبهم، واتركوهم وشأنهم، ربهم أعلم بحالهم، وقال أصحاب الكلمة والنفوذ فيهم: لنتخذنَّ على مكانهم مسجدًا للعبادة. وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد، ولعن مَن فَعَلَ ذلك في آخر وصاياه لأمته، كما أنه نهى عن البناء على القبور مطلقًا، وعن تجصيصها والكتابة عليها؛ لأن ذلك من الغلو الذي قد يؤدي إلى عبادة مَن فيها.
امووونه
12-12-2014, 11:58 AM
جزاك الله خيرا
في ميزان حسناتك
اقول الحق
19-12-2014, 03:47 PM
الآية : 21
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوَاْ أَنّ وَعْدَ اللّهِ حَقّ وَأَنّ السّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ابْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رّبّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىَ أَمْرِهِمْ لَنَتّخِذَنّ عَلَيْهِمْ مّسْجِداً }.
يقول تعالـى ذكره: وكما بعثناهم بعد طول رقدتهم كهيئتهم ساعة رقدوا, لـيتساءلوا بـينهم, فـيزدادوا بعظيـم سلطان الله بصيرة, وبحسن دفـاع الله عن أولـيائه معرفة كَذلكَ أعْثَرْنا عَلَـيْهِمْ يقول: كذلك أطلعنا علـيهم الفريق الاَخر الذين كانوا فـي شكّ من قُدرة الله علـى إحياء الـموتـى, وفـي مِرْية من إنشاء أجسام خـلقه, كهيئتهم يوم قبضهم بعد البِلَـى, فـيعلـموا أن وعْد الله حقّ, ويُوقنوا أن الساعة آتـية لا ريب فـيها. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك, قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
17324ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: وكذلكَ أعْثَرْنا عَلَـيْهِمْ يقول: أطلعنا علـيهم لـيعلـم من كذب بهذا الـحديث, أن وعد الله حقّ, وأن الساعة لا ريب فـيها.
وقوله: إذْ يَتَنازَعُون بَـيْنَهُمْ أمْرَهُمْ يعنـي: الذين أعثروا علـى الفتـية. يقول تعالـى: وكذلك أعثرنا هؤلاء الـمختلفـين فـي قـيام الساعة, وإحياء الله الـموتـى بعد مـماتهم من قوم تـيذوسيس, حين يتنازعون بـينهم أمرهم فـيـما الله فـاعل بـمن أفناه من عبـاده, فأبلاه فـي قبره بعد مـماته, أمنشئهم هو أم غير منشئهم. وقوله: فقالُوا ابْنُوا عَلَـيْهِمْ بُنْـيانا يقول: فقال الذين أعثرناهم علـى أصحاب الكهف: ابنوا علـيهم بنـيانا رَبّهمْ أعْلَـمُ بِهِمْ يقول: ربّ الفتـية أعلـم بـالفتـية وشأنهم. وقوله: قالَ الّذِينَ غَلَبُوا عَلـى أمْرِهِمْ يقول جلّ ثناؤه: قال القوم الذين غلبوا علـى أمر أصحاب الكهف لَنَتّـخِذَنّ عَلَـيْهِمْ مَسْجِدا.
وقد اختُلف فـي قائلـي هذه الـمقالة, أهم الرهط الـمسلـمون, أم هم الكفـار؟ وقد ذكرنا بعض ذلك فـيـما مضى, وسنذكر إن شاء الله ما لـم يـمض منه.
17325ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله: قالَ الّذِينَ غَلَبُوا علـى أمْرِهِمْ لَنَتّـخِذَنّ عَلَـيْهِمْ مَسْجِدا قال: يعنـي عدوّهم.
17326ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا سلـمة, عن عبد العزيز بن أبـي روّاد, عن عبد الله بن عبـيد بن عمير, قال: عمّى الله علـى الذين أعثرهم علـى أصحاب الكهف مكانهم, فلـم يهتدوا, فقال الـمشركون: نبنـي علـيهم بنـيانا, فإنهم أبناء آبـائنا, ونعبد الله فـيها, وقال الـمسلـمون: بل نـحن أحقّ بهم, هم منا, نبنـي علـيهم مسجدا نصلـي فـيه, ونعبد الله فـيه.
الآية : 22
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رّبّي أَعْلَمُ بِعِدّتِهِم مّا يَعْلَمُهُمْ إِلاّ قَلِيلٌ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاّ مِرَآءً ظَاهِراً وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مّنْهُمْ أَحَداً }.
يقول تعالـى ذكره: سيقول بعض الـخائضين فـي أمر الفِتْـية من أصحاب الكهف, هم ثلاثة رابعهم كلبهم, ويقول بعضهم: هم خمسة سادسهم كلبهم رجْما بـالغَيْبِ: يقول: قذفـا بـالظنّ غير يقـين علـم, كما قال الشاعر:
(وأجْعَلُ مِنّـي الـحَقّ غَيْبـا مُرَجّمَا )
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك, قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
17327ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْما بـالغَيْبِ: أي قذفـا بـالغيب.
حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, فـي قوله: رَجْما بـالغَيْبِ قال: قذفـا بـالظنّ.
وقوله: وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامنُهُمْ كَلْبُهُمْ يقول: ويقول بعضهم: هم سبعة وثامنهم كلبهم. قُلْ رَبـيّ أعْلَـمُ بِعِدّتِهِمْ يقول عزّ ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: قل يا مـحمد لقائلـي هذه الأقوال فـي عدد الفتـية من أصحاب الكهف رجما منهم بـالغيب: رَبّـي أعْلَـمُ بِعِدّتِهِمْ ما يَعْلَـمُهُمْ يقول: ما يعلـم عددهم إلاّ قَلِـيـلٌ من خـلقه, كما:
حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة ما يَعْلَـمُهُمْ إلاّ قَلِـيـلٌ يقول: قلـيـل من الناس.
أحمد الجهضمي
22-12-2014, 10:15 AM
في ميزان حسناتك إن شاء الله
اقول الحق
26-12-2014, 11:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ...
أيها الإخوة المؤمنون ، مع الدرس الرابع من سورة الكهف ، قال تعالى :
﴿ وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً﴾دلالة الفعل ( أعثرنا ) كلمة ( أعثرنا )أساسها عثرنا ، وهذا الفعل له استعمال دقيق :
تقول : عثرت عليه ، وعثرت به ، عثرت عليه بعد بحث طويل ، وعثرت به مصادفة ، أما أعثر هذا فنقل هذا الفعل من صيغة اللازم إلى صيغة المتعدي ، يعني إذا بحثت عن الشيء ، ثم وصلت إليه فقد عثرت عليه ، وإذا وجدته مصادفة فقد عثرت به ، فإذا دللت عليه إلى جهة أخرى فقد أعثرت عليه ، ربنا سبحانه وتعالى يقول :
﴿ وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ ﴾ إن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الظروف كي يعرف الناس أن في هذه المغارة أناساً مضى على نومهم فيها ثلاثمئة عام ، هذا الموضوع يقودنا إلى موضوع آخر ، وهو أن الإنسان بحسب العادة لا يألف أن يبقى الإنسان كما هو مدة طويلة ، لكن هذا بحسب العادة ، قد تقول : إنه يبقى الإنسان ثلاثمائة ألف عام دون أن يصيب جسده تلف ، أو فناء ، هذا ممتنع عادةً ، ولكنه ليس ممتنعاً عقلاً ، لأن الله على كل شيء قدير .علاقة السبب بالمسبب علاقة شكلية ولذلك قال علماء التوحيد : علاقة السبب بالمسبب علاقة شكلية ، بمعنى أن الحكم العادي هو شيئان تلازم وجودهما ، وعدمهما ، وليس أحدهما علةً كافية لخلق الآخر .
فمن دون طعام ولا شراب يقي اللهُ الإنسان من التلف ، والفناء ، فالله عز وجل على كل شيء قدير ، ودائماً وأبداً هذه عقيدة أهل السنة والجماعة ، أن الأمور تقع عندها لا بها ، ما معنى عندها لا بها ، الأمر يقع عند وجود الإرادة الإلهية ، لا بالسبب ، والسبب وحده غير كافٍ لحصول النتيجة ، لكن هناك ترافق شكليٌ بين السبب والنتيجة .
من لوازم الشبع تناول الطعام ، تناول الطعام سبب لحدوث الشبع ، وهي علاقة سبب بنتيجة ، لكن الحقيقة في علم التوحيد أن الله عز وجل قادر على أن يخلق حالة الشبع من دون طعام ، والنار تحرق ، هكذا العادة ، ولكن الله عز وجل قادر على إيجاد نار ملتهبة لا تحرق .
﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾( سورة الأنبياء : 69 )
الصورة الأولى : الإعجاز العددي : لذلك : المعجزة الأولى ، الإعجاز في قوله تعالى :
﴿ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً ﴾ هذا إعجاز رياضي .الصورة الثانية : التقليب ذات اليمين وذات الشمال : الشيء الثاني :
﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ﴾الصورة الثالثة : حفظ الأجسام ثلاثمئة وتسع سنين : والإعجاز الثالث : هو أن الله عز وجل حفظ هذه الأجسام كما هي عليه ساعة نومها مدة ثلاثمئة عام .
ولذلك لما يسمع الإنسان أن فلانًا بقي في قبره سنوات طويلة دون أن يفنى ، قد يكون صالحاً ، وقد يكون ولياً لله عز وجل ، فليس شرطاً أن تفنى الأجساد بعد الموت ، هكذا العادة ، ولكن هناك استثناءات ، لأن حصول السبب غير كاف لحدوث النتيجة ، لابد من إرادة الله عز وجل ، إذا أراد الله كانت النتيجة بلا سبب .
فهذه القصة دليل على أن في الحياة أشياء ممكنة عقلاً ، وهناك أشياء مستحيلة الوقوع ، وهناك واجب الوجود وهو الله سبحانه وتعالى :
﴿ وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ﴾لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ إذا وعد الله عز وجل عباده بالبعث بعد الموت فهذا دليل على أن الله على كل شيء قدير .
﴿ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ﴾ كأن هناك فريقين ، فريق ليس مؤمناً بهم ، وفريق على ملتهم .
﴿ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً ﴾الوعد بالتمكين في الأرض : أغلقوا باب الكهف ، وانتهى الأمر .
﴿ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً ﴾ هؤلاء الذين على دينهم ، وقد مكنوا في الأرض .
وبالمناسبة ربنا سبحانه وتعالى يقول :
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ﴾( سورة النور : 55 )
التمكين في الأرض ، وعد إلهي محقق الوقوع ، في آية ثانية :
﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾( سورة آل عمران : 139 )
هذا كلام رب العالمين ، أنتم الأعلون ، الأعلون في عقيدتكم ، عقيدتكم هي الصحيحة ، أنتم على الحق ، أنتم الأعلون ، بالنسبة لكل من فكر في موضوع ما ، أنتم الذين اعتقدتم الحقيقة الصحيحة التي تؤكدها الوقائع اليومية ، أنتم الأعلون ، أعلون في عقيدتكم ، أعلون في أخلاقكم ، أعلون في مكانتكم ، أعلون في سمعتكم .
﴿ وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَبُّهُمْ ﴾ هذا الفريق الذي قال :
﴿ ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً ﴾ كأنهم ليسوا على ملتهم .
