https://mrkzgulfup.com/uploads/171156484124551.jpeg

قائمة المستخدمين المشار إليهم

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: سر الليمونتين

  1. #1
    مميز السبلة الصورة الرمزية حنااايا..الروح
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    11,690
    Mentioned
    34 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    سر الليمونتين

    توكأت على عصاها بيد بينما تمسكت يدها الاخرى بدفترها الوردي الاثير لقلبها .. وصلت لكرسيها تنهت قليلا من المجهود الذي بذلته لكنها كانت مبتسمة وهي تتطلع عبر الشباك المجاور للكرسي .. انه شباكها الخاص الذي تحرص يوميا على فتحه عند الفجر لتستنشق رائحة البحر الممتد امامه بينما تضع الزهور في آنيته الخاصة والتي لايتغير موضعها من حافة هذا الشباك .

    جلست على الكرسي واسندت عصاها على الحائط بجانبها ثم اخذت نفسا عميقا قبل ان تفتح الدفتر على الصفحة حيث تركت قلمها آخر مرة كتبت فيها مذكراتها ...

    تبسمت وهي تمسك بالقلم وبدأت الكتابة ....

    اعزائي قرّاء مذكراتي بعد عمر طويل اذا شاء المولى .. لاتحاولوا ان تتساءلوا مرة اخرى لماذا لم انشر هذه المذكرات وانا على قيد الحياة او حتى اطلع احدهم عليها ، انا خجولة احيانا فاعذروني ...

    قبل ان ابدأ كتابة مذكراتي لهذا اليوم احذر كل من تسول له نفسه نشر هذه المذكرات تحت اسم (مذكرات جدتي ) ! اقسم اني لن اسامحه ابدا واني سأتلوى غيظا في قبري ! اختاروا اسما رومانسيا ك ( مذكرات امرأة عند الشباك ) او ربما اسما يليق بمسلسل اجتماعي ك ( زوجة تخبركم باسرارها !)

    لاتضحكوا .. انها اسرار مهمة وقد تفيد كل من يقرأها حتى الجنس الخشن من البشرية .

    اليوم وعند شروق الشمس ذهبت كعادتي ابحث في البراد عن ليمونتين فتفاجأت بنفاده ! اصابني الضيق ولن ابالغ اذا قلت الاضطراب ! هل تريدون معرفة سر الليمونتين ؟ ساخبركم ....

    السر يبدأ قبل سنوات طويلة .. طويلة جدا ... سر عمره من عمر زواجي .. ساحكي لكم الحكاية من اولها ...



    اول خلاف وقع بيني وبين زوجي كان في فترة الخطوبة ، والمفارقة انه كان خلافا حول الآلية المناسبة لتجاوز اي خلافات زوجية مقبلة ! لااستطيع ان امنع نفسي من الضحك كلما تذكرت ذلك اليوم ..

    كنت في مقتبل العمر ولدي افكاري الخاصة والحقيقة اني كنت اظنها خاصة بي وحدي انطلاقا من مبدأ (الشخصية المتفردة) التي انشدها لكني اكتشفت فيما بعد ان افكاري لاتعدو ان تكون افكار عامة تعبر عن معظم افكار بنات جيلي.

    عندما طرح زوجي (خطيبي في ذلك الوقت) فكرة ايجاد هذه الآلية كانت ردة فعلي ابتسامة مختارة بعناية لغرض التأثير ونظرة تعكس (الشخصية المتفردة) ثم قلت " ما رأيك ان نتراسل ؟!" لم انتظر منه ذلك العبوس الذي كسا محياه ولم اتوقعه بصراحة ! تصورت اني ساثير فضوله او ربما حتى لهفته ! ، لكني صبرت عليه ولم يخب ظني سريعا رغم التزامه ذلك الصمت غير المريح .

    ابتسامتي ما زالت مكانها لاتتزحزح بينما اضفت موضحة فكرتي اكثر " كتابة الرسائل بين الازواج فكرة عبقرية ! ستجعل كل واحد منا يعبر عن دواخله بهدوء فيشرح وجهة نظره للآخر .."

    عبوسه المستهجن لم يعجبني ليتحفني بعدها قائلا " اجدها فكرة قديمة الطراز جدا وتبعث على الملل كما انها انثوية بحتة فيها مضيعة للوقت لاتلائم رجلا عمليا مثلي! "

    لااعرف اي الكلمات كانت اكثر سوءا بتاثيرها عليها ! لا .. بل اعرف .. !

