https://mrkzgulfup.com/uploads/171156484124551.jpeg

قائمة المستخدمين المشار إليهم

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: بمناسبة المحادثات الليبية في صلالة عمان رسالة السلام والتطور الحضاري'

  1. #1

    بمناسبة المحادثات الليبية في صلالة عمان رسالة السلام والتطور الحضاري'

    [centerخاص لأثير: بمناسبة المحادثات الليبية في صلالة عمان رسالة السلام والتطور الحضاري'




    19 مارس، 2016

    لندن ــ د. هادي حسن حمودي
    (1)
    حوار مع صحفي بريطاني
    في أثناء الجولة الدولية التي قام بها جلالة السلطان قابوس بن سعيد، سنة 2008 وصل جلالته إلى مرفأ طرابلس على متن يخته (آل سعيد) في 12/8 من السنة المذكورة، وكان في استقباله معمر القذافي.
    صحفي بريطاني التقينا صدفة بعد أيام من تلك الزيارة سألني عن سببها.
    فترجمت له قول الشاعر طرفة بن العبد:
    ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
    ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ
    ولما فهم البيت: قال زودني بالأخبار.
    قلت: (ستبدي لك الأيام).
    قال: لماذا الصمت؟ هل تعتقد أن بإمكان السلطان قابوس أن يجعل القذافي يحسن إدارة مشكلاته مع الغرب وتلك التي سببها لليبيا، من قبل ليوكيربي وبعدها؟
    أم هل سيستطيع جلالته إقناع القذافي بتخفيف سياسة (القبضة الحديدية) المتبعة في ليبيا.
    قلت له: أنا مثلك أقف مواجهة جدار الصمت العماني، أنتظر ما (تبديه لنا الأيام) وبإمكانك أن تلتقي بالرجال العاملين خلف ذلك الجدار بكل دأب وجهد من أجل استتباب الأمن والسلام لا في الخليج فحسب، ولا في العالم العربي فقط، بل في جميع أرجاء العالم. ويأتي ذلك انطلاقا من أسس الفكر السياسي العماني الذي لا يحبذ الصخب في مواجهة تلك المشكلات، سواء كانت ذات علاقة بالعلاقات الدولية، أم بالعلاقات الاجتماعية الداخلية. كما لا تحبذ الدخول في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
    قال: فهمت.
    وأظنه قد فهم.