﴿ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً﴾
اقول الحق
26-12-2014, 11:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ...
أيها الإخوة المؤمنون ، مع الدرس الرابع من سورة الكهف ، قال تعالى :
﴿ وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ
النهي عن اتخاذ القبور مساجد والحكمة من ذلك :
النبي عليه الصلاة والسلام نهى أن تجعل القبور مساجد ، لماذا ؟ لئلا يصلى إليها ، ولئلا يتخذ القبر قبلة للمصلين ، ولئلا يعبد صاحب هذا القبر من دون الله ، ولئلا تنشأ وثنية هي في الأصل قبر لرجل صالح ، النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن أن تتخذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد ، وفرق بين أن تصلي لله عز وجل ، وأن تصلي للقبر ، فلا يمنع إذا دخلت مسجداً فيه قبر لصالح ، وليس القبر في جهة القبلة ، وأنت لا تصلي له ، إنما تصلي لله عز وجل ، فالأمر دقيق ، هناك أناس يؤكدون أن الدخول لمسجد فيه قبر لا يجوز ، لكن الذي لا يجوز أن تصلي لصاحب هذا القبر ، هذا الذي لا يجوز ، أن تتجه إليه ، وأن تعظمه من دون الله ، أما إذا كنت متجهاً لله عز وجل ، وإذا كنت تصلي لله عز وجل ، فهذا لا يمنع .
لذلك :
﴿ رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً ﴾
والحقيقة كلمة ( مسجد )لها استعمال دقيق في القرآن ، المسجد المكان الذي يذكر فيه اسم الله عز وجل ، بدليل قوله تعالى :
﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾
( سورة الجن : 18 )
من هذه الآية يفهم أنه لا يجوز أن تدعو إلا إلى الله عز وجل ، هذا المنبر منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا المكان مكان مقدس ، لا ينبغي أن تطرح فيه قضية تمس زيداً ، أو عبيداً ، أو جهةً ، أو ملةً ، أو نحلةً .
﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾
( سورة الجن : 18 )
لا ينبغي أن يذكر في المسجد إلا اسم الله عز وجل ، والدليل هذه الآية ، فكلمة مسجد تعني المكان الذي يذكر فيه اسم الله ، يعني هذا اسم نوع ؛ أي مكان على مر الدهور والعصور ، يذكر فيه اسم الله هو عند الله مسجد ، وهناك ما يؤكد فيه اسم الله .
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾
( سورة الإسراء : 1 )
إذاً : لم يكن مسجداً .
﴿ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾
هي لما سيكون ، فالمسجد مكان العبادة ، مكان الذكر .
الآن ننتقل إلى موضوع دقيق :
﴿ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ﴾
العبرة من القصة العبرة والإيمان لا الأحداث والجزئيات :
هذه النقطة في القصة تشير إلى أن الإنسان لا ينبغي أن يقف عند الجزئيات التي لا علاقة لها بمغزى القصة ، دائماً يجب أن تعرف ماذا يريد المتكلم ، يريد أن يؤكد هذا المعنى ، ابقَ في هذا المعنى ، فإذا انحرفت أنت بجزئيات ، وتفصيلات لا علاقة لها بهذا المعنى ، فهذا نوع من سوء الفهم ، ونوع من الغفلة عن المغزى الذي هو أساس القصة ، فأن يكونوا ثلاثة ، أو أربعة ، أو خمسة ، أو ستة ، أو سبعة ما المغزى من ذلك ؟ هذه الأرقام لا تقدم ولا تؤخر ، ولا تعمق فهمنا للقصة ، المراد منها أن هؤلاء الفتية آمنوا بربهم ، وزادهم الله هدى ، والمراد من هذه القصة ، كن كأصحاب الكهف ، إذا رأوا فساداً عريضاً ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، وانغماسا في الملذات ، ونفاقاً ، وزيفاً ، واستخفافاً بالقيم الخلقية ، إذا رأيت مجتمعاً فاسداً فاعتزله ، وانج بدينك .
المغزى من هذه القصة : أن تؤمن بعلم الله تعالى .
المغزى من هذه القصة : أن تؤمن بقدرة الله تعالى .
المغزى من هذه القصة : أن تؤمن بكرامات الأولياء .
المغزى من هذه القصة : أن يكون هؤلاء أصحاب الكهف في محنتهم ، وفي الحياة الفاسدة التي عاشوا فيها ، وفي لجوئهم إلى الكهف قدوةً لك .
هناك أشياء كبيرة جداً ، هي الأهداف الكبرى التي أرادها الله سبحانه وتعالى من هذه القصة ، فكيف ينحرف فهم الناس لهذه القصة إلى وقوع في خلافٍ وأخذٍ ، وردٍ ، وتشددٍ ، واستخفافٍ ، ومماحكةٍ ونقاشٍ ، وجدالٍ ، في موضوع عددهم ؟ هذا الذي لا يريده الله عز وجل ؛ أن تبقى في الجزئيات ، أن تبقى في القشور ، أو في السفاسف ، أو في أشياء لا تقدم ولا تؤخر ، أن تمضي كل وقتك في قشور الدين لا في لبه ، هذا الذي لا يعرف جوهر الدين ينشغل بما حول الدين ، يعني طوال حياته يناقش الناس ، ويحاججهم تارةً ، ويسألهم ويستفتيهم ، ويرد عليهم ، في أمور خارجية لا تمس جوهر الدين ، وربنا عز وجل في آيات كثيرة أشار إلى جوهر الدين قال تعالى :
﴿ بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ ﴾
( سورة الزمر : 66 )
وقال :
﴿ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴾
( سورة مريم : 31 )
وقال :
﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾
( سورة الكهف : 110 )
هذا جوهر الدين ، دائماً في المركبة محرك ، وفيها أشياء تزينية ، إذا نسيت المحرك ، وصيانته ، احترق ، وأنت في غفلة عنه ، وترعى ، وتعتني بهذه الأشياء التزيينية ، فأنت لا تعرف حقيقة هذه المركبة ، في الدين أشياء جوهرية ، وأشياء ثانوية ، فإذا أبعد الله عبداً عن الهدى تعلق بالسفاسف ، وفي الأثر :
(( إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها ))
[ الجامع الصغير عن سهل بن سعد بسند صحيح]
اقول الحق
02-01-2015, 11:22 AM
وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23)عدل (http://ar.m.wikisource.org/wiki/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D8%A8%D9%86_ %D9%83%D8%AB%D9%8A%D8%B1/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%87% D9%81#/editor/23)وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا
هَذَا إِرْشَاد مِنْ اللَّه تَعَالَى لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْأَدَب فِيمَا إِذَا عَزَمَ عَلَى شَيْء لِيَفْعَلهُ فِي الْمُسْتَقْبَل أَنْ يَرُدّ ذَلِكَ إِلَى مَشِيئَة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَلَّام الْغُيُوب الَّذِي يَعْلَم مَا كَانَ وَمَا يَكُون وَمَا لَمْ يَكُنْ لَوْ كَانَ كَيْف يَكُون كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " قَالَ سُلَيْمَان بْن دَاوُد لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَة عَلَى سَبْعِينَ اِمْرَأَة - وَفِي رِوَايَة تِسْعِينَ اِمْرَأَة وَفِي رِوَايَة مِائَة اِمْرَأَة - تَلِد كُلّ اِمْرَأَة مِنْهُنَّ غُلَامًا يُقَاتِل فِي سَبِيل اللَّه فَقِيلَ لَهُ - وَفِي رِوَايَة قَالَ لَهُ الْمَلَك - قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّه فَلَمْ يَقُلْ فَطَافَ بِهِنَّ فَلَمْ يَلِد مِنْهُنَّ إِلَّا اِمْرَأَة وَاحِدَة نِصْف إِنْسَان فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّه لَمْ يَحْنَث وَكَانَ دَرَكًا لِحَاجَتِهِ " وَفِي رِوَايَة " وَلَقَاتَلُوا فِي سَبِيل اللَّه فُرْسَانًا أَجْمَعِينَ " وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَوَّل السُّورَة ذِكْر سَبَب نُزُول هَذِهِ الْآيَة فِي قَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا سُئِلَ عَنْ قِصَّة أَصْحَاب الْكَهْف " غَدًا أُجِيبكُمْ " فَتَأَخَّرَ الْوَحْي خَمْسَة عَشَر يَوْمًا وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ بِطُولِهِ فِي أَوَّل السُّورَة فَأَغْنَى عَنْ إِعَادَته .
اقول الحق
16-01-2015, 11:07 AM
مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3)
( ماكثين فيه ) في ثوابهم عند الله ، وهو الجنة ، خالدين فيه ) أبدا ) دائما لا زوال له ولا انقضاء .
اقول الحق
30-01-2015, 03:42 PM
وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا "" وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا " من اليهود والنصارى, والمشركين, الذين قالوا هذه المقالة الشنيعة, فإنهم لم يقولوها عن علم ولا يقين, لا علم منهم, ولا علم من آبائهم الذين قلدوهم واتبعوهم, بل إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس.
" كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ " أي: عظمت شناعتها واشتدت عقوبتها.
وأي شناعة أعظم من وصفه, بالاتخاذ للولد, الذي يقتضي نقصه, ومشاركة غيره له في خصائص الربوبية, والإلهية,
والكذب عليه؟!! " فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
" .
ولهذا قال هنا: " إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا " أي: كذبا محضا ما فيه من الصدق شيء.
وتأمل كيف أبطل هذا القول بالتدريج, والانتقال من شيء إلى أبطل منه.
فأخبر أولا: أنه " مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ " والقول على الله بلا علم, لا شك في منعه وبطلانه.
ثم أخبر ثانيا, أنه قول قبيح شنيع فقال: " كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ "
.
ثم ذكر ثالثا مرتبته من القبح, وهو: الكذب المنافي للصدق.
" فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا "ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم, حريصا على هداية الخلق, ساعيا في ذلك أعظم السعي, فكان صلى الله عليه وسلم,
يفرح ويسر بهداية المتدين, ويحزن ويأسف على المكذبين الضالين, شفقة منه صلى الله عليه وسلم, عليهم ورحمة بهم,
أرشده الله أن لا يشغل نفسه بالأسف على هؤلاء, الذين لا يؤمنون بهذا القرآن, كما قال في الأخرى.
" ولعلك باخع نفسك أن لا يكونوا مؤمنين "
.
وقال " فلا تذهب نفسك عليهم حسرات " وهنا قال " فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ " أي: مهلكها, غما وأسفا عليهم, وذلك أن أجرك, قد وجب على الله.
وهؤلاء لو علم الله فيهم خيرا, لهداهم.
ولكنه علم أنهم لا يصلحون إلا للنار, فلذلك خذلهم, فلم يهتدوا.
فإشغالك نفسك غما وأسفا عليهم, ليس فيه فائدة لك.
وفي هذه الآية ونحوها عبرة.
فإن المأمور بدعاء الخلق إلى الله, عليه التبليغ, والسعي بكل سبب يوصل إلى الهداية, وسد طرق الضلال والغواية بغاية ما
يمكنه, مع التوكل على الله في ذلك, فإن اهتدوا فبها ونعمت, وإلا فلا يحزن ولا يأسف.
