أبـوالولـــيـد
20-01-2022, 12:15 PM
حـارة العقـر بولاية نزوى..
أعيد تجديدها واستغلالها سياحيًا منذ 5 سنوات
كتب ـ عامر بن عبدالله الأنصاري
تصوير : فيصل البلوشي -
ولاية نزوى العريقة بتاريخها الحافل بالأحداث
عاصمة الثقافة الإسلامية كما اختارتها منظمة «الإيسيسكو» في عام 2015
ولم يأتِ هذا الاختيار من فراغ
فلتاريخها الحافل بالأثر الديني الإسلامي بصمة باقية إلى اليوم
ولقراها التاريخية حكايات يرويها السكان وأبناء الولاية حفاظًا على هذا الموروث
ولجدران البيوت وأبوابها الخشبية قصص كثيرة وتفاصيل شاهدة عليها إلى اليوم.
في الدائرة التي تحيط بمركز ولاية نزوى، كنا بجانب عظمة التاريخ وعراقة المكان
وشموخ قلعة نزوى، وعبق سوقها التراثي الزاخر بالتراث والفخاريات التي تضفي على المكان بصمة فريدة تدل على المكان
إذا ما انطلقت منه صورة نحو الفضاء الإلكتروني
وكنا في أحضان حارة العقر مكثنا فيها وفي زقاقها وقتا طويلا تعرفنا فيه على الكثير والكثير.
كنا ـ أنا والزميل المصور فيصل البلوشي ـ بانتظار صديقنا مازن أمبوسعيدي
الذي أكرمنا خير كرم، وهو من أبناء ولاية نزوى ومن سكان مركز المدينة، المعتزين بعراقة المكان والانتماء
فلا يمر يوم جمعة إلا وقد أخذ أبناءه إلى سوق نزوى
معايشا أجواءها التقليدية دون ملل أو كلل
مختلطا مع «الشِياب» الذين يزيدون إلى عراقة المكان عراقةً إضافية ويضفون من بركتهم على المكان
وترصد عدسة هاتف مازن من تلك الأجواء الكثير من التفاصيل فينقلها إلى متابعيه في مواقع التواصل الاجتماعي.
أخذنا مازن بجولة بين زقاق حارة العقر، وفي سوق نزوى
مرورا بالمزارع المجاورة والأفلاج
وعرَّفنا على النزل السياحية، تلك المنازل القديمة
التي كانت ذات يوم مهملة ثم تحولت إلى مشاريع سياحية
تتيح للزوار العيش في بيوت الطين ومحاكاة الواقع القديم.
جولة سياحية
في الأثناء، التقى مازن أمبوسعيدي بصديقه قصي الصباحي
وهو شاب من شباب ولاية نزوى استثمر في تراث حارة العقر
ليكون من أصحاب مشروع عربات نزوى السياحية
وهي سيارات كهربائية مكشوفة تتسع لستة ركاب، فكانت فرصة للتجول فيها.
نسير في السيارة بين البيوت القديمة
وينهل علينا الصباحي بمعلومات وافرة عن حارة العقر
وما تحويه في جنباتها من معالم أساسية
منها المساجد التاريخية والمنازل القديمة التي كانت مملوكة لأعلام من ولاية نزوى ومن عمان بشكل عام.
يخبرنا أن عُمرَ الحارة يعود إلى 1500 عام
وتعتبر الحارة مركز الإمامة الإسلامية قديمًا ومنطقة صناعة القرار
لذلك كانت الحارة محاطة بسور بطول كيلومترين تقربيا، يحوي أربعة بوابات
ويضم السور في داخله 300 بيت بناها العمانيون و17 برجًا
أما البوابات الأربعة فتسمى «صباحات»، سابقًا كان كل «صباح» يغلق ويفتح في أوقات معينة
ويتم توظيف حارس بداخلها لحساسية الحارة قديمًا وموقعها السياسي، وللحارس مسكن له ولعائلته.
