ابا مازن
05-07-2017, 11:27 AM
أثير- د/عبدالله عبدالرزاق باحجاج
قدر بلادنا أن تعيش في منطقة اقليمية حافلة بالأزمات والحروب ، القديمة منها والحديثة ، وقدر هذه المنطقة أن تشعل ازماتها وحروبها قوى عالمية ، تحريضا وفتنة ، لتحقيق اجندة متعددة ، منها ما هو معلوم ، ومنها ما هو مجهول ، لكنه يدرك بالوعي من خلال اعمال الحواس الخمس ، فكيف اذا التقت هذه الاجندة ،، ظرفيا،، مع طموحات سلطوية ، مستعدة أن تعيد الخارطة الاقليمية لمصالح ذاتية ؟
لن يمكننا أن نقتلع جغرافيتنا الوطنية ، ونختار مكان أخر ، ولا جيران أخرين ، هذا قدرنا ، ونسلم به ، لكننا لن نسلم من اكراهاته ولا تحدياته المباشرة وغير المباشرة ، رغم ما تتبناه بلادنا من سياسية عقلانية بعيدة كل البعد عن الانفعالية ، وعن المغامرات السياسية ، وعن التدخلات واية استفزازات لفظية أو فعلية ، بل أن حيادها الايجابي قد أصبح يضعها امام اكراهات حتى لو كان وراءه دوافع انسانية .
أذن ، لا مناص من مواجهة التساؤل التالي ، ماهى خطوطنا الدفاعية لمواجهة الازمات الجيوسياسية و تداعياتها ؟ لدينا الان تصورات ذهنية بماهية الأزمات الجيوسياسية ، وطبيعتها ومستقبلها ، يمكننا من خلالها رسم خارطة بالخطوط الدفاعية لمواجهة الازمات ، ولو توقفنا عند الازمة الراهنة بين الاشقاء ، فإنها تفتح لنا الافاق على مصاريعها في تحديد الازمات الجيوسياسية المقبلة ، وتداعيات الازمة الراهنة على المنطقة بما جغرافيتنا الوطنية ، ونأخذ مصطلح الجيوسياسية من منظورين ، اضيق ، وهو تأثير الجغرافيا على السياسة ، والاخر أوسع ، ويشمل الروابط والعلاقات السببية بين السلطة السياسية والحيز الجغرافي – كما سيأتي توضيحه لاحقا –
ولا ينبغي أن نستبعد ان تجر بلادنا الى أية ازمة اقليمية راهنة أو مقبلة ، بسبب حيادها الايجابي ، وكلنا نعلم كمتابعين للسياسية الخارجية العمانية ، تدخلاتها الايجابية في الازمات لدواعي إنسانية ، والاخطر ما في الازمات الجيوسياسية الجديدة ، تحولها الى منطق اللامعقول ، وهو ،، إن لم تكن معنا ، فأنت ضدنا ،، وكذلك ، تجريم اية تعاطف إنساني مع تداعيات الازمات الجيوسياسية ، وهذا توجه سوف يشكل أبرز اكراهات المرحلة المقبلة .
لذلك ، فالتساؤل سالف الذكر تفرضه الضرورات العمانية ، فهناك مجموعة ضرورات – ليس ضرورة واحدة – تبرر مشروعية طرحه الان ، وتختزل هذه الضرورات ، قضية ديمومة سيرنا الطبيعي الامن في كل مناحي وشئون دولتنا ، وكذلك التمسك بمبادئنا العمانية وسياستنا الخارجية سواء في الازمات أو دونها ، خاصة ما يتعلق منها بعمق علاقات بلادنا الاقتصادية والتجارية و….. الخ مع دول المحيط الجيوسياسي .
ومن وحي احدث الازمات الخليجية ، يأتي أمننا الاقتصادي والغذائي على راس الهواجس ، فكيف ينبغي تأمينه داخليا وخارجيا من حيث تعدد المصادر الجغرافية ، وتنوع طرق ووسائل الاستيراد والتصدير ، وتوسيع نطاق الشركاء التجاريين على مستوى الجغرافيات ؟ وذلك في ضوء ما تعطينا ازمة الاشقاء الاخيرة من دروس وعبر غير مسبوقة تماما ، لكنها في المقابل ، تدفع بنا الى الاستفادة منها في مجال تحصين بلادنا من ازمات مشابهة أو ازمات جيوسياسية جديدة .
