شموس الحق
07-01-2019, 08:32 AM
مرايا مكسورةكالغيمة الماطرة في أرض قاحلة..كالنجمة الساطعة في جوف الليل .. كنسمات صيفية وقت الظهيرة .. تسللت إلى القلوب .. بردا وسلاما ... أملا وألما.. هكذا تبدو تلك الاحلام في الذاكرة منذ البدء .. في روزنامة التاريخ .. رسمها ذلك البدوي .. نعلم أنه منهك من وعثاء السفر .. كاولئك البائسون ..خلف جدران مؤلمة لحد الموت .. أرتحلوا في صخب .. كانوا قريبين جدا.. كاحلام صغار تداعب خيال طفل .. جذوة لها بريق في الأحداق .. مؤلم أحيانا بعض الانصات.. تسفتز دموع رجال .. تلهب جلبة تصفيق .. و طول الانتظار .. في مواسم الصبر .. سائرون نحو ظلام الغياب .... قبيل بزوغ نور الفجر ..وخيوط الامل.. يذكرون لحظة الموت ...كم هي مؤلمة.. تشبه لحظة الميلاد .. مغلقة الابواب ليل نهار .. اصوات تكاد ان تكون مسموعة .. تجر أذنابها في ذلك الرواق الضيق .. يعج احيانا بأصوات مؤذنين .. واصوات اخرى .. وقرقعة بطون خاوية .. لم تكن كذلك ؟.. ارواح متناسخة.. اشباح وهم وخيال .. وسراب ارادة وعزم .. خاوية الذوات من الفضيلة.. فارغة العقول .. عاصفة من الحزن .,. تبث الرعب والهلع .. حملت سحبا سوداء .. يتساقط منها مطرا اسودا .. تزلزل الصدور .. بطون رفاق خاوية .. رفضوا فتات الخبز .. تتناثر على قارعة الطريق .. يبقى وهج الحرية .. بريق ..امل حب وسلام .. وآخرون بطونهم نهمه حد التخمة .. يلتحفون بعباءة دافئة .. وسط برد شتاء .. يترقبون ... تتعالى انفاس مخنوقة .. وصرير قلم مبتور.. وجلبة دفاتر مشبعة بالقلق الحذر.. ودموع صابرة ..مؤرقة تلك الاحداث ..صاخبة بمشاهد قاتمة .. تتساقط الصروح والتماثيل ..تتمايل سنابل مثقلة .. وصوت نساء تداعب ابتسامات رضع.. في حقول قمح .. أطفال جائعة تترقب ... دخان خبز يتصاعد.. حصاد سنوات عجاف .. تتعاقب الفصول .. ليل نهار .. وعقارب الساعة تدور .. الانتظار ممل .. خلف الابواب .. والاسوار .. مزعجة اصوات تصفح الجرائد .. وتتبع الامل .. ومراقبة أشياء بالية.. مزدحمة تلك القاعة في تمام العاشرة .. لم يرحم المساء احلام مقيتة .. مرايا مكسورة .. تعكس واقع مرير .. زمن لا يرحم .. جروح تنزف .. دموع قهر تذرف .. أمل يولد من جديد .. بالفعل متعب الانتظار .. في طابور صباح .. نتذكر عودة المساء .. بين بساتين النخيل الوارفة .. مزهوة بالوانها .. واصوات الطيور الصغيرة .. رجوع بطيء الى قرية .. شوق وحنين .. الى بحر يطوي اشرعة مهترئة .. وصواري منهكة .. الى صفحات ياسمين الغياب ..اجتر القلم ..افترش الارض عشقا..اكتسى بدفء الشتاء ..ليلة مقمرة .. وهج ضياء .. ينفح ذكريات مع ريح الشمال .. احساس الالم .. ملتهب بالشوق .. رسالة قصيرة ..كتبها بأنامله متعبة .. تنمو وحيدة في غابة النسيان .. بعيدة عن نبض الروح .. لا يزال يتردد صدى تلك الاناشيد الصوفية .. تزهر ورودا ..تتلوى على قضبان صدئة..وأسيجة متشابكة .. تتوالد آهات متراكمة.. ترانيم ممزوجة بدموع الشوق .. وجوه بائسة .. بصمات ماثلة على صفحات تلك الجدران .. تختزل هذيان الغياب .. وهذيان يوم اللقاء .. عيون تحترق..غرس هذا الزمن الاحمق مخالبه في جسد مزقه الالم والضياع.. تطير اجنحة مبلولة الى ديار بعيدة.. متوهجة بابتسامتها .. كسكين صبر..و مخالب النسيان في صدر الحنين .. حملت حقيبة.. مليئة بالعذاب .. ذكريات اليمة .. يتذكرها زمان الفقد .. ترحل بعيدا .. تسافر بعيدا .. وحيدة ابجديات الحب .. حزن بفراق عيون صغيرة .. بقايا دموع.... غربتها مسكونة بألم وحدة .. كميلاد وجود من العدم .. كوطن غريب .. كأجنحة تطير الى افق بعيد .. ترسم دائرة .. تملا الكون سلاما .. يبقى الاخرون هناك .. في انتظار الليل والنهار .. الصيف والشتاء.. في انتظار عصافير الصباح .. و طيور الربيع .. تداعب نسيم يعانق القمم .. وتخترق الاسوار.. تقف على جدران بالية ..موغلة في القدم .. مترعة بهوى ينضح الم .. ونزوات الظلام ....تشبه اشباح الليل .. وحوش سوداء تترقب .. جاثمة في بطن هذا الوادي .. تتبع ايقاع خطواتها في سفوح مخيفة.. تسترق ضحكات ملعونة.. تحمل ضلوع بارزة .. انياب نتنة.. تنفث دماء .. تتامل بقايا جثمان واشلاء فريسة بشرية .. عيون بشعة .. مغمورة باحساس ألم و ياس .. شعور زائف بالسيادة والاستعلاء .. تبدد امام نظرات استكبار مهزومة .. وظلال مسافات طويلة .. مر الربيع من ها هنا .. وريح شتاء لم يكن دافئا.... لا يفارق حرية موعودة .. وبريق أمل زائف.. وتبقى ذكريات احتواها خيال واسع .. محفورة في القلوب .. ذات يوم .. على موعد مع ذكرى الزمن .. ستمر الايام .. وستعود لعبة الكراسي .. وتتساقط النجوم والشهب .. وستعود ذات يوم .. سماء الحب.. و اناشيد طفولة .. ويبقى الموعد .. بقلمي ناصر الضامري