شموس الحق
23-08-2017, 12:13 PM
احلام اعمى
اعتاد المشلول في كرسيه المتحرك على المرور على صديقه الاعمى ..الوقت عصرا.. ، ترافقا معا كالعادة الى شارع..يسمونه بشارع الحب.. الاعمى يدفع كرسي متحرك يجلس عليه صديقه المشلول.. المشلول يوجه الاعمى للمشي في اتجاهات مختلفة ..يمشيان معا على شاطيء .. متناغمان ..متآلفان ..رغم فقدان حواس ذات اهمية .. توقفا في جلسة بمنتصف الشارع ..تصادف وجود امرأة .. تنظر اليهما بشي من الاشفاق والعطف ..اقترب منها الاعمى .. نزق لسماع صوتها الطفولي ..تبادله التحية.. الهبت عاطفته وميله الفطري للانثى ..بادلها الحديث بفضول مفضح .. اكتفى المشلول بالصمت المطلق .. ينظر اليهما.. أكتفى برؤية المرأة ترمق صديقه الاعمى بابتسامة ساحرة.. تنذر بوجه بريء ... تبوح بالانسانية والصدق..تبدي إعجابا منقطع النظير .. تآلف وتناغم.. تجمعهما انسانية مطلقة .. يبدو ان الاعمى سرح في تفاصيل خيال تلك المرأة .. هام في إعجاب متنامي ..لم يفصح عنه.. حركت ساكن اعماقه ..انعكس في تسارع دقات قلبه .. يعتقد ربما انها هي من تسكن احلامه منذ الطفولة .. حان الوقت ان يكسر جدار صمته.. هل تعي ما سيقول .. ما يشعربه من احساس .. الأعمى آذان صاغية لحديثها .,.عن جمال الحياة.. زرقة السماء ..صمت البحر ..هدوء النسيم ..نزهة الشاطيء .. يتجاذب معها اطراف الحديث ..بكل اريحية .. التزم معها بالادب دون تجاوز للخطوط الحمراء .. تمنى ان تقف عقارب الساعة ..كما تقف أمواج البحر من الهدير قليلا .. تمنى ان لا يراود المرأة شيئا من الملل في حديثها ..عذب المذاق.. ارتسمت في ناظريه احلام وردية .. راوده احساس جميل ..كانه يسمع قصيدة لبشار بن برد يقول:.. ان الاذن تعشق قبل العين احيانا .. طلب منها بكل ادب -اذا تسمح له- بالمشي معها لوحده .. شعر بقليل من التعب لوقوفه فترة طويلة..لم تمانع .. اعتادت على ممارسة رياضة المشي ..امتثالا لتعليمات طبيبها الخاص .. لكونه السبيل الوحيد لمكافحة مرض السكر..مشى بالقرب منها ..بابتسامه مكتنزة بالشوق ..تاركا صديقه المشلول على كرسيه وحيدا...انتظر برهة من الوقت .. حتى عاد صديقه الاعمى بدون المرأة..يبوح بابتسامة خجلى.. قفلا عائدين ..شعر المشلول بسخونة يدي صديقه الاعمى..يبدي سعادة لم يعهدها من قبل .. كأنه استعاد شيئا من بصره وبصيرته .. انه الاحساس والشعور الملتهب بالحب .. يدق بابه .. يغمغم المشلول بداخله سؤالا محيرا ..هل يدري الاعمى انها إمرأة ستينية.. في اليوم التالي ..عاد الاعمى يدفع كرسي المشلول ..بسرعة غير معتادة ..كانت تنتظره في الموعد المحدد ..استأذن الاعمى صديقه ..ومشى بالقرب من المرأة ..حديث ذو شجون ..لا يدرك المشلول تفاصيله .. اكتفى بالنظر الى هدوء البحر ..وانتظار عودة صديقه الاعمى ..اوشكت الشمس على الغروب .. لم يعد الاعمى ..حينما غابت الشمس خلف حدود الافق ..اسدل الظلام ستائره ..عاد المشلول الى دياره ..هذه المرة وحيدا .. لان صديقه الاعمى ..ذهب عنه .. ولم يعد .. بقلمي/ ناصر الضامري