نتجول في الحارة، نعايش الماضي الجميل
نحاكي طبيعة المكان قديما، وشخصيات الناس
وأسلوب الحوار
والكتابة إذ في ذلك الباب الخشبي على أحد المنازل القديمة نقشت قصيدة تقول:
« كتابي في الباب المُسوَّا المُحبر
لـست تبقت من ربيع المؤخر
لثالثةٍ تتلو الثمانين حجة
وألفٌ يوازي في الحساب المقرر
بدولة سلطان بن سيف بن مالك
إمام البرايا اليعربي المظفر
لقاضي القضاة الأريحي محمد
فتى ابن عبيدان الفقيه المطهر
تردى رداء العلم والحلم
والحجاب... بالعفاف مؤزر
ونجاره عبد الإله أخو النهى
سليل سنانٍ ذو الصفي المشهّر»
وقد فك شفرات هذه الكتابة التي تعود إلى حوالي 300 عام، وكيل مسجد الشواذنة حسن بن ناصر البوسعيدي.
مساجد الحارة
تضم حارة العقر القديمة 3 مساجد رئيسية
ومن أوائلها مسجد الشواذنة
الذي يعتبر ثاني مسجد بني في السلطنة على الإطلاق، وقد بني في السنة السابعة الهجرية، في عهد النبي عليه الصلاة والسلام
وينسب المسجد إلى قبيلة الشاذاني
أما ترميمه فقد كان في عام 2003
ويتميز محرابه بنقوش فريدة نقش عليه أسماء المساهمين في بناء المسجد، كانت فرصة سانحة لنا لدخول المسجد في أثناء صلاة المغرب
ليختار المصور فيصل زواياه الجميلة لالتقاط الصور.
إضافة إلى مسجد الفرض
الذي بني في القرن الخامس الهجري على يد الشيخ العالم أحمد بن محمد من بني محيص
وكذلك مسجد الشجبي الذي بني في عام 1100 هجري
ومسجد المزارعة
ويشار إلى أن كثرة المساجد في حارة العقر ترجع إلى كونها تلعب دورًا كبيرًا -عوضًا عن إقامة الصلاة- فقد كانت المساجد بمثابة المدارس ودار القضاء ومجالس العلم الديني
أما ارتفاع المساجد مقارنة بالمنازل فله دلالات وأهداف
ومن دلالاتها إضفاء العظمة على بيوت الله، وحمايتها من مجاري المياه
وكذلك كانت بمثابة الملجأ، وكما كان من أهداف ارتفاع المساجد أن يصل صوت الأذان إلى أكبر مستوى.
الأفلاج
رافقنا في بعض الأزقة صوت خرير المياه ونحن في تلك الجولة
إذ مررنا على عدد من الأفلاج
منها «فلج ضوت»
وتشير بعض المعلومات إلى أنه يعود لحوالي 1200 سنة
وهناك فلج آخر وهو «فلج الغنتق»
تلك الأفلاج وإلى اليوم مصدر مهم للزراعة والاستخدامات الأخرى
إذ الحارة تشتهر بزراعات متنوعة
كما كان الفلج يمر داخل القلعة وبعض البيوت للاستفادة من المياه التي تقسم وفق نسق معين دقيق جدا.
استراحات ونُزل
في حارة العقر أكثر من نزل سياحي
حيث تم استغلال المنازل القديمة وترميمها لتكون بمثابة استراحات بنظام فندقي يقدم الكثير من الخدمات
ومنها نزل «إنتيك إن» الذي كان محطة استراحة لنا في رحلتنا لمحافظة الداخلية لمدة 3 أيام.
وحدثنا سليمان السليماني، وهو صاحب «نزل البستان»ووكيل سور العقر
إذ قال عن الحارة:
«للمواطنين من أبناء ولاية نزوى جهود ملموسة وواضحة في أحياء حارة العقر، فقبل 5 سنوات تقريبا كانت الحارة مهملة
تسكنها القوى العاملة الوافدة، والوضع مزرٍ بشكل ملحوظ
كان أمل المواطنين أن تعيد الحكومة ممثلة بالجهات المعنية إحياء الحارة، ولكن لم يتم ذلك
وفي عام 2016 تم تأسيس شركة بوارق نزوى الدولية، وهي شركة أهلية أسسها 126 شخصًا من أبناء الولاية
وقامت الشركة بداية بترميم 6 بيوت، أربعة منها خصصت كبيوت للمبيت وواحد خصص كمكتب استقبال وبيت أخير خصص كمطعم
الغاية من الترميم لم تكن مادية فقط، بل إلهام الأهالي إمكانية استغلال تلك المنازل
فيعود الاهتمام بحارة العقر لتصبح حارة سياحية، وهذا ما تحقق وتغيرت كثيرٌ من ملامح الحارة كما هو مشاهد اليوم».
