سهل الباطن
20-10-2018, 11:16 AM
هل يحكم المال العلم؟
عبدالله الشيدي
28/3/2016م
هكذا وضعتُ العنوانَ بلا شكلٍ ولا تشكيل، ولأيٍ منكم وضع التشكيل الذي يرتأيه حسب قناعاته وأفكاره وتجليات الواقع الذي نعيشه.
في إحدى المرات القلائل التي أتابع فيها التلفاز خارج نطاق الأخبار الرياضية أو المباريات الكروية قادتني الصدفة لأحط بأصابعي على جهاز التحكم ضاغطاً رقماً سلساً لأتمكن بعدها من دغدغة تلك النتوءات البلاستيكية جيئةً وذهاباً حتى أصل مبتغاي للقناة الرياضية الأشهر، ولم يكن في بالي حتى أن أعرّج على سواها من القنوات فقد سأمنا البؤس والشؤم الذي تحمله إلينا القنوات قاطبةً، حين ساقتني الصدفة إلى إحدى القنوات العربية وقد حملت بعض اللقطات التي استوقفتني ومختصرها المفيد المال مقابل العلم.
لم تكن المقابلة تحملُ حرباً أو تضاداً في الآراء، بل على العكس كان اللقاء حبّياً وودياً لأقصى ما نظرته عيناي على الأقل وبقي ما غار في الصدور من أمور الغيب لا يعلمها إلا الله. لكن الصورة تبدو جليةً بتوهج الوجوه فرحاً واستبشاراً بمقدم صاحب المال راعي الحفل صاحب الأيادي الطُول في لملمة شتات القطاع العلمي المعني، وفي مؤتمرٍ علميٍ عالميٍ زاخرٍ بالعقول التي ثقلت موازينها بالنظريات والإبداعات التي سطرتها على جبين الزمان والتي أدمت المحابر وأنهكت المطابع.
غير أن ما استحضرتُ في تلك البرهةِ شرد بي بعيداً عن شاشة التلفاز، وأوصلني لتساؤلٍ عجزتُ عن إجابته، واستعصت علي فواتحه ناهيك عن الخواتيم. شغلتُ فكري كثيراً وطويلاً بالشأن الذي جمع الشطرين؟! ماذا يفعلُ هؤلاء مع هذا؟ وما الذي أتى بهذا لهؤلاء؟ فلم نعهد هؤلاء في مضمار هذا! ولم نشهد هذا متسابقاً مع هؤلاء؟! والغريب أن صاحب المال هو الركيزة العظمى، والدعامة الكبرى، واللبنة الوثقى في مقابل جميع تلك العقول التي أتت لتحيي أمل الأمة الإسلامية في تصدر زعامة البحث العلمي على واجهات الصحف فقط ولا غير طبعاً.
رجعتُ إلى رشدي الذي غاب قليلاً لأزن الأمور بموازينها لأختم بأن ما جمعته جميع تلك العقول من علمٍ ومعرفةٍ والذي يُعدُّ قروناً بالزمان لكنه لا ولن يوازي قيمة المال الذي بحوزة صاحب المكان والدليل أنه أخضعها جميعاً لإرادته حين وافقته على مشاركتها في غطرسته.
عبدالله الشيدي
28/3/2016م
هكذا وضعتُ العنوانَ بلا شكلٍ ولا تشكيل، ولأيٍ منكم وضع التشكيل الذي يرتأيه حسب قناعاته وأفكاره وتجليات الواقع الذي نعيشه.
في إحدى المرات القلائل التي أتابع فيها التلفاز خارج نطاق الأخبار الرياضية أو المباريات الكروية قادتني الصدفة لأحط بأصابعي على جهاز التحكم ضاغطاً رقماً سلساً لأتمكن بعدها من دغدغة تلك النتوءات البلاستيكية جيئةً وذهاباً حتى أصل مبتغاي للقناة الرياضية الأشهر، ولم يكن في بالي حتى أن أعرّج على سواها من القنوات فقد سأمنا البؤس والشؤم الذي تحمله إلينا القنوات قاطبةً، حين ساقتني الصدفة إلى إحدى القنوات العربية وقد حملت بعض اللقطات التي استوقفتني ومختصرها المفيد المال مقابل العلم.
لم تكن المقابلة تحملُ حرباً أو تضاداً في الآراء، بل على العكس كان اللقاء حبّياً وودياً لأقصى ما نظرته عيناي على الأقل وبقي ما غار في الصدور من أمور الغيب لا يعلمها إلا الله. لكن الصورة تبدو جليةً بتوهج الوجوه فرحاً واستبشاراً بمقدم صاحب المال راعي الحفل صاحب الأيادي الطُول في لملمة شتات القطاع العلمي المعني، وفي مؤتمرٍ علميٍ عالميٍ زاخرٍ بالعقول التي ثقلت موازينها بالنظريات والإبداعات التي سطرتها على جبين الزمان والتي أدمت المحابر وأنهكت المطابع.
غير أن ما استحضرتُ في تلك البرهةِ شرد بي بعيداً عن شاشة التلفاز، وأوصلني لتساؤلٍ عجزتُ عن إجابته، واستعصت علي فواتحه ناهيك عن الخواتيم. شغلتُ فكري كثيراً وطويلاً بالشأن الذي جمع الشطرين؟! ماذا يفعلُ هؤلاء مع هذا؟ وما الذي أتى بهذا لهؤلاء؟ فلم نعهد هؤلاء في مضمار هذا! ولم نشهد هذا متسابقاً مع هؤلاء؟! والغريب أن صاحب المال هو الركيزة العظمى، والدعامة الكبرى، واللبنة الوثقى في مقابل جميع تلك العقول التي أتت لتحيي أمل الأمة الإسلامية في تصدر زعامة البحث العلمي على واجهات الصحف فقط ولا غير طبعاً.
رجعتُ إلى رشدي الذي غاب قليلاً لأزن الأمور بموازينها لأختم بأن ما جمعته جميع تلك العقول من علمٍ ومعرفةٍ والذي يُعدُّ قروناً بالزمان لكنه لا ولن يوازي قيمة المال الذي بحوزة صاحب المكان والدليل أنه أخضعها جميعاً لإرادته حين وافقته على مشاركتها في غطرسته.