كنت أتابع برنامج نسائي شائق في إحدى القنوات، وكانوا يتحدثون عن تداعيات الزواج المبكر بالنسبة للفتيات،، بالطبع الجميع يتفق من مذيعات وضيوف على عدم صحة زواج الأطفال .. أختلف الشيخ بدءاً في أن يحدد عمر معين للزواج بل يُنظر إلى مدى نضج عقل الفتاة ووعيها ومدى سلامتها وصحتها الجسدية. ثم على الفتاة أن تبدي الموافقة على الخاطب .. ثم عرضت لقاءات لنساء تزوجن مبكراً ليبدين وجهة نظرهن في الموضع.. أكثرهن لم يستشرن وإنما كان تزويجهن رغبة من أولياء أمورهن.. كان الحديث يسير نحو تفضيل فرض سن معين للزواج في العالم العربي ليصبح بمثابة القانون والعرف حتى لا تقع الأعباء الجسدية والنفسية التي وقعت للكثيرات من حيث تداعيات الحمل ومسؤولية تربية أطفال وغيره،، كنت موافقة على كل ما يطرح ولكني تذكرت الدراسات التي قرأتها سلفاً عن أن الفتيات في الغرب يبدأن حياتهن اللا أخلاقية في أعمار مبكرة جدا وتحديداً بعد سن البلوغ مباشرة حيث يعتبرن ما يزلن أطفالاً.. من أجل ذلك وعلى الدوام هناك متابعات ونصائح من منظمة الصحة العالمية لمثل هؤلاء الفتيات حتى يستمتعن بالسير وراء رغباتهن لكن من دون أن يؤثر ذلك على صحتهن الجسدية ومتابعتهن لتحصيلهن العلمي، والنصيحة تصب في إيجاد وسائل منع حمل آمنة.. هنا برزت لي الحكمة من تزويج الفتيات على شرط النضج العقلي والنفسي في ديننا الحنيف، طبعاً مع ضرورة أخذ رأي الفتاة في الموضوع لأنه و في الواقع كل إنسان أدرى بنفسه واحتياجاته النفسية والحسية، وقد تقع الفتاة في الحب كما حدث مع إحدى النساء اللواتي عرض التقرير تجاربهن في البرنامج، إذ يبدو سبب الوقوع في الحب دافع قوي للزواج في العالم العربي، حيث هناك قواعد دينية وأخلاقية صارمة تحرم العبث على الجنسين إلا تحت مضلة الزواج.. برأيي أن الزواج المبكر ليس سيئاً بشرط تأخير الحمل إلى أن يصل سن الفتاة للعشرين حتى يكون جسدها قد أكتمل فعلياً وأصبح قادراً صحياً على تحمل كل ما يتعلق بالحمل من عوارض صحية.. حتى ولو أن أكثرنا يحارب فكرة التبكير في الزواج الآن ونريد فرض قوانين لتقييده بسن معينة.. والأفضل من وجهة نظري جعل الباب مفتوحاً لرأي الفتاة والفتى وأهلهما.. ما رأيكم؟