    ولأني كأي انثى اخترت وصفا محددا قاله في مجمل كلامه عن (فكرتي) واعتبرته وصفا ل(شخصي)

    ابتسامتي غادرت بالتأكيد وانا اقول له بصوت يرتجف من عاصفة بكاء قادمة " هل تصفني بأني اثير مللك ؟! "

    اخيرا عبوسه تقهقر ليرتفع حاجباه عاليا في دهشة شديدة قائلا " انا لم اقل انك تثيرين مللي قط ! انا قلت ان هذه الفكرة التي طرحتها قد تكون مملة بالنسبة لي.."

    رددت واولى بوادر العاصفة هطلت على خدّي " لا ... انت لم تقل (قد تكون) بل قلتها صراحة ان الفكرة تبعث على الملل واي فكرة تخصني فانما تعكس شخصي فاذا كانت فكرتي مملة اذن انا ايضا مملة ! وما دمت تراني مملة فلا ارى اننا سنتلائم في المستقبل اذن لنوقف هذه المهزلة الان قبل نغرق في خلافات اكبر! "

    ارتفع صوت زوجي - عفوا اقصد خطيبي - وهو يقول باستنكار شديد "انا لااصدق كيف فسرت الامر بهذا السوء وجعلته يكبر هكذا ؟! الا استطيع ان اعبر عن رايي دون ان يساء فهمي ؟! "

    لم اخبركم ان هذا الخلاف الجهنمي الاول كانت احداثه تجري في غرفة الضيوف في بيتنا اقصد بيت عائلتي طبعا ومؤكد ان صوتنا ارتفع ليصل لاذني امي المرهفتين بطبيعتهما ! وقبل ان ارد بشيء دخلت امي بوجهها البشوش تحمل بين يديها صينية وضعت عليها قدحين من العصير الاصفر الباهت .

    قالت بلطف وهي تقدم العصير الينا " اشربا بعضا من عصير الليمون "

    (خطيبي) اخذ قدح العصير محمر الوجه خجلا من ارتفاع صوته بينما انا اخذت قدحي بكبرياء بعد ان مسحت تلك الدمعات التي افلتت مني .

    ما ان تذوقنا من قدحينا حتى امتعضت ملامح وجهينا من شدة حموضته ، خطيبي لم يجرؤ ان يقول شيئا لامي بينما انا بادرت لاقول بعفوية " امي ! ألم تضعي ولو قليلا من السكر ؟! انه شديد الحموضة .. "

    اتسعت ابتسامة امي وهي تجلس على كرسي قريب ثم قالت بهدوء " هذا ما يجب ان يكون طعم الخلافات الزوجية .. حامضا يلسع لكنه ليس سيئا تماما ! "

    نقلت نظراتها بين وجهينا المرتبكين لتكمل ببشاشة " المثل يقول يوم حلو ويوم مر لكني احب ان اصفه حامضا بدلا من مر "

    اخيرا قالت بحنان وتفهم " الخلافات الزوجية طعمها لاذع كطعم هذا الليمون لكنه بنفس الوقت يعطي الزواج نكهة منعشة فتذكرا فقط انه مهما بلغ الخلاف فأنه صحي في النهاية .."

    فجأة لمعت الفكرة في خاطري ووجدت نفسي اقول بحماسة " لقد وجدتها !" ثم نظرت لخطيبي على وجه التحديد لاقول بفخر " وجدت الفكرة المناسبة.. "



    " جدتي ... جدتي ... لقد اشتريت لك الليمون وها قد احضرت لك ليمونتين كما طلبت مني .."

    توقفت العجوز عن الكتابة ورفعت راسها لتنظر نحو حفيدتها صفا ذات الاربعة عشرة ربيعا وهي تدخل غرفة المعيشة متقدمة نحوها حاملة بيديها ليمونتين لامعتين بلونهما الاصفر ... كم تحب هذه الحفيدة المميزة ربما لانها تذكرها بنفسها وهي صغيرة وتظن في نفسها الحذاقة الشديدة والتفرد ..!

    اقتربت صفا من جدتها وعيناها الفضوليتان تطرحان نفس السؤال وهما تنقلان نظراتهما بينها وبين الليمونتين اللتين تقدمهما اليها ...

    اوشكت ان تبتسم الجدة فقد كانت تنتظر سؤالها هذا منذ يومين اي منذ اتت لتبقى معها تراعيها بعد وعكتها الصحية .