وتابع السليماني:
«بفضل هذه الجهود أصبح لحارة العقر ذكر في الكثير من وسائل الإعلام المحلية والدولية، وأصبح (نُزل نزوى التراثي) وهو أول مشروع سياحي بالحارة مكانا يستقطب الزوار من كل مكان للتعرف على هذه التجربة
وفي الفترة القادمة ستشهد الحارة مشاريع إضافية منها أكثر من متحف ومعرض وكوفي شوب».
وبصفته وكيلا لسور العقر قال السليماني:
«سور العقر لا يقتصر بالنسبة لي على تجميع الأموال، وهي حق للسور، سواء من أصحاب الأموال أو مستأجري النخيل، أو بعض المحلات الموجودة، ووقف سور العقر بسيط لا يفي بالتكلفة العالية لصيانته
إذ هناك أجزاء كبيرة متهالكة، ولكننا نبحث عن حلول أخرى سواء بتبرع الأفراد أو المؤسسات أو الدعم الحكومي لتمويل عمليات الترميم».
كذا كانت رحلتنا إلى حارة العقر بولاية نزوى، شهدنا حياة أعيدت إلى الحارة، ومشاريع سياحية ذات لون كلاسيكي من الموروث العماني، شهدنا إصرار الأهالي وأثر الشركات الأهلية في العطاء للوطن وتبديل الحال من وضع إلى وضع جديد مختلف تمامًا، وهكذا يعطي أهالي ولاية نزوى درسًا في الاستثمار من البيئة العمانية والأرض، درسًا في التكاتف والعطاء والاستفادة من خيرات البلاد دون التعويل المطلق على الحكومة، ففي الأرض خير وفير علينا أن نحرث فيها ونجني ثمارها كما فعل أبناء ولاية نزوى المتكاتفون.
https://www.omandaily.om/ولايات/حـارة-العقـر-بولاية-نزوى-أعيد-تجديدها
أعيد تجديدها واستغلالها سياحيًا منذ 5 سنوات
كتب ـ عامر بن عبدالله الأنصاري
تصوير : فيصل البلوشي -
ولاية نزوى العريقة بتاريخها الحافل بالأحداث
عاصمة الثقافة الإسلامية كما اختارتها منظمة «الإيسيسكو» في عام 2015
ولم يأتِ هذا الاختيار من فراغ
فلتاريخها الحافل بالأثر الديني الإسلامي بصمة باقية إلى اليوم
ولقراها التاريخية حكايات يرويها السكان وأبناء الولاية حفاظًا على هذا الموروث
ولجدران البيوت وأبوابها الخشبية قصص كثيرة وتفاصيل شاهدة عليها إلى اليوم.
في الدائرة التي تحيط بمركز ولاية نزوى، كنا بجانب عظمة التاريخ وعراقة المكان
وشموخ قلعة نزوى، وعبق سوقها التراثي الزاخر بالتراث والفخاريات التي تضفي على المكان بصمة فريدة تدل على المكان
إذا ما انطلقت منه صورة نحو الفضاء الإلكتروني
وكنا في أحضان حارة العقر مكثنا فيها وفي زقاقها وقتا طويلا تعرفنا فيه على الكثير والكثير.
كنا ـ أنا والزميل المصور فيصل البلوشي ـ بانتظار صديقنا مازن أمبوسعيدي
الذي أكرمنا خير كرم، وهو من أبناء ولاية نزوى ومن سكان مركز المدينة، المعتزين بعراقة المكان والانتماء
فلا يمر يوم جمعة إلا وقد أخذ أبناءه إلى سوق نزوى
معايشا أجواءها التقليدية دون ملل أو كلل
مختلطا مع «الشِياب» الذين يزيدون إلى عراقة المكان عراقةً إضافية ويضفون من بركتهم على المكان
وترصد عدسة هاتف مازن من تلك الأجواء الكثير من التفاصيل فينقلها إلى متابعيه في مواقع التواصل الاجتماعي.