    (2)
    قد تكون السطور السابقة عرضية لا علاقة لها بما يجري الآن من مباحثات ليبية في صلالة بشأن الدستور المؤدي إلى المصالحة وإنهاء الاقتتال الذي أعقب تغيير النظام الليبي.
    ولكن لها دلالتها، فعمان لم تنعزل يوما عن محيطها، ولا عن أمتها العربية، ومشكلاتها المتفاقمة، فقدمت العون ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
    وقد دعت القادة العرب، مرارا وتكرارا، علنا، وفي المباحثات الخاصة، إلى ما آمنت به عُمان من ضرورة معالجة المشكلات السياسية والخلافات بين الدول على أسس متنوعة منها:
    * الواقعية السياسية المبدئية التي تختلف عن فرض سياسة الأمر الواقع.
    * البناء في ظل السلام، والابتعاد عن الحرب والشعارات الصاخبة التي لا تؤدي إلا إلى الإضرار بالمصالح العربية العليا.
    وكي يتم النجاح لأية مباحثات حول أية مشكلة من المشكلات فضلت عُمان أن تلتزم بأمرين:
    * العمل بصمت
    * النصح للأطراف المتحاورة لأن فكرها السياسي يرفض التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة.
    تجري المباحثات مع أطراف النزاع من أي بلد، بلا إعلان، ولا صخب، فمن شأن المباحثات الهادئة بعيدا عن الضجيج، يتيح الفرصة للمتحاورين أن يصلوا إلى اتفاقات، لا بد أن تكون قد مرت على أساس التقدم والتراجع في المطاليب وتصادم الإرادات. فمن شأن الإعلان والصخب والضجيج أن يمنع المتحاورين من تراجع كانوا قد عزموا مسبقا على الالتزام به.
    (3)
    ذلك أنه في أية مباحثات سياسية أو نزاع اجتماعي يبدأ كل طرف من السقف الأعلى لمطاليبه، ولكنه يعلم أنه لن يصل إلى ذلك السقف، فلا بد من تنازل هنا، في مقابل تنازل هناك. فإذا تم الإعلان مسبقا عن ذلك السقف فلن تنجح المباحثات أو قل المفاوضات.
    وأتذكر أنه في سنة 1998 وصل إلى لندن مسؤول إيراني كبير لإجراء عملية جراحية. زرته في المستشفى (فلقد كنت أعرف قريبا له منذ كنت في العراق). وبعد نقاهته زرناه في بيت صديق مشترك. وبطبيعة الأحوال جرى الحديث عن العلاقات الأمريكية الإيرانية، وأبدى الرجل امتعاضه من أن الولايات المتحدة لا ترغب في أي حوار مع إيران. ففهمت من هذا الامتعاض أنهم راغبون في حل مشكلاتهم مع الأمريكيين.
    سألته إذا كان بالإمكان تقريب وجهات النظر بينهم وبين الأمريكيين عن طريق طرف ثالث؟
    نظر لي بإمعان. وسكت.
    فبقيت أنتظر ما تبديه الأيام.
    أثبتت عمان في هذا الموضوع أنها أنجزت معجزة لم يكن أحد يتوقع حصولها، لا من الأمريكيين ولا من الإيرانيين، ولا من أية دولة أخرى. فجنبت عُمان المنطقة من (كارثة) محققة على حد تعبير وزير الشؤون الخارجية العماني.
    في 19/10/2011 التقى جلالة السلطان وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة (هيلاري كلينتون) في مسقط. ولنترك الحديث لها نقلا عن كتابها (خيارات صعبة).
    ففي كتابها تحدثت هيلاري كلينتون عن لقائها بجلالة السلطان، وفي الوقت الذي كانت وزيرة الخارجية يائسة من التوصل إلى اتفاق سلمي مع إيران، تقول (فاجأني جلالته بأنه يستطيع تقديم المساعدة لحل الأزمة) فعرضت صعوبة ذلك نظرا لما مضى من مباحثات فاشلة بين الطرفين وأبديت قلقي من الموضوع كله. فاقترح جلالته (مباحثات سرية تستضيفها السلطنة).
    وبعدها سألته صحفية أمريكية عن كيفية إمكان تحقيق عمان لهذه المباحثات الجديدة، أجابها: لدينا طرقنا. وحتى بعد أن ألحت الصحفية على جلالته مطالبة بتوضيح أشمل لم يقل لها أكثر من ذلك.
    ولم يكن توجيه السلطان لاقتراح تلك المباحثات لهيلاري كلينتون ليحدث، لولا مهاد جعلته عُمان صالحا للمفاوضات بين الأمريكيين والإيرانيين، ولولا جهود كبيرة بذلتها عمان من قبل مع الطرفين، واستشفافها إمكانية كبيرة لنجاح المباحثات.
    وهذا ما (ابدته الأيام) أيضا.
    (هذه الحقائق لم تظهر وقتها، وإنما ظهرت حين بدا ضوء في نهاية النفق، كما يقولون).
    (4)
    وفي الشأن السوري بذلت عمان جهودا كبيرة منذ بداية الأزمة، وظلت تتابع الأمور، تحاول التقريب بين وجهات النظر لما يحقق مصلحة سوريا قبل أي شأن آخر.
    وقبل أيام قليلة التقيت بأحد السوريين المعنيين بالموضوع (لا أرغب في تحديد جهة انتمائه، للحكومة أم للجماعات المسلحة)، وتجادلنا في إمكانية نجاح المباحثات المقبلة بين الحكومة والمعارضة بمختلف تشكيلاتها، وحين بدا أنه يميل إلى إنهاء الصراع قلت له (وأين كنتم قبل تخريب سوريا والاقتراحات التي تقدم بها وزير الشؤون الخارجية العماني حرصا على بلدكم قبل أي شيء آخر؟) فما كان منه إلا أن قال: (السياسة).
    وها أنا ذا أتوقع أن تستضيف عمان المباحثات السورية، ولكن حين تتأكد أن احتمالات النجاح أكثر من احتمالات الفشل.
    (5)
    وفي الشأن العراقي، وبرغم العلاقات الوطيدة بين البلدين والشعبين باعتبارهما أقدم كيانين في المنطقة، فإنها قد تأنت كثيرا. وذلك لشدة حدة الاستقطاب بين الأطراف العراقية بالرغم من أنها تواصلت مع مسؤولين عراقيين عديدين على ما ذكرته الصحف ووكالات الأنباء.
    ولقد كتبت في سنة 2005 حين بدايات الاستقطاب العراقي – العراقي:
    (مَن لي بالحكمة العُمانية تعالج أدواء العراق).