    قالت صفا بلهجة شبه متوسلة " جدتي ارجوك .. ألم يحن الوقت لتخبريني بسر الليمونتين ؟؟ لقد وعدتني انك ستطلعيني وحدي على هذا السر .. الا تقولين دوما اني حفيدتك المفضلة ؟! "



    ضحكت الجدة من قلبها وهي تأخذ الليمونتين منها لتضعهما على حافة الشباك قرب آنية الزهور ثم قالت بحنو " حسنا ... اعتقد انه حان الوقت فعلا .... ساخبرك ..."

    التفتت لحفيدتها مرة اخرى وهي تقول بعينين تلمعان مرحا " انه تقليد قديم اتبعناه انا وجدك منذ اول زواجنا .."

    تحمست صفا وهي تجلس على الارض بجانب جدتها وتستنتد لركبتيها بذقنها بينما تتساءل " ما هو هذا التقليد ؟"

    ردت الجدة وهي تتطلع للبحر قائلة بابتسامة عريضة " فكرة طرأت في بالي ايام خطوبتنا ... نضع كل يوم ليمونتين هنا على هذا الشباك المواجه للبحر ومنذ الصباح الباكر ونتركهما حتى اخر الليل .."ابتسمت وهي تكمل بدعابة " اذا كنا محظوظين طبعا .."



    عبست صفا وهي تقول "لم افهم ! كيف اذا كنتما محظوظين ؟ "

    التفتت الجدة لحفيدتها تداعب وجنتها الناعمة قائلة " ليمونة لي وليمونة له .. اذا ازعجته ذهب الى ليمونتي ليقسمها بالسكين ويعصرها في فمه متجرعا طعمها اللاذع فيصبر عليه كما يصبر على ازعاجي له وفي نفس الوقت عندما لااجد الليمونة اعلم اني ازعجته فابادر لمصالحته .."

    ارتفع حاجبا صفا والابتسامة تتسع على شفتيها لتقول " وانت كنت تفعلين المثل اذا ازعجك جدي اليس كذلك ؟"

    ضحكت الجدة وهي تعلق بمرح " فتاة ذكية .." هتفت صفا " انها فكرة عبقرية !"

    رفعت الجدة ذقنها بفخر وهي ترد " نعم جدتك عبقرية "

    وهنا .... علا صوتا جهوريا متذمرا من احدى الغرف المجاورة .... قائلا بحنق " ها قد غيرتِ ترتيب اغراضي مرة اخرى ! تستحقين ليمونتين بدل الواحدة .."

    هزّت الجدة كتفيها وهي تغمز لحفيدتها التي تحاول كتم ضحكتها ثم مالت براسها نحو رأس صفا لتهمس في اذنها بعبث " هذا ما يسمى .. يوم حلو ... ويوم حامض..
    .

    الدعاء هو البر الحقيقي الذي لا يخالطه رياء..
    هو صلة العبد بربه دون وسيط وهو النافع الشافع للميت
    أسعدوا موتاكم بالدعاء

    اللهم أرحم فقيد الوطن .والدنا قابوس وأجعله ممن يقول :
    (ياليت اهلي يعلمون ما أنا به من النعيم)

    اللهم أمين..اللهم أمين ..اللهم أمين

    •   Alt 

       

  2. #2
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    سلمت يمناج اختي
    انتقاء جميل وتواجد أجمل
    دمتي في حفظ الرحمن ورعايته
    بالفعل يوم جميل ويوم مر ( حامض )

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  3. #3
    مميز السبلة الصورة الرمزية حنااايا..الروح
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    11,690
    Mentioned
    34 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوارة الكون مشاهدة المشاركة
    سلمت يمناج اختي
    انتقاء جميل وتواجد أجمل
    دمتي في حفظ الرحمن ورعايته
    بالفعل يوم جميل ويوم مر ( حامض )
    جزيل الشكر والتقدير لك عزيزتي نوارة على المرور
    أسعدني تواجدك العطر
    دمتي بعافية
    .

    الدعاء هو البر الحقيقي الذي لا يخالطه رياء..
    هو صلة العبد بربه دون وسيط وهو النافع الشافع للميت
    أسعدوا موتاكم بالدعاء

    اللهم أرحم فقيد الوطن .والدنا قابوس وأجعله ممن يقول :
    (ياليت اهلي يعلمون ما أنا به من النعيم)

    اللهم أمين..اللهم أمين ..اللهم أمين

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م