الفيلسوف 16
22-06-2017, 03:22 AM
"الجار الصامت"
جريدة الرياض - مساعد العصيمي
هل سمع أحد يوما ما أن عُمان قد حاكت المؤمرات ضد جيرانها، هل يذكُر أحد توجها عُمانيا غير مقبول ضد أي بلد عربي.. ومع هذا السجل النبيل قد يكون لعُمان مواقف متحفظة جدا تخالف بها جاراتها والمنظومة الخليجية التي تنتمي لها.. لكنها لم تطعن أحدا في الظهر كما فعل الجار الصغير، وحتى لم تؤلب أو تستعدِ عليها أحد، هذا ما يؤكده التاريخ وتشهد عليه الجغرافيا.
كثيرا ما تقف معجبا بخطاب تلك البلاد الهادئة رغم اختلاف تضاريسها ومذاهبها الدينية بفضل حكمتها وعقلانيتها، تختلف في التوجه لكنها لا تخالف المسيرة لتستمر مسيرة التعاون الخليجي دون خلل أو إقلاق.. فلم نسمع عن عُمان موقفا شاذا أو مستهجنا يطعن في الأهداف التي وضع من أجلها المجلس، أو يخل بميثاقه ونظامه الأساسي.. لتظل صاحبة اللاءات الإيجابية.. فهل عملت في الخفاء ضد أي دولة من دوله؟ هل دعمت عدوا عليها؟ هل أثارت أبناء تلك الدول ضدها؟! وهل سلطت إعلامها لإثارة الفوضى وبث القلاقل ونشر الأكاذيب؟! الأكيد أن الإجابة لتلك التساؤلات جميعا.. لا.. كبيرة جدا.
نحن هنا لا نتحدث عن دولة زاهدة في كل شيء بل هي ذات طموح وسعي جبار نحو كل ما من شأنه رفاهية وسلامة ورقي شعبها وميزانها بين الأمم.. ونثق أنها قد تتباين مع الخليجيين من حيث أنها تحتفظ بعلاقات قوية مع إيران رغم تهديد الاخيرة للأمن الخليجي، لكن لم نقرأ أو نسمع من الخليجيين أن في مثل ذلك خطر لاسيما وأن عمان لا تفتح لإيران مسارب لزعزعة الأمن الخليجي، ولم يُذكر عنها أنها اتفقت على معاداة الرأي الخليجي تفاعلا مع إيران.. بل إنها أبدت مخاوفها من تدخلات إيران في العراق.. وعادت إلى المشاركة في إعادة الشرعية لليمن، وضمن أكثر من تفاعل مع السعودية والدول الإسلامية وأمريكا لأجل محاربة الإرهاب في مؤتمرها الدولي الكبير الذي عقد في الرياض مؤخرا.
كخليجيين تمنينا عدم إيثارها الصمت أمام خيانة الجار الصغير.. لأن الموضوع يمس صميم مجلس التعاون.. لكن من يستطيع أن يغير في جينات عمان الراسخة مع إدراكنا أنها لم تنعزل ولم تبتعد لكنها آثرت نفسها بعيدا عن الضجيج لأنها تريد أن تستمر كذلك.. حتى في أحلك الظروف؟!
هذه هي عمان بلدٌ تحظى بقبول عربي وعالمي، لم تستغل ذلك بدعايات سياسية أو برامج ترويجية خلال زمن الفوضى غير الخلاقة، لأجل أن تفرض سياستها على جيرانها أو على شعوب المنطقة، تعمل بصمت وهدوء يتفقان مع طبيعتها، فهي لم تفضل حتى على أقله أن يكون لها وهجاً إعلامياً في زمن التصادمات والتخوين واكتشاف حقيقة داعمي الارهاب الحقيقيين.
ختام القول إنني لن أبالغ اذا قلت إن عمان عرفت من هي.. وإلى ماذا تسعى وماذا تريد؟.. لم تتعلق بطموحات أكبر من إمكانياتها ولم تتقافز حين الربيع العربي لزيادة ألم الشعوب.. لم تمد أحدا بالسلاح ولم تسعَ لتبني أيدولوجيات دينية ضارة لكي تضرب بها دولا أخرى.