    ولي أن أستقري الآن مآلات المستقبل. ففي الوقت الذي ستشعر عُمان أن الوضع العراقي أصبح قابلا للتعدل فلسوف تبذل مزيدا من الجهد.
    (6)
    نعود إلى الشأن الليبي، وهو جزء من هذا الموضوع الذي أكتبه بمناسبة التقاء الأشقاء الليبين الباحثين عن مصلحة ليبيا، فأقول: إن تعامل عُمان مع هذه القضية، كما في غيرها من القضايا، تعاملا نزيها، ليس له غرض إلا استتباب الأمن والسلام في ليبيا، والمحافظة على البلاد وأرواح أبنائها، وأن تسلك الطريق الذي تراه صالحا لإعادة بناء البلاد وإنجاح جهود الليبيين في رسم علاقات ليبيا الدولية على أساس الحرية والعدالة والحكمة في التعامل مع (الرؤى) الداخلية المتنوعة والمختلفة بطبيعة الأحوال.
    ومن قبل التقاء الأشقاء الليبيين في صلالة الجميلة الساحرة، المدينة ذات التاريخ العريق منذ أقدم الأزمنة، والتي شهدت ظهور رسالات السماء الداعية إلى الأمن والسلام والحق والعدل، التقى مسؤولون عمانيون بمختلف الفرقاء، والدول المجاورة لليبيا، مصر، وتونس، والجزائر على وجه الخصوص، ثم مع القوى الدولية والمحلية المؤثرة في الموضوع الليبي، حتى احتملت عمان إمكانيات نجاح المباحثات الليبية – الليبية.. وهكذا تحقق اللقاء.
    فعُمان لا تقايض المواقف مقايضة التجارة والتجار. فثمة من يتدخل في بلد ما، تنفيذا لغايات أبعد ما تكون عن مصلحة البلاد، وثمة من يتدخل ليستثمر المشكلات الواقعة استثمارا تجاريا، كتصريف البضائع الكاسدة أو المنتهية الصلاحية، على ما هو واضح في البلدان التي تشكون من الاضطرابات.
    عمان لا تفكر في ذلك، بل ترفضه رفضا باتا وقاطعا.
    وقناعتي هذه تأتي من ملاحظتي الدقيقة للسياسة العمانية، ومدى التضحيات والجهود المضنية المتعبة المنهكة التي تقدمها من أجل استقرار البلدان العربية ونموها وتطورها تحت ظلال السلام الدولي والأمن الاجتماعي.
    (7)
    وإني لأضع أمام الأشقاء الليبيين مقولات لجلالة السلطان قابوس عساها أن تكون نبراسا يخفف من آلام المواطنين الليبيين الذين ينظرون إلى هذه المباحثات بارقة أمل لبناء بلادهم وإعادتها إلى موضعها الطبيعي في هذا العالم:
    * إن عمان قد دأبت باستمرار على أن تقوم بدورها كاملا على المسرح العالمي بالتعاون مع كل الدول الصديقة في سبيل الدفاع عن حرية الإنسان وعزته وكرامته. (18/11/1977).
    * إننا نؤدي دورنا في المجتمع الدولي، ومحافله، بإيجابية وفعالية، ونشارك في حل القضايا العادلة. ونحن كأمة إسلامية نضع نصب أعيننا القيم النبيلة والأفكار السامية والتمسك بمبادئ ديننا الحنيف، انطلاقا من التفهم لدورنا حيال منطقتنا بوجه خاص، والمنطقة العربية بوجه عامّ. (18/11/1974).
    * إن علينا نحن العرب أن نكثف جهودنا لخدمة المصالح العربية الحقيقية. (18/11/1982)
    * إننا إذ ننعم في بلادنا بالسلام والاستقرار والتقدم والازدهار الذي منّ الله به علينا، فإن ذلك لا ينسينا ما يعانيه الآخرون في العديد من أرجاء المعمورة من آلام ومتاعب خطيرة ناجمة عما يشهده هذا العالم من توتر وصراع وعدم استقرار، وإنه ليحزّ في نفوسنا أن يكون هذا حال البشرية في عصر التقدم العلمي والتقني (18/11/1984).
    وغير هذه النصوص الكثير.. الكثير.. مما يضع بين أيدينا بوصلة أمينة توصل إلى شواطئ الأمان.
    فبهذه الرؤى السياسية الحكيمة الصائبة استطاعت عمان احتلالها المركز المرموق لها عالميا وإقليميا ومحليا. وباستطاعة أية دولة عربية الوصول إلى ذلك المستوى الراقي بتبني هذه الرؤى السياسية الحكيمة النزيهة.
    فلنتعاون من أجل إعادة بناء ما خربته الأيام والأيدي، ولنسر في طريق الحضارة مع هذا العالم الذي ينتقل من قمة حضارية إلى أخرى./center]
    ”{ وإن ليسَ للإنسان إلّا ما سعى }”
    مبدأ ثابت إعمل لنجاة نفسك !
    ولا تنتظر !!
    أحدًا يوزّع عنك مصحفاً ، أو يحفر لك ،
    بئرًا بعد وفاتك !.





    •   Alt 

       

  2. #2
    إدارة السبلة العُمانية
    رئيسـة طاقم المـــرشحين
    الصورة الرمزية أفتخر عمانيه
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    Oman
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    21,824
    Mentioned
    93 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    مقالات المدونة
    1
    شكرا الإمام الصلت على الموضوع


    تحياتي لك
    رحمك الله يا قائد عمان أنت دائما في قلوبنا

  3. #3
    vip السبلة
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    مسقط
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    70,592
    Mentioned
    6 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحمد لله اننا عمانيون ويا رب تستمر رسالة السلام للأبد...

  4. #4
    vip السبلة الصورة الرمزية حامي الذمار
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    🇴🇲
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    38,472
    Mentioned
    4 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    !_!
    .........

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م