فإن ذلك مضعف للنفس, هادم للقوى, ليس فيه فائدة, بل يمضي على فعله, الذي كلف به وتوجه إليه.
وما عدا ذلك, فهو خارج عن قدرته.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله له: " إنك لا تهدي من أحببت " وموسى عليه السلام يقول: " رب إني لا أملك
إلا نفسي وأخي " الآية, فمن عداهم من باب أولى وأحرى, قال تعالى: " فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر " .
اقول الحق
06-02-2015, 11:01 AM
فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)
القول في تأويل قوله تعالى : فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)
يعني تعالى ذكره بذلك: فلعلك يا محمد قاتلٌ نفسك ومهلكها على آثار قومك الذين قالوا لك لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا تمردا منهم على ربهم، إن هم لم يؤمنوا بهذا الكتاب الذي أنـزلته عليك، فيصدقوا بأنه من عند الله حزنا وتلهفا ووجدا، بإدبارهم عنك، وإعراضهم عما أتيتهم به وتركهم الإيمان بك. يقال منه: بخع فلان نفسه يبخعها بخعا وبخوعا، ومنه قول ذي الرُّمة:
ألا أَيُّهَــذَا البــاخِعُ الوَجْـدُ نَفْسَـهُ
لِشَــيْءٍ نَحَتْـهُ عَـنْ يديـه المقـادر (2)
يريد: نحته فخفف.
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله: (بَاخِعٌ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ)يقول: قاتل نفسك.
حدثنا الحسن بن يحيى ، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، مثله.
و قوله: (أَسَفًا) فإنّ أهل التأويل اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم: معناه: فلعلك باخع نفسك إن لم يؤمنوا بهذا الحديث غضبا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) قال : غضبا.
وقال آخرون: جَزَعا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى " ح " ، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله (أَسَفًا) قال: جَزعا.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
وقال آخرون: معناه: حزنا عليهم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله: (أَسَفًا) قال: حزنا عليهم.
وقد بينا معنى الأسف فيما مضى من كتابنا هذا ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وهذه معاتبة من الله عزّ ذكره على وجده بمباعدة قومه إياه فيما دعاهم إليه من الإيمان بالله، والبراءة من الآلهة والأنداد، وكان بهم رحيما.
وبنحو ما قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) يعاتبه على حزنه عليهم حين فاته ما كان يرجو منهم: أي لا تفعل.
اقول الحق
13-02-2015, 04:45 PM
القول في تأويل قوله : ( وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ) يقول عز ذكره: وإنا لمخرّبوها بعد عمارتناها بما جعلنا عليها من الزينة، فمصيروها صعيدا جرزا لا نبات عليها ولا زرع ولا غرس، وقد قيل: إنه أريد بالصعيد في هذا الموضع: المستوي بوجه الأرض، وذلك هو شبيه بمعنى قولنا في ذلك.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، وبمعنى الجرز، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، فال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ) يقول: يهلك كلّ شيء عليها ويبيد.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( صَعِيدًا جُرُزًا ) قال: بلقعا.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
القول في تأويل حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال : ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ) والصعيد: الأرض التي ليس فيها شجر ولا نبات.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق ( وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ) يعني: الأرض إن ما عليها لفان وبائد، وإن المرجع لإليّ، فلا تأس، ولا يحزنك ما تسمع وترى فيها.
حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله ( صَعِيدًا جُرُزًا ) قال: الجرز: الأرض التي ليس فيها شيء، ألا ترى أنه يقول: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا قال: والجرز: لا شيء فيها، لا نبات ولا منفعة، والصعيد: المستوي. وقرأ: لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا قال: مستوية: يقال: جُرِزت الأرض فهي مجروزة، وجرزها الجراد والنعم، وأرَضُون أجراز: إذا كانت لا شيء فيها ، ويقال للسنة المجدبة: جُرُز وسنون أجراز لجدوبها ويبسها وقلة أمطارها، قال الراجز:
قَدْ جَرَفَتْهُنَّ السُّنُونَ الأجْرَازْ (3)
يقال: أجرز القوم: إذا صارت أرضهم جُرُزا، وجَرَزوا هم أرضهم: إذا أكلوا نباتها كله.
اقول الحق
20-02-2015, 04:24 PM
القول في تأويل قوله تعالى : أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: أم حسبت يا محمد أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا، فإن ما خلقت من السماوا والأرض، وما فيهنّ من العجائب أعجب من أمر أصحاب الكهف، وحجتي بكل ذلك ثابتة على هؤلاء المشركين من قومك، وغيرهم من سائر عبادي.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ) قال محمد بن عمرو في حديثه، قال: ليسوا عجبا بأعجب آياتنا ، وقال الحارث في حديثه بقولهم: أعجب آياتنا: ليسوا أعجب آياتنا.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله: ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ) كانوا يقولون هم عجب.
حدثنا بشر، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ) يقول: قد كان من آياتنا ما هو أعجب من ذلك.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ) أي وما قدروا من قَدْر فيما صنعت من أمر الخلائق، وما وضعت على العباد من حججي ما هو أعظم من ذلك.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أم حسبت يا محمد أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عَجَبا، فإن الذي آتيتك من العلم والحكمة أفضل منه.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ) يقول: الذي آتيتك من العلم والسنة والكتاب أفضل من شأن أصحاب الكهف والرقيم.
وإنما قلنا: إن القول الأول أولى بتأويل الآية، لأنّ الله عزّ وجلّ أنـزل قصة أصحاب الكهف على نبيه احتجاجا بها على المشركين من قومه على ما ذكرنا في الرواية عن ابن عباس، إذ سألوه عنها اختبارا منهم له بالجواب عنها صدقه، فكان تقريعهم بتكذييهم بما هو أوكد عليهم في الحجة مما سألوا عنهم، وزعموا أنهم يؤمنون عند الإجابة عنه أشبه من الخبر عما أنعم الله على رسوله من النعم.
وأما الكهف، فإنه كهف الجبل الذي أوى إليه القوم الذين قصّ الله شأنهم في هذه السورة.
وأما الرقيم، فإن أهل التأويل اختلفوا في المعنيّ به، فقال بعضهم : هو اسم قرية، أو واد على اختلاف بينهم في ذلك.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى بن عبد الأعلى وعبد الرحمن، قالا ثنا سفيان، عن الشيباني، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: يزعم كعب أن الرقيم: القرية.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ ) قال: الرقيم: واد بين عُسْفان وأيَلة دون فلسطين، وهو قريب من أيَلة.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن إدريس، قال: سمعت أبي، عن عطية، قال: الرقيم: واد.
اقول الحق
27-02-2015, 03:04 PM
إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)
قوله : ( إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا ) يخبر تعالى عن أولئك الفتية ، الذين فروا بدينهم من قومهم لئلا يفتنوهم عنه ، فهربوا منه فلجئوا إلى غار في جبل ليختفوا عن قومهم ، فقالوا حين دخلوا سائلين من الله تعالى رحمته ولطفه بهم : ( ربنا آتنا من لدنك رحمة ) أي : هب لنا من عندك رحمة ترحمنا بها وتسترنا عن قومنا ( وهيئ لنا من أمرنا رشدا ) أي : وقدر لنا من أمرنا هذا رشدا ، أي : اجعل عاقبتنا رشدا كما جاء في الحديث : " وما قضيت لنا من قضاء ، فاجعل عاقبته رشدا " ، وفي المسند من حديث بسر بن أبي أرطاة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو : " اللهم ، أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة " .
اقول الحق
27-02-2015, 03:20 PM
فضربنا على آذانهم فى الكهف سنين عددا
فالضرب ياتي على اربعة اوجه ذكرها ابي عبد الله الدامغاني في كتابه الوجوه والنظائر
1- السير - لقوله تعالى (واذا ضربتم في الارض ) النساء101
2-الضرب باليد - لقوله تعالى ( واضربوا منهم كل بنان ) الانفال 12
3- الوصف - كقوله تعالى ( ضرب الله مثلا ) النحل 75 - وصف الله - http://vb.tafsir.net/images/smilies/sbhanh.png - مثلا
4- البيان - كقوله تعالى ( وضربنا لكم الامثال ) ابراهيم 45 - يعني : بينا
قوله تعالى ( فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11 )
وهو ضرب على حقيقته ( ضربة - من عند الله على اذانهم ابقتهم نائمين لمدة 309 سنة ) ولكن لماذا الاذن ؟
هذا ماحاول ان يجيب عليه الدكتور / عبد الله العلي في المؤتمر العالمي الثامن للاعجاز العلمي في القران والسنه بدولة الكويت
وملخص ماجاء في بحثه :
- فضربنا على (اذانهم ) وليس على اسماعهم
- الاذن لاتعنى السمع فقط
- تعنى السمع والتوزان وتعني عدد من الاعصاب تمر بها وتاثيرها على وظائف الجسم الاخري
- ماذا يحدث عند الضرب على الاذن - التفصيل لاحقا
- كان اهل الكهف نيام ، والنائم حي يحتاج لعناصر الحياة
- الشمس لضرورتها للحياه والفجوه للتهويه والاوكسجين والتقلب لعدم اصابتهم بتقرح الفراش
- الاذن الخارجية بها فرع من العصب العاشر (الحائر) عن طريق عصب ارنولد
- من وظائف العصب الحائر التحكم في ابطاء او تقليل ضربات القلب -
- دور العصب السابع في تعابير الوجه وفتح العينين واغلاقها وقوله تعالى ( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)
والله اعلم ، والحمد لله رب العالمين.
اقول الحق
27-02-2015, 03:28 PM
http://omaniaa.co/attachment.php?attachmentid=1882&stc=1
اقول الحق
06-03-2015, 11:53 AM
ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)
ثم بين- سبحانه- ما حدث لهم بعد هذا النوم الطويل فقال: ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً.
وأصل البعث في اللغة: إثارة الشيء من محله وتحريكه بعد سكون. ومنه قولهم: بعث فلان الناقة- إذا أثارها من مبركها للسير، ويستعمل بمعنى الإيقاظ وهو المقصود هنا من قوله:
بَعَثْناهُمْ أى: أيقظناهم بعد رقادهم الطويل.
وقوله لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ بيان للحكمة التي من أجلها أيقظهم الله من نومهم.
وكثير من المفسرين على أن الحزبين أحدهما: أصحاب الكهف والثاني: أهل المدينة الذين أيقظ الله أهل الكهف من رقادهم في عهدهم، وكان عندهم معرفة بشأنهم.
وقيل: هما حزبان من أهل المدينة الذين بعث هؤلاء الفتية في زمانهم، إلا أن أهل هذه المدينة كان منهم حزب مؤمن وآخر كافر.
وقيل: هما حزبان من المؤمنين كانوا موجودين في زمن بعث هؤلاء الفتية، وهذان الحزبان اختلفوا فيما بينهم في المدة التي مكثها هؤلاء الفتية رقودا.
والذي تطمئن إليه النفس أن الحزبين كليهما من أصحاب الكهف، لأن الله- تعالى- قد قال بعد ذلك- وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ أى الفتية لِيَتَسائَلُوا بَيْنَهُمْ، قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ، قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ، قالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ ...
قال الآلوسى: ثُمَّ بَعَثْناهُمْ أى: أيقظناهم وأثرناهم من نومهم لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أى: منهم، وهم القائلون لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ والقائلون رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ.
