لماذا اغتالت اوربا القائد الافريقي توماس سانكار؟
--------------

تم قتل سانكارا من قبل مجموعة مسلحة مكونة من 12 ضابطاً حيث أطلقوا عليه النار عندما كان ذاهباً إلى أحد الاجتماعات وقد أخذوا جثته وقطعوها إرباً ثم دفنوها في إحدى المقابر، كانت تلك المجموعة قد اغتالت سانكارا بأمر كومباوري الذي اتفق مع المخابرات الفرنسية والزعماء الاوربيين على ضرورة التخلص من سانكارا خوفاً من انتشار افكارة الثورية إلى بقية البلدان الأفريقية وقبل مقتل سانكارا كان أصدقائه يحذرونه من كومباوري لكنة لم يقتنع وكان يقول (الأصدقاء لا يخونون) وكان قد تنبأ بموته عندما كان يناقش أحد أصدقائه حيث قال (مات جيفارا وهو في سن الـ39 وأنا سأموت قبل أن أتعدى الـ39 أيضاً)، وعموماً حاول كومباوري التخلص من كل شيء متعلق بسانكارا فقام بتدمير الآثار المتعلقة بحكمه وأساء لسمعته ووضع عائلته تحت الاقامة الجبرية أما من ناحية حكمه فقد تقرب من فرنسا ودول الغرب وأعاد المسؤولين الفاسدين إلى الحكم وقام بتشريع الضرائب من جديد، وفي عام 2014 حدثت انتفاضة ضد كومباوري هرب على إثرها إلى خارج البلاد

توماس سانكارا (21 ديسمبر1949-15 اكتوبر 1987) ينظر إليه على أنه شخصية ثورية كاريزمية ويلقب بـ(تشي جيفارا افريقيا) سانكارا استولى على السلطة في عام 1983, كان هدفة يتمثل في القضاء على الفساد وهيمنة القوة الفرنسية المستعمرة , لدى وصولة للسلطة عمل على تحقيق برامج إقتصادية طموحة وركز على التغيير الإجتماعي والاعتماد على الذات.
سانكارا عرف بواقفه الرافضة للرضوخ للقوة الغربية والاعتماد على اوربا التي تنهب خيرات بلدان إفريقيا، وكان يقول أن إذا أدارت افريقيا ثروتها بشكل صحيح فأن أوربا هي التي ستعتمد على افريقيا بل وتلقى الاعانات من القارة السمراء بدلاً من حدوث العكس، وطالب القادة الافارقة بالتوحد وعدم الاعتماد على صندوق النقد الدولي والبنك الدولي فقد يعتبرها سانكارا بأنها أدوات تستخدم لإستعباد الشعوب الافريقية. وبدأ بتنفيذ أفكاره العظيمة فأصبحت بوركينا فاسو في زمن قياسي من دولة فقيرة تعاني المجاعة الى دولة مكتفية ذاتياً بل وتصدر فائض منتجاتها الى الدول الاخرى وبدأت بعض الدول الافريقية تقتدي بالنموذج ( السانكاري).
أفكار توماس شكلت تهديد قوي لمطامع أوربا لا سيما فرنسا في القارة الافريقية إذ أن دول الغرب اعتادت على نهب ثروات القارة السمراء الثمينة وإعادة إنتاج الازمات الشعوب الافريقية. لذلك إهتدت أوربا بزعامة فرنسا بضرورة تصفية الزعيم القوي حتى لا تغزو أفكاره بقية إفريقيا، تم إغتياله بطريقة مقززة ومهينة في 15 أكتوبر 1987.
وأليكم أهم أفكار ومواقف سانكارا التي إعتبرتها أوربا تهديد لأطماعها :
منظمة الوحدة الافريقية
في عام 1987 وأثناء اجتماع القادة الأفارقة تحت رعاية منظمة الوحدة الأفريقية ، حاول توماس سنكارا إقناع أقرانه بأن يديروا ظهرهم لديون الدول الغربية ووفقا لحديثه أنه قال ( إن الدين يدار بشكل بارع لإستعباد أفريقيا .. إنه إسترداد يحيل كل واحد منّا إلى عبد إقتصادي .. إن سياسات الفائدة والمساعدات قد إنتهت بنا إلى تشويشنا وإخضاعنا وسلبنا الشعور بالمسئولية تجاه شئوننا الإقتصادية والسياسية والثقافية . لقد إخترنا أن نخاطر بأن نمضي في مسارات جديدة لتحقيق رفاهية أفضل ) . في المقابل كان سنكارا يتحدث عن (الأبارثايد) مخبرا (جاك شيراك) أثناء زيارته لبوركينا فاسو أنه من الخطأ أن يدعم حكومة (الأبارثايد) وأن عليه أن يكون مستعدا لتحمل عواقب ذلك . إن سياسات سنكارا ومواقفه المضادة للإمبريالية جعلت منه عدوا لفرنسا وهو الذي نطق بالحقيقة دون خوف ودفع حياته ثمنا لذلك.