فالأزمات الاقليمية ، تحتم على بلادنا تصنيف المخاطر من كل الجهات الجغرافية المحيطة بها ، مخاطر متوقعة ، ودرجة توقعها ، ومداها الزمني ، وغير المتوقعة ، ومن ثم نتائج المخاطر السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، والامنية .. الخ فالأزمة الاخيرة مثلا ، نخرج منها بأهم الدروس، وهى عدم الاعتماد الكبير على جهة استيرادية واحدة ، أو منفذ للاستيراد ، فلابد من تعدد الجهات ، كما يجب أن يكون هناك بدائل جغرافية مفعلة بالتوازي مع القائم لأسوأ الاحتمالات .
وهنا ، لا يمكن تجاهل (7) مواني بحرية في بلادنا ، كلها ذات اهمية جيوسياسية استراتيجية ، وكلها تفتح لنا منافذ امنة وخيارات تصديرية واستيرادية عديدة ، تكسر حدية الاعتماد على جهة ومنفذ واحد ، أثنان منها يقعان خارج منطقة الصراعات والتوترات الدائمة في مضيق هرمز ، وهما ، صلالة والدقم اللذين يطلان على بحر العرب والمحيط الهندي ، ويرتبطان بخطوط الملاحة الدولية المفتوحة ، ويوفران للحاويات الكبيرة ذات الطاقة الاستيعابية من (16- 18) الف طن تعادل (20) قدما ما بين يومين الى ثلاثة ايام ، علاوة على خفض تكاليف التأمين ، لكنهما ورغم ذلك غير مفعلان تجاريا .
فمستقبل ادارتنا لمثل هذه الازمات ، فتح مينائي صلالة والدقم كداعمين رئيسيين لعلميتي الاستيراد والتصدير في تلك المجالات مباشرة ، وللأسف ، فإن أغلبية استيرادنا يأتي من منفذ بحري واحد ، حيث هناك اعتماد شبه مطلق على ميناء اقليمي واحد ، فهل هذا يعكس الادارة الصحيحة لمنطق الازمات الجيوسياسية في ضوء تجربة أزمة الاشقاء الراهنة ؟
إذن ، هناك ما يبرر طرح ذلك التساؤل الان بالذات ؟ وهذه الانية تحتمها كذلك البعد الاقليمي وتقاطعه الدولي ، فالحتمية تشير فعلا الى اندلاع مخاطر جيوسياسية استراتيجية ، وردة فعل غاضبة على المواقف من ازمة الخليج الجديدة ، لن تنسى ، وستدفع دول المواقف الثمن في الوقت المناسب ، لابد من التلويح بهذا السيناريو ، وهو حتمي لكل مطلع على البعد السيكولوجي لصناع القرار الخليجي الجدد .
كما أن هناك تحليلات كثيرة تشير الى انفجار احتقانات قديمة ضمن معمعة الازمة الراهنة ، بخلفية دولية ، وكل هذه السيناريوهات التي نطرحها هنا ، لابد أن تخضع لجلسات عصف ذهني معمقة في مطابخ متخصصة ، يديرها تكنوقراطيين عمانيين من مختلف التخصصات العلمية ، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية والاعلامية ، بالاستعانة مع خبرات اجنبية مماثلة وذات صدقية مهنية عالية المستوى ، من اجل رسم خارطة بالمهددات والاكراهات لواقعنا الشمولي من مختلف زواياه ومجالاته ، ومن ثم كيف يمكن مواجهتها قبل ان تقع وبعد أن تقع .