وقيل: أحد الحزبين الفتية الذين ظنوا قلة زمان لبثهم، والثاني أهل المدينة الذين بعث الفتية على عهدهم وكان عندهم تاريخ غيبتهم.. والظاهر الأول لأن اللام للعهد، ولا عهد لغير من سمعت.
والمراد بالعلم في قوله لِنَعْلَمَ.. إظهار المعلوم، أى ثم بعثناهم لنعلم ذلك علما يظهر الحقيقة التي لا حقيقة سواها للناس.
ويجوز أن يكون العلم هنا بمعنى التمييز، أى: ثم بعثناهم لنميز أى الحزبين أحصى لما لبثوا أبدا.
فهو من باب ذكر السبب وإرادة المسبب، إذ العلم سبب للتمييز.
ولفظ «أحصى» يرى صاحب الكشاف ومن تابعه أنه فعل ماض، ولفظ «أمدا» مفعوله، و «ما» في قوله لِما لَبِثُوا مصدرية، فيكون المعنى، ثم بعثناهم لنعلم أى الحزبين أضبط أمدا- أى مدة- للبثهم في الكهف.
قال صاحب الكشاف: و «أحصى» فعل ماض، أى: أيهم أضبط «أمدا» لأوقات لبثهم.
فإن قلت: فما تقول فيمن جعله من أفعل التفضيل؟ قلت: ليس بالوجه السديد، وذلك أن بناءه من غير الثلاثي المجرد ليس بقياس.. والقياس على الشاذ في غير القرآن ممتنع فكيف به..
وبعضهم يرى أن لفظ «أحصى» صيغة تفضيل، وأن قوله «أمدا» منصوب على أنه تمييز وفي إظهار هذه الحقيقة للناس، وهي أن الله- تعالى- قد ضرب النوم على آذان هؤلاء الفتية ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا، ثم بعثهم بعد ذلك دون أن يتغير حالهم، أقول: في إظهار هذه الحقيقة دليل واضح على قدرة الله- تعالى- وعلى وجوب إخلاص العبادة له، وعلى أن البعث بعد الموت حق لا ريب فيه.
وبذلك تكون هذه الآيات قد ساقت لنا قصة أصحاب الكهف على سبيل الإجمال والاختصار، ثم جاءت آيات بعد ذلك لتحكى لنا قصتهم على سبيل التفصيل والبسط، وهذه الآيات هي قوله- تعالى-.
اقول الحق
13-03-2015, 04:58 PM
نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)
القول في تأويل قوله تعالى : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:
نحن يا محمد نقص عليك خبر هؤلاء الفتية الذين أوَوْا إلى الكهف بالحق، يعني: بالصدق واليقين الذي لا شك فيه (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ) يقول: إن الفتية الذين أوَوْا إلى الكهف الذين سألك عن نبئهم الملأ من مشركي قومك، فتية آمنوا بربهم، (وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) يقول: وزدناهم إلى إيمانهم بربهم إيمانا، وبصيرة بدينهم، حتى صبروا على هجران دار قومهم، والهرب من بين أظهرهم بدينهم إلى الله ، وفراق ما كانوا فيه من خفض العيش ولينه، إلى خشونة المكث في كهف الجبل.
اقول الحق
27-03-2015, 03:52 PM
وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
14 الكهف
*أضغط هنا لعرض كامل السورة (http://www.alro7.net/playerq2.php?langg=arabic&sour_id=18&top=14#top14)
تفسير بن كثير
من ههنا شرع في بسط القصة وشرحها، فذكر تعالى أنهم فتية وهم الشباب، وهم أقبل للحق وأهدى للسبيل من الشيوخ الذين قد عتوا وانغمسوا في دين الباطل، ولهذا كان أكثر المستجيبين للّه تعالى ولرسوله صلى اللّه عليه وسلم شباباً. وأما المشايخ من قريش فعامتهم بقوا على دينهم ولم يسلم منهم إلا القليل، وهكذا أخبر تعالى عن أصحاب الكهف أنهم كانوا فتية شباباً. وقال مجاهد: بلغني أنه كان في آذان بعضهم القرطة، يعني الحلق، فألهمهم اللّه رشدهم، وآتاهم تقواهم فآمنوا بربهم، أي اعترفوا له بالوحدانية وشهدوا أنه لا إله إلا هو، { وزدناهم هدى} استدل بهذه الآية وأمثالها على زيادة الإيمان وتفاضله، وأنه يزيد وينقص، ولهذا قال تعالى: { وزدناهم هدى} ، كما قال: { والذين اهتدوا زادهم هدى تقواهم} ، وقد ذكر أنهم كانوا على دين المسيح عيسى ابن مريم، واللّه أعلم. وقوله تعالى: { وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض} يقول تعالى: وصبرناهم على مخالفة قومهم، ومفارقة ما كانوا فيه من العيش الرغيد والسعادة والنعمة، فإنه قد ذكر غير واحد من المفسرين من السلف والخلف أنهم كانوا من أبناء ملوك الروم وسادتهم، وأنهم خرجوا يوماً في بعض أعياد قومهم، وكان لهم مجتمع في السنة يجتمعون في ظاهر البلد، وكانوا يعبدون الأصنام والطواغيت ويذبحون لها، وكان لها ملك جبار عنيد يقال له دقيانوس وكان يأمر الناس بذلك ويحثهم عليه ويدعوهم إليه، فلما خرج الناس لمجتمعهم ذلك وخرج هؤلاء الفتية مع آبائهم وقومهم، ونظروا إلى ما يصنع قومهم بعين بصيرتهم، عرفوا أن هذا الذي يصنعه قومهم من السجود لأصنامهم والذبح لها لا ينبغي إلا للّه الذي خلق السماوات والأرض؛ فجعل كل واحد منهم يتخلص من قومه وينحاز عنهم، واتخذوا لهم معبداً يعبدون اللّه فيه، فعرف بهم قومهم فوشوا بأمرهم إلى ملكهم، فاستحضرهم بين يديه فسألهم عن أمرهم وما هم عليه، فأجابوه بالحق ودعوه إلى اللّه عزَّ وجلَّ، ولهذا أخبر تعالى عنهم بقوله: { وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلها} ولن لنفي التأبيد: أي لا يقع منا هذا أبداً لأنا لو فعلنا ذلك لكان باطلاً، ولهذا قال عنهم: { لقد قلنا إذا شططا} أي باطلاً وكذباً وبهتاناً، { هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين} أي هلا أقاموا على صحة ما ذهبوا إليه دليلاً واضحاً صحيحاً، { فمن أظلم ممن افترى على اللّه كذبا} ، يقولون: بل هم ظالمون كاذبون في قولهم ذلك، فيقال إن ملكهم تهددهم وتوعدهم وأمر بنزع لباسهم عنهم وأجلّهم لينظروا في أمرهم لعلهم يرجعون عن دينهم الذي كانوا عليه، وكان هذا لطف اللّه بهم فإنهم توصلوا إلى الهرب منه والفرار بدينهم من الفتنة، وهذا هو المشروع عند وقوع الفتن في الناس أن يفر العبد منهم خوفاً على دينه كما جاء في الحديث: (يوشك أن يكون خير مال أحدكم غنماً يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن) ""الحديث: أخرجه البخاري وأبو داود عن أبي سعيد""، ففي هذه الحال تشرع العزلة عن الناس ولا تشرع فيما عداها، لما يفوت بها من ترك الجماعات والجمع، فلما عزمهم على الذهاب والهرب من قومهم، واختار اللّه تعالى لهم ذلك وأخبر عنهم بذلك في قوله: { وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا اللّه} : أي وإذا فارقتموهم وخالفتموهم بأديانكم في عبادتهم غير اللّه، ففارقوهم أيضاً بأبدانكم، { فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته} : أي يبسط عليكم رحمة يستركم بها من قومكم { ويهيىء لكم من أمركم} الذي أنتم فيه، { مرفقا} أي أمراً ترتفقون به، فعند ذلك خرجوا هرباً إلى الكهف، فأووا إليه ففقدهم قومهم من بين أظهرهم وتطلبهم الملك، فيقال إنه لم يظفر بهم، وعمّى اللّه عليه خبرهم كما فعل بنبيّه محمد صلى اللّه عليه وسلم وصاحبه الصدّيق حين لجآ إلى غار ثور .
تفسير الجلالين
{ وربطنا على قلوبهم } قويناها على قول الحق { إذ قاموا } بين يدي ملكهم وقد أمرهم بالسجود للأصنام { فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه } أي غيره { إلها لقد قلنا إذا شططا } أي قولاً ذا شطط أي إفراط في الكفر إن دعونا إلها غير الله فرضا .