الاكتفاء الذاتي
بعد ان تولى سنكارا الرئاسة صادر اراضي الاقطاعيين وزعماء القبائل ووزعها على الفلاحين والغى الضرائب الثقيلة التي تثقل كاهل الفلاح مما رفع المستوى المعيشي للفلاحيين وخلق الحالة المثلى للمساواة في بوركينا وفي غضون اربع سنوات فقط تضاعف انتاج القمح والقطن من 1700 كيلوغرام للهكتار الواحد إلى 3900 كيلوغرام للهكتار , هذا يعني ان سنكارا لم يكتفي بجعل بلادة مكتفية ذاتياً بل تعاني من فائض في الغذاء وهو مايعتبر معجزة في دولة أفريقية فقيرة مثل بوركينا فاسو , كذلك نصح سنكارا المواطنين بضرورة الإعتماد على النفس وحظر إستيراد العديد من المواد إلى بوركينا فاسو وشجّع على نمو الصناعات المحلية ولم يمر على حديثه الكثير حتى أصبح البوركينيون يرتدون قطنا وطنيا 100% ، قطن جرى نسجه وتفصيله في بوركينا فاسو لقد كانت المرة الاولى في تاريخ افريقيا عندما اصبح المواطنون الافارقة يرتدون الملابس المحلية بدلاً من الملابس الاجنبية المستوردة.

مواقف شخصية

شعار دولة بوركينا فاسو اثناء حكم سنكارا وقد كتب علية (الموت او الوطن) وهي مقولة جيفارا التي قالها في منظمة الامم المتحدة
خفّض رواتب الوزراء وباع أسطول السيارات المستوردة في الموكب الرئاسي ، مستعيضا عنها بأرخص أنواع السيارات في بوركينا فاسو وهي الـ (رينو 5)
رفض استخدام وحدات تكييف الهواء في مكتبه ، قائلا بأنه يشعر بالذنب وهو يفعل ذلك لأن القليل جدا من شعبه يستطيع أن يملك ذلك.
رفض أن تعلق صوره في المكاتب والمؤسسات الحكومية ، لأن كل بوركيني هو توماس سنكارا حسب قوله
رفض كل الامتيازات الحكومية وجعل راتبة 450 دولار فقط وبذلك يعد افقر رئيس في العالم انذاك
شجع على الاعتماد على الذات وحظر استيردا الغذاء معتمداً على الانتاج الحالي حيث قال :ان من يطعمنا يتحكم فينا(يقصد دول الغرب)
مجمل ممتلكاتة الشخصية هي : دراجة هوائية وسيارة قديمة مع ثلاجة معطلة وثلاثة غيتارات
قام بالغاء الضرائب من عامة الناس وجعلها حكراً على الوزراء ومسؤولي الدولة.
كان قد كتب النشيد الوطني بنفسة وقام بتصميم علم البلاد الذي كتب علية(الموت او الوطن) وهي مقولة تشي جيفارا التي قالها في منظمة الامم المتحدة.