الجليد المتحرك
09-12-2014, 10:05 AM
هذه القصة نزلتها في السبلة قبل فترة ولكن تنزل الأن ببعض الأفكار الجديدة
الكهل
لا زال على جلسته المعهودة على تلك الصخرة تحت الشجرة العتيقة عند مدخل القرية.
واضعا عصاته الهرمة أمامه مسندا عليها ذقنا مترهلا ووجها قد درسته السنون فحفرت فيه حفرا وأخاديد تحكي حكاية صامتة، وبين ذقنه وعصاتة وضع كفين احدهما على الآخر يشبهان وجهه الى حد كبير ، ينظر بعينين حزينتين الى الوادي الذي يمر منأمامه.
كنت انظر اليه مستغربا أثناء ذهابي في الصباح لعملي وعودتي في المساء ، سألت الأهالي عنه عندما عدت قبل أسبوع بعد غياب سنوات طويلة قضيتها في السفر والترحال.
لم أجد جوابا شافيا من أهل القرية بعضهم يقول أنه ظهر هكذا فجأة في هذا المكان ، لا يكلم أحدا ولا ينظر الى أحد. كل ما نعرفه عنه ، أنه يعيش في بيت صغيرفي مكان منزو عن بيوت القرية.
البعض الآخر يقول أنه مجنون ، لكنه غير مؤذ .
لم أقتنع كثيرا بما سمعت وعقدت العزم على اكتشاف قصة هذا الكهل .
في صباح اليوم التالي حملت صينية التمر ودلة القهوة واقتربت منه . سلمت عليه ، وأصغيت سمعي علني أسمع كلمة .
- لا أنه لا يرد ولا يتحرك لا زال على نفس الهيئة التي أعتادها. أعدت عليه السلام مرة أخرى وكانت النتيجة كسابقتها.
أحسست أنني قد اقتحمت خلوة عميقة ليس لها قرار .
وضعت الصينية ودلة القهوة أمامه وانسحبت في هدؤ.
في اليوم الذي يليه عدت إليه في نفس التوقيت متلهفا لرؤية الصينية ودلة القهوة أن كان قد لمسهما او أقترب منهما. لكن خاب مسعاي ، التمر لا زال كما هوبالصينية ودلة القهوة لم تتزحزح من مكانها.
سلمت عليه .. كيف حالك عمي؟ لم يرد ولم يتحرك كعادته.
مددت يدي بهدؤ وأنا أركز نظري الى وجه علني المح التفاتة ، لكن هذا لم يحدث أيضا ، حملت صينية التمر ودلة القهوة وعدت أدراجي وكدت أيأس من محاولة الولوج الى عالم هذا الكهل . وشعرت أنني قد أزعجته ، لكن تولد لدي شعور جارف بمتابعة المحاولة.
في اليوم الثالث وفي نفس التوقيت عدت اليه مرة أخرى بصينية التمر ودلة القهوة ، واقتربت أكثر وسلمت عليه كعادتي ، وتوقعت نفس النتيجة السابقة .
كدت أنتفض من الخوف وأنا أشاهد التفاتة منه ونظرات متحجرة لثواني قليلة ،ثم ما لبث أن عاد الى وضعه المعتاد.
تسمرت رجلاي بالأرض ولم أقدر على الحركة في بادئ الأمر، أقنعت نفسي بهذاالانجاز واكتفيت بما رأيت ، وذهبت أجر قدمي وابتعدت بعد ان شعرت براحة تسري في جسمي لهذه الالتفاتةالتي اقتنصتها منه . يتبع .....
الكهل
لا زال على جلسته المعهودة على تلك الصخرة تحت الشجرة العتيقة عند مدخل القرية.
واضعا عصاته الهرمة أمامه مسندا عليها ذقنا مترهلا ووجها قد درسته السنون فحفرت فيه حفرا وأخاديد تحكي حكاية صامتة، وبين ذقنه وعصاتة وضع كفين احدهما على الآخر يشبهان وجهه الى حد كبير ، ينظر بعينين حزينتين الى الوادي الذي يمر منأمامه.
كنت انظر اليه مستغربا أثناء ذهابي في الصباح لعملي وعودتي في المساء ، سألت الأهالي عنه عندما عدت قبل أسبوع بعد غياب سنوات طويلة قضيتها في السفر والترحال.
لم أجد جوابا شافيا من أهل القرية بعضهم يقول أنه ظهر هكذا فجأة في هذا المكان ، لا يكلم أحدا ولا ينظر الى أحد. كل ما نعرفه عنه ، أنه يعيش في بيت صغيرفي مكان منزو عن بيوت القرية.
البعض الآخر يقول أنه مجنون ، لكنه غير مؤذ .
لم أقتنع كثيرا بما سمعت وعقدت العزم على اكتشاف قصة هذا الكهل .
في صباح اليوم التالي حملت صينية التمر ودلة القهوة واقتربت منه . سلمت عليه ، وأصغيت سمعي علني أسمع كلمة .
- لا أنه لا يرد ولا يتحرك لا زال على نفس الهيئة التي أعتادها. أعدت عليه السلام مرة أخرى وكانت النتيجة كسابقتها.
أحسست أنني قد اقتحمت خلوة عميقة ليس لها قرار .
وضعت الصينية ودلة القهوة أمامه وانسحبت في هدؤ.
في اليوم الذي يليه عدت إليه في نفس التوقيت متلهفا لرؤية الصينية ودلة القهوة أن كان قد لمسهما او أقترب منهما. لكن خاب مسعاي ، التمر لا زال كما هوبالصينية ودلة القهوة لم تتزحزح من مكانها.
سلمت عليه .. كيف حالك عمي؟ لم يرد ولم يتحرك كعادته.
مددت يدي بهدؤ وأنا أركز نظري الى وجه علني المح التفاتة ، لكن هذا لم يحدث أيضا ، حملت صينية التمر ودلة القهوة وعدت أدراجي وكدت أيأس من محاولة الولوج الى عالم هذا الكهل . وشعرت أنني قد أزعجته ، لكن تولد لدي شعور جارف بمتابعة المحاولة.
في اليوم الثالث وفي نفس التوقيت عدت اليه مرة أخرى بصينية التمر ودلة القهوة ، واقتربت أكثر وسلمت عليه كعادتي ، وتوقعت نفس النتيجة السابقة .
كدت أنتفض من الخوف وأنا أشاهد التفاتة منه ونظرات متحجرة لثواني قليلة ،ثم ما لبث أن عاد الى وضعه المعتاد.
تسمرت رجلاي بالأرض ولم أقدر على الحركة في بادئ الأمر، أقنعت نفسي بهذاالانجاز واكتفيت بما رأيت ، وذهبت أجر قدمي وابتعدت بعد ان شعرت براحة تسري في جسمي لهذه الالتفاتةالتي اقتنصتها منه . يتبع .....