https://mrkzgulfup.com/uploads/171156484124551.jpeg

قائمة المستخدمين المشار إليهم

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الغريب

  1. #1

    الغريب

    قصة الغريب

    تساقطت أوراق الخريف معلنًا وصول فصل الشتاء وبدأت الثلوج بتساقط لتغطي أسطج الطرقات وأسقف المنازل وفي إحدى الأيام وفي وسط الزحام كانت هناك فتاة إسمها دانية ذات عيناي خضراء بلون أوراق الشجر وشعر مموج كأمواج البحر يكسوه اللون البني الداكن وبشرة بيضاء كبياض الثلج كانت دانية تحاول أن تتفادى الزحام بأخذ أتجاه أخر لطريق ولكن بائت محاولاتها بالفشل أرادت أن تقطع الشارع للذهاب إلى العمل وهي مسرعة توقفت عيناها بعيناي ذاك الرجل الذي أمامها وتشابكت بعيناه لقد أدركت أن هناك من كان ينظر إليها ولكنها عندما رأته مجددًا بنظرة أخرى أدركت أنه’ أمتلك قلبها وغزا عالمها أدركت دانية أنها لن تنسى تلك العينان رحل ذاك الرجل الغريب وأخنفى بين الزحام واصبحت دانية لا تراه , عادت دانية إلى شقتها متعبة من العمل بالمكتب ولكن ذاك الوجه تجسد أمامها مجددا وتلك العينان كانت تلاحقها حتى في ساعات العمل أرادت دانية أن تغمض عيناها وتنام ولكنها لم تستطع أدركت حينها أنها أحبته لقد أحبته عندما تلاقت عيناها بعيناه في ذاك الممر المزدحم كما أدركت أيضًا أنه ربما هو من سينهي معناتها في هذه الحباة .... أفاقت دانية على صوت منبه الساعة مدركةً أن عليها الرحيل بسرعة فربما تراه في نفس المكان ، نزلت الدرج مسرعةً وكادت أن تصطدم بحارس المبنى وهي تقول : أسفة أيها العم لاتخف لن أصطدم بك ، حياها حارس المبنى وجلس مجددًا بمقعده يراقب المارة ذهبت دانية ووقفت عند الطريق وهي تنتظر لتراه مجددًا أرادت أن ترى ذاك الغريب الذي سلب عقلها وأسر قلبها ،مر على وقوفها بطريق ساعتين ولم يأتي إذًا لا فائدة كانت تحدث نفسها وأوشكت أن ترحل ولكن السيارة التي وقفت أمامها أذهلتها وأذهلت المارة حولها من ضخامة حجمها وطولها وجمالها ولونها الأسود اللامع خرج منها السائق بسرعة وفتح الباب الخلفي لسيارة حينها خرج منها ذاك الرجل الذي رأته بالأمس نعم أنه هو هكذا أخبرت دانية نفسها ولكن تلك البدلة السوداء وربطة العنق الأنيقة التي كان يلبسها كانت تشبه ملابس الممثلين بالافلام او بالأحرى تشبه ملابس الأثرياء وعند خروجه من السيارة تراجعت دانية إلى الخلف وأصطدمت بأحد المارة خلفها وبدأ جسدها بسقوط إلى الخلف ولكن يدا أمسكت بذراعها وشدها إلى الأمام لتقف مجددًا أمامه فتفاجأت من أنقاذه لها وتحدثت دانية وقالت : شكراً لك لإنقاذي من السقوط ، ركب الغريب السيارة وأقفل السائق الباب ورحل لم تسمع دانية صوته ونست أيضًا أن تسأله عن أسمه ولكنها حدثت نفسها أنها ربما ستراه مجددًا..... وصلت دانية إلى مبنى العمل ودخلت المبنى لتجد مادلين تركض بإتجاهها مسرعه وهي تبتسم سعيدة وقفت دانية وهي تنظر إليها وسألتها قائلة: مادلين ماذا هناك لقد أخفتني هل المدير الجديد لم يحب عملنا مجددًا أجابت مادلين بعد أن التقطت أنفاسها : لا يا دانية بل المدير سألني عنكي ويريد مقابلتك غير أنني سمعت أيضًا أنه تم ترقيتكي إلى منفذة مشاريع الشركة يا إلهي ما أسعدني بهذا الخبر ختمت مادلين حديثها بهذه الكلمات وهي تنظر إلى دانية لم تعلم دانية ماذا تفعل هل تبكي من السعادة لترقيتها إلى منفذة مشاريع الشركة أم تبكي من الحزن على تركها لمكتبها الذي يبعد عن مكتب المدير مسافة بعيدة فلا تلقى أي إزعاج أو أسئلة من زملائها في العمل عنه ،سلمت دانية على مادلين وطبعت قبلة على خدها بكل برود وهي تتصنع السعادة والفرح لعل الخدعة تنطلي عليها وتظن مادلين أنها سعيدة بترقيتها الجديدة أخذت دانية حقيبتها وذهبت إلى المكتب وطرقت الباب فسمعت كلمة تفضل فتحت الباب وأرادت أن ترد التحية بعد أن أقفلت الباب ولكن الشخص الذي أمامها جعلها قي صدمة لقد صعقت من هول ما رأت أنه ذاك الغريب الذي رأته في الشارع أنزلت رأسها تفكر ماذا تقول لقد أصاب لسانها الشلل وبدأ قلبها بالخفقان يسرغة جنونية لم تستطع أن تجد سوى كلمة مرحبا هي الأقرب لشفتاها فقالت مرحبا أنا دانية التي طلبت رؤيتها رد المدير قائلًا : مرحباً وشكرًا على حضورك تفضلي بالجلوس وأشار إلى المقعد الذي أمام الطاولة وأكمل أنا المدير هنا كما تعلمين هل تعرفين ما أسمي ؟ أراد أن يرا الخوف أو التوتر يعلو وجهها ولكنه عندما رأى صمتها وتزمت شفتاها أدرك أنه لم يجعلها في حالة توتر أو خوف وأكمل سؤاله قائلًا : أم أنكي لم تكترثي لإسمي ام نسيته ؟ أدركت دانية أنه يعلم انها فعلا نست إسمه وأنها بالأحرى كانت ترى إسمه في الأوراق دون أي إهتمام ولكنه أمسك بورقة وهو يقول والملل يكاد يقتله إسمي فارس حسام وأنتي إسمكي على ما اظن ونظر إلى الورقة أمامه مجددا وهو يقول دانبة رافع أدركت دانية أنه يمسك ورقة كتب فيها سيرتها الذاتية وأجابت : نعم إسمي دانية رافع ، قال فارس لها : لقد تم ترقيتكي إلى منفذة لمشاريع الشركة وسيكون عملكي بجانب مكتبي وهناك بعض الأماكن في خارج البلاد علينا أن نتواجد بها لأجل العمل فعليكي أن تكونين دائمًا مستعدة لسفر في أي وقت صمت فارس قليلا وهو ينظر إليها ليسئلها ذاك السؤال الذي لا يعلم إجابته سوى الشخص عينه إذ يتوجب عليه الأن أن يسألها هذه الأسئلة ليتأكد من ما كتب عنها فربما تزوجت ولا أحد يعلم أو لم تخبرهم بأنها تزوجت هكذا تبقى المعلومات الشخصية عنها بنفس ما سجلت عند يدأ عملها في الشركة فسألها هل أنتي متزوجة أم عزباء ؟ نظرت إلى عيناه وهي تفكر أنها إذا أخبرته أنها عزباء فربما تكون هناك مجازفة ، فدانية قي مقتبل العمر لم يتجاوز عمرها الخامسة والعشرون لم تتعرف على أحد من قبل ولم تحب أحد برغم أن الموظفون في دار الأيتام حاولو تزويجها ولكنها رقضت الزواج لا تريد أن تتزوج دون حب وكانت تخبر زملائها دائمًا وتكذب عليهم عندما يسألوها إذ كانت تعيش مع أحد أم لا ؟ فتجيب قائله لهم لدي زميلة تسكن معي بنفس الشقة ، دانية تعلم أنهم يعلمون أنها من قرية متواضعة تبعد عن هذا المكان مسافة بعيدة تعلمت دانية أن تكذب لتعيش وهاهي الأن تجدد حماية نفسها وتكذب على مديرها وهي تجيب على سؤاله : نعم أنا متزوجه ولكن صوتها المهتز جعل فارس يعلم أنها تكذب ولكنه نظر إليها وكأنه يقول بعيناه سأمرر لكي هذه الكذبه اليوم نهض فارس ونهضت دانية بدورها معلنا إنتهاء المقابلة أغلقت دانية الباب وهي تتنفس الصعداء لقد شعرت أنها لم تكن بمكتب لشركة بل كأنها في غرفة لتحقيق لقد جعل كل شيء حولها يصرخ بأن عليها إنهاء هذه المقابلة بسرعة إذا ما هو الفادم في المستقبل ؟ هذه التساؤلات يدأت تدور برأسها ولكنها أوقفتها عندما جلست في مقعد مكتبها لتبدأ العمل أما فارس فبعد إغلاق دانية الباب إستدار بالمقعد ليواجه النافذة ونهض منه متجه إلى ناقذة المكتب الزجاجية وهوواضع يداه بجيب بنطلونه فحدث نفسه بصوت خافت : أعلم يا دانية أنكي ستكونين صعبة المنال لقد كذبتي لتحمي نفسكي مني وأصبحت مهمتي صعبة في الوصول إليكي والزواج تذكر فارس حديث والده رجل الاعمال حسام عندما طلب منه الزواج من أبنة صديقه رافع مالك شركات سفن الشحن وذلك لأنها الوريثة الشرعية لأملاك رافع والسبب الأخر لان والدة أبنة صديقة رافع ماتت ولم يعد لديها أحد تعرفه من الأقارب فأمها جوان كانت تعيش بعيدة عن أقاربها وهكذا أدرك أن أبنة رافع لا تعلم من هم أقاربها فهي وحيدة في هذه الحياة لقد توفى رافع والد دانية وهو لا يعلم بأن لديه إبنه ولقد علم حسام بأن لدى رافع إبنه بعد وفاته عندما كلف المحامي بالبحث عن وريث لشركة رافع ليفاجأه ويخبره المحامي أن لرافع إبنه وهي على قيد الحياة وهي الوريثة الشرعية له والتي تملك أكبر شركة لسفن الشحن قي البلاد وتذكر فارس أيضًا كيف أن أباه جعله المدير لشركته وجعله يوظف دانية لتعمل لديه وذلك لأكمال الخطة وهنا أدرك فارس أنه لن يستطيع أن يرفض طلب والده فبعد خيانة إلين لقلبه أدرك أن الحب صار في قلبه كقطعة جليد ولكن عندما رأى دانية خفق قلبه وكأنه عاد مجددا للحياة وأن ذاك الجليد بدأ بذوبان ليختفي أدرك فارس أنه أحب دانية من الوله الأولى هكذا أراد أن يكمل الخطة ولكن هذه المرة لن يكون بسبب طلب أباه الزواج منها بل سيكون لأجل حبه لدانية .....
    مرت الأيام والأشهر وفي تلك الأشهر التي كانت تمر لم تذق دانية فيها طعم النوم والراحة وبالكاد كانت تأكل لقد تغيرت حالها بعد أن أحبت فارس ،رحل فارس إلى والده ليخبره بأخر تطورات خطة الزواج جلس فارس بمواجه أباه بعد أن أدرك من نظرات والده أن هناك شيئا مهما سيخبره به تحدث حسام لابنه : لقد أجلت هذا الموضوع لأكثر من مرة ولكن عندما علمت أنك قابلت دانية أدركت بأن الوقت قد حان لأطلعك على الموضوع برغم أني لم أطلعك على الأمر فيما قبل حتى لا أؤلم قلبك فعندما علمت أنك تحب إلين أجلت الحديث لأجل أن تكشف أنت أمرها بنفسك وها أنت كشفت علاقتها مع صديقك داني والأن أريد أن أخبرك أنه أيضا كان لإلين أهداف أخرى أرادت تحقيقها في شركة السفن وإحدى هذه الأهداف كان أن تتزوج من رافع ، كان رافع إحدى ضحايا إلين لقد تزوجت من رافع وأقنعته بحبها الكاذب له ولكنني ساعدته في إنهاء الزواج منها بعد أن أسمعته مكالمة الهاتف تلك وأخرج المسجل الصغير من جيبه ووضعه فوق الطاولة ليسمع فارس أيضا المحادثة وشغل حسام المسجل فأتى صوت إلين وهي تقول في الهاتف لصديفتها : لقد تزوجت من رافع ليس لأجل الحب بل لأجل المال أريد أن أرث هذا المال ولكن هناك عقبة في طريقي كيف سأتخلص من تلك الفتاة وأمها لم تكمل إلين المحادثة لقد أنقطع الأنصال وعلق والد فارس على الأنقطاع بأنه ربما كانت هناك أمطارا غزبرة سببت في إنقطاع الأتصال أكمل حسام لأبنه قائلا : بعد أن مات رافع سألت المحامي بأن يبحث عن وريث لشركة ليخبرني أن لدى رافع أبنه أسمها دانية علمت أن إلين كانت تقصد في تلك المكالمة على الهاتف دانية وأمها إذا كيف علمت إلين عن دانية وأمها ؟ ولماذا لم تخبرنا أن رافع لديه أبنه ؟ أردت أن أعلم كيف علمت إلين بإبنه رافع جلست أياما عدة أفكر في الموضوع حتى توصلت بأن المحامي هو الوحيد الذي سيطلعنا على الخبر هكذا أستدعيت المحامي أدهم اليوم لأسأله عن الموضوع ولم ينتهي حسام من الحديث حتى سمعا طرقاً على الباب وفتح فارس الباب ودخل المحامي أدهم الغرفة وبيديه حقيبة بنية اللون ليأكد لهم أنه يأتي إليهم لأجل العمل فقط ،جلس بعد أن سلم على فارس وحسام وكانت علامات الأستفهام بادئه على وجه’ تحدث حسام وسأل أدهم عن معرفة إلين بالدانية وجوان أنزل أدهم رأسه’ مفكرا وهو يسأل نفسه’ كبف سيخبره’ ولقد أعطته إلين المال مقابل صمته ولكنه علم أن عليه أن يخبرهم وإلا لن يعمل مجددا بشركة هكذا أخبرهم أن إلين أعطته المال على أن لا يخبر أحدا بالأمر تحدث فارس وصوته يعلوه’ الغضب : إذا لقد تلاعبت إلين بنا ، ولكنه أكمل يسأل أدهم : إسمع لقد وثقنا بك كمحامي لشركة وطبعا أنت تعلم أن من سيرث المال هي دانية وستكون هي مديرة الشركة وقريبا جدا ستكون أنت تحت إمرتها فهيا أخبرني في أي جانب تريد أن تكون ؟ حديث فارس أخاف أدهم بل جعل أدهم يفكر أن يرجع المال إلى إلين حتى لا يفضح أمر تعاونه مع إلين أجاب أدهم خائفا : سأخبركم بكل شىء شرط أن تحمياني من الأقاويل ومن إلين ومن الشرطة ، رد حسام بالموافقة وهكذا تحدث أدهم بكل شيء كيف أن إلين ردت على مكالمة جوان عندما لم يرد عليها رافع وعلمت إلين أن المتحدث كانت زوجته السابقة جوان وأخبرهم أيضا كيف أخبرتها جوان أن لدى رافع أبنه وأنها تريد دخولها للمدرسة ولكن بدون إسم والدها لن تدخل المدرسة فقالت لها إلين إنها سترسل لها المحامي كي يقوم بإجراءات القانونية لتسجيل إسم رافع كوالد لدانية ولكن بشرط والشرظ هو أن لا تتصل جوان مجددا بالشركة ولا تخبر رافع بأن لديه أبنه وإلا حرمت إبنتها من كل شيء حتى الدراسة سمعت’ المحادثة كلها لأني كنت معها بالمكتب وهي تتحدث وأدركت أنها سوف تطلب مني السفر هناك والقيام بكل شيء دون علم رافع وكنت على حق فلقد طلبت مني السفر إلى جوان أردت أن أرفض ولكن المال الذي وضعته أمامي أسكتني وجعلني أقوم بكل شيء دون علم رافع أو أي أحد منكم ..... هكذا أنهى أدهم الحديث ونهض حسام وشكر أدهم على أخباره كل شيء وقال له مودعا نحن دائما نعتمد عليك في هذه الشركة ،خرج أدهم بعدها من الغرفة ورحل ...
