غِــيـاب



غِـيابُـكِ ..
مَـلَـلٌ في دَوَرانِ الوقـتِ
واليومُ بَـلا أنـتِ يَـبـابْ !!
غِـيابُـكِ ..
رِيِـحُ شِـمـالٍ تَـركـضُ حـافـيـةً بـسـمـائي
ولا ثَـمَّ سَـحـابْ !!
ألـمِـسُ في مِـرآةِ الغَـبَـشِ الدامِـعِ
مـا أتَـوَهـمُ وَجْـهـي
شُـحُـوبٌ مِثْـلُ دُلُـبٍّ ( 1 )
في وَهْــنٍ مُـتَّكئٍ بِـعَـصـاهِ
عـلى زَمَـنٍ شــابْ
ثَـقـيـلٌ ورَتـيـبٌ جِـدًّا هذا الوقـت بـدونـك
أَلُـوُكُ جَـفـافُ مَـداه المالح
أرشـفُ مِن لُـجَّـتِـهِ بـظَـمَـئـي
لكنَّ النَّـهْـرَ الخاذِلَ محض سَــرابْ !!
وعلىَ أمـلٍ أنْ يـأتـي مـا لـيـسَ بِــآتٍ ،
لا ثَـمَّـةَ قَـوْسٍ مُـشـتـعِـلٍ
يَـسـقـط لـو سَــهْــواًُ مِن غَـيـمِ اللا مُـعـتـادِ
فيحـرقَ هذا الكَـفَـنُ الثِّـلـجـيُّ المُـتَـشـاهِـقُ بِـبـيـاضِ المـوت ..
هذا المفـرودُ ضَـبـابـاً
ولا ثُـقْـبـاً أُبْـصِـرُ في الأُفُـقِ المُـتَـكـاثِـفِ ضَـجَـراًِ .
لا ألـمَـحُ بـابْ !!
أَتَـلـفَّـتُ حـولـي
في هذا الباهِـتِ من صُـوَرِ الأشــيـاء
كُـلُّ جِـهـاتِ الأرضِ بِـدونِـكِ
سُـكْـتٌ وخَــواءْ
فَــراغٌ عــارٍ
يَـرتَـجِـفُ مِن البَـرْدِ المُـتَـفَـشِّي
والبَـرْدُ سِـيـاطٌ تجلدني
البَـرْدُ عَـذابْ !!
يُـنـاديـكِ حَـنـيـني أنْ عُـودي
عُـودي
لكي مِن هذا الصـمْـتِ الحَـجَـريِّ تـنْـبَـجِـسُ قصيدة
لكي مِن هذا الوقـتِ المُـتَـصَحِّـرِ يَخْـضَـرُّ سُــدَىَ
لكي يَـتحـولُ هذا المُـرُّ مِنَ الأيَّــامِ
" غَـزَلَ بَـنـاتٍ " حُـلْـوٍ
وَرديِّ الثُّـغْـر
يَـعـبـر في خِـفَّـةِ رُوُحٍ أرصِـفَـةُ الصـيـف
ويُـعـانِـقُ بـنَـهـارِ الجُـرْأَةِ فـرحـاً مُشـتـاقـاً
يَـتَـفَـجَّـرُ عِـشـقـاً ..
تَـوقـاً ...
وضَـجـيـجَ شَـبـابْ !!
عُـودي
كي ألبـسَ أبـهىَ أثـوابَ يـقـيني
كي أعـرفُ أني من هذا المَـوتِ المُـتَـراكـمِ
حَـيًّـا قد عُـدت !!
كي تـأتي قِـيـامَـةَ هذا القـلـب
فـيَـزْلُـفُ حُـضـنُـكِ جَـنَّـةُ مـأوَىَ
تَـتَـنَـفـْـنَـفُ بالـدِفْء
إِذْ لا دِفْءَ سُـوىَ دِفـْـئـك
هُوَ أحـلـىَ آخِــرةٍ عِـنـدي
وأَلَـذُّ مَــآبْ !!
شعر / سعيد مصبح الغافري
( 1 ) الدُّلُـب : شجرة ضخمة معمرة . من النوعية المتساقطة الأوراق . تنبت في شمال الكرة الأرضية وبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط .