فيصل الغماري
12-11-2014, 05:30 PM
العفاف ج2
أبو العبادلة
الثلاثاء
19 محرم 1436هـ
12 نوفمبر 2014م
الحمد لله حمد الشاكرين، والشكر لله شكر المخبتين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وخير صلاة وأزكى سلام على خير مبعوث بالحق للعالمين، محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،،، فما أجمل المسير مع العفة والعفاف وقواعده الأربع؛ فإلى القاعدة الأولى : العفاف صحة في الجسد.
إذا ارتفع العفاف، ونزل الإنسان بشهوته الجنسية إلى درجة بهيمية منحطة وأخذ يرتكب عادة قوم لوط أو فاحشة الزنا، فإن الأمراض، ستهجم على جسده، ومن هذه الأمراض :
السيلان، والزهري، وإلتهاب الجيوب التناسيلة، وطاعون هذا العصر مرض الإيدز؛ فالإيدز في الآونة الأخيرة، بدأ يهجم على العالم بأسره، كسريان النار في الهشيم، ومما يؤسف له أن له ظهوراً كبيراً في الدول العربية الإسلامية، ومرض الايدز هو آية من الله شاهدة على عظمته، فلم يكتشف له علاج إلى الآن؛ لكن توجد أدوية يمكن من خلالها أن يعيش المريض فترة من الزمن يتناول فيها أدوية، تكلف الدول من الأموال الشيء الكثير، كما في إحصائية أمريكية إن مريض الإيدز طوال حياته يحتاج إلى 150 مليون دولار تكلفة أدوية.
الدول ستتحمل هذه الأدوية لكن هل ستتحمل أعضاء المريض هذه السموم، الجواب لا بل ستبدأ العجز شيئا فشيئا، وذلك لقوة تلك الأدوية، فيظهر الفشل الكلوي، ثم التليف الكبدي؛ والكبد إذا تليف لا علاج له، فتضهر الجروح والقروح والصديد ويستمر في الموت تدريجياً، وثهجم عليه أمراض لا تعد ولا تحصى لعدم وجود المناعة، إذا يجب علينا جميعاً أن نحرص على تمكين العفاف، في الأرض لننعم جميعاً بصحة الأجساد.
القاعدة الثانية من قواعد العفاف العفاف سرور في الأسر
الأسرة مقر السعادة والاستقرار، موطن المحبة والأمان، تفرح بالايام السعيدة كالأعياد، لكن هب أن أسرة فجعت في بنتها التي فقدة عزتها وشرفها هل ستهنأ هذه الاسرة بعيد أو بيوم سعيد، وهب أن اسرة مر عليها العيد السعيد، وبها شاب أو فتاة مصابة بمرض الإيدز، هل ستهنأ هذه الاسرة بالعيد ولبس الجديد، هل سيلذ لها مقام وتلذذ بطعام، الأمر جد خطير، فبالعفاف تسعد الاسر وتزدان الدنيا بالبسمات.
يقول هذا الشاب وقد بانت على ملامحه التعب والارهاق وارتسم خيط اسود حول عينيه أنه عاش حياة اللهو واللعب وعدم المسوؤلية التي ميزت سنوات عدة من طيش وعبث شبابي ميزت شخصيته لسنوات عدة. لكنه لم يحتسب لما قد يجنيه من هذا اللهو وفجاة تغير كل شي في حياته عندما أخبره الطبيب قائلا: انت مصاب بمرض الايدز فاصيب بصدمة نفسية اسقطته الفراش أياما عدة وهو لايعرف ماذا يفعل وكيف حصل ما حصل.
ويصف الشاب حياته بعد ذلك بأنها تحولت من نعيم إلى جحيم : وأدرك أن الإنسان عندما يفقد الحكمة والعقل ويقع في المعاصي عليه أن يدفع الثمن، وهو ثمن غالي جداً؛فروحه أصبحت عليلة، وجسده يحتضر كل يوم، وفقدت الأمل في تكوين أسرة وأطفال.
ويكمل الشاب حديثه أنه ترك كل شي خلفه ولجأ إلى أسرته آملاً الحصول على حضن دافىء وحنان قد يهون عليه مصيبته، لكن الأمر لم يأتي وفق ما أراد فالعائلة كانت تنتظره ليكمل نصف دينه ويتزوج من قريبة له، لكنه كان يحمل في جعبته خبراً حزينا جداً لم يستطع أن يفصح عنه لأيام عدة خوفا من ردة فعل أبيه المريض بالقلب وأمه المقعدة على فراش الموت وهي تنتظر سماع صوت زغاريد الفرح تدب في المنزل بزواج ابنها وقرة عينها.
الشاب لم يعرف ماذا يفعل وكيف يعالج الموقف فاضطر كذبا إلى إخبار خطيبته أنه لا يرغب بها وأنه متزوج أصلاً من امرأة، لكن أباه لم يقتنع بالأمر وأصر على معرفة الحقيقة وبعد حديث طويل أدرك الأب الحقيقة فسقط على الأرض مغشيا عليه ليرقد في المستشفى نحو أسبوعين تقريبا والجميع يسأل ما الذي حدث؟
ويضيف الشاب أن أباه أخبره أن الأمر لابد أن يبقى سراً بين افراد العائلة وعليه الرحيل من القرية، فهرب واغترب، لكن الأسئلة والشكوك ظلت تطارد أسرته الحزينة المنكوبة.
فالعفاف إن لم يمكن في الأرض لن تهنأ الأسر بالعيد الرغيد السعيد.
نقف هنا على أمل اللقاء بكم لتكملة هذه السلسلة المباركة، بإذن الله تعالى.