    جلس فارس مع أباه لمدة أسبوعاً أخر وأخبره أن عليه أن يعود إلى الشركة للعمل فودع حسام إبنه ورحل فارس إلى المدينة ذهب حسام إلى حديقة المنزل وجلس ومعه فنجانا من القهوة ونظر إلى المفعد المجاور لمقعده ليتذكر صديقه رافع عندما كان يجلس بجانبه يتبادلان الحديث تذكر حديث رافع عن جوان عندما كانت أيامه الأخيرة على وشك أن تنتهي قال رافع لصديقة حسام : لقد ظننت أن العالم أنتشلني من حطامه عند رؤيتها لقد كانت جالسة على تلك الصخور بجانب الشاطىء أحسست حينها بأنها ملك أنزلها الله من السماء بذاك الوشاح الأبيض وتلك الملابس الزهرية الفضاضة كأنها خلقت لي أحببتها وظننت سابقًا أنني لن أحب أحدا في حياتي طننت أن لن يسرق قلبي أحد لقد أمتلكت قلبي وكنت كل لليلة أتسلل إلى حديقة منزلها الصغيرة لأراها عبر زجاج التافذة وهي تبتسم لصديقتها تلك الإبتسامة التي جعلت كل شيء باهتًا مفارنتًا بها ، كان أصدقائي يضحكون على عشقي لها ويقولون لي : لما لا تحدثها ، لم أستطع حتى القرب منها كنت أخاف أن أحدثها فأزعجها فتهرب مني ولكنني وفي أحد الأيام فكرت أن أتقدم لها لزواج كانت السنة الثالثة على قدومي لهذه القرية وهكذا تقدمت لها لزواج وأخبرتني أنها موافقة وأن ولديها متوفيان وأن جارتها هي القريبة الوحيدة لها وأنها لا تعلم عن أي أقارب أخريين لها أدركت أن جوان لا تملك سوى هذا المنزل ولكنها سعيدة جدا به لدرجة إني أخفيت عنها ثرائي وأخبرتها إني من أسرة فقيرة لأجل أن تحبني مثل ما أحبها فتزوجنا ولكن بعد سنة من زواجي من جوان أتصل بي محامي الشركة وأخبرني أن والدي مات وعلي أن أعود للأستلام عمل الشركة بعد وفاته وأكون المدير ،حاولت إقناعه بأن يضع أحدًا أخر مكاني ولكنه أخبرني أن الوصية تنص على عملي بشركة وإلا خسرت الشركة وسوف تذهب بإسم إبن عمي لم أعلم ماذا أفعل لقد أحسست أن الأمر أصبح يخنقني كل يوم وبدأت أسأل نفسي كيف سأخبر جوان بالأمر بعد أن أخبرتها أنني سوف أعيش معها في القرية للأبد لقد كانت أمي تعلم بموضوع زواجي من جوان ولكنها لم تخبر أبي لأنها تعلم إني سوف أكون الوحيد الذي سيعتني بها بعد وفاته وهكذا أدركت إني أحتاج إلى الشركة والمال لكي أعتني بأمي أخبرت جوان أن لدي بعض الأعمال لأقوم بها وعلي أن أسافر ولكني سأعود صدقت جوان كلماتي وسافرت وأنا أعلم إني لن أعود إلى هذه القرية مجددًا وعندما أصبحت في الشركة وبدأت العمل فيها أدركت أن علي الأتصال بجوان ومناقشة الأمر معها فأتصلت بها لأخبارها بكل شيء غضبت مني جوان وبدأت بالبكاء لأني كذبت عليها ، أخبرتها أن تأتي لتعيش معي لأني لا أستطبع العودة إلى القرية بسبب عملي بالشركة فرفضت وأغلقت الهاتف لم أعلم ماذا أفعل لأقنعها أرسلت لي بعد شهريين رسالة تطلب فيها الطلاق لقد علمت أن هذا الأمر سيحدث حاولت أن أقنعها مجددا بالعيش معي ولكنها رفضت وأصرت على الطلاق أرسلت لها ورقة الطلاق مع مبلغ من المال ولكنها أرجعت المبلغ وكتبت في الرسالة "أنني لم أعد زوجنك لتعيلني" ، لقد تزوجت على إلين لأقتل حبي لجوان وأنساه ولكني أدركت إنني لن ولن أنسى حبي لجوان ما حييت لقد كانت حبي الوحيد في هذه الحياة ...
    وصل فارس إلى العمل في الصباح الباكر وكان هو أول من دخل الشركة أراد أن يفكر في هدوء بوضع مقترح لتطوير ألية شحن البضائع لسقن الشحن وتذكر أن عليه أن يسافر وأن تسافر معه دانية إلى الشركة نادى فارس على دانية وأطلعها على العمل الذي ستقوم به معه هناك وعندما كان يعطيها التعليمات عن العمل نظر إليها ليشعر أن هناك شيء تريد أن تخبره فصمت وأخبرها أن تتحدث أخبرته دانية أنها تحتاج إلى رفيقة وأنها أختارت مادلين لأنها تخاف المبيت في غرفة الفندق وحدها لقد تفاجىء فارس من طلبها وبدأت الإبتسامة تعلو وجه لأنه شعر بخوف دانية منه ولكنه وافق في نهاية الأمر وأعطاها الموعد والتاريخ ورفع سماعة الهاتف ليحدث مادلين وهو ينظر إلى دانية ويخبرها بأنها ستسافر مع دانية كمساعدة لها وطلب منها أيضا ان تتدبر أمر تذاكر السفر أغلق سماعة الهاتف وعلمت دانية أن عليها الأنصراف وأن تذهب إلى مكتبها هكذا أستأذنت دانية فارس وتحركت نحو الباب لتمسك مقبض الباب لتفتحه فسمعت فارس يقول لها مضيفًا على ما قال قبل أن تخرج : نعم لقد نسيت أن أخبرك أنكي سوف تقابلين هناك الموظفين وسكرتيرة الشركة وتدعى إلين كان وقع إسم إلين على قلبها كأنه سكينًا تم غرزه’ في قلبها لقد أحست بضيق في صدرها ولكنها ارادت ألا يشعر بما شعرت به لذلك أسرعت لتفتح الباب وخرحت مسرعة من المكتب ، جلست دانية في مكتبها وما هي سوى لحظات حتى دخلت عليها مادلين وأتجهت إلى دانية تحتضنها وهي تبكي سعيدة وتقول : لم أصدق أنكي طلبتي من المدير أن أسافر معكي شكرًا لكي على أخذي معكي إبتسمت دانية لمادلين وأخبرتها أنها أيضًا سعيدة بذلك ... بدأت دانية تتجهز لسفر وفكرت أن عليها أن تشتري ملابس جديدة فملابسها ليست مناسبة لرحلة العمل وعند تجهيز دانية للحقيبة والأغراص أتصلت بمادلين لتمر عليها لذهاب إلى المطار يوم غد وفي اليوم الأخر مرت عليها مادلين باسيارتها وركبت معها دانية وذهبتا إلى المطار وصل فارس بعدهما بساعة وركبوا الطائرة جلست مادلين بجانب النافذة بينما جلست دانية بجوارها أما فارس فجلس بالمقعد المجاور لهما أختلس فارس النظر إلى دانية ومادلين ليرى دانية تقرأ كتابا بينما مادلين تغط في سبات عميق لم يشأ إزعاج دانية وهي تقرأ فأغمض عينيه ونام وضعت دانية الكتاب جانبا بعد أن رأت أن فارس نائما فلقد فشلت في قراءة الكتاب لم تعد تفهم شيء دخول فارس إلى حياتها قلب حياتها رأسا على عقب ، تغير كل شيء في حياتها لقد أنساها كل معاناتها على مر الأعوام العشر أصبح حبها له يسيطر على عالمها ويسيطر على كل شيء في حياتها لقد أرادت أن تنسى حبها له ولكن عندما تراه’ أمامها تعود تلك المشاعر كي يذوي كل شيء في هذا العالم إلا حبها له ، نظرت دانية بطرف عينيها إليه لتجد أنها فعلا تحبه لقد أرادت أن تخبر مادلين أنها تحب فارس ولكنها أدركت أن مادلين ستظن أنها مجنونة فكرت دانية كبف سيحبها رجلا مثل فارس إنه من أثرياء المدينة أغمضت دانية عينيها لربما رحلت عنها هذه المشاعر وتركتها بسلام نامت دانية ولكن صوت مادلين جعلها تستفيق سمعت مادلين تقول لها هيا إستيقظي لقد وصلنا نزل الجميع من الطائرة وأتجهوا باسيارة إلى الفندق وعند وصولهم إلى الفندق علقت مادلين عندما رأت الفندق : يا له من فندق رائع إنه فعلا جميل ، فأخبرها فارس فائلًا : إنه يعود لصاحب الشركة التي أتينا لأجلها وقطع الحديث بوضع يديه بجيبة وإخراج مفتاح الغرفة التي ستبيتان فيها وأعطاهما المفتاح قائلا لهما : لا تنسيان موعد العمل اليوم في المساء الساعة الثامنة كونا متواجدتين بمطعم الفندق وداعًا ذهب فارس وذهبتا الفتاتين إلى الغرفة فتحت دانية الباب لتتفاجىء مادلين بمنظر الغرفة وضخامة الأثاث وأناقة الديكور بالغرفة قالت لها دانية وهي تنظر إلى مادلين وإنبهارها بالمكان : كأنكي لم تري هذه الأشياء في حياتك أجابت مادلين : نعم لم أراها سوى في الأحلام ضحكتا الأثنتان سعيدتان بالغرفة التي أختيرت لهما وأخرجت دانية فستانا فيروزي طويلا وحقيبة ذهبية مطرزة بخيوط فيروزية لامعة وحذاء ذهبي لامع بخرزات دائرية صغيرة ذهبية وبيضاء علقت مادلين عندما رات الفستان : إنه فعلا جميل لم أدرك إنكي تحسنين الأختيار ستموت إلين غيظا إن رأتكي وقهقهت ضاحكة إلتفتت دانية إلى صديقتها وهي تسألها : ماذا تعرفين عن إلين ؟ أجابت مادلين : لا شيء فقط أنها تتصيد دائما الأثرياء ولكنها جميلة جدا لدرجة أن الرجال عندما يرونها يتقدمون لخطبتها وهي ترفضهم ربما كانت تفكر في فارس ليتزوجها ختمت مادلين حديثها ولكن كانت أخر الكلمات كوقع الصاعقة على دانية أدركت دانية أن عليها أن تكمل العمل في هذه الشركة وترحل ولكن لقاء العمل الذي ظنت أنها ستكون سعيدة به جعله حديث مادلين عن إلين وفارس يصبح كظلام حالك بداخلها ، لبست دانية الملابس وكانت مادلين على وشك أن ترحل بدونها فقالت مادلين لدانية بصوت عالي : لقد تأخرنا أسرعي لا أريد أن يوبخني فارس ويخبرني بأني لست سكرتيرة كفوئه أنتهت دانية من وضع اللمسات الاخيرة على مظهرها وخرجت من الغرفة رأتها مادلين وصفرت قائله : يا إلاهي هل أنتي متاكدة إنكي لن تصعقي إلين والحضور ستموت إلين قهرا إن رأتكي بهذا الفستان الفيروزي ، نزلت دانية الدرج ومشت بالقرب من مادلين وعند دخولها المطعم إلتفت جميع الموظفين إلى دانية كان فارس يجلس بالطاولة المجاورة لطاولة الإجتماع الكبيرة وكأنه ينتظر وصولهما بينما إلين تجلس وحدها على الطاولة تنتظر دانية ومادلين نظر فارس إلى دانية وهي متجه نحو طاولة الإجتماع وأدرك حينها أن دانية أجمل إمرأة رأها في حياته لقد كانت كأنها ملاكا يمشي على هذه الأرض ، جلست دانية ومادلين على طاولة الإجتماع والباقي أنضم للجلوس على الطاولة وأخيرا جلس فارس ومعه كومة من الاوراق تحدث فارس للجميع وعرف مادلين ودانية للموظفين وعند سماع إلين لأسم دانية بدأت تتوتر وتذكرت حديث فارس عن موضوع دانية وتحذيره لها لعدم تطرقها لصاحب الشركة أمام دانية وأن لا تخبر دانية بأنها صاحبة الشركة لأن دانية لا تعلم أي شيء عن أمر الشركة عدلت إلين من وضع جلوسها ورحبت بهما تحدث فارس وسأل الجميع عن الطريقة الغير مكلفة لتطوير شحن السفن ؟ لم يجب احد عن الأمر سوى دانية أجابت دانية بالفكرة التي لديها لمحاولة إنقاذ الموقف وشرحت ألية التطوير وكيفية عملها ، أبدى فارس إعجابه بالفكرة أنتهى لقاء العمل بعد أن صوت الجميع لفكرة دانية أخبر فارس الموظفين أن هناك حفلة ستقام مساء الغد بمناسبة لقاء العمل و الفكرة الجديدة لتطوير شحن السفن بالشركة رحلت مادلين إلى الغرفة مع دانية رمقت إلين دانية وهي راحلة بنظرة الكره والغيرة التي أشتهرت بهما بين موظفين الشركة ، أتى يوم الحفلة وأختارت دانية مجموعة من الفساتين التي أمامها فسالت مادلين أن تساعدها في الأختيار أخذت مادلين الفستان البنفسجي ذات الزوايا الذهبية اللامعة مع حذاء ذهبي لامع فأعجبت دانية بإختيار مادلين للفستان لبست دانية الملابس وأنتظرت مادلين حتى تنتهي من التجهز للحفلة وأنضمتا بعدها إلى الموظفات في الحفلة ورأت من بعيد فارس يقف مع رجل اخر لم تشاهده’ في لقاء العمل في الليلة الماضية أشاحت بوجهها وأكملت تتحدث مع الموظفات ونظرت مجددا إلى فارس لتجده’ يحدث إلين تضايقت دانية فستأذنت الموظفات لترحل وأخبرت مادلين أنها ستذهب إلى الحديقة خرجت دانية إلى الحديقة وكان هناك مقعد حديدي جلست فيه تنظر إلى الورود التي بالحديقة وألوانها الجميلة ثم رفعت رأسها إلى النجوم لتراقب تلالؤها في السماء سمعت صوتا يناديها من بعيد ورأت فارس قادمًا نحوها وهو يقول : كدت أن أموت خوفاً عليكي لم أجدكي بالحفلة ولكن مادلين أخبرتني أنكي ذهبتي إلى الحديقة أجابت دانية ترد عليه : أسفة لقد أزعجتك بذهابي إلى الحديقة ولكني أحتجت أن أجلس لوحدي لبعض الوقت نظر إليها قائلا وهو قلق : لقد رأيتكي تتحدثين لأحد الموظفين ماذا أخبرك ذاك الموظف خاف فارس أن تعلم دانية بأن أباها مالك الشركة لم يشأ أن يخبرها أحد لقد قرر فارس أنه هو من سيطلعها عن هذا الأمر أجابته دانية: لقد هنأني على الفكرة الجديدة لشركة قال فارس لدانية بعد أن رأى الوقت مناسب لعرض أمر الزواج : كم أردت أن أحدثكي بأمر والأن بما أننا وحدنا سأحدثكي عنه وأتمنى أن توافقي على طلبي ساد صمت بين الأثنين قطعه سؤال فارس لدانية قائلاً: هل تقبيلين الزواج بي ، لم تعلم دانية بماذا تجيب لقد تحقق أكبر أحلامها في هذه اللحظة فهل ترفض وتحطم حلمها بزواج من الذي تحبه وأكمل فارس قائلًا لها لكي توافق : فكما تعلمبن فأني المدير بالشركة واحتاج أحد يساعدني بإدارتها ولم أجد أحد مناسب لهذه المهمة سواكي ، نظر فارس إلى دانية وكأنه يطلب منها أن ترد وتوافق قررت دانية أن توافق برغم أنها أرادت أن يتزوجها وهو يحبها ولكنها بعد الزواج ستجعله مع الأيام يحبها فلا تريد أن تفقده هكذا أجابت دانية ووافقت على الزواج ركع فارس على ركبتيه وفتح صندوق أحمر مخملي به خاتم من الألماس قائلاً : أتقبلين أن تتزوجيني يا دانية أخذت دانية الخاتم ولبسته وهي تقول : نعم أقبل .... أنتهت الحفلة وغادر الجميع الحفلة بحثت مادلين عن دانية فوجدتها في الغرفة وبدأت تسألها : ماذا حدث أخبرتها دانية بكل شيء وكيف طلب فارس منها الزواج فرحت مادلين وبدأت ترقص في أرجاء الغرفة وكأنها هي من سيتزوج ضحكت دانية وأحتضنت مادلين وقالت لها كم أنا سعيدة ردت عليها مادلين وأنا أيضًا هكذا جلس فارس ومادلين ودانية لتحديد موعد الزفاف وأخبرت دانية فارس بأن أمها توفيت العام الماضي وأنها لا تعلم أحداً من أقاربها ومادلين هي الوحيدة التي تكون بمثابة القريبة لها رد فارس قائلا لها : تحدثت هذا الصباح مع أبي في الهاتف وأخبرته بالأمر وأخبرني أنه سعيد بهذا الزواج ويريد لقائك ردت دانية إذا عدنا أخبره إني سأتي للقائه في الشركة ، عادو إلى المدينة وأتصل فارس بوالده يخبره بموافقة دانية الزواج و بإجراءات الزفاف سأل حسام فارس : أخبرني كيف هو شكلها ؟ قال فارس : ذات عيناي خضراء كبيرتان وشعر بني علق حسام قائلا : إذًا دانية تشبه عيناها عيناي والدها رافع ،هنىء حسام ولده’ على الزواج ووعده إنه سيأتي نهاية الأسبوع بدأت مادلين ترتب أغراض العرس وهي تقول ألم يخبرك فارس بشيء ردت دانية : إلا ماذا تلمحين هيا يا مادلين تحدثي ، تحدثت مادلين بعد صمت شعرت دانية أنه يحطم جميع حواجز الصبر والتأني بداخلها وأرادت أن تصرخ على مادلين لتخبرها شعرت مادلين بفراغ صبر دانية وخوفها فأجأبت وهي تهز كتفيها غير مبالية بالأمر : كان فارس على علاقة بإلين ولكنها حطمت قلبه بخيانتها له لقد أحبت صديقة داني إنه ذاك الرجل الطويل الذي رأيته في حفلة التي أقيمت بالشركة أكملت مادلين حديثها قائلة يعلم الجميع أنها حطمت حياته كان لا يأتي إلى العمل وعندما يأتي يخبرنا أنه لا يريد أن يتحدث مع أحد تحدثت دانية ترد على مادلين : للأسف لم تسنح لي الفرصة لسؤاله عن هذه الأمر كما تعلمين الوقت كان ضيقًا ختمت حديثها بالوقوف والرحيل سمعت مادلين تقول إلى أين قالت دانية لها : ألا تعلمين اليوم سأقابل والد فارس هكذا رحلت دانية وهي تشعر أن مادلين جعلت يومها يبدأ بمأساة لقد شكت بأمر إلين وفارس ولكنها لم تكن تعلم أنهما كانا على علاقة وصلت دانية المكتب وطرقت الباب لتسمع صوت فارس يقول لها أدخلي يا دانية دخلت دانية المكتب ووقف حسام ورحب بها قائلًا : أهلًا بزوجة ولدي كم أنا سعيد بهذا الزواج مسح حسام دمعة على طرف عيناه لقد كانت دانية تشبه أباها رافع كثيرًا تذكر حسام رافع ودمعت عيتاه مجددا أخبرها وهو يعتذر لها عن دموعه أن دموعه دموع الفرحة ليس إلا ولكنها كانت لحسام دموع الحزن على رافع الذي لم يرى بحياته أبنته ، ردت دانية على حسام : شكرًا على موافقتك على هذا الزواج وكم أسعدني رؤيتك تبادلا الأثنين الحديث وأنتهى بطرقًا على الباب أستغلت دانية قدوم أحد وأستأذنت الأنصراف جلست دانية في مكتبها تقرأ البريد رن الهاتف رفعت الهاتف لتسمع صوت مادلين وهي تقول لها : لقد أنهيت جميع تجهيزات الزفاف ولكن أردت أن أعلمك أن مكان الزفاف تغير ردت دانية ماذا تعنين بأن المكان تغير أجابت مادلين قائلة لقد تغير المكان لأجلك أنه منزلك الذي في القرية علمت دانية أن فارس أختار المكان لأنها تحب ذاك المكان كثيرًا فالقد ترعرت هناك وأحبت كل شيء فيه ولكن وفاة أمها جعلها تفارق المكان لقد تم أخذ دانية إلى دار الأيتام بعد وفاة أمها لعدم قدوم أحد من أقاربها لأخذها ، تذكرت دانية هذه الذكريات ولكن صوت مادلين اعاد دانية إلى أرض الواقع فسمعتها تقول : إنه فعلًا مكان جميل لقد رأيته بالصور أقفلت دانية الهاتف وهي سعيدة بأختيار فارس المكان لقد علم أهمية المكان بقلبها ...
    أتصل فارس وأخبرها أن الضيوف سيكونون قي فندق القرية والزفاف سيقام بحديقة الفندق وختم حديثه’ قائلًا لها : وسوف نقرر فيما بعد أين سنقضي شهر العسل وافقت دانية غلى المكان وسافر الجميع بطائرة الخاصة لشركة ، لبست دانية فستان الزفاف كان من قماش الساتان بالون اللؤلؤ ولبست حول عنقها عقد من الؤلؤ وأسدلت شعرها ليصبح كخيوط من حرير ووضعت فوق رأسها تاج من الألماس ولبست حذاء عالي الكعب بالون الؤلؤ مشت مادلين وبيديها باقة من الورود وخلفها كانت مادلين وأختها ممسكات بذيل الفستان شعرت دانية أن هذه أصعب لحظات حياتها وأجملها في نفس الوقت شعرت بالسعادة التي لم تشعر بها موجودة الأن بداخلها كانت تمشي وهي ترى فارس أمامها بأخر الممر رأت أن المسافة بعيدة جدا لشدة أرتباكها لقد كان المدعوين يراقبونها وهي تمشي مما زاد من توترها نظر فارس إلى دانية وهي تتقدم نحوه وأدرك انه لن ينسى هذه اللحظة اما والد فارس فلقد اجهش بالبكاء لأنه سيرى أحفاد صديقة رافع ، إنتهت الحفلة وودعت مادلين دانية قائلة إذا أردت اي شيء فأعلميني ولا تتردي في الأتصال وأحتضنت دانية مادلين والدموع تنهمر بغزارة من عينها وشكرتها على أهتمامها وهي تقول لها : لا تقلقي سوف أتصل بكي وسنبقى دومًا على أتصال ختمت دانية حديثها وهي تقول لمادلين أهتمي بنفسك جيدًا .... طلبت دانية من فارس أن يجلسا في منزل والدتها لعدة أيام فوافق فارس على طلبها وبعد عدة أيام تطرقت دانية لموضوع إلين لتسأله عن علاقته’ بها أخبرها فارس قائلًا : لقد أحببت إلين ولكنها عندما رأت صديقي داني تغيرت مشاعرها نحوي وأخبرتني انها تحب داني وأنها كانت فقط تكن لي مشاعر الأخوة غضبت في بادىء الأمر ولكني أدركت أن لا فائدة من اجبار أحد على محبتي لقد اكدت لهما سعادتي عندما أخبراني بزواجهما ، سألت دانية فارس السؤال الذي كانت تخشى أجابته ولكنها أرادت أن تعيش في حقيقة وليس خيال لهذا قررت أن تسأله قائلة : هل تحبني نظر فارس إلى عيناها وهو خائف خاف أن يكسر قلبه مجددًا وخائف أن تكون لا تحبه ولكنه علم أن عليه أن يقول الحقيقة وإلا لن يستطيع أن يعيش سعيدًا بهذه الحياة أجاب فارس : نعم إني أحبكي أحببتكي عندما نظرت إلى عيناكي في ذاك الطريق وجودك بجانبي يجعلني اشعر بتلك السعادة التي لم أشعر بها في حياتي فهل أنتي أيضًا تحبينني ؟ أجابت دانية وهي تشعر أن قلبها زادت من خفقاته وإنها بدأت تشعر بتوتر بجسدها وعلمت أن عليها أن تجيب بشكل صادق هذه المرة فلا تريد أن تحمي نفسها منه بعد الأن : نعم إني أحبك أحببتك في ذاك الممر عندما نظرت إليك أدركت أنك من سيمتلك قلبي وللأبد رد عليها فارس : لقد أحببتكي من النظرة الأولى لقد أسرتني عيناكي وأصبح ليلي نهارًا أصبحت عيناي لا تغمضان في الليل وفي كل ليلة أدعو الله أن تحبينني ، وفي اليوم الأخر جلس فارس على المقعد وهو يقول لدانية أريد أن أطلعكي على امر مهم أنه عن الشركة أعني شركة سفن الشحن جلست دانية بجانبه وهي تصغي لحديث فارس أكمل فارس حديثة وقال : فكما تعلمين فإن صاحب الشركة إسمه رافع ردت دانية عليه : نعم أعلم أنه يشبه إسم أبي رافع أكمل فارس حديثة يقاطعها : صاحب الشركة هو أباكي رافع وأنتي الأن هي صاحبة الشركة لأنكي الوريثة الوحيدة لرافع ، كاد فنجان القهوة أن يقع من يدي دانية ولكنها بكل بطىء وحذر وضعت الفنجان على الطاولة كي لا يقع لقد صدمها الخبر لم تعرف دانية ماذا تقول أرادت أن تصف شعورها ولكنها فشلت شعرت عند سماعها الخبر كأنها تلقت ضربة قوية بمعدتها لقد شعرت بالغثيان نهضت لتشرب كوب من الماء لعل الماء يخفف من ألم معدتها جلست مجددًا وهي تقول في ذهول : هل تعني أن رافع والدي هو رافع نفسه صاحب شركة سفن الشحن أجاب فارس وهو يبتسم لدانية نعم غير أن لديه أملاكًا أخرى في البلاد كالفندق مثلا الذي جلسنا فيه للعمل وفنادق أخرى مثل الفندق الذي في هذه القرية الذي كان به زفافنا لدى أباكي أملاكا كثيرة ورثتيها وسوف أطلعكي عليها فيما بعد وأكمل قائلًا : نسيت أن أخبركي و أخرج فارس ملكبة المنزل وأعطاها لدانية لتقرأ نظرت دانية إلى الورقة وعلمت أنها ملكية المنزل ولكنها كانت بأسمها وفتحت فمها لتتحدث ولكن فارس سبقها قائلًا: أعلم أنكي ستسألين كيف أصبحت بإسمكي لقد أنهيت من إجراءات أنتقال ملكية المنزل بإسمكي لأجل الزفاف فكما تعلمين أنكي أيضًا الوريثة الوحيدة لأمكي فأمكي لم تنجب أحدًا أخر وهكذا بشهادة وفاة جوان إنتقلت الملكية لكي أنهى فارس حديثة ولكن تذكر أن المرأة التي تسكن بجانب المنزل أحضرت لدانية رسالة وأن الرسالة من أمها أخذ فارس الرسالة من درج الطاولة وأعطى دانية الرسالة نظرت دانية إلى فارس أولا ثم إلى الرسالة لقد علمت دانية بدون أن يخبرها فارس أن الرسالة من أمها أخذت الرسالة وفتحت الرسالة وبدأت قراءة الرسالة بصمت