تفسير الطبري
وَقَوْله : { وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبهمْ } يَقُول عَزَّ ذِكْره : وَأَلْهَمْنَاهُمْ الصَّبْر , وَشَدَدْنَا قُلُوبهمْ بِنُورِ الْإِيمَان حَتَّى عَزَفَتْ أَنْفُسهمْ عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ خَفْض الْعَيْش , كَمَا : 17278 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد عَنْ قَتَادَة { وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبهمْ } يَقُول : بِالْإِيمَانِ . وَقَوْله : { وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبهمْ } يَقُول عَزَّ ذِكْره : وَأَلْهَمْنَاهُمْ الصَّبْر , وَشَدَدْنَا قُلُوبهمْ بِنُورِ الْإِيمَان حَتَّى عَزَفَتْ أَنْفُسهمْ عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ خَفْض الْعَيْش , كَمَا : 17278 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد عَنْ قَتَادَة { وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبهمْ } يَقُول : بِالْإِيمَانِ . ' وَقَوْله : { إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَات وَالْأَرْض } يَقُول : حِين قَامُوا بَيْن يَدَيْ الْجَبَّار دقينوس , فَقَالُوا لَهُ إِذْ عَاتَبَهُمْ عَلَى تَرْكهمْ عِبَادَة آلِهَته : { رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَات وَالْأَرْض } يَقُول : قَالُوا رَبّنَا مَلِك السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا فِيهِمَا مِنْ شَيْء , وَآلِهَتك مَرْبُوبَة , وَغَيْر جَائِز لَنَا أَنْ نَتْرُك عِبَادَة الرَّبّ وَنَعْبُد الْمَرْبُوب { لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونه إِلَهًا } يَقُول : لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُون رَبّ السَّمَاوَات وَالْأَرْض إِلَهًا , لِأَنَّهُ لَا إِلَه غَيْره , وَإِنَّ كُلّ مَا دُونه فَهُوَ خَلْقه .وَقَوْله : { إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَات وَالْأَرْض } يَقُول : حِين قَامُوا بَيْن يَدَيْ الْجَبَّار دقينوس , فَقَالُوا لَهُ إِذْ عَاتَبَهُمْ عَلَى تَرْكهمْ عِبَادَة آلِهَته : { رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَات وَالْأَرْض } يَقُول : قَالُوا رَبّنَا مَلِك السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا فِيهِمَا مِنْ شَيْء , وَآلِهَتك مَرْبُوبَة , وَغَيْر جَائِز لَنَا أَنْ نَتْرُك عِبَادَة الرَّبّ وَنَعْبُد الْمَرْبُوب { لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونه إِلَهًا } يَقُول : لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُون رَبّ السَّمَاوَات وَالْأَرْض إِلَهًا , لِأَنَّهُ لَا إِلَه غَيْره , وَإِنَّ كُلّ مَا دُونه فَهُوَ خَلْقه .' { لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا } يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : لَئِنْ دَعَوْنَا إِلَهًا غَيْر إِلَه السَّمَاوَات وَالْأَرْض , لَقَدْ قُلْنَا إِذَنْ بِدُعَائِنَا غَيْره إِلَهًا , شَطَطًا مِنْ الْقَوْل : يَعْنِي غَالِيًا مِنْ الْكَذِب , مُجَاوِزًا مِقْدَاره فِي الْبُطُول وَالْغُلُوّ : كَمَا قَالَ الشَّاعِر : أَلَا يَا لِقَوْمِي قَدْ أَشْطَتْ عَوَاذِلِي وَيَزْعُمْنَ أَنْ أُودَى بِحَقِّي بَاطِلِي يُقَال مِنْهُ : قَدْ أَشِطَ فُلَان فِي السَّوْم إِذَا جَاوَزَ الْقَدْر وَارْتَفَعَ , يُشِطّ إِشْطَاطًا وَشَطَطًا . فَأَمَّا مِنْ الْبُعْد فَإِنَّمَا يُقَال : شَطَّ مَنْزِل فُلَان يَشِطّ شُطُوطًا ; وَمِنْ الطُّول : شَطَّتْ الْجَارِيَة تَشِطّ شَطَاطًا وَشَطَاطَة : إِذَا طَالَتْ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيل قَوْله { شَطَطًا } قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 17279 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله { لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا } يَقُول كَذِبًا . 17280 - حَدَّثَنَا يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله { لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا } قَالَ : لَقَدْ قُلْنَا إِذَنْ خَطَأ , قَالَ : الشَّطَط : الْخَطَأ مِنْ الْقَوْل . { لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا } يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : لَئِنْ دَعَوْنَا إِلَهًا غَيْر إِلَه السَّمَاوَات وَالْأَرْض , لَقَدْ قُلْنَا إِذَنْ بِدُعَائِنَا غَيْره إِلَهًا , شَطَطًا مِنْ الْقَوْل : يَعْنِي غَالِيًا مِنْ الْكَذِب , مُجَاوِزًا مِقْدَاره فِي الْبُطُول وَالْغُلُوّ : كَمَا قَالَ الشَّاعِر : أَلَا يَا لِقَوْمِي قَدْ أَشْطَتْ عَوَاذِلِي وَيَزْعُمْنَ أَنْ أُودَى بِحَقِّي بَاطِلِي يُقَال مِنْهُ : قَدْ أَشِطَ فُلَان فِي السَّوْم إِذَا جَاوَزَ الْقَدْر وَارْتَفَعَ , يُشِطّ إِشْطَاطًا وَشَطَطًا . فَأَمَّا مِنْ الْبُعْد فَإِنَّمَا يُقَال : شَطَّ مَنْزِل فُلَان يَشِطّ شُطُوطًا ; وَمِنْ الطُّول : شَطَّتْ الْجَارِيَة تَشِطّ شَطَاطًا وَشَطَاطَة : إِذَا طَالَتْ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيل قَوْله { شَطَطًا } قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 17279 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله { لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا } يَقُول كَذِبًا . 17280 - حَدَّثَنَا يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله { لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا } قَالَ : لَقَدْ قُلْنَا إِذَنْ خَطَأ , قَالَ : الشَّطَط : الْخَطَأ مِنْ الْقَوْل . '
تفسير القرطبي
قوله تعالى { وربطنا على قلوبهم} عبارة عن شدة عزم وقوة صبر، أعطاها الله لهم حتى قالوا بين يدي الكفار { ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا} . ولما كان الفزع وخور النفس يشبه بالتناسب الانحلال حسن في شدة النفس وقوة التصميم أن يشبه الربط؛ ومنه يقال : فلان رابط الجأش، إذا كان لا تفرق نفسه عند الفزع والحرب وغيرها. ومنه الربط على قلب أم موسى. وقوله تعالى { وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام} [الأنفال : 11] وقد تقدم. قوله تعالى { إذ قاموا فقالوا} فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى { إذ قاموا فقالوا} يحتمل ثلاثة معان : أحدها : أن يكون هذا وصف مقامهم بين يدي الملك الكافر - كما تقدم، وهو مقام يحتاج إلى الربط على القلب حيث خالفوا دينه، ورفضوا في ذات الله هيبته. والمعنى الثاني فيما قيل : إنهم أولاد عظماء تلك المدينة، فخرجوا واجتمعوا وراء تلك المدينة من غير ميعاد؛ فقال أسنهم : إني أجد في نفسي أن ربي رب السماوات والأرض؛ فقالوا ونحن كذلك نجد في أنفسنا. فقاموا جميعا فقالوا { ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا} أي لئن دعونا إلها غيره فقد قلنا إذا جورا ومحالا. والمعنى الثالث : أن يعبر بالقيام، عن انبعاثهم بالعزم إلى الهروب إلى الله تعالى ومنابذة الناس؛ كما تقول : قام فلان إلى أمر كذا إذا عزم عليه بغاية الجد. الثانية: قال ابن عطية : تعلقت الصوفية في القيام والقول بقول { إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض} . قلت : وهذا تعلق غير صحيح هؤلاء قاموا فذكروا الله على هدايته، وشكروا لما أولاهم من نعمه ونعمته، ثم هاموا على وجوههم منقطعين إلى ربهم خائفين من قومهم؛ وهذه سنة الله في الرسل والأنبياء والفضلاء الأولياء. أين هذا من ضرب الأرض بالأقدام والرقص بالأكمام وخاصة في هذه الأزمان عند سماع الأصوات الحسان من المرد والنسوان؛ هيهات بينهما والله ما بين الأرض والسماء. ثم هذا حرام عند جماعة العلماء، على ما يأتي بيانه في سورة لقمان إن شاء الله تعالى. وقد تقدم في { سبحان} عند قوله { ولا تمش في الأرض مرحا} [الإسراء : 37] ما فيه كفاية. وقال الإمام أبو بكر الطرسوسي وسئل عن مذهب الصوفية فقال : وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري؛ لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون؛ فهو دين الكفار وعباد العجل، على ما يأ
اقول الحق
03-04-2015, 08:49 AM
تفسير الطبري
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { هَؤُلَاءِ قَوْمنَا اِتَّخَذُوا مِنْ دُونه آلِهَة لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّن } يَقُول عَزَّ ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ قِيلَ الْفِتْيَة مِنْ أَصْحَاب الْكَهْف : هَؤُلَاءِ قَوْمنَا اِتَّخَذُوا مِنْ دُون اللَّه آلِهَة يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونه { لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّن } يَقُول : هَلَّا يَأْتُونَ عَلَى عِبَادَتهمْ إِيَّاهَا بِحُجَّةٍ بَيِّنَة . وَفِي الْكَلَام مَحْذُوف اُجْتُزِئَ بِمَا ظَهَرَ عَمَّا حُذِفَ , وَذَلِكَ فِي قَوْله : { لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّن } فَالْهَاء وَالْمِيم فِي عَلَيْهِمْ مِنْ ذِكْر الْآلِهَة , وَالْآلِهَة لَا يُؤْتَى عَلَيْهَا بِسُلْطَانٍ , وَلَا يُسْأَل السُّلْطَان عَلَيْهَا , وَإِنَّمَا يُسْأَل عَابِدُوهَا السُّلْطَان عَلَى عِبَادَتِهُمُوهَا , فَمَعْلُوم إِذْ كَانَ الْأَمْر كَذَلِكَ , أَنَّ مَعْنَى الْكَلَام : لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَى عِبَادَتِهُمُوهَا , وَاتِّخاذِهُموهَا آلِهَة مِنْ دُون اللَّه بِسُلْطَانٍ بَيِّن . وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي مَعْنَى السُّلْطَان , قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 17281 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله { لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّن } يَقُول : بِعُذْرٍ بَيِّن . الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { هَؤُلَاءِ قَوْمنَا اِتَّخَذُوا مِنْ دُونه آلِهَة لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّن } يَقُول عَزَّ ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ قِيلَ الْفِتْيَة مِنْ أَصْحَاب الْكَهْف : هَؤُلَاءِ قَوْمنَا اِتَّخَذُوا مِنْ دُون اللَّه آلِهَة يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونه { لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّن } يَقُول : هَلَّا يَأْتُونَ عَلَى عِبَادَتهمْ إِيَّاهَا بِحُجَّةٍ بَيِّنَة . وَفِي الْكَلَام مَحْذُوف اُجْتُزِئَ بِمَا ظَهَرَ عَمَّا حُذِفَ , وَذَلِكَ فِي قَوْله : { لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّن } فَالْهَاء وَالْمِيم فِي عَلَيْهِمْ مِنْ ذِكْر الْآلِهَة , وَالْآلِهَة لَا يُؤْتَى عَلَيْهَا بِسُلْطَانٍ , وَلَا يُسْأَل السُّلْطَان عَلَيْهَا , وَإِنَّمَا يُسْأَل عَابِدُوهَا السُّلْطَان عَلَى عِبَادَتِهُمُوهَا , فَمَعْلُوم إِذْ كَانَ الْأَمْر كَذَلِكَ , أَنَّ مَعْنَى الْكَلَام : لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَى عِبَادَتِهُمُوهَا , وَاتِّخاذِهُموهَا آلِهَة مِنْ دُون اللَّه بِسُلْطَانٍ بَيِّن . وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي مَعْنَى السُّلْطَان , قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 17281 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله { لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّن } يَقُول : بِعُذْرٍ بَيِّن . ' وَعَنَى بِقَوْلِهِ عَزَّ ذِكْره : { فَمَنْ أَظْلَم مِمَّنْ اِفْتَرَى عَلَى اللَّه كَذِبًا } وَمَنْ أَشَدّ اِعْتِدَاء وَإِشْرَاكًا بِاَللَّهِ , مِمَّنْ اِخْتَلَقَ , فَتَخَرَّصَ عَلَى اللَّه كَذِبًا , وَأَشْرَكَ مَعَ اللَّه فِي سُلْطَانه شَرِيكًا يَعْبُدهُ دُونه , وَيَتَّخِذهُ إِلَهًا .وَعَنَى بِقَوْلِهِ عَزَّ ذِكْره : { فَمَنْ أَظْلَم مِمَّنْ اِفْتَرَى عَلَى اللَّه كَذِبًا } وَمَنْ أَشَدّ اِعْتِدَاء وَإِشْرَاكًا بِاَللَّهِ , مِمَّنْ اِخْتَلَقَ , فَتَخَرَّصَ عَلَى اللَّه كَذِبًا , وَأَشْرَكَ مَعَ اللَّه فِي سُلْطَانه شَرِيكًا يَعْبُدهُ دُونه , وَيَتَّخِذهُ إِلَهًا .'
