بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
عن عبدالله بن عباس ؛ أنه رقد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . فاستيقظ . فتسوك وتوضأ وهو يقول : " إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب " [ 3 / آل عمران / الآية - 190 ] . فقرأ هؤلاء الآيات حتى ختم السورة . ثم قام فصلى ركعتين . فأطال فيهما القيام والركوع والسجود . ثم انصرف فنام حتى نفخ . ثم فعل ذلك ثلاث مرات . ست ركعات . كل ذلك يستاك ويتوضأ ويقرأ هؤلاء الآيات . ثم أوتر بثلاث . فأذن المؤذن فخرج إلى الصلاة . وهو يقول " اللهم ! اجعل في قلبي نورا ، وفي لساني نورا ، واجعل في سمعي نورا ، واجعل في بصري نورا ، واجعل من خلفي نورا ، ومن أمامي نورا ، واجعل من فوقي نورا ، ومن تحتي نورا . اللهم ! أعطني نورا ".
وقد روى الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح قالوا فما علامة ذلك يارسول الله قال الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزوله }
وقال بن القيم : " والنور الذي يدخل القلب إنما هو من آثار المثل الأعلى فلذلك ينفسح وينشرح وإذا لم يكن فيه معرفة الله ومحبته فحظه الظلمة والضيق. "