    إلى أبنتي العزيزة / دانية
    كيف حالك يا دانية أتمنى أن تكوني بصحة جيدة لقد كتبت لكي هذه الرسالة لتعلمي كل شيء عني وعن أباكي والحقيقة في عدم وجود أباكي معنا ، لقد كان أباكي بالنسبة لي كل شيء يهذه الحياة سقط حبه في عالمي وأمتلك قلبي لم أدرك أن برحيله سيجعل بقلبي ثغرتا تبث الظلام المؤلم كنت أعيش بعده’ في واقع وخيال وكم كان ذلك صعبًا علي أردت’ أن أغلق تلك الثغرة التي بقلبي ولكني لم أستطع فهو من لديه الحل لقد رحل بعيدا عني لقد قام جدك بوضع شرطًا في الوصية بعد وفاته والشرط هو أن يعمل أباكي قي الشركة وإلا حرمه’ الشركة والميراث وستنتقل الشركة إلى أبن عمه لقد وافق أباكي على الشرط ورحل لقد اخبرني أنه سيعيش معي في هذه القرية للأبد ولكنه رحل وتركني أرادني أن أرحل معه ولكني رفضت وطلبت الطلاق بعدها علمت إني حامل بكي ولم أشأ إخباره لقد خفت أن يأخذكي مني فأخفيت الأمر عنه وأصررت على الطلاق لم أرد أن أعيش في مكان أخر فلقد أحببت تلك الصخور الرطبة التي تغطيها الطحالب الخضراء في بداية فصل الربيع وأحببت تساقط أوراق الأشجار في فصل الخريف عشقت هدوء المكان وزقزقات العصافير في الصباح الباكر عشقت صوت النورس عند المغيب وضحكات الأطفال حولي البريئة وأحاديث نساء القرية كانت تأسرني وتؤنس وحدتي كيف لي يا حبيبتي دانية أن أترك مكانا كهذا ، علمت أنكي ستأتين مرة أخرى لهذا المكان لذلك أعطيت جارتي هذه الرسالة لتقرئيها بعد أن تكبري فلقد كنتي صغيرة لا تتجاوزين الثامنة لذا أجلت أخباركي الحقيقة أردت أن تفهمي معنى أن تعيشين بحزن بعد أن عشتي بسعادة هكذا لم أستطيع نسيان تلك اللحظات السعيدة التي عشتها مع والدك رافع قتلني حبي لأباكي بعد أن ولدتكي لم تعد لي الرغبة بالحياة ولم أخبر والدكي بأن لديه إبنه لم أخبره’ بوجودك كي لا يحرمني منكي أغفري لي يا دانية رحيلي عنكي فليس بيدي حيلة فالقلبي مكانًا بهذا الجسد فحبه غزا كل جزء من هذا الجسد فأصبح ميتا دونه حتى روحي رحلت عندما رحل فإن التقيتي بأباكي وكان على قيد الحياة فأخبريه إني رحلت من هذه الحياة ولم أكن غاضبة منه بل في كل ليلة أخذ قميصه وأضعه بجانبي لعلها تنسيني عذاب لحظات رحيله عني وتخفف وحدتي أردت إخباركي أن أباكي هو رافع صاحب شركة سفن الشحن كتبت لكي عنوان الشركة ومكان إقامته في بطاقة صغيرة بدرج الطاولة واعلمي ان هذا المكان هو لكي كل ما أطلبه أن تعيشين بسعادة دائما وأن يحطم حبي لكي كل العقبات التي بطريقك وأن لا يجد الألم والحزن طريقًا إلى قلبك .
    من أمكي / جوان