اقول الحق
10-04-2015, 11:52 AM
وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً) (الكهف:17)
قوله تعالى: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ } في قوله: { تَزَاوَرُ } قراءتان {تَزَّاور} بتشديد الزاي وأصلها تَتَزاور، و{تزَاور} بتخفيف الزاي، والمراد بذلك أنها تميل: { عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ } تصور كيف يكون الكهف الآن إذا كانت تزاور عنه ذات اليمين؟ يكون وجه الكهف إلى الشمال. ولهذا قال بعضهم: إن وجه الكهف إلى "بنات نعش" النجوم المعروفة في السماء، يعرفها أهل البر.
(وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ) تكون على شمال الغار.
وقوله: { تَقْرِضُهُم } قيل: المعنى تتركهم وقيل: تصيب منهم، وهو الأقرب أنها تصيب منهم، وفائدة هذه الإصابة أن تمنع أجسامَهم من التغيُّر لأن الشمس كما يقول الناس: إنها صحة وفائدة للأجسام.
(وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ) الضمير يعود على هؤلاء الفتية، هذه الفجوة يعني الشيء الداخل، يعني ليسوا على باب الكهف مباشرة، بل في مكان داخل، لأن ذلك أحفظ لهم.
وفي قوله تعالى: { إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ } { وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُم} دليل على أن الشمس هي التي تتحرك وهي التي بتحركها يكون الطلوع والغروب خلافاً لما يقوله الناس اليوم من أن الذي يدور هو الأرض، وأما الشمس فهي ثابتة، فنحن لدينا شيء من كلام الله، الواجب علينا أن نجريه على ظاهره وألا نتزحزح عن هذا الظاهر إلاَّ بدليل بَيِّن، فإذا ثبت لدينا بالدليل القاطع أن اختلاف الليل والنهار بسبب دوران الأرض فحينئذ يجب أن نؤول الآيات إلى المعنى المطابق للواقع، فنقول: إذا طلعت في رأي العين وإذا غربت في رأي العين، تزاور في رأي العين، تقرض في رأي العين، أما قبل أن يتبين لنا بالدليل القاطع أن الشمس ثابتة والأرض هي التي تدور وبدورانها يختلف الليل والنهار فإننا لا نقبل هذا أبداً، علينا أن نقول: إنَّ الشمس هي التي بدورانها يكون الليل والنهار، لأن الله أضاف الأفعال إليها والنبي صلى الله عليه وسلم حينما غربت الشمس قال لأبي ذر: "أتدري أين تذهب؟"[5] فأسند الذَّهاب إليها، ونحن نعلم علم اليقين أن الله تعالى أعلم بخلقه ولا نقبل حدْساً ولا ظناً، ولكن لو تيقنا يقيناً أن الشمس ثابتة في مكانها وأن الأرض تدور حولها، ويكون الليل والنهار، فحينئذ تأويل الآيات واجب حتى لا يخالف القرآن الشيء المقطوع به.
قال تعالى: { ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ } الضمير يعود على حال هؤلاء الفتية:
1 -خروجهم من قومهم.
2 -إيواؤهم لهذا الغار.
3 -تيسير الله لهم غاراً مناسباً.
لا شك أن هذا من آيات الله الدالة على حكمته ورحمته ، هل نعتبر أن هذا كرامة؟
الجواب: نعم نعتبره كرامة ولا شك.
تفسير الايه لابن عثيمين رحمه الله
اقول الحق
17-04-2015, 03:35 PM
وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً) (الكهف:18)
قوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ } أيها الرائي: إذا رأيتهم { أَيْقَاظاً } لأنه ليس عليهم علامة النوم، فالنائم يكون مسترخياً، وهؤلاء كأنهم أيقاظ، ولذلك يُفرِّق الإنسان بين رجل نائم ورجل مضطجع لمَّا يراه، حتى لو أن المضطجع أراد أن يتناوم ويخدع صاحبه لعرف أنه ليس بنائم.
( وَهُمْ رُقُودٌ ) جمع راقد.
( وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ) يعني مرة يكونوا على اليمين ومرة على الشمال، ولم يذكر الله الظهر ولا البطن، لأن النوم على اليمين وعلى الشمال هو الأكمل.
(وَنُقَلِّبُهُم ) فيه دليل على أن فعل النائم لا ينسب إليه، ووجه الدلالة أن الله أضاف تقلبهم إليه، فلو أنّ النائم قال في نومه: "امرأتي طالق" أو "في ذمتي لفلان ألف ريال" لم يثبت لأنه لا قصد له ولا إرادة له؛ لا في القول؛ ولا في الفعل، والحكمة من تقليبهم ذات اليمين وذات الشمال:بعض العلماء قال لئلاَّ تأكل الأرض الجانب الذي يكون ملاصقاً لها، ولكن الصحيح أن الحكمة ليست هذه، الحكمة من أجل توازن الدم في الجسد لأن الدم يسير في الجسد، فإذا كان في جانب واحد أوشك أن ينحَرِم منه الجانب الأعلى، ولكن الله بحكمته جعلهم يتقلبون.
قوله تعالى: { وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ } يعني كأنه، والله أعلم، لم ينم.
( بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ )أي جالس على بطنه وقد مدَّ ذراعيه.
( بِالْوَصِيدِ ) وهو فتحة الكهف أو فِناء الكهف يعني: إما أن يكون على الفتحة، وإما أن يكون إلى جنب الكهف في فِنائه ليحرسهم، وفي هذا دليل على جواز اتخاذ الكلب للحراسة، حراسة الآدميين، أما حراسة الماشية فقد جاءت به السنّة، وحراسة الحرث جاءت به السنة كذلك.[6] حراسة الآدمي من باب أولى لأنه إذا جاز اتخاذ الكلب لحراسة الماشية والحرث أو للصيد الذي هو كمال فاتخاذه لحراسة البيت من باب أولى.
قال الله تعالى: { لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً } أي لو اطَّلعت أيها الرائي عليهم لولَّيت منهم فراراً، رهبة ينْزِلها الله في قلب من يراهم، حتى لا يحاول أحد أن يدنو منهم، ولهذا قال: { لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً } مع أنهم لم يلحقوه، لكنه خائف منهم.
اقول الحق
24-04-2015, 02:54 PM
) وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا ) ( الكهف : 21 )
قوله تعالى : ( وكذلك أعثرنا عليهم ) يعني مثل بعثهم من نومهم ، فإن الله أعثر عليهم يعني أطلع عليهم قومهم
( ليعلموا أن وعد الله حق ) أطلع الله عليهم قومهم ( ليعلموا أن وعد الله حق ) إما أن المعنى بقيام الساعة الذي كان ينكره هؤلاء أو لأن الله تعالى ينجي المؤمنين من الكفار ، لأن هؤلاء السبعة نجوا من أمة عظيمة تقاتلهم وتنهاهم عن التوحيد .
( وأن الساعة لا ريب فيها ) الساعة : أي قيام الساعة . ( لا ريب فيها ) أي لا شك ، واقعة لا محالة .
( إذ يتنازعون بينهم أمرهم ) متعلقة بأعثرنا ، أعثرنا عليهم حتى تنازعوا أمرهم بينهم ، تنازعوا فيما بينهم ماذا نفعل بهم؟ أنتركهم أم ماذا نصنع بهم؟
( فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ) يعني ابنوا عليهم بنيانا حتى يكون أثرا من الآثار وحماية لهم .
( ربهم أعلم بهم ) يعني توقفوا في أمرهم كيف يبقون ثلاث مائة سنة وتسع سنين لا يأكلون ولا يشربون ولا يتغيرون أيضا .
اقول الحق
08-05-2015, 11:05 AM
تذكر لنا القصة أن الفتية أثناء نومهم كل تلك الفترة كانوا يتقلبون ذات اليمين وذات الشمال، ﴿وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ﴾ [الكهف: 18]فهل يا ترى أن تقلبهم هذا كان لزيادة أحداث القصة وزيادة عنصر المفاجئة فيها، أو كما يقول أصحاب القصة أنها لزيادة الحبكة الدرامية؟ أم كان لفائدة صحية لهم؟ وهل كانت القصة من افتراء رجل أمي عاش قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة أم أنها قصة أنزلها الله الذي يعلم الغيب على رسوله المختار ليثبّت بها قلوب المؤمنين على طريق الحق؟ سنعرف بإذن الله تعالى فيما يلي حقيقة علمية أثبتها العلم الحديث بأدلة محسوسة تؤيد بها قول الحق سبحانه بأنه كلام الذي ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت: 42].
وتحسبهم) لو رأيتهم (أيقاظا) أي منتبهين لأن أعينهم منتفخة جمع يقظ بكسر القاف (وهم رقود) نيام جمع راقد (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال) لئلا تأكل الأرض لحومهم (وكلبهم باسط ذراعيه) يديه (بالوصيد) بفناء الكهف وكانوا إذا انقلبوا انقلب هو مثلهم في النوم واليقظة (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت) بالتشديد والتخفيف (منهم رعبا) بسكون العين وضمها منعهم الله بالرعب من دخول أحد عليهم
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وتحسب يا محمد هؤلاء الفتية الذين قصصنا عليك قصتهم ، لو رأيتهم في حال ضربنا على آذانهم في كهفهم الذي أووا إليه أيقاظا . والأيقاظ : جمع يقظ ، ومنه قول ، ا لرا جز :
ووجدوا إخوتهم أيقاظا ولسيف غياظ لهم غياظا
وقوله " وهم رقود" يقول : وهم نيام . والرقود : جمع راقد، كالجلوس : جمع جالس ، والقعود : جمع قاعد. وقوله " ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال " يقول جل ثناؤه : ونقلب هؤلاء الفتية في رقدتهم مرة للجنب الأيمن ، ومرة للجنب الأيسر.
كما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال " وهذا التقليب في رقدتهم الأولى . قال : وذكر لنا أن أبا عياض قال : لهم في كل عام تقليبتان
اقول الحق
22-05-2015, 05:58 AM
ألة: الجزء الخامس
التحليل الموضوعي
( وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1062&idto=1062&bk_no=49&ID=1082#docu)( 21 ) )
يقول تعالى : ( وكذلك أعثرنا عليهم (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1062&idto=1062&bk_no=49&ID=1082#docu)) أي : أطلعنا عليهم الناس ( ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1062&idto=1062&bk_no=49&ID=1082#docu))
ذكر غير واحد من السلف أنه كان قد حصل لأهل ذلك الزمان شك في البعث وفي أمر القيامة . وقال عكرمة : كان منهم طائفة قد قالوا : تبعث الأرواح ولا تبعث الأجساد . فبعث الله أهل الكهف حجة ودلالة وآية على ذلك .