ومنظورنا الاخير ، يطرح نوعين من ادارة الازمات ، الاول ، التنبؤ والاستعداد لما قد يحدث ، خاصة الان بعد انكشاف البعد الاقليمي وتقاطعه مع ابعاد دولية ، بحيث يسهل لنا عملية التنبؤ بسهولة ، وثانيهما التعامل الفعال والمهني والسريع مع ما قد يحدث بالفعل في اية لحظات ، بما فيها امتصاص عنصر الفجائية أو المفاجأة الاولى ، وتعلمنا ازمة الاشقاء بان هذا الامتصاص يعد بمثابة النجاح الاساسي الذي يمهد لمجموع نجاحات مقبلة ، وتعلمنا أزمة الاشقاء كذلك ، أن الادارة المسبقة للازمات ، والعقلانية في ادارتها ، تحول دون إحداث التحولات في نمط سلوك الدولة والمجتمع نتيجة صدماتها الاقتصادية والاجتماعية .
من المسلمات الان بالنسبة لبلادنا ، أنه ينبغي وسريعا ، أجراء تقدير وتقييم واقعي لمستقبل توازنات القوى الاقليمية في ضوء مساعي بعض الفاعلين فيها على اعادة رسم الخارطة الاقليمية ، بتحديات امنية جديدة ، عبر كسر مفهوم التحالفات القديمة ـ وتأسيس عوامل جيوسياسية جديدة ، لأحداث تغيير عميق في قواعد اللعبة الاقليمية ، الذي يشغلنا هنا كثيرا ، التموقع الجغرافي الاستراتيجي لبلادنا ، وتأثير الازمات الجيوسياسية على شأننا الداخلي ، وهذا ما يدعونا الى رسم خارطة وطنية بالتحديات والاكراهات الجيوسياسية المقبلة ، وكيفية مواجهتها من منظوري ادارة ازمة قبل أن تقع ، وادارتها بعيد أن تقع .. للموضوع تتمة تحت عنوان خطوطنا الدفاعية لمواجهة ازمات جيوسياسية ، سنحاول في مضمونه الاستشهاد بحالة كنموذج لخط دفاعي حصين مهما كانت حدة الازمات الجيوسياسية المقبلة .
Read more: http://www.atheer.om/archives/439934/%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d8%af%d8%a7%d8%af%d8%a7%d 8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d9%86%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%a3%d8%b2%d9%85%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d 8%b3/#ixzz4lwKafJ1J
قدر بلادنا أن تعيش في منطقة اقليمية حافلة بالأزمات والحروب ، القديمة منها والحديثة ، وقدر هذه المنطقة أن تشعل ازماتها وحروبها قوى عالمية ، تحريضا وفتنة ، لتحقيق اجندة متعددة ، منها ما هو معلوم ، ومنها ما هو مجهول ، لكنه يدرك بالوعي من خلال اعمال الحواس الخمس ، فكيف اذا التقت هذه الاجندة ،، ظرفيا،، مع طموحات سلطوية ، مستعدة أن تعيد الخارطة الاقليمية لمصالح ذاتية ؟
لن يمكننا أن نقتلع جغرافيتنا الوطنية ، ونختار مكان أخر ، ولا جيران أخرين ، هذا قدرنا ، ونسلم به ، لكننا لن نسلم من اكراهاته ولا تحدياته المباشرة وغير المباشرة ، رغم ما تتبناه بلادنا من سياسية عقلانية بعيدة كل البعد عن الانفعالية ، وعن المغامرات السياسية ، وعن التدخلات واية استفزازات لفظية أو فعلية ، بل أن حيادها الايجابي قد أصبح يضعها امام اكراهات حتى لو كان وراءه دوافع انسانية .