    قطرات الدموع بدأت تتساقط على الرسالة بدأت دانية بالبكاء بصمت وحرقة وقف فارس عندما رأى دانية تبكي وأراد أن يقول أي شيء ليخفف عنها ما تشعر به بدأ يقول ما يزال هناك من يحبك في هذه الحياة فلا تبكي فربما وجدت أمكي الأن السلام أجهشت دانية بالبكاء عند سماعها لكلمات فارس وبدأت تقول : لقد تخلى أبي عنها لأجل المال كم كرهت ذلك هل المال يجعلنا نترك من نحب ونرحل وبدأت نوبة البكاء تعود لدانية مجددا أجلسها فارس وجلس بقربها وهو لا يعلم ما يقول لتتوقف عن البكاء صمتت دانية وأرجعت الرسالة بالمغلف ومسحت دموعها تعتذر لفارس قائلة : أسفة لم أعني أن أزعجك ببكائي رد فارس : لا عليكي إنه الشعورالذي سيشعر به الجميع عند مفارقتهم لمن يحبون ، إبتسمت دانية لفارس ولكنه فكر أن يفرحها فأتته فكرة العيش بهذا المنزل وهكذا تحدث فارس قائلًا : لما لا نقضي شهر العسل بهذا المنزل ونلغي ذهابنا لمكان أخر وأكمل وهو ينظر بأرجاء المكان : المكان جميل ومناسب للعيش فيه إن أردتي مع إجراء بعض التعديلات به فرحت دانية بالفكرة فكم أرادت أن تقضي حياتها بمكان جميل كهذا المنزل ولكنها تذكرت الشركة والعمل قالت له : وماذا بشأن العمل في الشركة أجابها فارس : لا عليكي سنقوم بالعمل من المنزل ألم تسمعي أن هناك ما يسمى جهاز الكمبيوتر نظرت إليه وهي تبتسم لتقول : كم أعشق طريقتك لحل الأمور ليت أبي فعل ذلك وعمل من المنزل ولكن شرط جدي في تواجده بشركة كان قاسيا جدا لا ألوم أبي ما فعل ربما سيفعله أي أحد أخر لو كان بمكانه وختمت دانية حديثها بدعائها لأمها وأباها قائله : (يارب أن تغفر لأمي وأبي ) .