وذكروا أنه لما أراد أحدهم الخروج ليذهب إلى المدينة ، في شراء شيء لهم ليأكلوه ، تنكر وخرج يمشي في غير الجادة ، حتى انتهى إلى المدينة ، وذكروا أن اسمها دقسوس وهو يظن أنه قريب العهد بها ، وكان الناس قد تبدلوا قرنا بعد قرن ، وجيلا بعد جيل ، وأمة بعد أمة ، وتغيرت البلاد ومن عليها ، كما قال الشاعر :
أما الديار فإنها كديارهم وأرى رجال الحي غير رجاله
اقول الحق
29-05-2015, 01:59 PM
،سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا
يقول تعالى مخبراً عن اختلاف الناس في عدة أصحاب الكهف، فحكى ثلاثة أقوال، ولما ضعف القولين الأولين القائلون بالثلاثة: اليهود، والقائلون بالخمسة: النصارى، كما ذكره السُّدي بقوله { رجما بالغيب} أي قولاً بلا علم كمن يرمي إلى مكان لا يعرفه، فإنه لا يكاد يصيب وإن أصاب فبلا قصد. ثم حكى الثالث وسكت عليه أو قرره بقوله { وثامنهم كلبهم} ، فدل على صحته وأنه هو الواقع في نفس الأمر، وقوله: { قل ربي أعلم بعدتهم} إرشاد إلى أن الأحسن في مثل هذا المقام رد العلم إلى اللّه تعالى، إذ لا احتياج إلى الخوض في مثل ذلك بلا علم، لكن إذا أطلعنا على أمر قلنا به وإلا وقفنا، وقوله: { ما يعلمهم إلا قليل} : أي من الناس. قال ابن عباس: أنا من القليل الذي استثنى اللّه عزَّ وجلَّ، كانوا سبعة. وكذا روى ابن جرير عن عطاء أنه كان يقول: عدتهم سبعة. فكانوا ليلهم ونهارهم في عبادة اللّه، يبكون ويستغيثون باللّه. قال تعالى: { فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا} أي سهلاً هيناً، فإن الأمر في معرفة ذلك لا يترتب عليه فائدة كبير فائدة، { ولا تستفت فيهم منهم أحدا} : أي فإنهم لا علم لهم بذلك إلا ما يقولونه من تلقاء أنفسهم رجماً بالغيب، أي من غير استناد إلى كلام معصوم، وقد جاءك اللّه يا محمد بالحق الذي لا شك فيه ولا مرية فيه، فهو المقدم الحاكم على كل ما تقدمه من الكتب والأقوال.
اقول الحق
05-06-2015, 01:11 PM
( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1064#docu)( 23 ) إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1064#docu)( 24 ) )
هذا إرشاد من الله لرسوله صلوات الله وسلامه عليه ، إلى الأدب فيما إذا عزم على شيء ليفعله في المستقبل ، أن يرد ذلك إلى مشيئة الله - عز وجل - علام الغيوب ، الذي يعلم ما كان وما يكون ، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون ، كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3)- رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه [ قال ] قال سليمان بن داود عليهما السلام : لأطوفن الليلة على [ ص: 149 ] سبعين امرأة - وفي رواية : تسعين امرأة . وفي رواية : مائة امرأة - تلد كل امرأة منهن غلاما يقاتل في سبيل الله ، فقيل له - وفي رواية : فقال له الملك - قل : إن شاء الله . فلم يقل فطاف بهن فلم يلد منهن إلا امرأة واحدة نصف إنسان " ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ، لو قال : " إن شاء الله " لم يحنث ، وكان دركا لحاجته " ، وفي رواية : " ولقاتلوا في سبيل الله فرسانا أجمعون (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1064#docu)
وقد تقدم في أول السورة ذكر سبب نزول هذه الآية في قول النبي صلى الله عليه وسلم ، لما سئل عن قصة أصحاب الكهف : " غدا أجيبكم " (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1064#docu). فتأخر الوحي خمسة عشر يوما ، وقد ذكرناه بطوله في أول السورة ، فأغنى عن إعادته .
وقوله : ( واذكر ربك إذا نسيت (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1064#docu)) قيل : معناه إذا نسيت الاستثناء ، فاستثن عند ذكرك له . قاله أبو العالية ، والحسن البصري .
وقال هشيم ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في الرجل يحلف ؟ قال : له أن يستثني ولو إلى سنة ، وكان يقول : ( واذكر ربك إذا نسيت (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1064#docu)) في ذلك . قيل للأعمش : سمعته عن مجاهد ؟ قال حدثني به ليث بن أبي سليم ، يرى ذهب كسائي هذا .
ورواه الطبراني (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14687)من حديث أبي معاوية ، عن الأعمش ، به .
ومعنى قول ابن عباس : " أنه يستثني ولو بعد سنة " أي : إذا نسي أن يقول في حلفه أو كلامه " إن شاء الله " وذكر ولو بعد سنة ، فالسنة له أن يقول ذلك ، ليكون آتيا بسنة الاستثناء ، حتى ولو كان بعد الحنث ، قال ابن جرير ، رحمه الله ، ونص على ذلك ، لا أن يكون [ ذلك ] رافعا لحنث اليمين ومسقطا للكفارة . وهذا الذي قاله ابن جرير ، رحمه الله ، هو الصحيح ، وهو الأليق بحمل كلام ابن عباس عليه ، والله أعلم .
وقال عكرمة : ( واذكر ربك إذا نسيت (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1064#docu)) أي : إذا غضبت . وهذا تفسير باللازم .
وقال الطبراني (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14687): حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني ، حدثنا سعيد بن سليمان ، عن عباد بن العوام ، عن سفيان بن حسين ، عن يعلى بن مسلم ، عن جابر بن زيد ، عن ابن عباس : ( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1064#docu)) أن تقول : إن شاء الله [ وهذا تفسير باللازم ] .
وقال الطبراني (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14687): حدثنا محمد بن الحارث الجبيلي حدثنا صفوان بن صالح ، حدثنا الوليد بن [ ص: 150 ] مسلم ، عن عبد العزيز بن حصين ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في قوله : ( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1064#docu)) أن تقول : إن شاء الله .
وروى الطبراني (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14687)، أيضا عن ابن عباس في قوله : ( واذكر ربك إذا نسيت (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1064#docu)) الاستثناء ، فاستثن إذا ذكرت . وقال : هي خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس لأحد منا أن يستثني إلا في صلة من يمينه ثم قال : تفرد به الوليد ، عن عبد العزيز بن الحصين .
ويحتمل في الآية وجه آخر ، وهو أن يكون الله - عز وجل - قد أرشد من نسي الشيء في كلامه إلى ذكر الله تعالى ؛ لأن النسيان منشؤه من الشيطان ، كما قال فتى موسى : ( وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1064#docu)) [ الكهف : 63 ] وذكر الله تعالى يطرد الشيطان ، فإذا ذهب الشيطان ذهب النسيان ، فذكر الله سبب للذكر ؛ ولهذا قال : ( واذكر ربك إذا نسيت (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1064#docu)) .
وقوله : ( وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1064#docu)) أي : إذا سئلت عن شيء لا تعلمه ، فاسأل الله فيه ، وتوجه إليه في أن يوفقك للصواب والرشد [ في ذلك ] وقيل غير ذلك في تفسيره ، والله أعلم .
اقول الحق
12-06-2015, 05:02 PM
] ( واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1002&idto=1002&bk_no=51&ID=1003#docu)( 27 ) ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1002&idto=1002&bk_no=51&ID=1003#docu)( 28 ) )
قوله عز وجل : ( واتل ) واقرأ يا محمد ( ما أوحي إليك من كتاب ربك (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1002&idto=1002&bk_no=51&ID=1003#docu)) يعني القرآن واتبع ما فيه ( لا مبدل لكلماته ) قال الكلبي : لا مغير للقرآن . وقيل : لا مغير لما أوعد بكلماته أهل معاصيه . ( ولن تجد ) أنت ( من دونه ) إن لم تتبع القرآن ( ملتحدا ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : حرزا . وقال الحسن : مدخلا . وقال مجاهد : ملجأ . وقيل : معدلا . وقيل : مهربا . وأصله من الميل . قوله عز وجل : ( واصبر نفسك (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1002&idto=1002&bk_no=51&ID=1003#docu)) الآية . نزلت في عيينة بن حصن الفزاري أتى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم وعنده جماعة من الفقراء فيهم سلمان وعليه شملة قد عرق فيها وبيده خوصة يشقها ثم ينسجها فقال عيينة للنبي صلى الله عليه وسلم : أما يؤذيك ريح هؤلاء ونحن سادات مضر وأشرافها فإن أسلمنا أسلم الناس وما يمنعنا من اتباعك إلا هؤلاء فنحهم عنك حتى نتبعك أو اجعل لنا مجلسا ولهم مجلسا فأنزل الله عز وجل : ( واصبر نفسك (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1002&idto=1002&bk_no=51&ID=1003#docu)) أي احبس يا محمد نفسك ( مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1002&idto=1002&bk_no=51&ID=1003#docu)) طرفي النهار ( يريدون وجهه ) أي : يريدون الله لا يريدون به عرضا من الدنيا .
قال قتادة : نزلت في أصحاب الصفة وكانوا سبعمائة رجل فقراء في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرجعون إلى تجارة ولا إلى زرع ولا ضرع يصلون صلاة وينتظرون أخرى فلما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1002&idto=1002&bk_no=51&ID=1003#docu)" .
( ولا تعد (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1002&idto=1002&bk_no=51&ID=1003#docu)) أي : لا تصرف ولا تتجاوز ( عيناك عنهم (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1002&idto=1002&bk_no=51&ID=1003#docu)) إلى غيرهم ( تريد زينة الحياة الدنيا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1002&idto=1002&bk_no=51&ID=1003#docu)) أي : طلب مجالسة الأغنياء والأشراف وصحبة أهل الدنيا .
( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1002&idto=1002&bk_no=51&ID=1003#docu)) أي : جعلنا قلبه غافلا عن ذكرنا يعني : عيينة بن [ ص: 167 ] حصن . وقيل : أمية بن خلف ( واتبع هواه ) أي مراده في طلب الشهوات ( وكان أمره فرطا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1002&idto=1002&bk_no=51&ID=1003#docu)) قال قتادة ومجاهد : ضياعا وقيل : معناه ضيع أمره وعطل أيامه وقيل : ندما . وقال مقاتل بن حيان : سرفا . وقال الفراء : متروكا . وقيل باطلا . وقيل : مخالفا للحق . وقال الأخفش : مجاوزا للحد . قيل : معنى التجاوز في الحد هو قول عيينة : إن أسلمنا أسلم الناس وهذا إفراط عظيم .
اقول الحق
19-06-2015, 05:25 AM
( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu)( 29 ) )
يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم : وقل يا محمد للناس : هذا الذي جئتكم به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu)) هذا من باب التهديد والوعيد الشديد ؛ ولهذا قال : ( إنا أعتدنا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu)) أي : أرصدنا ) للظالمين ) وهم الكافرون بالله ورسوله وكتابه ( نارا أحاط بهم سرادقها (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu)) أي : سورها .
قال الإمام أحمد (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251): حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا دراج ، عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=44)، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لسرادق النار أربعة جدر ، كثافة كل جدار مسافة أربعين سنة " (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu).
وأخرجه الترمذي في " صفة النار " وابن جرير (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16935)في تفسيره ، من حديث دراج أبي السمح به
[ وقال ابن جريج (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13036): قال ابن عباس : ( أحاط بهم سرادقها (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu)) قال : حائط من نار ]
وقال ابن جرير : حدثني الحسين بن نصر والعباس بن محمد قالا : حدثنا أبو عاصم ، عن عبد الله بن أمية ، حدثني محمد بن حيي بن يعلى ، عن صفوان بن يعلى ، عن يعلى بن أمية (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=120)قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " البحر هو جهنم " قال : فقيل له : [ كيف ذلك ؟ ] فتلا هذه الآية - أو : قرأ هذه الآية - : ( (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu)نارا أحاط بهم سرادقها (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu)) ثم قال : " والله لا أدخلها أبدا أو : ما دمت حيا - ولا تصيبني منها قطرة " .
