سهل الباطن
07-11-2018, 08:39 PM
الدجاجة منتوفة الريش!
عبدالله الشيدي
29-11-2016م
رأت الدجاجة يوماً صاحبتها حزينةً واجمةً، وكأن اليأس قد ارتحل في خاطرها.
فسألتها: مالي أراكِ شاردة الفكر عابسة الوجه؟
ردت الدجاجة الحزينة: إن لوني ذا الذي ألبسُ لا يروقني وقد رأيتُ الجميعَ يتغزّلُ في جمالكن وأنتُنَّ بتلك الألوان الزاهية، بينما لا يرمقني حتى الأعمى وأنا في ثوبي الأسود هذا!
فشوري عليَّ برأيٍ سديدٍ يُزيلُ عنّي هذا الكرب الشديد!
ولأنّ الدجاجة تبقى دجاجة، جاء الفكر بقدر الحاجة. فأشارت على صاحبتها بأن أنتفي ريشكِ رويداً رويداً لعلّ بعده الأمل! فصوّرت لها الأحلام على عجل، وباشرت الغبية في نتف ريشها بلا وجل. وبعد حينٍ ظهر لمحُ البياضِ على ريشةٍ وأختها، فطارت بهما السوداءُ فرحاً واستبشرت أساريرها بهجةً، فخرجت على قومها تخبرهم الأمر الجلل، فدعاها فكرها المتّقدُ أنه بعد اليومِ لا مهل، فراحت تفرغ جسدها من الريشِ مسرعةً لعلها تبلغُ المُراد الأجمل. فخلى جسدها من جميعِ الريشِ إلا تلكما الريشتين بلمحة الملكي الأجَلّ.
لكنها لم تحسب للبعيدِ حساب، فجاء الشتاءُ وحلّ معه الضباب، وصار البردُ يقصفُ أطرافها بلا هوادة ولا عتاب، فقامت تبحثُ عن ريشها المتناثرِ، فأنّى لها الجمعُ وقد نعق الغراب؟!
وجاءت سكرةُ الموتِ بالحقِ ولات حين مناص.
عندما نستعجلُ التغيير فإننا نطرحُ جانباً الكثير من إيجابيات الوضع الراهن، ولربما فقدنا جميع ما نصبو إليه.
عبدالله الشيدي
29-11-2016م
رأت الدجاجة يوماً صاحبتها حزينةً واجمةً، وكأن اليأس قد ارتحل في خاطرها.
فسألتها: مالي أراكِ شاردة الفكر عابسة الوجه؟
ردت الدجاجة الحزينة: إن لوني ذا الذي ألبسُ لا يروقني وقد رأيتُ الجميعَ يتغزّلُ في جمالكن وأنتُنَّ بتلك الألوان الزاهية، بينما لا يرمقني حتى الأعمى وأنا في ثوبي الأسود هذا!
فشوري عليَّ برأيٍ سديدٍ يُزيلُ عنّي هذا الكرب الشديد!
ولأنّ الدجاجة تبقى دجاجة، جاء الفكر بقدر الحاجة. فأشارت على صاحبتها بأن أنتفي ريشكِ رويداً رويداً لعلّ بعده الأمل! فصوّرت لها الأحلام على عجل، وباشرت الغبية في نتف ريشها بلا وجل. وبعد حينٍ ظهر لمحُ البياضِ على ريشةٍ وأختها، فطارت بهما السوداءُ فرحاً واستبشرت أساريرها بهجةً، فخرجت على قومها تخبرهم الأمر الجلل، فدعاها فكرها المتّقدُ أنه بعد اليومِ لا مهل، فراحت تفرغ جسدها من الريشِ مسرعةً لعلها تبلغُ المُراد الأجمل. فخلى جسدها من جميعِ الريشِ إلا تلكما الريشتين بلمحة الملكي الأجَلّ.
لكنها لم تحسب للبعيدِ حساب، فجاء الشتاءُ وحلّ معه الضباب، وصار البردُ يقصفُ أطرافها بلا هوادة ولا عتاب، فقامت تبحثُ عن ريشها المتناثرِ، فأنّى لها الجمعُ وقد نعق الغراب؟!
وجاءت سكرةُ الموتِ بالحقِ ولات حين مناص.
عندما نستعجلُ التغيير فإننا نطرحُ جانباً الكثير من إيجابيات الوضع الراهن، ولربما فقدنا جميع ما نصبو إليه.