أذن ، لا مناص من مواجهة التساؤل التالي ، ماهى خطوطنا الدفاعية لمواجهة الازمات الجيوسياسية و تداعياتها ؟ لدينا الان تصورات ذهنية بماهية الأزمات الجيوسياسية ، وطبيعتها ومستقبلها ، يمكننا من خلالها رسم خارطة بالخطوط الدفاعية لمواجهة الازمات ، ولو توقفنا عند الازمة الراهنة بين الاشقاء ، فإنها تفتح لنا الافاق على مصاريعها في تحديد الازمات الجيوسياسية المقبلة ، وتداعيات الازمة الراهنة على المنطقة بما جغرافيتنا الوطنية ، ونأخذ مصطلح الجيوسياسية من منظورين ، اضيق ، وهو تأثير الجغرافيا على السياسة ، والاخر أوسع ، ويشمل الروابط والعلاقات السببية بين السلطة السياسية والحيز الجغرافي – كما سيأتي توضيحه لاحقا –
ولا ينبغي أن نستبعد ان تجر بلادنا الى أية ازمة اقليمية راهنة أو مقبلة ، بسبب حيادها الايجابي ، وكلنا نعلم كمتابعين للسياسية الخارجية العمانية ، تدخلاتها الايجابية في الازمات لدواعي إنسانية ، والاخطر ما في الازمات الجيوسياسية الجديدة ، تحولها الى منطق اللامعقول ، وهو ،، إن لم تكن معنا ، فأنت ضدنا ،، وكذلك ، تجريم اية تعاطف إنساني مع تداعيات الازمات الجيوسياسية ، وهذا توجه سوف يشكل أبرز اكراهات المرحلة المقبلة .
لذلك ، فالتساؤل سالف الذكر تفرضه الضرورات العمانية ، فهناك مجموعة ضرورات – ليس ضرورة واحدة – تبرر مشروعية طرحه الان ، وتختزل هذه الضرورات ، قضية ديمومة سيرنا الطبيعي الامن في كل مناحي وشئون دولتنا ، وكذلك التمسك بمبادئنا العمانية وسياستنا الخارجية سواء في الازمات أو دونها ، خاصة ما يتعلق منها بعمق علاقات بلادنا الاقتصادية والتجارية و….. الخ مع دول المحيط الجيوسياسي .
ومن وحي احدث الازمات الخليجية ، يأتي أمننا الاقتصادي والغذائي على راس الهواجس ، فكيف ينبغي تأمينه داخليا وخارجيا من حيث تعدد المصادر الجغرافية ، وتنوع طرق ووسائل الاستيراد والتصدير ، وتوسيع نطاق الشركاء التجاريين على مستوى الجغرافيات ؟ وذلك في ضوء ما تعطينا ازمة الاشقاء الاخيرة من دروس وعبر غير مسبوقة تماما ، لكنها في المقابل ، تدفع بنا الى الاستفادة منها في مجال تحصين بلادنا من ازمات مشابهة أو ازمات جيوسياسية جديدة .
فالأزمات الاقليمية ، تحتم على بلادنا تصنيف المخاطر من كل الجهات الجغرافية المحيطة بها ، مخاطر متوقعة ، ودرجة توقعها ، ومداها الزمني ، وغير المتوقعة ، ومن ثم نتائج المخاطر السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، والامنية .. الخ فالأزمة الاخيرة مثلا ، نخرج منها بأهم الدروس، وهى عدم الاعتماد الكبير على جهة استيرادية واحدة ، أو منفذ للاستيراد ، فلابد من تعدد الجهات ، كما يجب أن يكون هناك بدائل جغرافية مفعلة بالتوازي مع القائم لأسوأ الاحتمالات .
وهنا ، لا يمكن تجاهل (7) مواني بحرية في بلادنا ، كلها ذات اهمية جيوسياسية استراتيجية ، وكلها تفتح لنا منافذ امنة وخيارات تصديرية واستيرادية عديدة ، تكسر حدية الاعتماد على جهة ومنفذ واحد ، أثنان منها يقعان خارج منطقة الصراعات والتوترات الدائمة في مضيق هرمز ، وهما ، صلالة والدقم اللذين يطلان على بحر العرب والمحيط الهندي ، ويرتبطان بخطوط الملاحة الدولية المفتوحة ، ويوفران للحاويات الكبيرة ذات الطاقة الاستيعابية من (16- 18) الف طن تعادل (20) قدما ما بين يومين الى ثلاثة ايام ، علاوة على خفض تكاليف التأمين ، لكنهما ورغم ذلك غير مفعلان تجاريا .