( جريدة الرياض ٢٥ رمضان ١٤٣٨)
جريدة الرياض - مساعد العصيمي
هل سمع أحد يوما ما أن عُمان قد حاكت المؤمرات ضد جيرانها، هل يذكُر أحد توجها عُمانيا غير مقبول ضد أي بلد عربي.. ومع هذا السجل النبيل قد يكون لعُمان مواقف متحفظة جدا تخالف بها جاراتها والمنظومة الخليجية التي تنتمي لها.. لكنها لم تطعن أحدا في الظهر كما فعل الجار الصغير، وحتى لم تؤلب أو تستعدِ عليها أحد، هذا ما يؤكده التاريخ وتشهد عليه الجغرافيا.
كثيرا ما تقف معجبا بخطاب تلك البلاد الهادئة رغم اختلاف تضاريسها ومذاهبها الدينية بفضل حكمتها وعقلانيتها، تختلف في التوجه لكنها لا تخالف المسيرة لتستمر مسيرة التعاون الخليجي دون خلل أو إقلاق.. فلم نسمع عن عُمان موقفا شاذا أو مستهجنا يطعن في الأهداف التي وضع من أجلها المجلس، أو يخل بميثاقه ونظامه الأساسي.. لتظل صاحبة اللاءات الإيجابية.. فهل عملت في الخفاء ضد أي دولة من دوله؟ هل دعمت عدوا عليها؟ هل أثارت أبناء تلك الدول ضدها؟! وهل سلطت إعلامها لإثارة الفوضى وبث القلاقل ونشر الأكاذيب؟! الأكيد أن الإجابة لتلك التساؤلات جميعا.. لا.. كبيرة جدا.
نحن هنا لا نتحدث عن دولة زاهدة في كل شيء بل هي ذات طموح وسعي جبار نحو كل ما من شأنه رفاهية وسلامة ورقي شعبها وميزانها بين الأمم.. ونثق أنها قد تتباين مع الخليجيين من حيث أنها تحتفظ بعلاقات قوية مع إيران رغم تهديد الاخيرة للأمن الخليجي، لكن لم نقرأ أو نسمع من الخليجيين أن في مثل ذلك خطر لاسيما وأن عمان لا تفتح لإيران مسارب لزعزعة الأمن الخليجي، ولم يُذكر عنها أنها اتفقت على معاداة الرأي الخليجي تفاعلا مع إيران.. بل إنها أبدت مخاوفها من تدخلات إيران في العراق.. وعادت إلى المشاركة في إعادة الشرعية لليمن، وضمن أكثر من تفاعل مع السعودية والدول الإسلامية وأمريكا لأجل محاربة الإرهاب في مؤتمرها الدولي الكبير الذي عقد في الرياض مؤخرا.
كخليجيين تمنينا عدم إيثارها الصمت أمام خيانة الجار الصغير.. لأن الموضوع يمس صميم مجلس التعاون.. لكن من يستطيع أن يغير في جينات عمان الراسخة مع إدراكنا أنها لم تنعزل ولم تبتعد لكنها آثرت نفسها بعيدا عن الضجيج لأنها تريد أن تستمر كذلك.. حتى في أحلك الظروف؟!
هذه هي عمان بلدٌ تحظى بقبول عربي وعالمي، لم تستغل ذلك بدعايات سياسية أو برامج ترويجية خلال زمن الفوضى غير الخلاقة، لأجل أن تفرض سياستها على جيرانها أو على شعوب المنطقة، تعمل بصمت وهدوء يتفقان مع طبيعتها، فهي لم تفضل حتى على أقله أن يكون لها وهجاً إعلامياً في زمن التصادمات والتخوين واكتشاف حقيقة داعمي الارهاب الحقيقيين.
ختام القول إنني لن أبالغ اذا قلت إن عمان عرفت من هي.. وإلى ماذا تسعى وماذا تريد؟.. لم تتعلق بطموحات أكبر من إمكانياتها ولم تتقافز حين الربيع العربي لزيادة ألم الشعوب.. لم تمد أحدا بالسلاح ولم تسعَ لتبني أيدولوجيات دينية ضارة لكي تضرب بها دولا أخرى.
( جريدة الرياض ٢٥ رمضان ١٤٣٨)