أخذنا مازن بجولة بين زقاق حارة العقر، وفي سوق نزوى
مرورا بالمزارع المجاورة والأفلاج
وعرَّفنا على النزل السياحية، تلك المنازل القديمة
التي كانت ذات يوم مهملة ثم تحولت إلى مشاريع سياحية
تتيح للزوار العيش في بيوت الطين ومحاكاة الواقع القديم.
جولة سياحية
في الأثناء، التقى مازن أمبوسعيدي بصديقه قصي الصباحي
وهو شاب من شباب ولاية نزوى استثمر في تراث حارة العقر
ليكون من أصحاب مشروع عربات نزوى السياحية
وهي سيارات كهربائية مكشوفة تتسع لستة ركاب، فكانت فرصة للتجول فيها.
نسير في السيارة بين البيوت القديمة
وينهل علينا الصباحي بمعلومات وافرة عن حارة العقر
وما تحويه في جنباتها من معالم أساسية
منها المساجد التاريخية والمنازل القديمة التي كانت مملوكة لأعلام من ولاية نزوى ومن عمان بشكل عام.
يخبرنا أن عُمرَ الحارة يعود إلى 1500 عام
وتعتبر الحارة مركز الإمامة الإسلامية قديمًا ومنطقة صناعة القرار
لذلك كانت الحارة محاطة بسور بطول كيلومترين تقربيا، يحوي أربعة بوابات
ويضم السور في داخله 300 بيت بناها العمانيون و17 برجًا
أما البوابات الأربعة فتسمى «صباحات»، سابقًا كان كل «صباح» يغلق ويفتح في أوقات معينة
ويتم توظيف حارس بداخلها لحساسية الحارة قديمًا وموقعها السياسي، وللحارس مسكن له ولعائلته.
نتجول في الحارة، نعايش الماضي الجميل
نحاكي طبيعة المكان قديما، وشخصيات الناس
وأسلوب الحوار
والكتابة إذ في ذلك الباب الخشبي على أحد المنازل القديمة نقشت قصيدة تقول:
« كتابي في الباب المُسوَّا المُحبر
لـست تبقت من ربيع المؤخر
لثالثةٍ تتلو الثمانين حجة
وألفٌ يوازي في الحساب المقرر
بدولة سلطان بن سيف بن مالك
إمام البرايا اليعربي المظفر
لقاضي القضاة الأريحي محمد
فتى ابن عبيدان الفقيه المطهر
تردى رداء العلم والحلم
والحجاب... بالعفاف مؤزر
ونجاره عبد الإله أخو النهى
سليل سنانٍ ذو الصفي المشهّر»
وقد فك شفرات هذه الكتابة التي تعود إلى حوالي 300 عام، وكيل مسجد الشواذنة حسن بن ناصر البوسعيدي.
مساجد الحارة
تضم حارة العقر القديمة 3 مساجد رئيسية
ومن أوائلها مسجد الشواذنة
الذي يعتبر ثاني مسجد بني في السلطنة على الإطلاق، وقد بني في السنة السابعة الهجرية، في عهد النبي عليه الصلاة والسلام
وينسب المسجد إلى قبيلة الشاذاني
أما ترميمه فقد كان في عام 2003
ويتميز محرابه بنقوش فريدة نقش عليه أسماء المساهمين في بناء المسجد، كانت فرصة سانحة لنا لدخول المسجد في أثناء صلاة المغرب
ليختار المصور فيصل زواياه الجميلة لالتقاط الصور.
إضافة إلى مسجد الفرض
الذي بني في القرن الخامس الهجري على يد الشيخ العالم أحمد بن محمد من بني محيص
وكذلك مسجد الشجبي الذي بني في عام 1100 هجري
ومسجد المزارعة
ويشار إلى أن كثرة المساجد في حارة العقر ترجع إلى كونها تلعب دورًا كبيرًا -عوضًا عن إقامة الصلاة- فقد كانت المساجد بمثابة المدارس ودار القضاء ومجالس العلم الديني
أما ارتفاع المساجد مقارنة بالمنازل فله دلالات وأهداف
ومن دلالاتها إضفاء العظمة على بيوت الله، وحمايتها من مجاري المياه
وكذلك كانت بمثابة الملجأ، وكما كان من أهداف ارتفاع المساجد أن يصل صوت الأذان إلى أكبر مستوى.