فمستقبل ادارتنا لمثل هذه الازمات ، فتح مينائي صلالة والدقم كداعمين رئيسيين لعلميتي الاستيراد والتصدير في تلك المجالات مباشرة ، وللأسف ، فإن أغلبية استيرادنا يأتي من منفذ بحري واحد ، حيث هناك اعتماد شبه مطلق على ميناء اقليمي واحد ، فهل هذا يعكس الادارة الصحيحة لمنطق الازمات الجيوسياسية في ضوء تجربة أزمة الاشقاء الراهنة ؟
إذن ، هناك ما يبرر طرح ذلك التساؤل الان بالذات ؟ وهذه الانية تحتمها كذلك البعد الاقليمي وتقاطعه الدولي ، فالحتمية تشير فعلا الى اندلاع مخاطر جيوسياسية استراتيجية ، وردة فعل غاضبة على المواقف من ازمة الخليج الجديدة ، لن تنسى ، وستدفع دول المواقف الثمن في الوقت المناسب ، لابد من التلويح بهذا السيناريو ، وهو حتمي لكل مطلع على البعد السيكولوجي لصناع القرار الخليجي الجدد .
كما أن هناك تحليلات كثيرة تشير الى انفجار احتقانات قديمة ضمن معمعة الازمة الراهنة ، بخلفية دولية ، وكل هذه السيناريوهات التي نطرحها هنا ، لابد أن تخضع لجلسات عصف ذهني معمقة في مطابخ متخصصة ، يديرها تكنوقراطيين عمانيين من مختلف التخصصات العلمية ، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية والاعلامية ، بالاستعانة مع خبرات اجنبية مماثلة وذات صدقية مهنية عالية المستوى ، من اجل رسم خارطة بالمهددات والاكراهات لواقعنا الشمولي من مختلف زواياه ومجالاته ، ومن ثم كيف يمكن مواجهتها قبل ان تقع وبعد أن تقع .
ومنظورنا الاخير ، يطرح نوعين من ادارة الازمات ، الاول ، التنبؤ والاستعداد لما قد يحدث ، خاصة الان بعد انكشاف البعد الاقليمي وتقاطعه مع ابعاد دولية ، بحيث يسهل لنا عملية التنبؤ بسهولة ، وثانيهما التعامل الفعال والمهني والسريع مع ما قد يحدث بالفعل في اية لحظات ، بما فيها امتصاص عنصر الفجائية أو المفاجأة الاولى ، وتعلمنا ازمة الاشقاء بان هذا الامتصاص يعد بمثابة النجاح الاساسي الذي يمهد لمجموع نجاحات مقبلة ، وتعلمنا أزمة الاشقاء كذلك ، أن الادارة المسبقة للازمات ، والعقلانية في ادارتها ، تحول دون إحداث التحولات في نمط سلوك الدولة والمجتمع نتيجة صدماتها الاقتصادية والاجتماعية .
من المسلمات الان بالنسبة لبلادنا ، أنه ينبغي وسريعا ، أجراء تقدير وتقييم واقعي لمستقبل توازنات القوى الاقليمية في ضوء مساعي بعض الفاعلين فيها على اعادة رسم الخارطة الاقليمية ، بتحديات امنية جديدة ، عبر كسر مفهوم التحالفات القديمة ـ وتأسيس عوامل جيوسياسية جديدة ، لأحداث تغيير عميق في قواعد اللعبة الاقليمية ، الذي يشغلنا هنا كثيرا ، التموقع الجغرافي الاستراتيجي لبلادنا ، وتأثير الازمات الجيوسياسية على شأننا الداخلي ، وهذا ما يدعونا الى رسم خارطة وطنية بالتحديات والاكراهات الجيوسياسية المقبلة ، وكيفية مواجهتها من منظوري ادارة ازمة قبل أن تقع ، وادارتها بعيد أن تقع .. للموضوع تتمة تحت عنوان خطوطنا الدفاعية لمواجهة ازمات جيوسياسية ، سنحاول في مضمونه الاستشهاد بحالة كنموذج لخط دفاعي حصين مهما كانت حدة الازمات الجيوسياسية المقبلة .
Read more: http://www.atheer.om/archives/439934/%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d8%af%d8%a7%d8%af%d8%a7%d 8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d9%86%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%a3%d8%b2%d9%85%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d 8%b3/#ixzz4lwKafJ1J