Raba
25-12-2016, 10:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
جيل (الفلاتر)
عبد الله المغلوث
شاهدت محاضرة قيمة أخيرا للباحث سيمون سينك، يتناول فيها التحديات التي يواجهها جيل الألفية (مواليد عام 1984 فأعلى) في العمل. وأحببت بدوري أن ألخص ما قاله ممزوجا ببعض إضافاتي الخاصة. لقد أرجع سيمون الأسباب التي أدت إلى اختلاف هذا الجيل جوهريا عما قبله إلى أربعة أسباب وهي:
1 - تربية الأبوين.
2 - التكنولوجيا.
3 - قلة الصبر.
4 - البيئة.
أولا، استراتيجية الأبوين الخاطئة: التبذير في إشعار الطفل بأنه مميز. من الجميل أن تعد ابنك أو ابنتك فريدا، لكن من الواجب عليك أن تجعله جديرا بهذه الفرادة والتميز من خلال الاعتماد عليه تدريجيا وجعله يواجه مشكلاته بنفسه وأنت تراقب من بعيد. قيامك بمهامه نيابة عنه لن يصنع منه شخصا استثنائيا عندما يكبر ويعمل ويتزوج، وإنما شخص متذبذب. سيكتشف رئيسه أنه هش، وشريكه سيصدم بضعفه. سينهار ويذوي وأنت السبب.
نرى اليوم بعض الأمهات والآباء يتواصلون مع أساتذة أبنائهم الذين يدرسون في الجامعة. عن أي شخصية استثنائية نحن نتحدث؟ ومتى سيعتمد على نفسه ويواجه مصيره؟
ثانيا، التكنولوجيا: أخرجت لنا التكنولوجيا جيلا يغير واقعه بـ(الفلاتر). جيل غير واقعي. يظهر حياة غير التي يعيشها. وأصبحت (السوشيال ميديا) تمنحه مادة (الدوبامين) الكيميائية التي تنشر إحساس المتعة والسعادة في أرجائه، وهي ذات المادة التي يشعر بها مدمنو الكحول والمخدرات، فبات كثير من هذا الجيل مدمنا للشبكات الاجتماعية المختلفة. فلا يجد المتعة بين أهله وأحبته الحقيقيين. يجدها مع صديق افتراضي قد يختفي من حياته بمجرد قيامه بحظره بأصبع صغير.
ثالثا، قلة الصبر: عندما يرغب في اقتناء كتاب أو سلعة تصله دون أن يتكبد مشقة الذهاب إلى المكتبة أو المتجر. إذا لم يتحقق له شيء على جناح السرعة التي اعتاد عليها شعر بإحباط شديد أثر على نفسيته ومعنوياته ومستقبله.
على الجميع وتحديدا هذا الجيل أن يدرك أن الحياة كالجبل لن تصل إلى قمتها وتحافظ على مكانك عاليا إلا إذا صعدتها خطوة خطوة وتكبدت وعثاء الصعود الذي سيمنحك طاقة وخبرة وقوة وإمكانات تواجه بها مصاعب الحياة وتحدياتها.
رابعا، البيئة: ماذا ننتظر من جيل نبت في مجتمع يرى أن رقم المتابعين في "تويتر" أو "إنستجرام" دلالة على النجاح؟ كيف نقول له، لا تكن سطحيا بينما يرى السطحيون في مدرسته وجامعته وحياته هم من يظهرون على الشاشات ويستضافون في المناسبات ويحتفى بهم، كيف؟
جيل (الفلاتر)
عبد الله المغلوث
شاهدت محاضرة قيمة أخيرا للباحث سيمون سينك، يتناول فيها التحديات التي يواجهها جيل الألفية (مواليد عام 1984 فأعلى) في العمل. وأحببت بدوري أن ألخص ما قاله ممزوجا ببعض إضافاتي الخاصة. لقد أرجع سيمون الأسباب التي أدت إلى اختلاف هذا الجيل جوهريا عما قبله إلى أربعة أسباب وهي:
1 - تربية الأبوين.
2 - التكنولوجيا.
3 - قلة الصبر.
4 - البيئة.
أولا، استراتيجية الأبوين الخاطئة: التبذير في إشعار الطفل بأنه مميز. من الجميل أن تعد ابنك أو ابنتك فريدا، لكن من الواجب عليك أن تجعله جديرا بهذه الفرادة والتميز من خلال الاعتماد عليه تدريجيا وجعله يواجه مشكلاته بنفسه وأنت تراقب من بعيد. قيامك بمهامه نيابة عنه لن يصنع منه شخصا استثنائيا عندما يكبر ويعمل ويتزوج، وإنما شخص متذبذب. سيكتشف رئيسه أنه هش، وشريكه سيصدم بضعفه. سينهار ويذوي وأنت السبب.
نرى اليوم بعض الأمهات والآباء يتواصلون مع أساتذة أبنائهم الذين يدرسون في الجامعة. عن أي شخصية استثنائية نحن نتحدث؟ ومتى سيعتمد على نفسه ويواجه مصيره؟
ثانيا، التكنولوجيا: أخرجت لنا التكنولوجيا جيلا يغير واقعه بـ(الفلاتر). جيل غير واقعي. يظهر حياة غير التي يعيشها. وأصبحت (السوشيال ميديا) تمنحه مادة (الدوبامين) الكيميائية التي تنشر إحساس المتعة والسعادة في أرجائه، وهي ذات المادة التي يشعر بها مدمنو الكحول والمخدرات، فبات كثير من هذا الجيل مدمنا للشبكات الاجتماعية المختلفة. فلا يجد المتعة بين أهله وأحبته الحقيقيين. يجدها مع صديق افتراضي قد يختفي من حياته بمجرد قيامه بحظره بأصبع صغير.
ثالثا، قلة الصبر: عندما يرغب في اقتناء كتاب أو سلعة تصله دون أن يتكبد مشقة الذهاب إلى المكتبة أو المتجر. إذا لم يتحقق له شيء على جناح السرعة التي اعتاد عليها شعر بإحباط شديد أثر على نفسيته ومعنوياته ومستقبله.
على الجميع وتحديدا هذا الجيل أن يدرك أن الحياة كالجبل لن تصل إلى قمتها وتحافظ على مكانك عاليا إلا إذا صعدتها خطوة خطوة وتكبدت وعثاء الصعود الذي سيمنحك طاقة وخبرة وقوة وإمكانات تواجه بها مصاعب الحياة وتحدياتها.
رابعا، البيئة: ماذا ننتظر من جيل نبت في مجتمع يرى أن رقم المتابعين في "تويتر" أو "إنستجرام" دلالة على النجاح؟ كيف نقول له، لا تكن سطحيا بينما يرى السطحيون في مدرسته وجامعته وحياته هم من يظهرون على الشاشات ويستضافون في المناسبات ويحتفى بهم، كيف؟