وحيد منذ صغره في ايام نشئته كان يحب الصمت ولا يتحدث كثيرا وفي الوقت نفسه يحب القرائه فقد استمر على هذه الحال حتى وصل للصف السادس وتعرف على رفاق سيئين فزين له الشيطان قبح اعمالهم فاصبحت اخلاقه سيئه فيقوم بسلوكيات خاطئه بحق زملائه ومع الوقت اصبح له اعداء يسخرون منه ويعاملوه كما لو كان غبياً بليداً فمثلا ذات مره كان وحيد بصحبة 3 من زملائه فرن هاتف احدهم بنغمه مضحكه فضحك الجميع وفيهم وحيد وبعدها ببضع ثواني اشار وحيد بأصبعه السبابه تجاه صديقه صاحب الهاتف للإشاره فعلق زميله الاخر : انظروا لغباء وحيد ! الأن استوعب الأمر . صمت وحيد ولم يكترث وبعدها بسنتين اراد احد زملائه الذي سمع عن غباء وحيد ان يسخر منه فقال له : الم تكتب وصيتك بعد ؟
اكتبها الآن قبل ان تموت .
ووحيد ليس ثرياً ولا يملك شيئا وقتها ليورثه لشخص آخر .
ففهم وحيد المقلب فقال : حسناً سأكتبها ( قالها من باب المسايره ليصمت ذلك الزميل ) . فعلقوا جميعاً يا لغبائك يا وحيد .
ومن وقت لاخر يستهزء بعض الطلاب بوحيد ويقوموا بالمقالب بحقه ...
كل ذلك لاعتقادهم بأن وحيد شخص ساذج والحقيقه انه لا يحب التباهي وكثرة الكلام فقد كان ذكياً .
فتكونت عادت العزله لدى وحيد كأنه يكافح بنفسه .
حتى تخرج وحيد من المدرسه وعاد مستقيماً يتلوا القرآن يومياً في المسجد ،
وذات مره التقى وحيد بالمعلم سامي وهو بعمر 75 عاماً فقد كان معلماً ولكنه تقاعد فابتسم المعلم في وجه وحيد واعطاه ثمرة زيتون من مزرعته فابتهج وحيد لموقف هذا المعلم الذي كان نادراً ما يلتقي به وقال شكراً معلمي فقال المعلم : يسعدني تواجدك اليومي في المسجد كما انك تملك صفات الصالحين ومنها البقعه السوداء على جبهتك .
تأثر وحيد كثيراً بهذا الموقف فقال في نفسه : كم نحن بحاجه لتواجد امثالك في مجتمعنا ليرشدوا الآخرين .
يضايقني بشده وجود شخص متعلم في قريتنا ولكنه لا يسعى لإصلاح الاجيال ... كجيلنا .
فقد تذكر الاشخاص السيئين الذين لم يرشدهم احد .
فازداد اصرار وحيد على التعلم ونصح الناس .
تأليف : أحمد الغيثي