اعتاد المشلول في كرسيه المتحرك على المرور على صديقه الاعمى ..الوقت عصرا.. ، ترافقا معا كالعادة الى شارع..يسمونه بشارع الحب.. الاعمى يدفع كرسي متحرك يجلس عليه صديقه المشلول.. المشلول يوجه الاعمى للمشي في اتجاهات مختلفة ..يمشيان معا على شاطيء .. متناغمان ..متآلفان ..رغم فقدان حواس ذات اهمية .. توقفا في جلسة بمنتصف الشارع ..تصادف وجود امرأة .. تنظر اليهما بشي من الاشفاق والعطف ..اقترب منها الاعمى .. نزق لسماع صوتها الطفولي ..تبادله التحية.. الهبت عاطفته وميله الفطري للانثى ..بادلها الحديث بفضول مفضح .. اكتفى المشلول بالصمت المطلق .. ينظر اليهما.. أكتفى برؤية المرأة ترمق صديقه الاعمى بابتسامة ساحرة.. تنذر بوجه بريء ... تبوح بالانسانية والصدق..تبدي إعجابا منقطع النظير .. تآلف وتناغم.. تجمعهما انسانية مطلقة .. يبدو ان الاعمى سرح في تفاصيل خيال تلك المرأة .. هام في إعجاب متنامي ..لم يفصح عنه.. حركت ساكن اعماقه ..انعكس في تسارع دقات قلبه .. يعتقد ربما انها هي من تسكن احلامه منذ الطفولة .. حان الوقت ان يكسر جدار صمته.. هل تعي ما سيقول .. ما يشعربه من احساس .. الأعمى آذان صاغية لحديثها .,.عن جمال الحياة.. زرقة السماء ..صمت البحر ..هدوء النسيم ..نزهة الشاطيء .. يتجاذب معها اطراف الحديث ..بكل اريحية .. التزم معها بالادب دون تجاوز للخطوط الحمراء .. تمنى ان تقف عقارب الساعة ..كما تقف أمواج البحر من الهدير قليلا .. تمنى ان لا يراود المرأة شيئا من الملل في حديثها ..عذب المذاق.. ارتسمت في ناظريه احلام وردية .. راوده احساس جميل ..كانه يسمع قصيدة لبشار بن برد يقول:.. ان الاذن تعشق قبل العين احيانا .. طلب منها بكل ادب -اذا تسمح له- بالمشي معها لوحده .. شعر بقليل من التعب لوقوفه فترة طويلة..لم تمانع .. اعتادت على ممارسة رياضة المشي ..امتثالا لتعليمات طبيبها الخاص .. لكونه السبيل الوحيد لمكافحة مرض السكر..مشى بالقرب منها ..بابتسامه مكتنزة بالشوق ..تاركا صديقه المشلول على كرسيه وحيدا...انتظر برهة من الوقت .. حتى عاد صديقه الاعمى بدون المرأة..يبوح بابتسامة خجلى.. قفلا عائدين ..شعر المشلول بسخونة يدي صديقه الاعمى..يبدي سعادة لم يعهدها من قبل .. كأنه استعاد شيئا من بصره وبصيرته .. انه الاحساس والشعور الملتهب بالحب .. يدق بابه .. يغمغم المشلول بداخله سؤالا محيرا ..هل يدري الاعمى انها إمرأة ستينية.. في اليوم التالي ..عاد الاعمى يدفع كرسي المشلول ..بسرعة غير معتادة ..كانت تنتظره في الموعد المحدد ..استأذن الاعمى صديقه ..ومشى بالقرب من المرأة ..حديث ذو شجون ..لا يدرك المشلول تفاصيله .. اكتفى بالنظر الى هدوء البحر ..وانتظار عودة صديقه الاعمى ..اوشكت الشمس على الغروب .. لم يعد الاعمى ..حينما غابت الشمس خلف حدود الافق ..اسدل الظلام ستائره ..عاد المشلول الى دياره ..هذه المرة وحيدا .. لان صديقه الاعمى ..ذهب عنه .. ولم يعد .. بقلمي/ ناصر الضامري