وقوله : ( وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu)) قال ابن عباس : " المهل " : ماء غليظ مثل دردي الزيت . [ ص: 155 ]
وقال مجاهد : هو كالدم والقيح . وقال عكرمة : هو الشيء الذي انتهى حره : وقال آخرون : هو كل شيء أذيب .
وقال قتادة : أذاب ابن مسعود شيئا من الذهب في أخدود ، فلما انماع وأزبد قال : هذا أشبه شيء بالمهل .
وقال الضحاك : ماء جهنم أسود ، وهي سوداء وأهلها سود .
وهذه الأقوال ليس شيء منها ينفي الآخر ، فإن المهل يجمع هذه الأوصاف الرذيلة كلها ، فهو أسود منتن غليظ حار ؛ ولهذا قال : ( يشوي الوجوه (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu)) أي : من حره ، إذا أراد الكافر أن يشربه وقربه من وجهه ، شواه حتى يسقط جلد وجهه فيه ، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251)بإسناده المتقدم في سرادق النار عن أبي سعيد الخدري (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=44)، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ماء كالمهل " . قال كعكر الزيت فإذا قربه إليه سقطت فروة وجهه فيه " (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu)وهكذا رواه الترمذي في " صفة النار " من جامعه ، من حديث رشدين بن سعد (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13172)عن عمرو بن الحارث ، عن دراج ، به ثم قال : لا نعرفه إلا من حديث " رشدين " ، وقد تكلم فيه من قبل حفظه ، هكذا قال ، وقد رواه الإمام أحمد (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251)كما تقدم عن حسن الأشيب (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13715)، عن ابن لهيعة ، عن دراج ، والله أعلم .
وقال عبد الله بن المبارك (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16418)، وبقية بن الوليد ، عن صفوان بن عمرو (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16230)، عن عبد الله بن بسر ، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( ويسقى من ماء صديد يتجرعه (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu)) [ إبراهيم : 16 ، 17 ] قال : " يقرب إليه فيتكرهه ، فإذا قرب منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه ، فإذا شربه قطع أمعاءه ، يقول الله تعالى (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu): ( وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu)) .
وقال سعيد بن جبير : إذا جاع أهل النار استغاثوا بشجرة الزقوم ، فأكلوا منها فاختلست جلود وجوههم ، فلو أن مارا مر بهم يعرفهم ، لعرف جلود وجوههم فيها . ثم يصب عليهم العطش فيستغيثون . فيغاثون بماء كالمهل ، وهو الذي قد انتهى حره ، فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حره لحوم وجوههم التي قد سقطت عنها الجلود .
ولهذا قال تعالى بعد وصفه هذا الشراب بهذه الصفات [ الذميمة ] القبيحة : ( بئس الشراب (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu)) أي : بئس هذا الشراب كما قال في الآية الأخرى : ( وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu)) [ محمد : 15 ] وقال تعالى : ( تسقى من عين آنية (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu)) [ الغاشية : 5 ] أي حارة ، كما قال : ( وبين حميم آن (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu)) [ الرحمن : 44 ] [ ص: 156 ]
( وساءت مرتفقا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu)) [ أي : وساءت النار ] منزلا ومقيلا ومجتمعا وموضعا للارتفاق كما قال في الآية الأخرى : ( إنها ساءت مستقرا ومقاما (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1067&idto=1067&bk_no=49&ID=1087#docu)) [ الفرقان : 66 ]
اقول الحق
19-06-2015, 05:38 AM
فقد وردت عدة أحاديث في فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة منها: حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين. رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق. رواه البيهقي والحاكم وصححه الألباني.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين. أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب، وقال: رواه أبو بكر بن مردويه في تفسيره بإسناد لا بأس به.
والنور المذكور في النصوص السابقة قد يكون نوراً معنوياً، والمعنى أن من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة كان ذلك مانعاً له من المعاصي هادياً إلى الصواب ما بين الجمعتين، كما أن النور يستضاء به، وقد يكون نوراً حسياً بمعنى أنه يسطع له نور من تحت قدمه بحيث يكون ظاهراً على وجهه يوم القيامة، وفي الدنيا يكون على وجهه أيضاً نور وبهاء، والقول الثاني أقرب لموافقته لحديث ابن عمر.
فائدة: الفضل المذكور من النصوص السابقة يحصل كذلك لمن قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة، قال المناوي في فيض القدير: فيندب قراءتها يوم الجمعة وكذا ليلتها كما نص عليه الشافعي رضي الله عنه، وقال رحمه الله: قال الحافظ ابن حجر في أماليه كذا وقع في روايات يوم الجمعة وفي روايات ليلة الجمعة، ويجمع بأن المراد: اليوم بليلته، والليلة بيومها. انتهى
والله أعلم.
اقول الحق
26-06-2015, 02:15 PM
.[ ص: 157 ] ( واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1069&idto=1069&bk_no=49&ID=1089#docu)( 32 ) كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1069&idto=1069&bk_no=49&ID=1089#docu)( 33 ) وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1069&idto=1069&bk_no=49&ID=1089#docu)( 34 ) ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1069&idto=1069&bk_no=49&ID=1089#docu)( 35 ) وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1069&idto=1069&bk_no=49&ID=1089#docu)( 36 ) )
يقول الله تعالى بعد ذكر المشركين المستكبرين عن مجالسة الضعفاء والمساكين من المسلمين ، وافتخروا عليهم بأموالهم وأحسابهم ، فضرب لهم مثلا برجلين ، جعل الله ( لأحدهما جنتين (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1069&idto=1069&bk_no=49&ID=1089#docu)) أي : بستانين من أعناب ، محفوفتين بالنخل المحدقة في جنباتهما ، وفي خلالهما الزروع ، وكل من الأشجار والزروع مثمر مقبل في غاية الجود ؛ ولهذا قال : ( كلتا الجنتين آتت أكلها (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1069&idto=1069&bk_no=49&ID=1089#docu)) أي : خرجت ثمرها ( ولم تظلم منه شيئا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1069&idto=1069&bk_no=49&ID=1089#docu)) أي : ولم تنقص منه شيئا ( وفجرنا خلالهما نهرا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1069&idto=1069&bk_no=49&ID=1089#docu)) أي : والأنهار تتخرق فيهما هاهنا وهاهنا .
( وكان له ثمر (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1069&idto=1069&bk_no=49&ID=1089#docu)) قيل : المراد به : المال . روي عن ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة . وقيل : الثمار وهو أظهر هاهنا ، ويؤيده القراءة الأخرى : " وكان له ثمر " بضم الثاء وتسكين الميم ، فيكون جمع ثمرة ، كخشبة وخشب ، وقرأ آخرون : ( ثمر ) بفتح الثاء والميم .
فقال - أي صاحب هاتين [ الجنتين ] - ( لصاحبه وهو يحاوره (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1069&idto=1069&bk_no=49&ID=1089#docu)) أي : يجادله ويخاصمه ، يفتخر عليه ويترأس : ( أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1069&idto=1069&bk_no=49&ID=1089#docu)) أي أكثر خدما وحشما وولدا .
قال قتادة : تلك - والله - أمنية الفاجر : كثرة المال وعزة النفر .
وقوله : ( ودخل جنته وهو ظالم لنفسه (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1069&idto=1069&bk_no=49&ID=1089#docu)) أي : بكفره وتمرده وتكبره وتجبره وإنكاره المعاد ( قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1069&idto=1069&bk_no=49&ID=1089#docu)) وذلك اغترار منه ، لما رأى فيها من الزروع والثمار والأشجار والأنهار المطردة في جوانبها وأرجائها ، ظن أنها لا تفنى ولا تفرغ ولا تهلك ولا تتلف وذلك لقلة عقله ، وضعف يقينه بالله ، وإعجابه بالحياة الدنيا وزينتها ، وكفره بالآخرة ؛ ولهذا قال : ( وما أظن الساعة قائمة (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1069&idto=1069&bk_no=49&ID=1089#docu)) أي : كائنة ( ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1069&idto=1069&bk_no=49&ID=1089#docu)) أي : ولئن كان معاد ورجعة ومرد إلى الله ، ليكونن لي هناك أحسن من هذا لأني محظى عند ربي ، ولولا كرامتي عليه ما أعطاني هذا ، كما قال في الآية الأخرى : ( ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1069&idto=1069&bk_no=49&ID=1089#docu)) [ فصلت : 50 ] ، وقال ( أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1069&idto=1069&bk_no=49&ID=1089#docu)) [ مريم : 77 ] أي : في الدار الآخرة ، تألى على الله عز [ ص: 158 ] وجل ، وكان سبب نزولها في العاص بن وائل ، كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله تعالى ، وبه الثقة .
اقول الحق
03-07-2015, 06:05 AM
خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)
وقوله :*( خالدين فيها )*أي : مقيمين ساكنين فيها ، لا يظعنون عنها أبدا ،*( لا يبغون عنها حولا )*أي : لا يختارون غيرها ، ولا يحبون سواها ، كما قال الشاعر :
فحلت سويدا القلب لا أنا باغيا سواها ولا عن حبها أتحول
وفي قوله :*( لا يبغون عنها حولا )*تنبيه على رغبتهم فيها ، وحبهم لها ، مع أنه قد يتوهم فيمن هو مقيم في المكان دائما أنه يسأمه أو يمله ، فأخبر أنهم مع هذا الدوام والخلود السرمدي ، لا يختارون عن مقامهم ذلك متحولا ولا انتقالا ولا ظعنا ولا رحلة ولا بدلا
اقول الحق
31-07-2015, 08:09 AM
قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)
أي: قل لهم مخبرا عن عظمة الباري، وسعة صفاته، وأنها لا يحيط العباد بشيء منها: { لَوْ كَانَ الْبَحْرُ ْ} أي: هذه الأبحر الموجودة في العالم { مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي ْ} أي: وأشجار الدنيا من أولها إلى آخرها، من أشجار البلدان والبراري، والبحار، أقلام، { لَنَفِدَ الْبَحْرُ ْ} وتكسرت الأقلام { قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي ْ} وهذا شيء عظيم، لا يحيط به أحد.
وفي الآية الأخرى { ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم ْ} وهذا من باب تقريب المعنى إلى الأذهان، لأن هذه الأشياء مخلوقة، وجميع المخلوقات، منقضية منتهية، وأما كلام الله، فإنه من جملة صفاته، وصفاته غير مخلوقة، ولا لها حد ولا منتهى، فأي سعة وعظمة تصورتها القلوب فالله فوق ذلك، وهكذا سائر صفات الله تعالى، كعلمه، وحكمته، وقدرته، ورحمته، فلو جمع علم الخلائق من الأولين والآخرين، أهل السماوات وأهل الأرض، لكان بالنسبة إلى علم العظيم، أقل من نسبة عصفور وقع على حافة البحر، فأخذ بمنقاره من البحر بالنسبة للبحر وعظمته، ذلك بأن الله، له الصفات العظيمة الواسعة الكاملة، وأن إلى ربك المنتهى.
ضياء القرآن
18-09-2015, 09:53 AM
https://sp.yimg.com/ib/th?id=JN.JYG2CX%2fc85hx%2byoothTWfg&pid=15.1&P=0&w=300&h=300
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir