الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :

فها هي العشر الأواخر من رمضان قد أقبلت ، وفرص غالية من الخير قد فتحت ، وحتى تتنشط القلوب ، وتسارع في رضا علام الغيوب ، أضع بين أيديكم بعض المحفزات ؛ للتنافس في الخيرات ، في العشر المباركات ...

أولا : استحضار أن ليلة القدر التي هي خير من ثلاث وثمانين سنة مما سواها ضمن هذه الليالي ، فكيف تفوت أجر ليلة تساوي عمر الإنسان ؛ " خير من ألف شهر " .

ثانيا : التفكر في ثمرة القيام ، واللذة التي تجدها إثر قيام الليل ، ويكفيك أنها سبب مغفرة الذنوب ؛ " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " .

ثالثا : الحرص على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم إن كنت صادقا في حبه ، " كان صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ".

رابعا : ربما لا تدرك رمضان مرة أخرى ، فالأعمار بيد الله ، وكم من شخص فارقناه في أواخر شعبان ، فاجتهد قبل الرحيل .

خامسا : مواسم الفضل تأتي على فترات ، والسعيد من يغتنم الفرص السانحات ، وقديما قيل : من الغصص ذهاب الفرص !

سادسا : التفكر في قصر المدة وسرعة ذهابها ، فها هي الأيام الفاضلات تولت سريعا ، وتوشك العشر الأواخر أن تلتحق بها ، ولن تشعر بتقضيها .

سابعا : تأمل في اجتهاد الصالحين ، وكيف كانت العشر الأواخر غالية في حياتهم ، وما كانوا يفرطون في دقيقة منها ، فكن على إثرهم .

ثامنا : من شكر نعمة العافية والصحة أن تغتنم جسدك في الخير والاجتهاد في طاعة الله ، فغيرك طريح الفراش لا يستطيع الحراك ، يتمنى أن يغتنم هذه الفرصة .

تاسعا : تضييع العشر من صور التفريط والتأخر عن الخير والفضل ، وهذا التفريط يقود للتكاسل في سائر أبواب الخير ؛ " لا يزال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله " .

عاشرا : تذكر كم فرطت وضيعت من رمضانات فائتة لن تعود ، فهل يعقل أن تستمر في تضييع الفرص ، وتذكر قول ابن عمر رضي الله عنه في فضل اتباع الجنائز : فكم من قراريط فرطنا فيها !!

أسأل الله أن يرزقنا وإياكم التوفيق والهمة العالية والعزيمة الصادقة لاغتنام الأيام الباقية .
منقول