الأفلاج
رافقنا في بعض الأزقة صوت خرير المياه ونحن في تلك الجولة
إذ مررنا على عدد من الأفلاج
منها «فلج ضوت»
وتشير بعض المعلومات إلى أنه يعود لحوالي 1200 سنة
وهناك فلج آخر وهو «فلج الغنتق»
تلك الأفلاج وإلى اليوم مصدر مهم للزراعة والاستخدامات الأخرى
إذ الحارة تشتهر بزراعات متنوعة
كما كان الفلج يمر داخل القلعة وبعض البيوت للاستفادة من المياه التي تقسم وفق نسق معين دقيق جدا.
استراحات ونُزل
في حارة العقر أكثر من نزل سياحي
حيث تم استغلال المنازل القديمة وترميمها لتكون بمثابة استراحات بنظام فندقي يقدم الكثير من الخدمات
ومنها نزل «إنتيك إن» الذي كان محطة استراحة لنا في رحلتنا لمحافظة الداخلية لمدة 3 أيام.
وحدثنا سليمان السليماني، وهو صاحب «نزل البستان»ووكيل سور العقر
إذ قال عن الحارة:
«للمواطنين من أبناء ولاية نزوى جهود ملموسة وواضحة في أحياء حارة العقر، فقبل 5 سنوات تقريبا كانت الحارة مهملة
تسكنها القوى العاملة الوافدة، والوضع مزرٍ بشكل ملحوظ
كان أمل المواطنين أن تعيد الحكومة ممثلة بالجهات المعنية إحياء الحارة، ولكن لم يتم ذلك
وفي عام 2016 تم تأسيس شركة بوارق نزوى الدولية، وهي شركة أهلية أسسها 126 شخصًا من أبناء الولاية
وقامت الشركة بداية بترميم 6 بيوت، أربعة منها خصصت كبيوت للمبيت وواحد خصص كمكتب استقبال وبيت أخير خصص كمطعم
الغاية من الترميم لم تكن مادية فقط، بل إلهام الأهالي إمكانية استغلال تلك المنازل
فيعود الاهتمام بحارة العقر لتصبح حارة سياحية، وهذا ما تحقق وتغيرت كثيرٌ من ملامح الحارة كما هو مشاهد اليوم».
وتابع السليماني:
«بفضل هذه الجهود أصبح لحارة العقر ذكر في الكثير من وسائل الإعلام المحلية والدولية، وأصبح (نُزل نزوى التراثي) وهو أول مشروع سياحي بالحارة مكانا يستقطب الزوار من كل مكان للتعرف على هذه التجربة
وفي الفترة القادمة ستشهد الحارة مشاريع إضافية منها أكثر من متحف ومعرض وكوفي شوب».
وبصفته وكيلا لسور العقر قال السليماني:
«سور العقر لا يقتصر بالنسبة لي على تجميع الأموال، وهي حق للسور، سواء من أصحاب الأموال أو مستأجري النخيل، أو بعض المحلات الموجودة، ووقف سور العقر بسيط لا يفي بالتكلفة العالية لصيانته
إذ هناك أجزاء كبيرة متهالكة، ولكننا نبحث عن حلول أخرى سواء بتبرع الأفراد أو المؤسسات أو الدعم الحكومي لتمويل عمليات الترميم».
كذا كانت رحلتنا إلى حارة العقر بولاية نزوى، شهدنا حياة أعيدت إلى الحارة، ومشاريع سياحية ذات لون كلاسيكي من الموروث العماني، شهدنا إصرار الأهالي وأثر الشركات الأهلية في العطاء للوطن وتبديل الحال من وضع إلى وضع جديد مختلف تمامًا، وهكذا يعطي أهالي ولاية نزوى درسًا في الاستثمار من البيئة العمانية والأرض، درسًا في التكاتف والعطاء والاستفادة من خيرات البلاد دون التعويل المطلق على الحكومة، ففي الأرض خير وفير علينا أن نحرث فيها ونجني ثمارها كما فعل أبناء ولاية نزوى المتكاتفون.
https://www.omandaily.om/ولايات/حـارة-العقـر-بولاية-نزوى-أعيد-تجديدها