    كانت هناك طفلة صغيرة كبرت تلك الطفلة ووجدت الحب في حياتها ليمحو هذا الحب جميع ألامها ومعناتها في هذه الحياة وهكذا أحبت دانية الغريب .
    الهدف من القصة
    أن بين الألام والأحزان يخلق دائمًا الحب لنستمر بالحياة فبدون الحب سنظل نعاني في هذه الحياة وسيبقى الألم والحزن سجينًا بداخلنا ولن تكون هناك معادلة الفرح والسعادة موجودة في حياتنا ، فوجود الحب بحياتنا سيطفىء دوماً أحزاننا وألامنا ولن نظل نعاني .

    •   Alt 

       

  2. #2
    رئيسة السبــلة الأســـريـة وإدارية سبلة القصص والروايات
    الصورة الرمزية كاتمة الإحساس
    تاريخ التسجيل
    Feb 2015
    الدولة
    بلاد الاحساس
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    12,883
    Mentioned
    112 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    مقالات المدونة
    6
    قصة جميلة وهدفها يلامس الواقع

    بانتظار جديدك
    *إنا لله وإنا إليه راجعون*
    اللهم اني أسألك حسن الخاتمة

  3. #3
    عميد متذوقي القصص والروايات بالسبله العمانيه
    الصورة الرمزية نديم الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    الدولة
    ♠ قلب أمـــ ♥ـــي ♠
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    10,833
    Mentioned
    3 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    قصة جميله ومعبره
    بارك الله فيك

    صديقك من يصارحك بأخطائك لا من يجملها ليكسب رضاءك
    الصداقة بئر يزداد عمقا كلما أخذت منه
    لا تفكر في المفقود حتى لا تفقد الموجود
    البستان الجميل لا يخلو من الأفاعي
    الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م