أبو العبادلة
الثلاثاء
19 محرم 1436هـ
12 نوفمبر 2014م
الحمد لله حمد الشاكرين، والشكر لله شكر المخبتين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وخير صلاة وأزكى سلام على خير مبعوث بالحق للعالمين، محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،،، فما أجمل المسير مع العفة والعفاف وقواعده الأربع؛ فإلى القاعدة الأولى : العفاف صحة في الجسد.
إذا ارتفع العفاف، ونزل الإنسان بشهوته الجنسية إلى درجة بهيمية منحطة وأخذ يرتكب عادة قوم لوط أو فاحشة الزنا، فإن الأمراض، ستهجم على جسده، ومن هذه الأمراض :
السيلان، والزهري، وإلتهاب الجيوب التناسيلة، وطاعون هذا العصر مرض الإيدز؛ فالإيدز في الآونة الأخيرة، بدأ يهجم على العالم بأسره، كسريان النار في الهشيم، ومما يؤسف له أن له ظهوراً كبيراً في الدول العربية الإسلامية، ومرض الايدز هو آية من الله شاهدة على عظمته، فلم يكتشف له علاج إلى الآن؛ لكن توجد أدوية يمكن من خلالها أن يعيش المريض فترة من الزمن يتناول فيها أدوية، تكلف الدول من الأموال الشيء الكثير، كما في إحصائية أمريكية إن مريض الإيدز طوال حياته يحتاج إلى 150 مليون دولار تكلفة أدوية.
الدول ستتحمل هذه الأدوية لكن هل ستتحمل أعضاء المريض هذه السموم، الجواب لا بل ستبدأ العجز شيئا فشيئا، وذلك لقوة تلك الأدوية، فيظهر الفشل الكلوي، ثم التليف الكبدي؛ والكبد إذا تليف لا علاج له، فتضهر الجروح والقروح والصديد ويستمر في الموت تدريجياً، وثهجم عليه أمراض لا تعد ولا تحصى لعدم وجود المناعة، إذا يجب علينا جميعاً أن نحرص على تمكين العفاف، في الأرض لننعم جميعاً بصحة الأجساد.
القاعدة الثانية من قواعد العفاف العفاف سرور في الأسر
الأسرة مقر السعادة والاستقرار، موطن المحبة والأمان، تفرح بالايام السعيدة كالأعياد، لكن هب أن أسرة فجعت في بنتها التي فقدة عزتها وشرفها هل ستهنأ هذه الاسرة بعيد أو بيوم سعيد، وهب أن اسرة مر عليها العيد السعيد، وبها شاب أو فتاة مصابة بمرض الإيدز، هل ستهنأ هذه الاسرة بالعيد ولبس الجديد، هل سيلذ لها مقام وتلذذ بطعام، الأمر جد خطير، فبالعفاف تسعد الاسر وتزدان الدنيا بالبسمات.
يقول هذا الشاب وقد بانت على ملامحه التعب والارهاق وارتسم خيط اسود حول عينيه أنه عاش حياة اللهو واللعب وعدم المسوؤلية التي ميزت سنوات عدة من طيش وعبث شبابي ميزت شخصيته لسنوات عدة. لكنه لم يحتسب لما قد يجنيه من هذا اللهو وفجاة تغير كل شي في حياته عندما أخبره الطبيب قائلا: انت مصاب بمرض الايدز فاصيب بصدمة نفسية اسقطته الفراش أياما عدة وهو لايعرف ماذا يفعل وكيف حصل ما حصل.
ويصف الشاب حياته بعد ذلك بأنها تحولت من نعيم إلى جحيم : وأدرك أن الإنسان عندما يفقد الحكمة والعقل ويقع في المعاصي عليه أن يدفع الثمن، وهو ثمن غالي جداً؛فروحه أصبحت عليلة، وجسده يحتضر كل يوم، وفقدت الأمل في تكوين أسرة وأطفال.
ويكمل الشاب حديثه أنه ترك كل شي خلفه ولجأ إلى أسرته آملاً الحصول على حضن دافىء وحنان قد يهون عليه مصيبته، لكن الأمر لم يأتي وفق ما أراد فالعائلة كانت تنتظره ليكمل نصف دينه ويتزوج من قريبة له، لكنه كان يحمل في جعبته خبراً حزينا جداً لم يستطع أن يفصح عنه لأيام عدة خوفا من ردة فعل أبيه المريض بالقلب وأمه المقعدة على فراش الموت وهي تنتظر سماع صوت زغاريد الفرح تدب في المنزل بزواج ابنها وقرة عينها.
الشاب لم يعرف ماذا يفعل وكيف يعالج الموقف فاضطر كذبا إلى إخبار خطيبته أنه لا يرغب بها وأنه متزوج أصلاً من امرأة، لكن أباه لم يقتنع بالأمر وأصر على معرفة الحقيقة وبعد حديث طويل أدرك الأب الحقيقة فسقط على الأرض مغشيا عليه ليرقد في المستشفى نحو أسبوعين تقريبا والجميع يسأل ما الذي حدث؟
ويضيف الشاب أن أباه أخبره أن الأمر لابد أن يبقى سراً بين افراد العائلة وعليه الرحيل من القرية، فهرب واغترب، لكن الأسئلة والشكوك ظلت تطارد أسرته الحزينة المنكوبة.
فالعفاف إن لم يمكن في الأرض لن تهنأ الأسر بالعيد الرغيد السعيد.
نقف هنا على أمل اللقاء بكم لتكملة هذه السلسلة المباركة، بإذن الله تعالى.